((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)) (4) سورة
المعارج
((وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن
يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا
تَعُدُّونَ)) (47) الحج
((يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى
الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ
مِّمَّا تَعُدُّونَ)) السجدة (5)
بعد اطلاعي على كتاب (تاريخ أكثر إيجازاً
للزمن) للعالم (ستيفن هوكنز) وما ذكره عن مفهوم "الزمكان" والذي يُعدّ تطويراً
مهماً على نظرية آينشتاين للنسبية بإضافة ما يسمى البعد الرابع للكون، تبادرت إلى
ذهني مباشرة هذه الآيات، بفهم جديد.
كنا نظن ونعتقد أن الزمن هو خط مستقيم تمر الثواني
والدقائق والساعات عليه بشكل منتظم مما يؤدي إلى انتقالنا من عام إلى عام وهكذا
دواليك.
ولكن الحقيقة أن الكون مُحدّب وأن خط الزمن كذلك مُحدّبٌ (ولو بشكل
تخيلي)، فهو يطول ويقصر تبعاً لموقعك في هذا الكون، فلو فرضنا أن العلماء
استطاعوا اختراع مركبة فضائية تنتقل في الفضاء بسرعة الضوء (أو قريب منها)، فإنها ستنتقل
من بُعد زمني إلى بُعد زمني آخر تختلف معه وحدات الزمن، وبناءً عليه، فإن الزمن
الذي سيمر على روّاد الفضاء داخل تلك المركبة سيكون أقل بكثير من نفس الزمن الذي
سيمر علينا نحن بحساباتنا الأرضية.
وهذه النتائج التي توصل لها العلماء، فتحت
الباب على إمكانية السفر عبر الزمن، أو السفر الى المستقبل، ولو نظرياً.
فلو تخيّلنا أن هذه المركبة أمضت في الفضاء مدة أسبوع
وهي تسافر بسرعة الضوء، ثم عادت إلى الأرض فإنها بالتأكيد لن تعود بعد أسبوع،
ولكنها ستصل بعد سنوات، وهو ما يعني أن روّاد هذه المركبة قد سافروا عبر الزمن!
وفي هذه الآيات نجد
الحديث واضحاً عن اختلاف الوحدة الزمنية تبعاً لاختلاف المكان أو الأبعاد الكونية،
أي اختلاف البعد "الزمكاني"، لاحظوا كيف وردت كلمة "يوم" في
الآية الأولى، ولكن مقدار هذا اليوم "الأرضي" كان خمسين ألف سنة.
وفي الآية الثانية
كان الوصف دقيقاً بالقول إن اليوم الواحد في البُعد اللانهائي للعذاب، يعادل خمسين
ألف سنة مما تعدّون الآن.
هذا والله أعلم
أيمن يوسف أبولبن
26-5-2019
#آيات_استوقفتني #الزمكان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق