للإجابة عن
هذا السؤال علينا ان نحدد أولا ما هي المشاكل الحالية للفريق والتي تسبب بها
المدرب المُقال فالفيردي، كما علينا ان نحدد معايير النجاح التي سيتم تقييم أداء
المدرب الجديد بناءً عليها.
مشاكل برشلونة
يعاني فريق برشلونة
الحالي من مشاكل رئيسية الاولى هي غياب روح الفريق أو بمعنى آخر شخصية الفريق في
الملعب وروحه القتالية وقوته الذهنية. وهذا يبدو واضحا في الهزائم الكبيرة التي
تلقاها الفريق ومثال ذلك الخسارة القاسية امام ليفربول وخسارته في نهائي الكاس
امام فالنسيا، بالإضافة إلى أدائه الضعيف أمام ريال مدريد رغم أنه لعب أمام
جماهيره وعلى أرضه، يضاف إلى ذلك تلقيه أربعة هزائم في مرحلة الذهاب من الدوري
المحلي، ولعلّ السمة المميزة للفريق في الفترة الأخيرة هي الأداء الضعيف جدا في
المباريات التي يخوضها خارج أرضه.
ثانيا الأداء
البدني وضعف الحالة البدنية للاعبين مما يفقدهم القدرة على مجاراة الخصم في الضغط
على المنافس والاستحواذ والقدرة على التمرير الدقيق، أو حتى القدرة على إنهاء المباراة
بشكل جيد نتيجة عدم القدرة على الاستمرار بنفس الأداء العالي لفترات طويلة في المباراة
الواحدة.
المشكلة الثالثة
التي يعاني منها الفريق هو عدم الاعتماد على المواهب الشابة ورحيل الكثير من
المواهب من فرق الناشئين نتيجة عدم استغلالها وعدم تصعيدها للفريق الأول. وهذا
تسبب في إرهاق خزينة النادي، وتواجد أكثر من نجم في الفريق مع عدم وجود بديل مناسب
وجاهز، وكذلك فقدان روح المغامرة و فقدان روح التنافس.
المشكلة الرابعة
والأخيرة هي سوء توظيف اللاعبين داخل الملعب وسوء التنظيم الدفاعي، وعدم استغلال
إمكانيات اللاعبين.
جميع هذه
المشاكل أدت الى عدم تقديم فريق برشلونة للمستوى المتوقع و تقديم مستويات متذبذبة
وضعيفة بعيدة عن المتعة.
المدرب الجديد
سيتيان كان
مدربا لريال بيتيس وقدم معه مستويات رائعة وما يميز هذا المدرب بأن لديه ال DNA الخاصة بفريق برشلونة إذ أنه من أكثر المعجبين بالأسطورة يوهان كرويف
وسبق أن قال بإن كره القدم التي قدمها يوهان كرويف كمدرب هي أفضل نسخة لكره القدم الحديثة.
ومن المعروف أن هذا المدرب قوي الشخصية ويتعامل
مع اللاعبين باحترافية كبيرة ويهتم كثيرا بالناحية البدنية، ولديه شخصية قوية أيضا
في التعامل مع الإدارة، وهذا بالضبط ما يحتاجه فريق برشلونة في الوقت الحالي: إعادة
ضبط غرفة الملابس وسلوك اللاعبين خارج وداخل الملعب، مع رفع الجاهزية البدنية وإعادة
الاحترام الى أسلوب برشلونة المعهود في اللعب الهجومي والضغط في كل أنحاء الملعب.
ما هو الجديد؟
سيتيان لديه
تنوع تكتيكي في خطط اللعب فهو يلعب بأكثر من طريقة 4-3-3 و 3-4-3 و 3-5-2
وهو يعشق اللعب
الهجومي والأداء الممتع وبعد تعيينه كمدرب لبرشلونة قال للصحفيين (أستطيع ان أعدكم
بشيء واحد، الأداء الممتع)
ومنذ تسلمه
مهامه قبل أيام قام سيتيان بمضاعفة تدريبات الفريق والغاء أيام الاستراحة التي كان
قد أقرها فالفيردي، وهذا مؤشر على عدم رضاه عن الحالة البدنية للاعبين.
أما الشيء الآخر
الذي فعله سيتيان في الأيام القليلة الماضية، هو تصعيد بعض المواهب من فريق
الناشئين مثل لاعب الوسط الموهوب ريكي الذي ينتظره مستقبل باهر كخليفة لانيستا،
ولكنه للأسف لم يأخذ فرصته في عهد فالفيردي.
وقد طالب سيتيان
إدارة النادي باستعادة اللاعب البرازيلي الناشئ إيميرسون الذي تم اعارته الى ريال
بيتيس بداية الموسم، وهو مؤهل لسد الثغرة الكبيرة في يمين الدفاع.
أمام سيتيان
ملفات أخرى كثيرة، تتلخص في ضبط سلوك اللاعبين داخل الملعب وخارجه مثال ذلك ما
يقوم به ديمبيلي من تصرفات صبيانية، إضافة إلى إعادة تأهيل سواريز الذي يعاني من الإصابة
وسوء حالته البدنية إضافة إلى كثرة اعتراضاته على الحكم ناهيك عن تصرفاته المسيئة بحق
لاعبي الخصم.
سيتيان وقع
على عقد مدته عامين ونصف ولكن إدارة النادي اشترطت إعادة تقييم مستوى المدرب مع نهاية
الموسم وخصوصا بأنه سيكون هناك انتخابات جديدة لإدارة النادي، ولذلك تم ترك الباب
مفتوحا أمام إدارة الفريق الجديدة للتصرف في الجهاز الفني.
قد تكون هذه
نقطة لصالح سيتيان وقد تكون سلبية، فمن ناحية يشعر سيتيان أن عليه أن يقدم الأفضل
حتى يستمر مع الفريق، ومن ناحية أخرى قد يشكل ذلك عبئاً كبيراً عليه نتيجة قصر
الفترة الزمنية.
في النهاية سيتيان
لم يكن المرشح الأول لقيادة الفريق، ولكنه الأنسب حالياً، نتيجة سوء تصرف الإدارة
وعدم اتخاذها قرار إقالة فالفيردي مع نهاية الموسم الماضي، بالرغم من خسارة دوري الأبطال ونهائي الكأس، وهذا يجعلنا بانتظار رؤية ما سيفعله سيتيان، هل
سيفرض نفسه ويثبت وجوده فيما تبقى من الموسم وهل سيقوم بتقديم الأداء الممتع
المعهود و السؤال الأهم هل سيحقق البطولات؟
أيمن يوسف أبولبن
19-1-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق