‏إظهار الرسائل ذات التسميات فن و سياسة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فن و سياسة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 28 فبراير 2020

رجال الأعمال والسياسة يتنافسون على مسرح الأوسكار






من الملاحظ في السنوات القليلة الماضية مدى تأثر أكاديمية السينما والفنون في هوليود بالحركات الاجتماعية وحملات النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، من قبيل حقوق المرأة ومطالبات المساواة في الأجور، إلى مكافحة التحرش الجنسي، ومناصرة حقوق السود، والمثليين، وكيف ينعكس هذا في كل عام على قوائم المرشحين، ومقدمي حفل الأوسكار، بل وعلى تحديد الفائزين.
وهذا يجري أيضاً على الكلمات التي يلقيها المشاركون في الحفل، وانحيازهم في التعبير عن آرائهم السياسية أو حتى ميولهم الجنسية.

كما لوحظ أيضاً نشوب صراع جديد، بين شركات الانتاج التقليدية في هوليوود وبين شركات الانتاج الحديثة التي تعتمد على البث المنزلي مثل شبكة نت فليكس وغيرها، وهو ما بدا واضحاً هذا العام في فشل (أو إفشال) فيلم  The Irish man في حصد أية جائزة بالرغم من استحسان النقاد للفيلم وللاخراج المتميز لمارتن سكورسيزي وللأداء المتميز لنجوم العمل وفي مقدمتهم روبرت دي نيرو آل باتشينو و جو بيشي، إضافة إلى تقنية (De-Aging) أو التحكم في ملامح الشيخوخة والتي كانت علامة مميزة في هذا الفيلم ولاقت استحسانا كبيرا وكُتب عنها الكثير، ورغم هذا كله خرج الفيلم خالي الوفاض.


 ظاهرة أخرى باتت حديث كواليس الفن والسينما، وهي ظاهرة تكريم الممثلين المميزين ومنحهم جوائز أوسكار تكريما لمسيرتهم الفنية وعطائهم المميز، ولكن المفارقة تكمن في منحهم تلك الجوائز عن أعمال لا ترقى للمستوى، وبشكل يكون فيه إجحاف في حق ممثلين آخرين، وكأن الأكاديمية تريد تصحيح أخطاء الماضي باقتراف أخطاء جديدة ضد نجوم هذا اليوم!

ولعل فوز براد بيت بجائزة أفضل ممثل مساعد هذا العام هو خير دليل على ذلك، فرغم أن إبداع هذا الممثل وشعبيته لا يختلف عليها أثنان، إلا أن الدور الذي قدمه في فيلم (Once upon a Time in Hollywood) كان أداءً عادياً جداً، بل إن الفيلم برمته كان من أقل أفلام كورانتينو جودة ومستوى فني، ولا يميزه سوى الأداء الجميل للمثل الرئيسي دي كابريو.
وحين تراجعُ سيرة براد بيت مع جوائز الأوسكار ستصاب بالدهشة عندما تجد أن هذا الممثل لم يحصل على أية جائزة عن إبداعه في أفلام عديدة منها Seven , the inglorious bastards , fight club
في حين يتم تكريمه عن أداء باهت في فيلمه الأخير.
ومن أكثر الأحداث التي تسببت في لغط مستمر إلى هذه اللحظة، فوز الفيلم الكوري الجنوبي  (parasite) أو المتطفلون (العالة على المجتمع) بخمس جوائز هذا العام، من ضمنها أفضل مخرج وأفضل فيلم وهي المرة الأولى التي يتوج بها فيلم أجنبي (غير ناطق بالانجليزية) بلقب أفضل فيلم، وهذا دليل برأيي على مدى تأثير السياسة على الفن، حيث جاء هذا التتويج للتعبير عن التصالح مع الآخر وقبول الاختلاف، فيما يبدو انه ردٌ على محاولات التعصب والتطرف الذي تغلب على الأجواء في الولايات المتحدة، لا سيما في عهد ترامب.

ولعل السمة البارزة في هذا الحدث أن الفيلم يتناول قضية التفاوت الطبقي والصراع بين طبقات المجتمع الرأسمالي، الذي يؤدي إلى هضم حقوق الطبقة الفقيرة الكادحة، مقابل الثراء الفاحش ورفاهية العيش للطبقات الثرية، وفي نهاية الفيلم ينتصر العمل لأبناء الطبقة الكادحة، ولحقهم في العيش الكريم.
نفس هذه الفكرة طرحها فيلم "جوكر" أيضاً مع اختلاف في الحالة والتضمين، ولكن يمكن القول إن كلا الفيلمين تحدثا عن الدور الاجرامي الذي يتحول له المهمشون في المجتمع نتيجة الصراع الطبقي الرأسمالي.

وهذه الفكرة التي حملها الفيلم، جاءت في وقت تعاني فيه الأقليات من أوضاع معيشية قاسية في الولايات المتحدة وباقي بلدان العالم، وتعاني فيها من العنصرية والاستغلال العُمّالي والنبذ من المجتمع والحكومات على حد سواء.

هذه الظواهر والتأثيرات، والرسائل التي يرسلها القائمون على صناعة السينما، التقطها الرئيس دونالد ترامب وعلّق عليها مؤخراً، حيث انتقد نيل فيلم أجنبي لجائزة أفضل فيلم، كما انتقد تتويج براد بيت.
وبرغم أن الأسباب التي دعت الرئيس ترامب لهذا النقد العلني كانت الرد المباشر على الرسائل السياسية التي تضمنها الحفل بشكل عام، وبخاصة انتقاد براد بيت لمناقشات مجلس الشيوخ أثناء التحقيق في قضية عزل الرئيس، إلا أن هذا النقد العلني يوضح مدى التأثير المتبادل بين السياسة والفن.

ما يهمنا في النهاية أن يبقى الفن للفن، دون أن ينحاز إلى أي قضية سياسية او اجتماعية، مهما كانت هذه الفكرة أو القضية نبيلة، لأن ذلك من شأنه أن يجرّد الفن من أحد أهم مميزاته، فالفن الناجح يجب أن يتحدث بلغة الفن والفن فقط، كي يستطيع أن يكون جسراً للتواصل الانساني والمعرفي.

وأنا لا أقصد أن الفن يجب أن ينعزل عن المجتمع أو الفكر أو المبادرات الانسانية، بل على العكس تماماً ولكن ما أقصده هو أن تقييم الفن أو الاستمتاع به لا علاقة له بالفكر الذي يحمله، بمعنى أن التصويت لصالح ممثل أو ممثلة أو فيلم ما، يجب أن يكون حيادياً تماماً ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالفكر السياسي أو عقيدة أو جنس أو دين صاحب التصويت أو صاحب العمل، أو مصالحه التجارية، وخلاف ذلك سيفقد الفن معناه.

لا يهمني عدد المرشحين لجوائز  الأوسكار من الأمريكان الأفارقة  كمشاهد أو متابع للفن، بل يهمني أن يترشح الأفضل، ولا يهمني أن يفوز فيلم نسائي أو فيلم أجنبي كي يرتاح ضمير القائمين على الأكاديمية، بقدر ما يهمني أن يتم تكريم الأفضل وأن لا يضيع جهد أي مثابر، ولا يهمني كذلك تكريم ممثل أحبه وأتابعه بقدر ما يعنيني أن يستحق الفائز تلك الجائزة، وكل ما عدا ذلك، فهو تدمير للمتعة وإساءة لصورة الفن وصنّاع السينما.
  
أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
27-2-2020

الاثنين، 2 سبتمبر 2019

جيل البلاسيبو!





قرأتُ فيما قرأت عن العلاج بالوهم أو الايحاء، وهو دواء أو إجراء علاجي زائف (غير ضار)، ولكنه يؤدي إلى تحسّن صحّي ملموس بالنظر الى اعتقاد المريض الذاتي في إمكانية العلاج وإيمانه المًطلق في المُعالج، حيث يقودُ التأثيرُ النفسي المريضَ إلى الشفاء والتخلّص من مظاهر المرض ولو مؤقتاً، وهو ما يُعرف علمياً ب "أثر البلاسيبو" Placebo effect، والبلاسيبو هو أي عقار أو علاج يوصف للمريض دون أن يكون له علاقة بمرضه أو تأثير في علاجه.

وفي تفسير هذه الظاهرة يقول الباحثون إن الأثر السيكولوجي ومشاعر الاهتمام والرعاية والتشجيع والأمل التي يبثها الموقف العلاجي تستفز في الجسد آليات فسيولوجية (بطريقة غير مفهومة) تُفضي إلى تأثير ملموس وفيزيائي حقيقي، وقد تم في بعض الحالات توثيق نشاط عصبي ملموس، وتحفيز لجهاز المناعة.

وهذا الأثر البلاسيبي، هو باب النعيم الذي يترزّق منه الدجّالون وطاردو الأرواح ومخرجو الجن من الأجساد، والمعالجون بالرقية والزار، إذ أنهم يعتمدون على علاج الوهم بالوهم، وغالباً ما يتمكنون من النجاح في ظل الايمان المُطلق بالشفاء الموجود في صدور كل من يسعى للعلاج لديهم، ناهيك عن الايمان الأصيل بوجود عمل شيطاني خبيث يمنعهم من النجاح في العمل أو في الحب والزواج او الإنجاب وغير ذلك. وطالما تجسّد سبب الفشل أو المرض في صورة ذهنيّة أو واقعية، وفُتحَ بابُ الخلاص عن طريق الأولياء والأشخاص الصالحين، وكان ذلك مُباركاً بالذكر ومُحاطاً بالقداسة، فإن النجاةَ تكون شبه أكيدة!

ولكن الحقيقة، إن البلاسيبو في النهاية لن يشفي مريضاً من السرطان ولن يوقف نزيفاً حاداً في الدماغ، كما أنه لن يجعل من شخص فاشل في الإدارة مديراً ناجحاً أبداً، ولكن يحدث أن تأتي الأحداث السعيدة وفرص النجاح لأنها غالباً ما تكون متوفرة غير أننا لا نأخذها على محمل الجد، وتشفى الأمراض كذلك أو الحالات النفسية لأنها غالباً ما تشفى مع مرور الوقت، ولأنها تعتمد أيضاً على اعتقاداتنا الشخصية وأوهامنا الداخلية في كثير من الأحيان، ولكن البلاسيبو بالتأكيد ليس سبباً في النجاح أو الشفاء.

وقد تناولت العديدُ من الكتب الأدبية والأعمال الفنيّة، موضوع أثر البلاسيبو، بل إن تجارب علمية كثيرة أجريت على هذا الأثر، وأفضت إلى نتائج صادمة أحياناً.

وفي العقدين الأخيرين أخذ أثر البلاسيبو منعطفاً آخراً بالاعتماد عليه فيما يعرف بالتنمية الذاتية أو البرمجة العصبية وغيرها من أبواب تطوير المهارات الشخصية، التي تعتمد على بث أسباب النجاح والتفاؤل والثقة في النفس، والايمان المُطلق أن نجاح الفرد مرتبط في الأساس بالايمان الداخلي للفرد بالنجاح (أو الفشل)، فإذا استطاع الشخص إعادة برمجة شخصيته وحملها على الايمان المطلق بالقدرة على النجاح وتحمل المسؤولية والقبول لدى الآخر والتواصل الاجتماعي....الخ القائمة الطويلة فإنه سيكون قادراً على النجاح دون أدنى شك.

وخلال السنوات الماضية كنت حريصاً على متابعة هذه المناهج غير أني رغم اقتناعي بفائدتها (إذا ما اتبعنا المنهج العلمي السليم واستوعبنا طريقة عملها وأسباب نجاحها أو فشلها)، إلا أني لاحظت أنه قد اختلط الحابل بالنابل خصوصاً مع ازدياد انتشار هذه العلوم والمناهج، ودخول فئة كبيرة من أدعياء المعرفة (بحثاً عن الثراء والشهرة) وأصبحت هذه المناهج والدراسات أثراً بلاسيبياً جديداً لا يعدو كونه تسويقاً للوهم بقالب علمي نفسي جديد!

فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن أصدّق أن شخصا سويّاً يقف أمام المرآة ويقول لنفسه بصوت عال "أنت شخص ناجح"، ثم يذهب الى العمل فيصبح ناجحاً، أو أن شخصاً يذهب الى مقابلة للعمل وبدلاً من الاستعداد المهني لها يركز على لغة الجسد وقراءة الشخصية وينتظر أن ينجح في المقابلة، وحتى لو اجتاز المقابلة فكيف سينجح في أداء مهامه الوظيفية!

كيف تصبح مديراً ناجحاً، اعرف شخصيتك، كيف يكون زواجك ناجحاً، افهم نفسك أولاً وغيرها من العناوين الرنّانة الخالية من المضمون، والتي تعتمد في النهاية على تسويق الوهم اعتماداً على القدرة الايمانية للمتلقي بالشفاء أو النجاح أو التغيير.

الشيء الذي يخفونه عنك أن النجاح يحتاج الى تخطيط وإرادة وشغف وتنفيذ مهام متعددة، وتنمية قدرات ومعارف قبل أن يحتاج إلى إيمان وثقة بالنفس أو برمجة عصبية، وإذا غابت عناصر النجاح لن يكفيك أن تكون مؤمنا وراغباً في النجاح.

وكما يحاول بعض خبراء التنمية الذاتية أو البشرية اليوم بيع الوهم بالاعتماد على أثر البلاسيبو فإني أجزم أن جيلاً كاملاً قد ترعرع على الايمان المطلق بأننا أفضل الأمم أخلاقاً وتاريخاً وحضارةً، وكل ما علينا فعله هو انتظار التاريخ ليعيد نفسه أو ظهور المهدي المنتظر ليقودنا في المعركة الفاصلة، وهذا لعمري لهو الوهم الكبير الذي عاشه جيلنا.

لقد زرعوا في نفوسنا وفي كتب التاريخ والتراث، رمزية القائد وتقديس الأشخاص، والقصص الأسطورية والمعجزات الخارقة، حتى بتنا نؤمن أن التغيير يأتي من السماء وليس من أنفسنا، وأن كل ما وصلت له الحضارات الغربية هو غثاء كغثاء السيل، وأن الخير فينا نحن دون الآخرين.

والأدهى والأمر أن نعزو أسباب فشلنا إلى قلة عدد المصلين في صلاة الفجر والنساء العاريات، في حين نغض الطرف عن سوء التعليم والفساد والتبعية للخارج ونهب الأموال والبلاد والتخلف الفكري والعصبية الدينية والفقر والجهل والواسطة والمحسوبية وعدم المساواة ومحاربة الديمقراطية وعدم حماية الحريات الفكرية وعدم احترام الرأي الآخر وعدم الايمان بالعدل والمساواة وأن القانون فوق الجميع.

نحن جيل يؤمن أننا سنهزم تخلفنا الحضاري بمعجزة، وسنحرر فلسطين بالمهدي المنتظر، وسننتقل من أدنى الأمم إلى قمتها بما يشبه عصا موسى ودون أن نبذل في سبيل ذلك قطرة عرق، متغافلين عن الأخذ بالأسباب ومحاربة الفساد وعدم قبول الظلم وتقديس العلم بدلاً من الجهل والخرافة، والأهم من ذلك كله، الايمان أن عصر المعجزات قد انتهى وأن رسالة سيدنا محمد تدعو الى الأخذ بالأسباب والاعتماد على الذات ثم طلب النصر، لا العكس!

تاريخنا مليء بالقصص السردية والخطب العصماء والشعر والنثر والغزل، ولكنه لا يتحدث عن عظماء العلوم والفلسفة والفكر بقدر ما يفرد صفحات طويلة للحديث عن الفرق الدينية والعصبيات وجمال البادية ونساء العرب، بل أنه لا يحدثنا عن القفزة العلمية الحضارية التي واكبت ظهور الإسلام وانتشاره في بقاع الأرض، وكيف أصبح المسلمون سادة علماء عصرهم.

وجلُ كتب الدين وعلومه تدور في فلك العبادات والشعائر والطهارة، مع مرور الكرام على الأخلاق ومنظومة القيم الإنسانية ومبادئ حقوق الانسان واحترام الآخر وأصول التعايش السلمي وبناء المجتمعات المدنية القائمة على العدل والمساواة.

إننا باختصار يا سادة، جيل البلاسيبو، جيل الوهم الذي زرعوه في نفوسنا كي نركن ونستكين ونحيا بانتظار المعجزة، ثم نموت قبل أن ندرك أن عصر المعجزات قد انتهى، واليوم يحاول البعض إقناعنا أن النجاح بحاجة فقط إلى قراءة كتاب عن النجاح أو حضور دورة لاكتشاف مكامن قدراتك!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
1-9-2019

السبت، 5 يناير 2019

بانوراما عام 2018 في صور


أميز الصور التي وثّقت أبرز أحداث عام 2018

 من خلال هذا الملف، والذي يضم مجموعة من الصور المميزة التي التقطت عام 2018، حاولت رصد أهم الأحداث التي عايشها العالمان الدولي والعربي، بالإضافة الى الأحداث المحلية في الأردن وفلسطين.

هناك العديد من الأحداث والمحطات المهمة، والتي لا يتسع بحث واحد او مقال للإحاطة بها جميعاً، ولكنها محاولة لرصد أهم الأحداث التي شكّلت فارقاً في هذا العام، أتمنى أن تنال استحسانكم.

ملاحظة: ترتيب الصور كان عشوائياً وليس له أية دلالة.


الصورة التي تناقلها الاعلام العالمي على أوسع نطاق، وأصبحت أيقونة مسيرات العودة في غزة.
الصورة تم مقارنتها بلوحة (Liberty Leading the People) التي شكلت رمزا للثورة الفرنسية
هنا فلسطين!





استغلال الأطفال وتجنيدهم في السودان وخاصة في الجنوب. هذه الصورة تُظهر أحد الأطفال المنخرطين في ميليشيات جنوب السودان.




لا بد من مساحة للحديث عن الجمال، تيلان بلوندو عارضة الأزياء الفرنسية صاحبة السبعة عشر ربيعاً، تحافظ على لقب أجمل فتاة في العالم للعام الثاني على التوالي، للجمال الطبيعي بدون تجميل.






 وفي الشأن الأردني، اعتقال عوني مطيع صاحب قضية الفساد الأضخم في تاريخ المملكة والمعروفة بمصنع الدخان



فاجعة البحر الميت، والتي شكّلت أكثر الحوادث مأساوية هذا العام في الأردن  



مسيرة الهجرة الى أمريكا ومحاولة اختراق الحدود من قبل ألوف الفقراء والمحتاجين في القارة الأمريكية الجنوبية. هذه الصورة توثّق مسيرة حاشدة للمهاجرين الهندوراسيين. 



 الممثلة كريستين ستيوارت تخلع حذاءها في مهرجان كان السينمائي في تحدٍ لأعراف المهرجان التي تطالب الفنانات بضرورة ارتداء الكعب العالي، وهو ما عرف بظاهرة الاحتجاج على الكعب العالي.



صورة لقطيع من البقر في جنوب السودان.
رغم ان أجواء الصورة توحي بأنها من فيلم سينمائي او أنها مُعالجة حاسوبيا، إلا أنها صورة طبيعية، وتُعد من أجمل الصور الفوتوغرافية هذا العام.




تتويج فرنسا بكأس العالم. نجم الفريق بوجبا واحتفالية خاصة مع سماء روسيا.



منطقة ألاسكا تعرضت لهزات أرضية شديدة، وكانت الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام مخيفة ومرعبة، حتى انها كانت أقرب للقطات سينمائية هوليوودية.
الصورة أدناه توضح الانهيارات والشقوق التي أحدثتها الهزات.



مشكلة النفايات البلاستيكية على الشواطئ تتفاقم، وتبدو هنا صورة فتاة على شواطئ إندونيسيا وهي محاطة بالنفايات البلاستيكية



صورة فريدة لتمساح ضخم يسبح تحت أحد القوارب في الولايات المتحدة، ويبدو المصوّر وهو قريب جداً من الخطر.





سباق داكار للدراجات، وصورة طريفة لأحد الدرّاجين لحظة اصطدامه بمستنقع طيني



حادثة القتل المأساوي لجمال خاشقجي أرخت بظلالها على الأشهر الأخيرة من عام 2018. الصورة التقطت من أمام القنصلية السعودية في اليوم الذي سُمح للأمن التركي تفتيش القنصلية 




صراع البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت الحدث الأميز على صعيد السياسة الأوروبية.
الصورة التقطت بعد انتهاء أحد الاجتماعات الماراثونية بين رئيسة وزراء بريطانيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وتظهر فيها تيريزا ماي بألوان زاهية على عكس باقي الأعضاء، كما أنها تبدو وهي تنظر الى الخلف على عكس اتجاه حركة الوفود.
الصحافة علّقت على هذه الصورة بالقول (الاختلاف الواضح في الرؤية والمواقف بين بريطانيا وباقي الدول الأوروبية).



صورة أخرى لأزمة المهاجرين، وتظهر هنا الشرطة الأمريكية وهي تحتجز لاجئة وطفلتها الصغيرة على الحدود.
وقد لاقت هذه الصورة استهجاناً واسعاً من قبل منظمات حقوق الانسان والمؤسسات الأهلية وكذلك الصحافة.


استمرار صعود التيار اليميني وحركات التعصّب في أمريكا والعالم.
الصورة تظهر مجموعة من المتعصبين البيض في ولاية جورجيا وهم يمارسون طقوس النازية



تسونامي إندونيسيا ومأساة جديدة


حرب اليمن
هذا الولد الذي من المفترض ان يكون على مقاعد الدراسة، ينضم الى الحرب الأهلية.
الصورة تظهر تأثير الحرب على البنية الاجتماعية في اليمن



استمرار انتهاكات جيش الاحتلال في منطقة الخان الأحمر قرب القدس.
مجموعة من الفتية يتحدّون بثبات تجريف البيوت والمدارس وقرارات ترحيل السكان الأصليين.



ونظل مع مسيرات العودة، صورة الطفل الفلسطيني الذي ابتكر طريقة بدائية لمقاومة قنابل الغاز المسيلة للدموع وأصر على المشاركة في مسيرات العودة في غزة.



زواج على سرير الموت.
مريضة بالسرطان في الولايات المتحدة تقيم مراسم زواجها على سرير المرض، وفي اليوم التالي تفارق الحياة.





السترات الصفراء والحدث الأبرز في فرنسا



أيقونة النضال الفلسطيني لهذا العام (عهد التميمي).




احتجاجات الدوار الرابع في العاصمة الأردنية على غلاء المعيشة وقانون الضريبة، والتي أطاحت بالحكومة الأردنية


قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس، قرار تاريخي مؤلم يديننا جميعاً.



أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

حمزة نمرة "شيخ إمام" هذا الجيل





كانت هناك العديد من المبادرات الشبابية الثقافية والفنية التي ترافقت مع ثورة يناير وانطلاقة الثورات العربية، وكانت هناك ظاهرة عامة تتجلّى في سعي الشباب نحو الحرية واستقلالية التمثيل واتخاذ القرارات، وتم عكس هذه الظاهرة من خلال تقديم أعمال فنية تمثل فئة الشباب وتعبر عن تجربتهم، لذا تكرّرت مصطلحات شبابية عديدة، أصبحت فيما بعد لازمة إعلامية او إخبارية (شباب الثورة، مطرب الشباب، فنان الثورة ...الخ).
كانت تلك الفترة بداية انطلاقة المطرب والموسيقار الشاب "حمزة نمرة"، والحقيقة أني لم أعطه القدر الكافي من الاهتمام والمتابعة حينها نتيجة اكتظاظ المشهد الإعلامي، وكثافة الأحداث وعظم شأنها.
ولعل بساطة الكلمات والأداء (في الأغاني التي سنحت لي الفرصة لاستماعها وقتها) لم تجذب انتباهي كثيرا الى موهبة هذا المطرب الشاب.
وقد نالت اغنيته (احلم معايا) شهرة واسعة في ميدان التحرير، ومنه إلى باقي المدن المصرية والعواصم العربية، وأصبحت رمزاً للثورة المصرية "الشبابية"، والتتر المرافق للمظاهرات الشعبية، أو الترنيمة المرافقة للهتافات الشبابية.
ومع ازدياد انتشار أغانيه خصوصا بعد الانقلاب على الثورة ورموزها وأهدافها، زاد اهتمامي ومتابعتي لأعماله الفنية، ولكن هذا ترافق مع الأسف مع انسحابه من الساحة الفنيّة نتيجة المضايقات التي مورست عليه في مصر، مما اضطره في النهاية الى مغادرة مصر والهجرة الى أوروبا عام 2015، ثم انقطاعه عن تقديم أغان جديدة لغاية هذا العام.

ولكن عودة حمزة نمرة كانت من الباب الكبير، حيث استضافه الإعلامي المبدع يسري فودة على قناة دويتشه فيلا DW في بداية هذا العام، قبل أشهر قليلة من إصدار ألبومه الجديد، وقد ساهم هذا اللقاء وروعة الأغاني التي قدمها في اللقاء، على زيادة الاهتمام بألبومه القادم.

خلال متابعتي لهذا اللقاء، أعدت اكتشاف أغانيه وموهبته الموسيقية، وكم راق لي الفن الذي يقدمه والمعاني السامية التي تكمن وراء كلمات أغانيه والقيم الإنسانية التي يتناولها، بالإضافة إلى جمال موسيقاه وألحانه وما فيها من الرقي والابداع الفني والإحساس العالي، وهذا كله يستحق الإشادة والتشجيع بلا شك.

عن حمزة نمرة أكتب اليوم، ذلك الشاب الثائر الذي اتخذ من الفن وسيلة للدعوة إلى حق المواطن العربي في العيش حرا كريما، متمتعا بحقوقه في ممارسة حرية الرأي والتعبير، والتي يكفلها ميثاق حقوق الانسان وكافة الدساتير.
في أغانيه وأعماله، أشعر بتلك الآه التي تجتاح صدري حينما أفكر في أحوال عالمنا العربي بالغة السوء، وفي أغانيه أيضاً أحلق في فضاء الحرية ويتعمق شعوري بضرورة الاستمرار في الدعوة الى التغيير، الى أن تتحقق جميع مطالب الشعوب العربية المستحقة.
في أغانيه، أحن الى الوطن وإلى حضن امي وذكرى أبي، وتعود بي الذكريات الى زمن الطفولة والعائلة الصغيرة، وشقاوة أولاد الحي، وبالكاد أحبس دموعي وانا استمع إلى أغنية (تسمحيلي يامّه من وقتك شوي).


من الملفت في مسيرة حمزة، اهتمامه بالفلكلور الشعبي العربي وإعادة تقديمه الأغاني الخالدة بأسلوب جديد مستخدما الآلات الموسيقية الحديثة مع الإبقاء على رقي تلك الأغاني ومستواها الفني، وقد قدّم أغان عديدة من الشرق العربي والشمال الافريقي، ولكن اهتمامه كان واضحا في التراث الفلسطيني وأغانيه الشعبية والوطنية، وقد قدّم تلك الأغاني بأسلوب جميل ورائع، وكان أداؤه لافتاً في أداء أغاني (يا ظريف الطول) و (يا يمّه في دقة على بابنا) (يمّا مويل الهوى).



إبداع حمزة نمرة يعيدنا الى تاريخ الفن العربي الجميل وبالتحديد الى أعمال سيد درويش، والشيخ إمام وتوأمه الشاعر أحمد فؤاد نجم، لذا ليس من الغريب تشبيه أعماله بأعمال المبدع الشيخ إمام، وتلقيبه بشيخ إمام هذا الجيل.
قد لا يروق هذه الكلام للبعض من باب علوّ قامة الشيخ إمام وسيد درويش الفنية، ولكن الحقيقة أننا كبشر نميل الى تقديس الماضي على حساب الحاضر، وهذا يؤثر على رؤيتنا لجمالية الأشياء التي نعايشها على حساب استجرار الذكريات والعيش على أطلال الماضي الجميل.
في كل زمان نعيشه، هناك مواهب حقيقية تستحق الإشادة والاستمتاع بها، كما تستحق أن نعطيها حقها وقدرها من الثناء والتشجيع، ولكن المفارقة، أننا نكرّم الفنان بعد رحيله، وحينها فقط ندرك حجم موهبته وتفرّده، ثم نبدأ بتخليد ذكره والبكاء على أطلاله، بينما أثناء حياته نهمله، بل نهاجمه ونحدّ من إبداعه في كثير من الأحيان.
وهذا الظلم يتضاعف، عندما تقوم أنظمتنا العربية مع كل أسف، بقمع الموهوبين من شاكلة حمزة نمرة، ومحاصرتهم بدلاً من تشجعيهم وتبنّي تجاربهم الفنية والأدبية.
سياسة تكميم الأفواه، وقمع كل صوت يغرّد خارج سرب النظام، ومحاصرته وتقييد حريته، أصبحت السمة الغالبة في معظم بلادنا العربية، وهذه السياسة لا تفرّق بين معارض سياسي وحزبي أو صحافي او فنان وأديب، كلهم في النهاية يتعرضون للتغييب القسري والتعتيم الإعلامي والتصفية المعنوية.

من المؤسف ان ترى هذه المواهب وهي تهاجر بعيداً عن أوطانها نتيجة سياسات القمع والملاحقات الأمنية، ومن المؤسف أيضاً، أن ترى هؤلاء المبدعين من الشباب وهم يبدعون في بلاد الغرب، ذات البلاد التي نلعنها كل يوم بسبب سياساتها في المنطقة، ولكنها في النهاية، الوحيدة في العالم التي تمنح أبناءنا مساحة الحرية الكافية للإبداع والتعبير وتمنحهم حق الحماية الدستورية للاختلاف مع الأنظمة ونقد المسؤولين.

حمزة نمرة يقيم حاليا في أوروبا، ولا يجد سوى قناة (التلفزيون العربي) التي تبث من لندن للتعاون معها وتقديم أعماله الفنيّة، وقد اضطر الى إنتاج ألبومه الأخير بتمويل شخصي، نتيجة غياب الدعم وحالة الحصار الثقافي التي يعيشها هو وجميع أصحاب المواهب الحقيقية الذين قرّروا أن يعبّروا عن آرائهم بحرية، دون قيود ودون توجيه.

موهبة حمزة نمرة الحقيقية تكمن في موسيقاه، فهو ليس مجرد مطرب او مؤدي للأغاني، بل إن معظم أغانيه من تلحينه، وعلى سبيل المثال فقد قام بتلحين جميع أغاني ألبومه الأخير (حطير من تاني 2018) باستثناء أغنية وحيدة، وهذا ما يجعل منه موهبة موسيقية قادرة على الارتقاء بالفن من جهة، وايصال هذا الفن الراقي الى فئة الشباب بشكل عصري قريب من القلوب، إضافة الى تقديم رسالة إنسانية من خلال هذا الفن وتطويع الموسيقى والألحان لخدمة تلك الرسالة.

من أغانيه الجديدة المفضلة لدي، أغنية (داري يا قلبي) وهي من ألحانه، ومن أكثر الأغاني العربية رواجاً على موقع اليوتيوب لهذا العام، وتقول كلماتها:

خايف تتكلم ليه .......في عيونك حيرة وحكاوي كتيرة
متغير ياما عن زمان، قافل على قلبك البيبان
حبيت وفارقت كام مكان، عايش جواك
إحساسك كل يوم يقل، وتخطي وخطوتك تزل
من كتر ما أحبطوك تملّ فين تلقى دواك
بتودع حلم كل يوم، تستفرد بيك الهموم
وكله كوم والغربة كوم والجرح كبير

نحن في أشد الحاجة اليوم، إلى هذه المواهب الحقيقية في عالمنا العربي، وأرجو ان أعيش اليوم الذي تعود فيه تلك الطيور المهاجرة لتنعم بالتكريم والاشادة في بلدانها، وتخدم مجتمعاتها وتنال ما تستحقه من عيش كريم دون تضييق على الحريات أو قمع للإبداع.

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن

23-12-2018