الثلاثاء، 22 يناير 2019

26 شخصاً يمتلكون نصف ما تمتلكه البشرية جميعها




حسب بيانات مجلة «فوربس»، فإن 26 شخصاً يملكون ما يملكه 3،8 مليار نسمة هم الأكثر فقرًا في العالم، بعدما كان عدد أغنياء العالم 42 عام 2017.


كما أن ثروة أصحاب المليارات في العالم ازدادت بمقدار 900 مليار دولار العام الماضي، بوتيرة 2،5 مليار دولار في اليوم، بينما تراجع ما يملكه النصف الأفقر من سكان العالم بنسبة 11 بالمئة.


وأظهر التقرير تضاعف عدد أصحاب المليارات منذ الأزمة المالية عام 2008، مشيراً إلى أن «الأثرياء لا ينعمون بثروة متزايدة فحسب، بل كذلك بنسب ضرائب هي الأدنى منذ عقود».


يذكر أن أغنى رجل في العالم هو رئيس «أمازون» جيف بيزوس بثروة تقدر ب 112 مليار دولار «تعادل ميزانية الصحة في إثيوبيا واحد بالمئة من ثروته».


يأتي هذا في الوقت الذي يموت فيه عشرة ألاف فقير في العالم "يوميا" بسبب عدم الرعاية الصحية!


المعادلة التي نستنتجها:
*كلما اشتد الوضع الاقتصادي صعوبة، زاد الفقر وزاد الأغنياء غنىً، يموت الفقراء وتتضخم جيوب الأثرياء!*


#الفقر #أغنياء_العالم

أيمن يوسف أبولبن
22-1-2019


الاثنين، 14 يناير 2019

نظرية الأرض المسطحة، عودٌ على بدء



بعد نشر مقالي حول نظرية الأرض المسطحة، كانت هناك العديد من النقاشات والردود حول تلك النظرية.
لا شك بأن فكرة الأرض المسطحة متأصلة في التاريخ وفي علوم الدين، وان هناك العديد من الشكوك التي تحوم حول غزو الفضاء، وهبوط الإنسان على سطح القمر، إضافة إلى عدّة تساؤلات حول ما تخفيه قارة انتاركتيكا، وهو ما غذّى الشكوك حول كروية الأرض ودفع بفكرة الأرض المسطحة للبروز الى السطح مجدداً.

الفكرة التي دفعتني لكتابة ذلك المقال، وعرض تلك النظرية والدعوة إلى نقاشها، كانت بسبب تحوّل فكرة كرويّة الأرض إلى واحدة من المُسلّمات غير القابلة للنقاش، ونتيجة لذلك توقفت عقولنا عن مجرّد التفكير بها أو تأمّلها.  وفوق هذا فلقد توقفنا عن محاولة فهم القوانين المتعلقة بها وتأثيراتها على حياتنا اليومية المعتادة.

والدليل على ذلك، أن معظم الذين هاجموا المقال، واعترضوا عليه، ومعظم الذين دخلت معهم في حوار وجدال، لم يكونوا يملكون أدنى فكرة عن الموضوع "علمياً"، ولم يقوموا بإجراء أي نشاط (عملي أو ذهني) لإثبات أو نفي تلك النظرية.

والدافع الثاني للكتابة، كان إقحام الدين بشكل مبتذل ومسيء في هذه القضية. لقد تفاجأت حقيقةً، عندما بدأت في البحث في هذه المسألة من كم المحاضرات الدينية والفيديوهات والكتب التي تؤيد هذه النظرية أو تلك، وكل معسكر يحاول جاهداً إثبات أن فهمه لكتاب الله هو الفهم الصحيح، ويتهم المعسكر الآخر بالتخلّف والحياد عن الحق، دون الالتفات الى الصورة الكاملة، والتي كانت تسيء للدين عموماً بغض النظر عن صحة أو عدم صحة نظريته، ففي النهاية كان الدين هو الخاسر الأكبر!

من خلال مقالي اليوم أود التحدث عن بعض القوانين والحقائق التي نتأثر بها بشكل شبه يومي، وتؤكد كروية الأرض، ولتجديد القول إنه مهما ارتقت الشكوك حول صحة معلومات ناسا وغزو الفضاء والوصول الى سطح القمر وتوثيق التسجيلات لهبوط أول إنسان على سطح القمر، فأنها لا ترقى إلى مرحلة الثبوت القطعي (علمياً على الأقل) ، كما انها لا تستطيع دحض حقيقة كروية الأرض، رغم وجود بعض الأسئلة التي تبقى عالقة.

حركة النجوم حول المحور


هناك محورين للأرض (القطب الشمالي والقطب الجنوبي) وحول كل من هذه المحاور أو الأقطاب تدور مجموعة مختلفة من النجوم، حيث تتميز النجوم في القطب الشمالي عنها في القطب الجنوبي، فمن يراقب حركة الأقمار في الجنوب سيشاهد مجموعة معينة من النجوم تدور حول مركز القطب الجنوبي، والتي تختلف اختلافا تاما عن النجوم التي تدور حول القطب الشمالي، وهذا يُثبت أن هناك محورين للأرض، ويتطابق هذا مع كروية الأرض.

إثبات حركة النجوم في القطب الجنوبي

دوران القمر ودوران الأرض


قامت الصبن مؤخراً بإطلاق مسبار قمري لاستكشاف الجانب المظلم من القمر، وكانت الصين قد أطلقت قمراً صناعياً في شهر أيار من العام الماضي ليكون حلقة وصل بين كوكب الأرض والمسبار الذي تم اطلاقه حديثاً.
ومن المعروف أنه بسبب كروية الأرض ودوران القمر حولها، ودوران كلا الكوكبين حول نفسيهما فإن وجه القمر المقابل للأرض يبقى هو نفسه، فيما لا يظهر الوجه الأخر للقمر (الوجه المظلم).
وقد سبق لدول أخرى الوصول الى الجانب المظلم للقمر، ولكن دون الهبوط عليه. ومن خلال الصور والأبحاث فقد بدا الوجه المظلم للقمر مختلفاً تماما في بنيته عن الوجه الظاهر لنا، مما يؤكد مرة أخرى دوران الأرض، وبالتالي كرويتها.

خطوط الطيران


من المواضيع التي كانت مثار شك من القائمين على نظرية الأرض المسطحة، مسار الطائرات الذي يأخذ اتجاهاً أقرب الى الأرض المسطحة.
والحقيقة ان هناك ما يعرف بخطوط الطيران، والتي تختلف عن مسار الرحلات البرية، وقد كتب د. علي الوردي عن هذه النقطة في كتابه (مهزلة العقل البشري) وقارن بين خطوط الطيران الحديث التي تأخذ أقصر الطرق بالنظر الى كروية الأرض وتحدّبها، وبين الرحلات البرية على البعير والدواب، والتي ترتكز على المسافات الأفقية.

ومن هنا فإن مسار الطائرة يأخذ بعين الاعتبار تحدّب الأرض، ويتبع خطوط الطيران العالمية، ولا يسير وفق قاعدة الخط الأقصر بين نقطتين أفقياً، على عكس الأرض المستقيمة.

الغلاف الجوي


من الأمور الواجب الالتفات اليها، هو تأثير الغلاف الجوي للأرض على الأجسام القريبة منها، بمعنى أن كل ما يقع ضمن محيط الغلاف الجوي ينجذب للأرض ويتأثر بحركتها، ويصبح وكأنه جزء من حقل مغناطيسي عظيم تكون الأرض مركزه.
ويمتد هذا الغلاف الى مسافة 100 كم عن سطح الأرض وهو ما يعرف بخط "كرمان"، والذي يفصل بين حدود الغلاف الجوي والفضاء الخارجي.
ولذلك فإن القول (إنه لو كانت الأرض كروية وتدور حول نفسها فإن هذا يتنافى مع حركة الطائرات التي تنتقل من مكان الى آخر دون التأثر بحركة الأرض حول نفسها) هو كلام غير صحيح ومنافٍ للعلم.

والحقيقة ان الطائرات لا تخترق الغلاف الجوي للأرض لذا فإنها تبقى ضمن المجال "المغناطيسي" للأرض وتدور مع دوران الأرض، فالأرض بالنسبة لهذه الطائرات ثابتة.

