قبل أيام قليلة وبالتحديد يوم الجمعة الماضية
فاز #النادي_الفيصلي ببطولة #كأس_الأردن وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي أنباءً
عن هتاف مستغرب من #جماهير_الفيصلي ( بالروح بالدم نفديكي اسرائيل !! ) بينما نفت
إدارة وجماهير النادي هذه الأنباء مشيرة إلى أن الهتاف كان ( بالروح بالدم نفديك
فيصلي )
بحثت عن التسجيل على
مواقع النت ووجدت التسجيل المرفق ولكني لم أستطع التأكد من الهتاف بدقّة نظراً
لعدم وضوح الصوت، حيث احترت بين الهتافين أيهما صحيح، وتذكرت مقالتي (ضع نفسك
مكاني وسترى الأزرق أسود ! )
بغض النظر عن صحة الأنباء من عدمها فهذا لن
يغيّر من حقيقة انتشار ظاهرة الهتافات العنصرية والمسيئة في ملاعبنا الأردنية بشكل
عام، والتي شهدت حالات متكررة من الهتافات العنصرية المسيئة خلال الأعوام الماضية
عدا عن الكم الهائل من الشتائم البذيئة التي يندى لها الجبين !
المتابع للساحة
الرياضية الأردنية يعلم جيداً أن صراع قطبي العاصمة #نادي_الوحدات و #نادي_الفيصلي
بات مُسيّساً ووصل حد الإنفجار وسط طبطبات من المسؤولين وهمهمات عشائرية وضحك على
الذقون بينما على أرض الواقع أصبحت ملاعب كرة القدم مستنقعاً لأوحل وأقذر التصرفات
والهتافات غير الأخلاقية واللاوطنيّة التي تثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
هذا الواقع المرير هو
ما أدى إلى عزوف فئة كبيرة من متابعي الرياضة في البلد عن حضور المباريات وإنعدام
ظاهرة حضور العائلات للمباريات علماً بوجود ركن كامل من أركان ستاد عمان معروف
شعبياً ب (الدرجة الثانية عائلات) !
عزوف الجماهير العاشقة
للرياضة أدى إلى خلو الملاعب من الجماهير في معظم المباريات على عكس ما شهدته
الملاعب في عقدي الثمانينات والتسعينات من إقبال كثيف على المباريات فاق كل
التصورات، مما أدى إلى تعالي الأصوات و المطالبات بتوسعة الملاعب أو بناء ستادات
رياضية ضخمة لاستيعاب الجماهير !! ألا تستحق ظاهرة عزوف الجماهير من المسؤولين إعادة
النظر في شؤون اللعبة ؟!
في معظم دول العالم
هناك أندية تغلب عليها صبغة جالية من الجاليات أو جنسية من الجنسيات أو أقليم من
الأقاليم بالرغم من أنها تمثل البلد الذي تلعب فيه وتنتمي للإتحاد الوطني ويحمل
لاعبو هذه الأندية جنسية هذا البلد ولكن مسألة الأصول والعرق لا تتعارض مع الهوية
الوطنية ومظلة البلد الواحد طالما أن جمهور النادي و لاعبوه ملتزمون بالروح
الوطنية
أنديتنا الرياضية لا
تخرج عن هذا الإطار فهناك أندية تمثل العاصمة وأندية أخرى تمثل مدن الشمال والوسط
والجنوب وهكذا دواليك ، وهناك أندية تمثل أبناء المخيمات الفلسطينية يأتي على
رأسها النادي الأكثر شعبية نادي الوحدات الذي حمل اسم مخيم الوحدات في وسط
العاصمة، مكان إقامة النادي، وهناك بعض الأندية التي لها خصوصية مثل النادي الأهلي
الذي يعتبر ممثلاً للشركس، ولكن هذه الأندية جميعاً تنصهر في وطن واحد وتمثل بلد
واحد، فعلى سبيل المثال تضم معظم الأندية الممتازة لاعبين أردنيين من أصل فلسطيني
ومن أبناء المخيمات، وهم يمثلون المنتخب الوطني ويدافعون عن قميصه ، فلماذا نعطي
الموضوع أكثر من حقه، خصوصاً مع فتح باب الإحتراف وتواجد لاعبين أردنيين مع أندية
عربية أو أجنبية وتواجد لاعبين أجانب في صفوف الأندية الأردنية مما يقلّل من
الأقليمية وخصوصية الأندية.
ولكن يجب القول أن من حق هذه الأندية على الدولة
والإتحادات الرياضية مراعاة خصوصيتها ضمن إطار الوحدة الوطنية ، وليس هناك من مبرر
وطني أو اخلاقي لترديد شعارات أو هتافات
عنصرية بحق أي نادي من هذه الأندية، وفي المقابل لا يجوز لجماهير هذه الأندية التي
تمثل فئة من فئات المجتمع ترديد هتافات تسيء لوحدة البلد الذي يمثلونه ويحملون
جنسيته أو تسيء إلى فئة أو طائفة أخرى في المجتمع .
#القضية_الفلسطينيّة لا
تنحصر في الجنسية أو الإنتماء الفئوي أو في نادي من الأندية، قضية فلسطين أكبر من
مجرد نادي أو رياضة، فلسطين هي قضية العرب والمسلمين، وأول هؤلاء العرب والمسلمين
هم الأردنيون الشرفاء الذين روّوا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة دون أن يولوا
إهتماماً إن استشهدوا شرق النهر أو غربه.
ما العمل في مواجهة #التعصّب_الرياضي
و #الهتافات_المسيئة ؟!
يقع العاتق الكبير على الأندية
نفسها بإداراتها ومشجعيها ولاعبيها، عليهم العمل سريعاً لنبذ أي فئة متعصبة
واستئصالها
كما ان هناك واجب على #اتحاد_كرة_القدم_الأردني
بلجانه المختلفة في العمل على استئصال أي فئة تخرج عن الروح الوطنية وتسيء الى
البلد أو تثير القتنة بين صفوف ابنائه ، بايقاع العقوبة على أي نادي مسيء و تخسيره
المباراة حتى لو أدى ذلك الى هبوطه الى درجات دنيا بل وحتى شطبه من إتحاد اللعبة في
حالة تكرار ذلك عملاً بالقوانين واللوائح، كما يجب ملاحقة المتسببين عن طريق
القضاء واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.
أما العمل الأكبر فيقع
على عاتق المجتمع، من يذهب الى المدرجات ليهتف هذه الهتافات هو جاري وجارك وابن
عمي وابن خالتك وصديقي ونسيبك ، إذا كنا جميعاً ضد هذه الهتافات ولا نتفوه بها ،
فهل هؤلاء مستوردون من الصين مثلاً ؟! اذا كانت هذه الجماهير هي فئة مندسة فلماذا
لا يتصدى لها باقي الجمهور؟! لماذا يسكت عنها حكم ومراقب المباراة وهم يملكون
صلاحية ايقاف المباراة اذا كانت هناك هتافات جماعية عنصرية او مسيئة للبلد ؟!
لماذا لا يمتنع لاعبو النادي الذي تصدر عن جماهيره هتافات مسيئة عن الاستمرار في
اللعب تحت ظل هتافات جماهيرهم الجارحة والمسيئة ؟!
لماذا يقوم أفراد الأمن العام/الدرك باستفزاز
جماهير بعض الأندية بناءّ على ميولهم الرياضية الشخصية ؟! ولماذا تسكت إدارة الأمن
العام عن تصرفات هؤلاء الأفراد ؟! بماذا نفسر قيام أفراد الأمن العام بالإحتفال
بتسجيل أحد الأندية هدفاً في المباريات المحلية رغم أنهم متواجدون بصفة رسمية وبلباسهم
الرسمي لحفظ الأمن وليس لمتابعة المباراة ؟!
إذا كنا نطالب الجمهور
بالإلتزام الأخلاقي وعدم ترديد عبارات مسيئة فمن باب أولى أن نطالب إدارات الأندية
بعدم نشر اي عبارات مسيئة للآخرين أو للوحدة الوطنية وعلينا أيضاً مطالبة إدارة #الأمن_العام_الأردني
و #قوات_الدرك بضرورة الحياد وتوفير أجواء تسودها #الروح_الوطنية
لنراجع أنفسنا ونعترف
بأن المسؤولية هي مسؤولية المجتمع ككل وهي مسؤولية مشتركة تبدا من بيوتنا . لنبدأ من اليوم بتحمل مسؤوليتنا أمام المجتمع
ونتصدى بأنفسنا لكل هتاف يسيء الى سمعة البلد والى الرياضة ويؤدي إلى إثارة الفتن بين
أبناء البلد الواحد وكفانا تمسكاً بشعارات براقة بينما صدورنا ما تزال تحمل
الضغينة والفرقة.
#فلسطين #الأردن
أيمن أبولبن
27-5-2015