يوميات مواطن عربي. هذا هو العنوان الذي اخترته لمدونتي ، والذي يمثل محتويات هذه المدونة ، من يوميات وخواطر ونثر أعبر من خلالها عن آرائي وأفكاري تجاه ما يدور من حولي كمواطن عربي . أنا مهتم بالسياسة والوطن ، والمجتمع ، وكل القضايا الشائكة ، ولكن هناك دائماً متسع للحب ، والأدب ، والفن ، والرياضة. اتمنى ان تستمتعوا ، وأن لا تبخلوا علي بتعليقاتكم على كتاباتي ، التي تجدونها تحت بند "أرشيف المدونة الالكترونية" الى أسفل و يمين هذه الفقرة
الخميس، 31 يناير 2019
الشمعة الأخيرة في كانون
الثلاثاء، 22 يناير 2019
26 شخصاً يمتلكون نصف ما تمتلكه البشرية جميعها
الاثنين، 14 يناير 2019
نظرية الأرض المسطحة، عودٌ على بدء
حركة النجوم حول المحور
إثبات حركة النجوم في القطب الجنوبي
دوران القمر ودوران الأرض
خطوط الطيران
الغلاف الجوي
المدارات والأقمار الصناعية
ناسا تنشر فيديو للأرض من مليون ميل
السبت، 12 يناير 2019
اكتشاف الجانب المظلم من القمر
القدم الصغيرة Small Foot
إذا كنت تبحث عن فيلم عائلي، مثير ومفيد وممتع، فعليك مشاهدة فيلم القدم الصغيرة small foot
وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من المخلوقات التي تعيش بمعزل عن العالم في أعلى قمة جبل فوق الغيوم، ونظرا لخوف هذه المخلوقات من البشر، يضع الجدود الأوائل تعليمات عامة للأجيال القادمة ويحفرونها على الأحجار، وتتضمن عدم وجود مخلوقات أخرى وعوالم أخرى، وتصبح هذه المعتقدات قوانين لا شك فيها، ويقوم على حفظها سدنة وكهان.
وهو ما يحدث أيضا مع البشر من خلال شخصية صحفي يقع في الصدفة في مواجهة هذا المخلوق.
الاثنين، 7 يناير 2019
الطغاة عندما يتحدثون عن «نظرية المؤامرة»
الرئيس السوداني «عمر البشير» يُحذّر من «انزلاق» السودان، إلى مستنقع الفوضى كما هو حاصل في العديد من الدول المجاورة، ويتحدث أمام مناصريه عن ضرورة التحلّي بالوطنية والحفاظ على أمان واستقرار السودان.
يأتي هذا وسط احتجاجات ومظاهرات شعبية واسعة عُرفت «مظاهرات الخبز»، نظراً لارتباطها بارتفاع أسعار الخبز، وتردي الأحوال الاقتصادية في البلاد. قد يكون حديث عمر البشير منطقيا، ويتمتع بمصداقية لو توافق كلامه عن الوطنية والمحافظة على استقرار البلاد، مع نهجه وأسلوبه في الحكم، ولكن المفارقة أن واقع الحال في السودان لا يدع مجالاً للشك، بأن هذا النظام الحاكم، هو سبب رئيسي لمشاكل البلد، وإذا كانت هناك مؤامرة حقيقية على البلاد، فممارسات هذا النظام وافرازاته كانت من حيث تدري أو لا تدري، المغذي الرئيس لعدم استقرار الأمن في البلاد، وانزلاقه نحو الهاوية.
في اللحظة ذاتها التي يتحدث فيها عمر البشير عن أمن واستقرار السودان، كانت قوات الجيش والشرطة تستخدمان الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، وبمساعدة مجموعة من الشبيحة أيضاً، حيث وصلت حصيلة العنف بعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات إلى 39 شهيدا ومئات المصابين.
وباستعراض سريع لتاريخ عمر البشير، الذي يدّعي حرصه على مصلحة الوطن، نجد أنه جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، ومن يومها لم تعرف السودان حاكماً غيره، ورغم بلوغه العام الرابع والسبعين من عمره، إلا أنه لا يزال يسعى إلى الاستمرار في الحكم، حيث تم مؤخراً الترويج لفكرة تعديل الدستور، ليصبح البشير رئيسا ‘دائما’ للبلاد، وكأن السودان بشعبه وأحزابه ومفكريه وقياداته، وجميع رموزه الوطنية، عاجزون عن قيادة البلاد بعيداً عن رؤية عمر البشير، طالما بقي حيّاً يرزق!
والملاحظ، أن البشير وبعد استقراره في الحكم، قد مارس كل ما يليق بطاغية لا يؤمن بالتعدّدية ولا بحرية التعبير، وبالضرورة لا يؤمن بالديمقراطية، وجاء على رأس تلك الممارسات قمع الحريات والتخلص من أصحاب مراكز القوة من أعوان ونواب ومساعدين، واقصاء كل الذين لا يتفقون مع نهجه. ونتيجة لتلك السياسات أصبح الجيش السوداني بمثابة ميليشيا تابعة للحزب الحاكم، تدين بالولاء إلى سياسات الحزب، وليس إلى الوطن. كما فقد الجيش من خلال هذا التسييس العديد من الكفاءات وتحوّل إلى مركز للسلطة مليء بالفساد والتجاوزات.
انقسم السودان في عهده إلى سودانين، شمالي وجنوبي، وعانت البلاد من عقوبات اقتصادية نتيجة الجرائم التي ارتكبها الجيش النظامي والميليشيات المتقاتلة في الحرب الأهلية.
ويُعزى أمر الانفصال إلى تشدّد عمر البشير ورفضه كافة محاولات إصلاح ذات البين. كما يعتقد خبراء وسياسيون أن هذا الانقسام لم يكن ليحصل لولا وجود عمر البشير على رأس السلطة.
تجاوزات في حقوق الإنسان
ونتيجة تلك التجاوزات والجرائم في حق الإنسانية، صدر في حق البشير مذكرة جلب واعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، لمسؤوليته عن جرائم الجيش في دارفور والتي شملت القتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب والتهجير، والتي وصل ضحايا العنف فيها حسب منظمات إنسانية إلى 300 ألف قتيل!
وما زالت مناطق النزاع تعاني إلى اليوم من بقايا مآسي الحرب، والفقر والجوع، وسوء الأوضاع المعيشية.
ولعلنا سمعنا جميعا بفضيحة «عائشة البصيري» الناطقة الرسمية لقوات حفظ السلام الأممية، التي قدّمت استقالتها عام 2013 احتجاجاً على التضليل الذي تقوده الحكومة بشأن التحقيقات الأممية، وبتواطؤ مع مسؤولين كبار في الأمم المتحدة. يعيش السودان في شبه معزل عن العالمين العربي – الإسلامي، والدولي بسبب سياسات البشير والملاحقات الدولية في حقه، وتحوّل السودان إلى رهينة في يد البشير والحزب الوطني.
كما يمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة، وهو غارق في الديون الخارجية حيث وصلت إلى أكثر من 54 مليار دولار في العام الماضي. هذا بالإضافة إلى الأزمة المائية، والعديد من الأزمات الاجتماعية منها الاتجار بالبشر، واستغلال الأطفال في الحروب وتجنيدهم في القوات المسلحة المتنازعة.
ونتيجة لتاريخه الحافل في المنطقة، تم تصنيف عمر البشير عام 2015 كأسوأ رئيس أفريقي من قبل متخصصين في الشأن الإفريقي.
كما يأتي السودان في المراتب الأولى في الفقر، وفي نسبة المهاجرين من البلاد نتيجة تردي الأوضاع السياسة والاقتصادية والاجتماعية، كما تزايدت أيضا نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب.
بعد كل هذا التاريخ، ما زال عمر البشير مستمرا في تعديد مناقبه، وتخويف الشعب من مغبة الديمقراطية والتغيير، ويوهم البسطاء من الشعب، أن مواقفه الوطنية والقومية ورفضه التطبيع مع إسرائيل، دفعت الغرب وبعض المتآمرين، إلى محاولة عزله وإثارة الفوضى في البلاد.
وهذا للأسف هو نهج الطغاة أينما حلّوا، فهم على قناعة تامة، ألاّ نهج صحيح سوى نهجهم، وكأنهم ممثلو الرب في الأرض، يستمدون شرعيتهم من السماء، وتكون طاعتهم واجبة وأوامرهم نافذة لا تحتمل النقاش أو الأخذ والرد، وحينما تبرز الدعوة إلى التغيير، وتصبح هناك حاجة ملحة لتغيير النهج وتعديل الأوضاع، تبدأ سياسة التخوين والتآمر.
والأنكى من ذلك، أن بعض الوطنيين والقوميين العرب، ما زالوا يؤمنون بتلك الخدعة، وإرهاصات المؤامرات الخارجية، فخرجوا علينا مؤخراً وهم يتحدثون عن مؤامرة في السودان!
أتخيل الأيام المقبلة، عندما يقرأ الجيل القادم تاريخ هذه المرحلة الفاصلة والتي كانت بمثابة أمل أخير للإصلاح وتعويض ما فات من حكم ديكتاتوري قام أساساً على التخويف، وعلى كذبة العداء لإسرائيل، وعندما يأتون على حديث الطغاة عن الوطنية والقومية وأمن البلاد، وربط دعوات التغيير بنظريات المؤامرة، ثم يقارن الجيل القادم هذا كله، بإنجازات هؤلاء الطغاة على أرض الواقع، وجرائمهم في حق الوطن والمواطن، فيدركون حينها حجم المأساة الحقيقية التي كنا نعيش، أتساءل مع نفسي، هل سيشعرون بالأسى حيالنا والتعاطف معنا أم بالشفقة؟ أم ربما بالازدراء!
أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
7-1-2018