في زمن كورونا وفي
ظل الضائقة الاقتصادية، وإرهاصات الكساد الاقتصادي لم
أجد افضل من التوجيه الرباني الخفي إلى ضرورة ترشيد الإستهلاك، والعمل على توفير
وتخزين السلع الأساسية والبضائع (أصل التبادل التجاري) و الثروة أو النقود (وسيلة
التقايض) لحين العوز.
(قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِینَ دَأَبࣰا
فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِی سُنۢبُلِهِۦۤ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ
ثُمَّ یَأۡتِی مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَ سَبۡعࣱ شِدَادࣱ یَأۡكُلۡنَ
مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ ثُمَّ یَأۡتِی
مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَ عَامࣱ فِیهِ یُغَاثُ ٱلنَّاسُ
وَفِیهِ یَعۡصِرُونَ) سورة يوسف
وهذه
التوجيهات ليست موجهة للأفراد فقط، بل جاءت في الأصل الى المؤسسات والمجتمع
(الدولة).
ففي
الوقت الذي عاشت فيه كثير من الشركات والدول في حالة من الرفاهية والترف الشديدين
لسنوات مضت، جاءت اليوم أمام أول تحد بسيط مقارنة بسنوات الرفاهية، لتصبح مهددة
بالإفلاس، ولم تجد أمامها سوى الموظف أو العامل والتاجر البسيط والمواطن الغلبان
لتعويض خسائرها.
وصدق
الله العظيم حين قال :
(لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِۗ
مَا كَانَ حَدِیثࣰا یُفۡتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ
كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ)
ولا بد
لنا أن نذكر هنا، أن الشركات الكبرى والعابرة للقارات، ومن خلفها الدول
الرأسمالية، ورجال الأعمال، هم من أسسوا وروجوا لفكرة زيادة الإستهلاك، بدءا من
الفرد البسيط، وصولا إلى الدول والحكومات، ومرورا بالمجتمعات، إلى أن تغلغلت ثقافة
الاستهلاك في وعينا وسلوكنا، وباتت جزءا من شخصيتنا، بل وتقييمنا لبعضنا البعض،
انطلاقا من فكرة الملكية وليس المشاركة أو العطاء.
وهذه
الثقافة تطورت فيما بعد لتصبح تهديدا للطبيعة ولمواردها، وللبيئة والمناخ، وقد تصل
إلى محاولة نهب ثروات الكواكب الأخرى، اذا اتيح لنا المجال.
في
المقابل هناك العديد من الآيات والتوجيهات التي تدعو إلى الاقتصاد والترشيد
والتعفف والزهد و الموازنة بين الرغبات والحاجات، وإلى العطاء والبذل، ولكننا
للأسف بعيدون كل البعد عن البصيرة والوعي الحقيقي.
ومن هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر:
(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا) الفرقان 67
وتقدير اسم كان هو :إنفاقُهم" أي (وكان إنفاقهم وسطاً لا ينحدر إلى حدود التقتير ولا يصل إلى حدود الإسراف)
وفقنا الله
وإياكم إلى حسن التدبير والترشيد والعطاء.
هذا
والله أعلم.
أيمن يوسف أبولبن
18-5-2020
18-5-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق