‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رياضة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 19 يناير 2020

هل سينجح مدرب برشلونة الجديد سيتيان في مهمته؟




للإجابة عن هذا السؤال علينا ان نحدد أولا ما هي المشاكل الحالية للفريق والتي تسبب بها المدرب المُقال فالفيردي، كما علينا ان نحدد معايير النجاح التي سيتم تقييم أداء المدرب الجديد بناءً عليها.

مشاكل برشلونة


يعاني فريق برشلونة الحالي من مشاكل رئيسية الاولى هي غياب روح الفريق أو بمعنى آخر شخصية الفريق في الملعب وروحه القتالية وقوته الذهنية. وهذا يبدو واضحا في الهزائم الكبيرة التي تلقاها الفريق ومثال ذلك الخسارة القاسية امام ليفربول وخسارته في نهائي الكاس امام فالنسيا، بالإضافة إلى أدائه الضعيف أمام ريال مدريد رغم أنه لعب أمام جماهيره وعلى أرضه، يضاف إلى ذلك تلقيه أربعة هزائم في مرحلة الذهاب من الدوري المحلي، ولعلّ السمة المميزة للفريق في الفترة الأخيرة هي الأداء الضعيف جدا في المباريات التي يخوضها خارج أرضه.

ثانيا الأداء البدني وضعف الحالة البدنية للاعبين مما يفقدهم القدرة على مجاراة الخصم في الضغط على المنافس والاستحواذ والقدرة على التمرير الدقيق، أو حتى القدرة على إنهاء المباراة بشكل جيد نتيجة عدم القدرة على الاستمرار بنفس الأداء العالي لفترات طويلة في المباراة الواحدة.
المشكلة الثالثة التي يعاني منها الفريق هو عدم الاعتماد على المواهب الشابة ورحيل الكثير من المواهب من فرق الناشئين نتيجة عدم استغلالها وعدم تصعيدها للفريق الأول. وهذا تسبب في إرهاق خزينة النادي، وتواجد أكثر من نجم في الفريق مع عدم وجود بديل مناسب وجاهز، وكذلك فقدان روح المغامرة و فقدان روح التنافس.

المشكلة الرابعة والأخيرة هي سوء توظيف اللاعبين داخل الملعب وسوء التنظيم الدفاعي، وعدم استغلال إمكانيات اللاعبين.

جميع هذه المشاكل أدت الى عدم تقديم فريق برشلونة للمستوى المتوقع و تقديم مستويات متذبذبة وضعيفة بعيدة عن المتعة.

المدرب الجديد

سيتيان كان مدربا لريال بيتيس وقدم معه مستويات رائعة وما يميز هذا المدرب بأن لديه ال DNA الخاصة بفريق برشلونة إذ أنه من أكثر المعجبين بالأسطورة يوهان كرويف وسبق أن قال بإن كره القدم التي قدمها يوهان كرويف كمدرب هي أفضل نسخة لكره القدم الحديثة.
 ومن المعروف أن هذا المدرب قوي الشخصية ويتعامل مع اللاعبين باحترافية كبيرة ويهتم كثيرا بالناحية البدنية، ولديه شخصية قوية أيضا في التعامل مع الإدارة، وهذا بالضبط ما يحتاجه فريق برشلونة في الوقت الحالي: إعادة ضبط غرفة الملابس وسلوك اللاعبين خارج وداخل الملعب، مع رفع الجاهزية البدنية وإعادة الاحترام الى أسلوب برشلونة المعهود في اللعب الهجومي والضغط في كل أنحاء الملعب.

ما هو الجديد؟

سيتيان لديه تنوع تكتيكي في خطط اللعب فهو يلعب بأكثر من طريقة 4-3-3 و 3-4-3 و 3-5-2
وهو يعشق اللعب الهجومي والأداء الممتع وبعد تعيينه كمدرب لبرشلونة قال للصحفيين (أستطيع ان أعدكم بشيء واحد، الأداء الممتع)
ومنذ تسلمه مهامه قبل أيام قام سيتيان بمضاعفة تدريبات الفريق والغاء أيام الاستراحة التي كان قد أقرها فالفيردي، وهذا مؤشر على عدم رضاه عن الحالة البدنية للاعبين.

أما الشيء الآخر الذي فعله سيتيان في الأيام القليلة الماضية، هو تصعيد بعض المواهب من فريق الناشئين مثل لاعب الوسط الموهوب ريكي الذي ينتظره مستقبل باهر كخليفة لانيستا، ولكنه للأسف لم يأخذ فرصته في عهد فالفيردي.
وقد طالب سيتيان إدارة النادي باستعادة اللاعب البرازيلي الناشئ إيميرسون الذي تم اعارته الى ريال بيتيس بداية الموسم، وهو مؤهل لسد الثغرة الكبيرة في يمين الدفاع.
أمام سيتيان ملفات أخرى كثيرة، تتلخص في ضبط سلوك اللاعبين داخل الملعب وخارجه مثال ذلك ما يقوم به ديمبيلي من تصرفات صبيانية، إضافة إلى إعادة تأهيل سواريز الذي يعاني من الإصابة وسوء حالته البدنية إضافة إلى كثرة اعتراضاته على الحكم ناهيك عن تصرفاته المسيئة بحق لاعبي الخصم.

سيتيان وقع على عقد مدته عامين ونصف ولكن إدارة النادي اشترطت إعادة تقييم مستوى المدرب مع نهاية الموسم وخصوصا بأنه سيكون هناك انتخابات جديدة لإدارة النادي، ولذلك تم ترك الباب مفتوحا أمام إدارة الفريق الجديدة للتصرف في الجهاز الفني.
قد تكون هذه نقطة لصالح سيتيان وقد تكون سلبية، فمن ناحية يشعر سيتيان أن عليه أن يقدم الأفضل حتى يستمر مع الفريق، ومن ناحية أخرى قد يشكل ذلك عبئاً كبيراً عليه نتيجة قصر الفترة الزمنية.
في النهاية سيتيان لم يكن المرشح الأول لقيادة الفريق، ولكنه الأنسب حالياً، نتيجة سوء تصرف الإدارة وعدم اتخاذها قرار إقالة فالفيردي مع نهاية الموسم الماضي، بالرغم من خسارة دوري الأبطال ونهائي الكأس، وهذا يجعلنا بانتظار رؤية ما سيفعله سيتيان، هل سيفرض نفسه ويثبت وجوده فيما تبقى من الموسم وهل سيقوم بتقديم الأداء الممتع المعهود و السؤال الأهم هل سيحقق البطولات؟

أيمن يوسف أبولبن
19-1-2020



الخميس، 21 سبتمبر 2017

إمبراطورية المال والرياضة (باريس سان جيرمان مثالاً)



شهدت بداية القرن الواحد والعشرين، دخول رجال الأعمال وأصحاب الملايين عالم الرياضة من أوسع أبوابه، بهدف الاستثمار وجني الأرباح، تحت ستار خدمة الرياضة والمجتمع، بناء فريق الأحلام، رفع مستوى اللعبة... الخ الشعارات البرّاقة.

بدأ هذا المشروع مع وصول فلورنتينو بيريز الى رئاسة نادي ريال مدريد حيث أعلن نيته بناء "فريق الأحلام" وبالفعل قام بصفقات تاريخية ونارية لجلب أفضل لاعبي العالم مع حماس منقطع النظير من أنصار النادي، حيث لعب للفريق حينها نجوم كبار مثل زيدان، بيكهام، رونالدو البرازيلي، لويس فيجو، روبيرتو كارلوس، راؤول وآخرين، ولكن المفاجأة كانت بعدم نجاح تلك التوليفة وافتقارها للإبداع والتجانس، وعدم تحقيقها الأهداف المرجوة، عدا الأهداف الاقتصادية من حقوق رعاية ومبيعات...الخ، في حين حقق منافس مدريد التقليدي "برشلونة" الذي اعتمد على توليفة جلّها من مدرسة النادي نتائج مبهرة وقهر خصمه المدجج بالنجوم في أكثر من مناسبة، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا؟
الجواب يتلخص في عدم خضوع الرياضة لمنطق "البزنس" بل لمنطق (الرياضة من أجل الرياضة)، ففي اللحظة التي دخلت فيها المادة على عالم الرياضة أفسدتها، وحوّلتها الى صناعة تهدف الى الربحيّة فقط.
وبعد تجربة فريق الأحلام مع ريال مدريد، بدأت تجارب أخرى مماثلة، الملياردير الروسي ابراموفيتش مع تشلسي، ناصر الخليفي ومؤسسة قطر للاستثمار مع باريس سان جيرمان، مجموعة أبو ظبي مع نادي مانشستر سيتي، وغيرها الكثير. ولكن اللافت أن هذه الأندية لم تحقق السطوة المرجوة في عالم كرة القدم، ولم تحقق سوى بعض النجاحات النسبية هنا وهناك بعد عدة سنوات، وبعد ضخ مئات الملايين من الدولارات، في حين أن فرق أخرى عادية ومتواضعة حققت نفس النجاح (بزيادة أو نقصان) دون الحاجة الى إنفاق هائل أو مشاريع استثمارية ضخمة.
بل ان الجدوى الاقتصادية تثبت فشل هذه المشاريع بحسبة الربح والخسارة، مما يثير الكثير من الشكوك حول نزاهة عمليات انتقال اللاعبين والمراهنات والسمسرة والحصول على حقوق إقامة البطولات، عقود الشركات الراعية وغسيل الأموال، وما نسمعه من أخبار عن التحقيق مع الأندية الكبيرة، بل وملاحقة مسؤولي الفيفا أنفسهم، إلا دليل على ذلك.
ولعل نادي باريس سان جيرمان قد اقتحم هذا العام بالذات سوق المال الرياضي وتوّج نفسه امبراطوراً له، بعد ان أبرم صفقة تاريخية (جلب نيمار من برشلونة) غيّرت موازين وقوانين اللعبة بتحطيمها كل الأرقام القياسية حيث وصلت الى 222 مليون يورو وقام بعدها بالتعاقد مع نجم موناكو "مبابي" بمبلغ يصل الى 180 مليون يورو بدءاً من العام المقبل.

وهذا يدعونا للتساؤل: ما هو المقابل المادي الذي سيحصل عليه مالك النادي من وراء هذه الصفقات على فرض فوز النادي بجميع البطولات المحلية والمشاركة في البطولات الأوروبية؟ حتى لو أضفنا الى ذلك حقوق البث والرعاية ومبيعات النادي، فإن مؤشر الجدوى الاقتصادية سيكون سلبياً. فنحن هنا نتحدث عن الدوري الفرنسي الذي يأتي في المراكز المتوسطة بين الدوريات العالمية من حيث الأهمية والجمهور والمشاهدات حول العالم.
إن مغامرة بهذا الشكل ودفع مبالغ هائلة كهذه، تشير الى أشياء أخرى تتعدى نطاق الرياضة ولا نعلم عنها الشيء الكثير، ولكنها للأسف غيّرت من وجه الرياضة بشكل سلبي لا يخدم اللعبة.
ولعل من سخرية القدر، أن نرى لاعبي باريس جيرمان وهم يتنازعون فيما بينهم لتنفيذ ركلات الجزاء وتسجيل الأهداف للاستفادة من الحوافز المالية، بل وصل الأمر الى عدم تعاونهم داخل الملعب على إثر النزاعات بينهم، التي تطورت الى عراك بالأيدي في غرف الملابس، وهذا في الحقيقة هو ما جنته براقش على نفسها، فعندما يرتبط اللاعب مع النادي بسبب المقابل المادي فقط، مع عدم إيمانه بالمشروع الرياضي للنادي، أو ارتباطه وجدانياً بهذا الفريق من قريب أو بعيد، تصبح العلاقة بقميص النادي هي علاقة ربح وخسارة فقط، ويصبح هدفه ليس تقديم المتعة او ممارسة الرياضة بقدر تحقيق المكاسب المادية. وبما ان الأمر كذلك، سيصبح شعار اللاعبين أنا ومن بعدي الطوفان، بحيث يجد الجمهور الرياضي نفسه أمام مجموعة من اللاعبين "المرتزقة" غير المعنيين لا بالرياضة ولا بالنادي ولا بالجماهير!
كما قلت سابقاً في غير موضوع، أنا شخصيا أتمنى أن تُمنى كل النوادي التي تتبنى مشروع امبراطورية المال الرياضي لأهداف غير رياضية بانتكاسات متتالية، لعل ذلك يعيد الرياضة الى مسارها الصحيح.
أيمن يوسف أبولبن
21-9-2017


الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

لعنة كوتينهو

بعض الوقت للرياضة
تعرض فريق ليفربول لعدة نكسات في بداية الموسم كان آخرها خروجه من كأس إنجلترا يوم أمس.
طبعا هناك عدة أسباب فنية وراء ما يحصل في ليفربول، ولكني أود ان أشير الى بُعد آخر متعلق بشعور اللاعبين تجاه النادي، ولُحمة الفريق ككل.
لعنة كوتينهو
تعنتت إدارة ليفربول ورفضت انتقال نجمها البرازيلي الى برشلونة هذا الصيف، رغم ان اللاعب طلب رسميا من النادي تسهيل انتقاله، كما انه تحدث شخصيا مع المدرب وطلب مساعدته، بالإضافة الى تقديم برشلونة لعرض مالي ضخم (بعد عدة تعديلات على العرض الأولي) يفوق قيمة اللاعب السوقية بكثير، ولكن إدارة ليفربول أصرّت على عدم بيع اللاعب، خوفاً من تكرار هذا السيناريو مع لاعبين آخرين، ورغبة في توجيه رسالة للجميع ان النادي لن يرضخ لضغوطات اللاعبين او الأندية الأخرى، وفي هذا عناد كبير برأيي لا يتوافق مع معايير الأندية الكبيرة.
ولكن هناك جانب آخر للموضوع، هو شعور اللاعبين الآخرين في الفريق نتيجة هذا التعنت، وتأثير موقف النادي عليهم، وعلى علاقتهم بالفريق.
ليس من الجيد ان تشعر أنك تلعب لنادي رغم أنفك، أو أنك مضطر لارتداء فانيلة فريق ضد رغبتك الشخصية وميولك ومشاعرك. كرة القدم والرياضة بشكل عام مرتبطة بالحالة الذهنية والنفسية للاعبين ويصعب فصلها عن هذه الأمور.
تعنت النادي في الاحتفاظ بلاعب لا يرغب بارتداء قميص النادي، سيرسل رسائل سلبية للفريق بشكل عام، وسيوجد انقسام بين اللاعبين أنفسهم، وانقسام بين اللاعبين وجمهور الفريق. بل إن هذا السلوك هو نوع من "السُخرة" التي تمارسه الأندية الرياضية بحجة الاحتراف.
صحيح ان اللاعب مرتبط بعقد احترافي مع النادي، وعليه احترامه، ولكن كل العقود من الناحية القانونية يجب ان تحتوي على شروط لإنهاء التعاقد، ضمن صيغة توافقية تحتوي على شروط جزائية. المشكلة في عالم الرياضة ان عقود اللاعبين تخدم النوادي والمؤسسات الراعية، ولا تراعي حقوق اللاعبين او آدميتهم، وليس أدل على ذلك من خلو العقود من شرط لفسخ التعاقد أو حق اللاعب في الانتقال مقابل دفع غرامة مالية  (عدا اسبانيا)، في حين يحق للنادي بيع اللاعبين واعارتهم او فسخ التعاقد معهم (مع دفع مستحقاتهم)، بل إن رواتب اللاعبين لا تخضع للمنطق ولا لقيمتهم السوقية، او أدائهم في الملعب، ولا يمكن مقارنتها بأسعار انتقالات اللاعبين في السوق، والتي يعود النصيب الأكبر منها الى النوادي الرياضية والسماسرة والشركات الراعية.

في النهاية، الرياضة تتحول رويداً رويداً الى "صناعة" بعيداُ عن الرسالة الأخلاقية للّعبة، تماماً كما تحولت المصارعة البريطانية الى مصارعة أمريكية حرّة تستحوذ على ملايين المشاهدات وتدر ملايين الدولارات، ولكنها لا تحتوي على أية قيمة رياضية او أخلاقية وتعتمد على "الشو" والتمثيل والدموية! 
أنا شخصيا أتمنى أن تُمنى كل النوادي التي لا تقيم وزناً لرغبات لاعبيها وآدميتهم بانتكاسات متتالية، لعل ذلك يعيد الرياضة الى مسارها الصحيح.
أيمن يوسف أبولبن
20-9-2017


الاثنين، 22 مايو 2017

لماذا خسر برشلونة بطولة الدوري وكيف فاز ريال مدريد؟


فاز ريال مدريد يوم أمس ببطولة الدوري الإسباني بفارق 3 نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة، رغم أن فريق برشلونة تفوّق على مدريد في المواجهات المباشرة (فوز وتعادل) وتفوّق أيضاً في الأهداف المسجّلة (116 هدفاً مقابل 106) كما أنه تلقّى أهدافاً أقل من مدريد أيضاً (37 هدفاً مقابل 41). يضاف إلى ذلك تصدر ميسي وسواريز قائمة الهدافين، وهذا يدعو إلى التساؤل كيف خسر برشلونة اللقب؟



أولاً: سوء الإدارة الفنية للفريق من حيث استخدام نفس التكتيك وأسلوب اللعب المكشوف عدا فترة بسيطة من الموسم حين لجأ الى طريقة 3-4-3، بالإضافة الى عدم اختيار التشكيلة المناسبة والتخبّط في اختيار اللاعبين وعدم استغلال التبديلات بشكل مناسب

ثانياً: استهتار بعض اللاعبين في بعض المباريات التي تعتبر سهلة وإضاعة فرص سهلة للتسجيل، مع المبالغة في الألعاب الفردية (خصوصاً من قبل اللاعب نيمار) مما أثر على الأداء الفني للفريق، وهذا يثير الكثير من التساؤلات حول نجومية الفريق واعتماده على أسماء بعينها بحيث يكاد الفريق ان يكون رهناً للنجوم بدلاً من ان يتم تسخير النجوم لخدمة الفريق، ولعل عدم نضج نيمار واعتماده على الألعاب الفردية الاستعراضية، وأنانيته في الكثير من الألعاب، بالإضافة الى تعمّد الحصول على الأخطاء واستفزاز الخصم قد أثر كثيراً على وضعية الفريق في الملعب، ولكن رغم ذلك لم يجرؤ أحد على انتقاد النجم البرازيلي او الضغط عليه من أجل تغيير أسلوبه في اللعب لمصلحة الفريق.


ثالثاً: انخفاض مستوى بعض اللاعبين وعدم وجود بديل مناسب. سيرجي بوسكيتش لعب واحداً من أسوأ مواسمه، سواريز عانى كثيرا في بعض المباريات، ميسي غابت الفعالية عنه في بعض المباريات وعانى من الضغط. نيمار كان انفعاليا في مباريات كثيرة وتسبب بخسارة فريقه. والكثير من الأمثلة
الشاهد في الموضوع أن الجهاز الفني فشل في إيجاد البديل المناسب بل وفشل أيضاً في تدوير اللاعبين لتوزيع الحمل عليهم، والأهم من ذلك أنه لم يتم استغلال لاعبي الاحتياط بشكل مناسب.

رابعاً: هناك أزمة نوع في برشلونة وأزمة كم، يضاف اليها مشكلة في توزيع اللاعبين على مراكز اللعب.
·        الإخفاق الكبير في صفقات اللاعبين هذا الموسم وهذه خطيئة يتحمل مسؤوليتها المدرب والمدير الرياضي ورئيس النادي
·        سوء توظيف اللاعبين في الملعب مع تغيير في المراكز وعدم استغلال اللاعبين في المراكز المناسبة. لم يتم التعاقد مع لاعب ظهير يمين بديلاً لداني ألفيس وتم الاعتماد على لاعب الوسط الممتاز سيرجي روبيرتو الذي فشل في المركز الجديد وكان نقطة ضعف واضحة في العديد من المباريات.
ماسكيرانو الذي يلعب في مركز الوسط المتأخر في منتخب الأرجنتين وكان أفضل لاعب في هذا المركز في كأس العالم الماضية، يشغل مركز قلب الدفاع في برشلونة، ورغم انخفاض مستوى بوسكيتش الا ان المدرب لم يستطع استغلال ماسكيرانو في مركزه الأساسي في خط الوسط.
المدافع الشاب مارلون لم يأخذ حقه في اللعب رغم الأزمة الدفاعية التي يعاني منها الفريق.
·        عدم تصعيد لاعبين شباب من فريق B ربما للمرة الأولى في تاريخ برشلونة ويعود السبب الأول الى اعتماد المدرب انريكي على الأسماء والنجوم المعروفين وعدم امتلاكه روح المغامرة والشخصية القوية.
·        الفريق حالياً يعاني من عدم وجود دكة بدلاء بمستوى متميز (أزمة نوع) رغم وجود عدد كبير من اللاعبين (أزمة كم)، والأهم من ذلك أن الفريق يعاني من تخمة زائدة جداً في عدد لاعبي الوسط مقارنة مع لاعبي الدفاع والهجوم! (مشكلة في التوزيع) مع اعتماد شبه كلي على نجوم الفريق MSN الذي من النادر ان يتم استبدال أحدهم او عدم وجوده في التشكيلة الأساسية ولا يوجد لهم بديل في الفريق سوى اللاعب باكو الذي لم يثبت نفسه.
في خط الدفاع لا يوجد سوى ثلاثة لاعبين في مركز قلب الدفاع (بيكيه ماسكيرانو وأومتيتي) مع عدم استغلال مارلون كما سبق ان ذكرنا
 وهذا يفسر الضغط الهائل في عدد المباريات على الخطين الأمامي والخلفي للفريق.

خامساً: علاقة اللاعبين ببعضهم البعض وعلاقتهم بالمدرب. كانت الأجواء سلبية للغاية بين اللاعبين أنفسهم وبين اللاعبين والمدرب، واللوم هنا على المدرب والجهاز الفني الذي فشل في التواصل مع اللاعبين وفرض شخصية الفريق في الملعب.

هذه الأسباب مجتمعة أدت الى تذبذب المستوى وظهور فوارق فنية هائلة في مستويات الفريق حيث عانى النجوم من ضغط هائل في بعض المباريات مع انخفاض القدرة البدنية رافقها سوء قراءة فنية للمباريات. وإذا كانت هذه الأسباب قد حرمت برشلونة من التتويج ببطولة الدوري رغم تحقيقه ارقاماً مميزة هجومياً ودفاعياً فإنها كانت وراء تقديمه مستويات كارثية في بطولة أبطال أوروبا وتلقيه خسائر كبيرة أمام فرق لم تكن تشكل واجساً لبرشلونة قبل سنوات، ففريق باريس جيرمان الذي سحق برشلونة برباعية كان محطة عبور لبرشلونة لعدة سنوات، وفريق يوفنتوس الذي فاز على برشلونة بثلاثية هذا الموسم كان قد خسر النهائي قبل عامين أمام برشلونة بالذات بنتيجة 3-1 مع الرحمة! وهذا مؤشر على انخفاض عام في أداء الفريق وابتعاده عن مستواه المعروف قارياً للعام الثاني على التوالي.

في حين نجد ان مدريد قدم مستويات شبه ثابتة باستثناء فترة قليلة من الموسم، واعتمد كثيرا على دكة البدلاء والوجوه الشابة، وقام بإراحة اللاعبين وتدويرهم مما ساعد على توزيع الحمل البدني عليهم حيث كانوا جاهزين فنيا وبدنيا في الأوقات الحاسمة، كما استطاع زيدان رفع الروح المعنوية للفريق وبث أجواء الثقة بين اللاعبين الشباب واعطائهم الفرصة لإثبات أنفسهم مما رفع روح التنافس بين اللاعبين.


اللافت أن برشلونة لم يخسر في مواجهة فرق المقدمة خلال هذا الموسم اطلاقاً في حين أنه خسر امام فرق متوسطة المستوى، حيث خسر امام آلافيس (المركز التاسع) سيلتا فيجو (13) ريال سوسيداد (6) وملقة (11)، في حين خسر مدريد ثلاثة مباريات امام فرق قوية هي برشلونة اشبيلية وفالنسيا وتعادل في ستة مباريات ولكنه كان حاسماً في بقية المباريات مع عدم إغفال دور التوفيق والحظ الذي ابتسم للفريق في عدة مباريات.

إذا أراد برشلونة العودة الى سابق عهده، لن يكون كافياً تغيير المدرب والجهاز الفني، ولكن عليه الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين ما بين ستة الى ثمانية، مع عقد صفقات نوعية يتم فيها إعادة تشكيل الفريق وتوزيع اللاعبين على المراكز بشكل متوازن، ورفد الفريق باللاعبين الشباب.
وهذا يتطلب إعادة الاعتبار لمدرسة المستايا التي فقدت الكثير من بريقها في عهد رئيس النادي الحالي والمدرب إنريكي، كما يجب أيضاً تعيين مدير رياضي للنادي صاحب شخصية قوية قادرة على استكشاف المواهب من خارج النادي وقادرة ايضاً على استغلال الموارد البشرية والرياضية للنادي بالشكل الأمثل.
كما يجب على إدارة النادي النظر في الاستغناء عن أحد نجوم الفريق في حال توفر صفقة ضخمة للنادي يستطيع من خلالها إعادة تكوين الفريق وتمويل صفقاته القادمة، فالفريق لا يجب أن يكون رهناً للأسماء.

مبروك لريال مدريد تصميمه وروح الفريق التي لعب بها هذا الموسم وثبات المستوى، مبروك لمدريد استثمار المواهب الشابة واعطائها الفرصة، والى لقاء في موقعة السوبر هذا الصيف J

أيمن يوسف أبولبن

22-5-2017

الأربعاء، 27 مايو 2015

هل هتفت جماهير النادي الفيصلي الأردني لتمجيد إسرائيل ؟!





  قبل أيام قليلة وبالتحديد يوم الجمعة الماضية فاز #النادي_الفيصلي ببطولة #كأس_الأردن وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي أنباءً عن هتاف مستغرب من #جماهير_الفيصلي ( بالروح بالدم نفديكي اسرائيل !! ) بينما نفت إدارة وجماهير النادي هذه الأنباء مشيرة إلى أن الهتاف كان ( بالروح بالدم نفديك فيصلي )

بحثت عن التسجيل على مواقع النت ووجدت التسجيل المرفق ولكني لم أستطع التأكد من الهتاف بدقّة نظراً لعدم وضوح الصوت، حيث احترت بين الهتافين أيهما صحيح، وتذكرت مقالتي (ضع نفسك مكاني وسترى الأزرق أسود ! )

  بغض النظر عن صحة الأنباء من عدمها فهذا لن يغيّر من حقيقة انتشار ظاهرة الهتافات العنصرية والمسيئة في ملاعبنا الأردنية بشكل عام، والتي شهدت حالات متكررة من الهتافات العنصرية المسيئة خلال الأعوام الماضية عدا عن الكم الهائل من الشتائم البذيئة التي يندى لها الجبين !


المتابع للساحة الرياضية الأردنية يعلم جيداً أن صراع قطبي العاصمة #نادي_الوحدات و #نادي_الفيصلي بات مُسيّساً ووصل حد الإنفجار وسط طبطبات من المسؤولين وهمهمات عشائرية وضحك على الذقون بينما على أرض الواقع أصبحت ملاعب كرة القدم مستنقعاً لأوحل وأقذر التصرفات والهتافات غير الأخلاقية واللاوطنيّة التي تثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد.

هذا الواقع المرير هو ما أدى إلى عزوف فئة كبيرة من متابعي الرياضة في البلد عن حضور المباريات وإنعدام ظاهرة حضور العائلات للمباريات علماً بوجود ركن كامل من أركان ستاد عمان معروف شعبياً ب (الدرجة الثانية عائلات) !

عزوف الجماهير العاشقة للرياضة أدى إلى خلو الملاعب من الجماهير في معظم المباريات على عكس ما شهدته الملاعب في عقدي الثمانينات والتسعينات من إقبال كثيف على المباريات فاق كل التصورات، مما أدى إلى تعالي الأصوات و المطالبات بتوسعة الملاعب أو بناء ستادات رياضية ضخمة لاستيعاب الجماهير !! ألا تستحق ظاهرة عزوف الجماهير من المسؤولين إعادة النظر في شؤون اللعبة ؟!

في معظم دول العالم هناك أندية تغلب عليها صبغة جالية من الجاليات أو جنسية من الجنسيات أو أقليم من الأقاليم بالرغم من أنها تمثل البلد الذي تلعب فيه وتنتمي للإتحاد الوطني ويحمل لاعبو هذه الأندية جنسية هذا البلد ولكن مسألة الأصول والعرق لا تتعارض مع الهوية الوطنية ومظلة البلد الواحد طالما أن جمهور النادي و لاعبوه ملتزمون بالروح الوطنية

أنديتنا الرياضية لا تخرج عن هذا الإطار فهناك أندية تمثل العاصمة وأندية أخرى تمثل مدن الشمال والوسط والجنوب وهكذا دواليك ، وهناك أندية تمثل أبناء المخيمات الفلسطينية يأتي على رأسها النادي الأكثر شعبية نادي الوحدات الذي حمل اسم مخيم الوحدات في وسط العاصمة، مكان إقامة النادي، وهناك بعض الأندية التي لها خصوصية مثل النادي الأهلي الذي يعتبر ممثلاً للشركس، ولكن هذه الأندية جميعاً تنصهر في وطن واحد وتمثل بلد واحد، فعلى سبيل المثال تضم معظم الأندية الممتازة لاعبين أردنيين من أصل فلسطيني ومن أبناء المخيمات، وهم يمثلون المنتخب الوطني ويدافعون عن قميصه ، فلماذا نعطي الموضوع أكثر من حقه، خصوصاً مع فتح باب الإحتراف وتواجد لاعبين أردنيين مع أندية عربية أو أجنبية وتواجد لاعبين أجانب في صفوف الأندية الأردنية مما يقلّل من الأقليمية وخصوصية الأندية.

 ولكن يجب القول أن من حق هذه الأندية على الدولة والإتحادات الرياضية مراعاة خصوصيتها ضمن إطار الوحدة الوطنية ، وليس هناك من مبرر وطني أو اخلاقي  لترديد شعارات أو هتافات عنصرية بحق أي نادي من هذه الأندية، وفي المقابل لا يجوز لجماهير هذه الأندية التي تمثل فئة من فئات المجتمع ترديد هتافات تسيء لوحدة البلد الذي يمثلونه ويحملون جنسيته أو تسيء إلى فئة أو طائفة أخرى في المجتمع .

#القضية_الفلسطينيّة لا تنحصر في الجنسية أو الإنتماء الفئوي أو في نادي من الأندية، قضية فلسطين أكبر من مجرد نادي أو رياضة، فلسطين هي قضية العرب والمسلمين، وأول هؤلاء العرب والمسلمين هم الأردنيون الشرفاء الذين روّوا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة دون أن يولوا إهتماماً إن استشهدوا شرق النهر أو غربه.


ما العمل في مواجهة #التعصّب_الرياضي و #الهتافات_المسيئة ؟!

يقع العاتق الكبير على الأندية نفسها بإداراتها ومشجعيها ولاعبيها، عليهم العمل سريعاً لنبذ أي فئة متعصبة واستئصالها

كما ان هناك واجب على #اتحاد_كرة_القدم_الأردني بلجانه المختلفة في العمل على استئصال أي فئة تخرج عن الروح الوطنية وتسيء الى البلد أو تثير القتنة بين صفوف ابنائه ، بايقاع العقوبة على أي نادي مسيء و تخسيره المباراة حتى لو أدى ذلك الى هبوطه الى درجات دنيا بل وحتى شطبه من إتحاد اللعبة في حالة تكرار ذلك عملاً بالقوانين واللوائح، كما يجب ملاحقة المتسببين عن طريق القضاء واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.

أما العمل الأكبر فيقع على عاتق المجتمع، من يذهب الى المدرجات ليهتف هذه الهتافات هو جاري وجارك وابن عمي وابن خالتك وصديقي ونسيبك ، إذا كنا جميعاً ضد هذه الهتافات ولا نتفوه بها ، فهل هؤلاء مستوردون من الصين مثلاً ؟! اذا كانت هذه الجماهير هي فئة مندسة فلماذا لا يتصدى لها باقي الجمهور؟! لماذا يسكت عنها حكم ومراقب المباراة وهم يملكون صلاحية ايقاف المباراة اذا كانت هناك هتافات جماعية عنصرية او مسيئة للبلد ؟! لماذا لا يمتنع لاعبو النادي الذي تصدر عن جماهيره هتافات مسيئة عن الاستمرار في اللعب تحت ظل هتافات جماهيرهم الجارحة والمسيئة ؟!

   لماذا يقوم أفراد الأمن العام/الدرك باستفزاز جماهير بعض الأندية بناءّ على ميولهم الرياضية الشخصية ؟! ولماذا تسكت إدارة الأمن العام عن تصرفات هؤلاء الأفراد ؟! بماذا نفسر قيام أفراد الأمن العام بالإحتفال بتسجيل أحد الأندية هدفاً في المباريات المحلية رغم أنهم متواجدون بصفة رسمية وبلباسهم الرسمي لحفظ الأمن وليس لمتابعة المباراة ؟!

إذا كنا نطالب الجمهور بالإلتزام الأخلاقي وعدم ترديد عبارات مسيئة فمن باب أولى أن نطالب إدارات الأندية بعدم نشر اي عبارات مسيئة للآخرين أو للوحدة الوطنية وعلينا أيضاً مطالبة إدارة #الأمن_العام_الأردني و #قوات_الدرك بضرورة الحياد وتوفير أجواء تسودها #الروح_الوطنية


لنراجع أنفسنا ونعترف بأن المسؤولية هي مسؤولية المجتمع ككل وهي مسؤولية مشتركة تبدا من بيوتنا .  لنبدأ من اليوم بتحمل مسؤوليتنا أمام المجتمع ونتصدى بأنفسنا لكل هتاف يسيء الى سمعة البلد والى الرياضة ويؤدي إلى إثارة الفتن بين أبناء البلد الواحد وكفانا تمسكاً بشعارات براقة بينما صدورنا ما تزال تحمل الضغينة والفرقة.

#فلسطين #الأردن

أيمن أبولبن
27-5-2015


الجمعة، 28 سبتمبر 2012

Shalit attends the classico

I have sent the below letter to FCBarcelona club today:
Dears
I have read different reports indicate that your club has invited the Israeli soldier “Gilad Shalit” to watch the classico game against Real Madrid and to be honored by the club. Today only, I have read on your official website, your official note about this invitation, and that you as a club, did not invite him, but accepted his request to watch the game, and you have accepted a request from three Palestinians at the same time to attend the same match. Let me take advantage of this event and try to enlighten some important points here.
First of all I would like you to know that I don’t have any doubt of your good well , and good intention as well , but on the other hand you should know the full truth and our opinion as Arab fans .
The soldier Shalit was captured during the attacking actions of the Israeli army against the Palestinian people in Gaza stripe in 2006, this soldier is not a hero nor a victim, despite the fact that the propaganda of Israel is trying to put him in such a position.
There are hundreds of thousands, literally hundreds of thousands of Palestinian prisoners in Israel prisons, civilian people (men, women and children) who are suffering, and no one is giving them any attention. Those are the real victims not Gilad Shalit.
These prisoners could not express their feelings toward your club, because no one asked them! They do not have the luxury to follow your club and watch its games, while Shalit had this opportunity during his capture period!
Shalit was released in 2011, and in return, Israel released more than one thousand Palestinian prisoners! You may ask why could one soldier worth more than 1000? It is very simple, because the Palestinian side has captured only Gilad Shali, while the Israeli army is committing the arrestment of the Palestinian farmers, students, and workers on daily basis without any guilt.
You can refer to the United Nations official records and statistics of the Palestinian cause , and you will recognize the truth very easily , ask for the numbers of the Palestinians who have been killed , or have been captured and taken to prisons , ask about the numbers of the Palestinian people who still live in refugee camps in the near countries like Syria , Lebanon and Jordan , ask for the numbers of the Palestinian children who lost their parents by soldiers like Shalit , try to collect some information , some basic information about the Palestinian people and you will realize who Shalit truly is !!!!

Regards
Ayman Y. AbuLaban
28-9-2012

الثلاثاء، 31 مايو 2011

برشلونة ، قصة نجاح .... والمتعة مستمرة



   في بداية السبعينات من القرن الماضي، تألق فريق اياكس الهولندي بوجود أحد أفضل لاعبي العالم آنذاك " يوهان كرويف " ضمن صفوفه، وقدّم لنا مدربه " رينوس ميشيلز " أحد أفضل المدربين على مستوى العالم، وأكثرهم تأثيرا على مستوى اللعبة، مدرسة جديدة في عالم كرة القدم وطريقة جديدة في اللعب وهي ما عرفت فيما بعد بالكرة الشاملة، والتي تعتمد على اللعب الجميل والاحتفاظ بالكرة مع التمرير القصير وتبادل المراكز، مع اعطاء اللاعب اكثر من دور في الملعب، باضافة الشق الدفاعي للاعبي الوسط والهجوم والعكس صحيح، وذلك باعتماد طريقة 4-3-3 على خلاف كل الخطط التدريبية في تلك الفترة .
     بعد هذا النجاح، قام فريق برشلونة الأسباني باستقدام المدرب " رينوس ميشيلز " لتدريب فريق كرة القدم في النادي، ليس هذا وحسب بل قام النادي بجلب يوهان كرويف للعب في صفوف الفريق، لتبدأ قصة نجاح عظيمة في هذا النادي، أسس لها رينوس ميشيلز، وطوّرها يوهان كرويف فيما بعد، وسار على دربهما جميع مدربي البرشا فيما بعد. وللاشارة فقط، فان هذا المدرب "ميشيلز " عاد ليتسلم تدريب المنتخب الهولندي بعد نجاحه الباهر مع برشلونة حيث تولى تدريب المنتخب الهولندي في كأس العالم 1974 وكان المنتخب البرتقالي فاكهة البطولة آنذاك، حيث قدم أداءً ممتعا وباهراً توّجه بانتصارات كبيرة ومدوية، كان آخرها على حساب السامبا البرازيلي (المدافع عن اللقب) في نصف النهائي، ولكنه خسر في نهائي درامي ومثير امام ألمانيا صاحبة الأرض، ثم عاد ليقود المنتخب الهولندي مرة اخرى في عقد الثمانينات حيث أحرز معه بطولة اوروبا للمنتخبات لأول مرة في تاريخه عام 1988 بوجود خوليت و باستن وريكارد وكويمان .
  
 امتزج أداء برشلونة بالطعم البرتقالي، وأصبحت مدرسة برشلونة من أعظم مدارس كرة القدم في اوروبا والعالم على مستوى اللعب الجميل والكرة الشاملة والاعتماد على الناشئين وابناء النادي، وهو ما نراه مستمرا حتى الان في هذا الفريق، معتمدا على نظرية رينوس ميشيلز الشهيرة : كرة القدم هي معركة ، والهجوم فقط هو خير وسيلة للدفاع واللعب الشامل هو مفتاح الفوز.



رينوس ميشيلز الهولندي

   في عقد الثمانينات، وبعد رحيل ميشيلز و كرويف خبا نجم الفريق قليلاً وعانى من فترة عدم اتزان، رغم ان مارادونا افضل لاعب في العالم في تلك الفترة لعب له. ومع بداية التسعينات، تولى يوهان كرويف نفسه تدريب الفريق بعد ان قام بتدريب فريق اياكس لعدة سنوات، وفور قدومه بدأ كرويف باعادة تهيئة الفريق باستخدام نفس طريقة الكرة الشاملة التي تعلّمها على ايدي ميشيلز، وقاد كرويف فريقه برشلونة لاعتلاء المجد وحصوله على اللقب الاوروبي لاول مرة في تاريخه عام 1992 عن طريق ما عُرف بفريق الأحلام الذي ضم كويمان وستويشتكوف وغوارديولا وزوبي زاريتا وباكيرو ولاودروب .



يوهان كرويف يتوسط فريق الأحلام

  ثم جاء المدرب الهولندي لويس فان غال ليتواصل مسلسل النجاحات على مستوى النتائج والأداء المقنع، وتسيّد برشلونة جميع البطولات المحلية على المستوى الاسباني، حيث أحرز الدوري الاسباني ستة مرات خلال عقد التسعينات.
    ومع بداية هذا القرن جاء المدرب الهولندي الآخر فرانك رايكارد ليعيد الفريق مرة اخرى الى القمة ويحرز معه بطولة اوروربا للمرة الثانية عام 2006، وفي عام 2008 تولى المدرب الشاب بيب غوارديولا لاعب فريق الأحلام السابق مسؤولية تدريب الفريق، ورغم علامات الشك التي حامت حوله الا أن غوارديولا الصغير حقق أرقاما قياسية عجز عنها الأسطورة يوهان كرويف نفسه، وقدم لنا هذه المرة فريقا يتعدى وصفه " فريق الأحلام " قدم لنا غوارديولا دروسا في الصبر والمثابرة وفي تبني ثقافة الفوز والأداء الممتع. غوارديولا أضاف الجدية والالتزام الى الأداء الممتع وقدم لنا دروسا في جعل الفريق لحمة واحدة وعائلة كبيرة تضم ابناء النادي جميعا .
   ومع تفوق برشلونة محليا وقاريا وعلى مستوى العالم، استثمر مدرب المنتخب الاسباني "أراجونيس" هذا النجاح ليقوم بتبني نهج برشلونة في اللعب مستفيدا من وجود اكثر من نصف فريق برشلونة في صفوف المنتخب الاسباني، و تمكن من احراز بطولة اوروبا للمنتخبات لأول مرة في تاريخ اسبانيا عام 2008 على حساب المانيا العنيدة. ثم تلاه المدرب ديل بوسكي الذي قاد اسبانيا للفوز بكاس العالم معتمدا على ثمانية لاعبين من برشلونة، والمفارقة العجيبة هنا أن فوز اسبانيا بكأس العالم جاء على حساب هولندا مهد أسلوب الكرة الشاملة.
   فريق برشلونة في هذا القرن قدم لنا فريقا من الخيال، يُشبهه الجميع بلعبة البلاي ستيشن بل هو أقرب لها، أداء دفاعي ملتزم، خط وسط متمكن قادر على التحكم في الكرة بوجود لاعبين مثل تشافي و انيستا، دقة في التمرير وفي تدوير الكرة، ومن ثم تمريرة حاسمة سريعة وهدف بامضاء أحد لاعبي الهجوم الفتاكين وعلى رأسهم الظاهرة ميسي الذي لا يعرف شيء في العالم سوى كرة القدم، هذا اللاعب الأسطورة الذي حطم كل الأرقام وأسر كل القلوب، وهو ما زال في بداية العشرينيات وأمامه المزيد والمزيد من النجاحات .
 
اذا كان يوهان كرويف قد قدّم لنا فريق الأحلام في التسعينيات، فان غوارديولا قدم لنا فريق الخيال والبلاي ستيشن، والمتعة مستمرة .

   


عندما تكون أحد أنصار فريق برشلونة لا يجب عليك القلق، عليك ان تستعد للمتعة فقط، وعليك ان تهيىء تفسك لوجبة كروية دسمة قد لا تستطيع ان تنام بعدها من فرط الدسامة ومن حلاوة الانتصار، حتى وان تعرض فريقك للخسارة، فستكون خسارة مشرفة بعد اداء مشرف، يجعلك تتقبل الخسارة بروح رياضية .

   عندما تتابع برشلونة وتصبح احد المعجبين به ستلاحظ ان هذا النادي هو " أكثر من مجرد نادي " وهذا ليس شعارا فقط بل هو واقع يتجلى امامك وتشاهده بعينك في كل مباراة عندما يحاول الخصوم ايجاد المبررات للهزيمة، تجد غوارديولا يبتسم حتى في لحظات الهزيمة، يهنىء المنافسين ويحترمهم، عندما يعاني أحد اللاعبين من اي مشكلة، تجد ان باقي أفراد الفريق يساندونه ويشجعونه، تجلى هذا في اصابة ابيدال بالورم الخبيث، و تعاطف اللاعبين والجمهور معه، حتى ان بويول كابتن الفريق سلم شارة الكابتن لابيدال ليقوم بتسلم الكأس الأغلى ( أبطال اوروبا ) دعماً له ولمعاناته في المرض .

  أذكر أن ابيدال في العام الماضي، وقبل أن يتعرض لهذا المرض قال لا اتقبل فكرة أن أرتدي قميصا غير قميص البرشا، واذا ما اختارت الادارة عدم التجديد لي، فساقرر الاعتزال. بعد ان جئت الى هذا النادي وتعرفت على قيمه لا اعتقد اني ساقبل بالانتماء الى غير هذا النادي.

   وهذا ينطبق على مشجعي النادي ايضا، فبعد ان تنضم الى قائمة مشجعي هذا الفريق لا تملك الا ان تصبح مدمناً كرويا، لاسلوب واحد فقط ، وهو الاسلوب البرشلوني .

  برشلونة أكثر من مجرد نادي

أيمن أبو لبن
31-5-2011