المدارات والأقمار الصناعية


لكوكب الأرض مدارات جغرافية دائرية ثابتة، وأي جسم يتم تثبيته في هذه المدارات يكون في موقع جغرافي ثابت من الأرض ويتحرك بحركتها تماماً وبكل دقة.
لذا نجد أن الأقمار الصناعية غالباً ما يتم تثبيتها في هذه المدارات فوق خط الاستواء وعلى ارتفاع قريب من 35 كم. وهذا ما يفسر ثبات هذه الأقمار بالنسبة للأرض وثبات التقاط اشاراتها من المراكز الأرضية، سواء كانت لأغراض الاتصالات أو المناخ أو الأغراض العسكرية.
ومن خلال الممارسة العملية، فإننا نقوم بتثبيت اللواقط التلفزيونية على درجة معينة لتتوافق مع الموقع الجغرافي لهذا القمر الصناعي أو ذاك، وحسب المدار الذي يدور فيه.
ولعلكم تذكرون أن أول قمر فضائي عربي للاتصالات والذي تم إطلاقه في أوائل التسعينيات، لم يتم تثبيته بنجاح في المدار وتم فقدانه بعد ذلك، لأنه لم يأخذ المسار الصحيح.

ناسا تنشر فيديو للأرض من مليون ميل

في النهاية، أجدّد القول بضرورة تقبّل الآخر واحترام الاختلاف بيننا، واعتماد الحوار سبيلاً وحيداً للنقاش والتواصل وصولاً إلى تقارب في وجهات النظر، وقواعد مشتركة للفهم.
ونذكر ختاماً بالقاعدة التي تقول، إن أفكاري ومعتقداتي صحيحة تحتمل الخطأ كما ان أفكار الآخرين بالنسبة لي خاطئة ولكنها تحتمل الصواب!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن

14-1-2019

السبت، 12 يناير 2019

اكتشاف الجانب المظلم من القمر




قامت الصبن مؤخراً بإطلاق مسبار قمري لاستكشاف الجانب المظلم من القمر، وكانت الصين قد أطلقت قمراً صناعياً في شهر أيار من العام الماضي ليكون حلقة وصل بين كوكب الأرض والمسبار الذي تم اطلاقه حديثاً.
وتتخوّف الدول العظمى من المشروع الصيني ونواياه الحقيقية، حيث تخشى هذه الدول من إمكانية استفادة الصين من الموارد الطبيعية وغاز الهيليوم المتوافر بكثرة في القمر.


ومن المعروف أنه بسبب كروية الأرض ودوران القمر حولها، ودوران كلا الكوكبين حول نفسيهما فإن وجه القمر المقابل للأرض يبقى هو نفسه، فيما لا يظهر الوجه الأخر للقمر (الوجه المظلم).


وقد سبق لدول أخرى الوصول الى الجانب المظلم للقمر، ولكن دون الهبوط عليه.



ومن خلال الصور والأبحاث السابقة فقد بدا الوجه المظلم للقمر مختلفاً تماما في بنيته عن الوجه الظاهر لنا، مما حثّ العلماء على ضرورة استكشافه.

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
12-1-2019

القدم الصغيرة Small Foot



إذا كنت تبحث عن فيلم عائلي، مثير ومفيد وممتع، فعليك مشاهدة فيلم القدم الصغيرة small foot
رغم أنه فيلم أنيميشن، إلا أنه يحمل أفكارا عميقة ويطرحها بشكل بسيط، لذا فهو مناسب للكبار والصغار.
تقوم فكرة الفيلم على محدودية المعرفة البشرية، والخوف من التغيير.
وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من المخلوقات التي تعيش بمعزل عن العالم في أعلى قمة جبل فوق الغيوم، ونظرا لخوف هذه المخلوقات من البشر، يضع الجدود الأوائل تعليمات عامة للأجيال القادمة ويحفرونها على الأحجار، وتتضمن عدم وجود مخلوقات أخرى وعوالم أخرى، وتصبح هذه المعتقدات قوانين لا شك فيها، ويقوم على حفظها سدنة وكهان.
وتأتي المفاجأة بوصول طائرة وعلى متنها طيار لتلك المنطقة ولقائه أحد المخلوقات. وهنا يبدأ الصراع بين قدرة هذا المخلوق على إقناع الآخرين بصدق رؤيته ومخالفة معتقداتهم القديمة، وبين القائمين على تعليمات الأجداد وتقديمها.
وهو ما يحدث أيضا مع البشر من خلال شخصية صحفي يقع في الصدفة في مواجهة هذا المخلوق.
الفيلم رائع للغاية وممتع، ويطرح أسئلة عميقة رغم بساطة العرض.
أنصح بمشاهدته رفقة العائلة.

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن

12-1-2019

الاثنين، 7 يناير 2019

الطغاة عندما يتحدثون عن «نظرية المؤامرة»

الرئيس السوداني «عمر البشير» يُحذّر من «انزلاق» السودان، إلى مستنقع الفوضى كما هو حاصل في العديد من الدول المجاورة، ويتحدث أمام مناصريه عن ضرورة التحلّي بالوطنية والحفاظ على أمان واستقرار السودان.
يأتي هذا وسط احتجاجات ومظاهرات شعبية واسعة عُرفت «مظاهرات الخبز»، نظراً لارتباطها بارتفاع أسعار الخبز، وتردي الأحوال الاقتصادية في البلاد. قد يكون حديث عمر البشير منطقيا، ويتمتع بمصداقية لو توافق كلامه عن الوطنية والمحافظة على استقرار البلاد، مع نهجه وأسلوبه في الحكم، ولكن المفارقة أن واقع الحال في السودان لا يدع مجالاً للشك، بأن هذا النظام الحاكم، هو سبب رئيسي لمشاكل البلد، وإذا كانت هناك مؤامرة حقيقية على البلاد، فممارسات هذا النظام وافرازاته كانت من حيث تدري أو لا تدري، المغذي الرئيس لعدم استقرار الأمن في البلاد، وانزلاقه نحو الهاوية.

في اللحظة ذاتها التي يتحدث فيها عمر البشير عن أمن واستقرار السودان، كانت قوات الجيش والشرطة تستخدمان الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، وبمساعدة مجموعة من الشبيحة أيضاً، حيث وصلت حصيلة العنف بعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات إلى 39 شهيدا ومئات المصابين.
وباستعراض سريع لتاريخ عمر البشير، الذي يدّعي حرصه على مصلحة الوطن، نجد أنه جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، ومن يومها لم تعرف السودان حاكماً غيره، ورغم بلوغه العام الرابع والسبعين من عمره، إلا أنه لا يزال يسعى إلى الاستمرار في الحكم، حيث تم مؤخراً الترويج لفكرة تعديل الدستور، ليصبح البشير رئيسا ‘دائما’ للبلاد، وكأن السودان بشعبه وأحزابه ومفكريه وقياداته، وجميع رموزه الوطنية، عاجزون عن قيادة البلاد بعيداً عن رؤية عمر البشير، طالما بقي حيّاً يرزق!
والملاحظ، أن البشير وبعد استقراره في الحكم، قد مارس كل ما يليق بطاغية لا يؤمن بالتعدّدية ولا بحرية التعبير، وبالضرورة لا يؤمن بالديمقراطية، وجاء على رأس تلك الممارسات قمع الحريات والتخلص من أصحاب مراكز القوة من أعوان ونواب ومساعدين، واقصاء كل الذين لا يتفقون مع نهجه. ونتيجة لتلك السياسات أصبح الجيش السوداني بمثابة ميليشيا تابعة للحزب الحاكم، تدين بالولاء إلى سياسات الحزب، وليس إلى الوطن. كما فقد الجيش من خلال هذا التسييس العديد من الكفاءات وتحوّل إلى مركز للسلطة مليء بالفساد والتجاوزات.
انقسم السودان في عهده إلى سودانين، شمالي وجنوبي، وعانت البلاد من عقوبات اقتصادية نتيجة الجرائم التي ارتكبها الجيش النظامي والميليشيات المتقاتلة في الحرب الأهلية.
ويُعزى أمر الانفصال إلى تشدّد عمر البشير ورفضه كافة محاولات إصلاح ذات البين. كما يعتقد خبراء وسياسيون أن هذا الانقسام لم يكن ليحصل لولا وجود عمر البشير على رأس السلطة.

تجاوزات في حقوق الإنسان

ونتيجة تلك التجاوزات والجرائم في حق الإنسانية، صدر في حق البشير مذكرة جلب واعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، لمسؤوليته عن جرائم الجيش في دارفور والتي شملت القتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب والتهجير، والتي وصل ضحايا العنف فيها حسب منظمات إنسانية إلى 300 ألف قتيل!
وما زالت مناطق النزاع تعاني إلى اليوم من بقايا مآسي الحرب، والفقر والجوع، وسوء الأوضاع المعيشية.
ولعلنا سمعنا جميعا بفضيحة «عائشة البصيري» الناطقة الرسمية لقوات حفظ السلام الأممية، التي قدّمت استقالتها عام 2013 احتجاجاً على التضليل الذي تقوده الحكومة بشأن التحقيقات الأممية، وبتواطؤ مع مسؤولين كبار في الأمم المتحدة. يعيش السودان في شبه معزل عن العالمين العربي – الإسلامي، والدولي بسبب سياسات البشير والملاحقات الدولية في حقه، وتحوّل السودان إلى رهينة في يد البشير والحزب الوطني.
كما يمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة، وهو غارق في الديون الخارجية حيث وصلت إلى أكثر من 54 مليار دولار في العام الماضي. هذا بالإضافة إلى الأزمة المائية، والعديد من الأزمات الاجتماعية منها الاتجار بالبشر، واستغلال الأطفال في الحروب وتجنيدهم في القوات المسلحة المتنازعة.
ونتيجة لتاريخه الحافل في المنطقة، تم تصنيف عمر البشير عام 2015 كأسوأ رئيس أفريقي من قبل متخصصين في الشأن الإفريقي.

كما يأتي السودان في المراتب الأولى في الفقر، وفي نسبة المهاجرين من البلاد نتيجة تردي الأوضاع السياسة والاقتصادية والاجتماعية، كما تزايدت أيضا نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب.
بعد كل هذا التاريخ، ما زال عمر البشير مستمرا في تعديد مناقبه، وتخويف الشعب من مغبة الديمقراطية والتغيير، ويوهم البسطاء من الشعب، أن مواقفه الوطنية والقومية ورفضه التطبيع مع إسرائيل، دفعت الغرب وبعض المتآمرين، إلى محاولة عزله وإثارة الفوضى في البلاد.
وهذا للأسف هو نهج الطغاة أينما حلّوا، فهم على قناعة تامة، ألاّ نهج صحيح سوى نهجهم، وكأنهم ممثلو الرب في الأرض، يستمدون شرعيتهم من السماء، وتكون طاعتهم واجبة وأوامرهم نافذة لا تحتمل النقاش أو الأخذ والرد، وحينما تبرز الدعوة إلى التغيير، وتصبح هناك حاجة ملحة لتغيير النهج وتعديل الأوضاع، تبدأ سياسة التخوين والتآمر.
والأنكى من ذلك، أن بعض الوطنيين والقوميين العرب، ما زالوا يؤمنون بتلك الخدعة، وإرهاصات المؤامرات الخارجية، فخرجوا علينا مؤخراً وهم يتحدثون عن مؤامرة في السودان!

أتخيل الأيام المقبلة، عندما يقرأ الجيل القادم تاريخ هذه المرحلة الفاصلة والتي كانت بمثابة أمل أخير للإصلاح وتعويض ما فات من حكم ديكتاتوري قام أساساً على التخويف، وعلى كذبة العداء لإسرائيل، وعندما يأتون على حديث الطغاة عن الوطنية والقومية وأمن البلاد، وربط دعوات التغيير بنظريات المؤامرة، ثم يقارن الجيل القادم هذا كله، بإنجازات هؤلاء الطغاة على أرض الواقع، وجرائمهم في حق الوطن والمواطن، فيدركون حينها حجم المأساة الحقيقية التي كنا نعيش، أتساءل مع نفسي، هل سيشعرون بالأسى حيالنا والتعاطف معنا أم بالشفقة؟ أم ربما بالازدراء!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
7-1-2018

السبت، 5 يناير 2019

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى



مشكلة هذه الرواية أو مشكلة كاتبها، أنه اراد نقد التراث والتاريخ الاسلامي، فأنتج رواية تاريخية، فاشلة من حيث كونها رواية، فعناصر الرواية مفقودة والسرد فيها ممل، وإقحام النقاش والحوار لأغراض غير روائية أثر عليها سلباً.

ومن ناحية اخرى، لو قلنا إن الكاتب أراد نقد التاريخ أو التراث الاسلامي، واعتبرنا أن هذا الكتاب هو كتاب نقدي وليس رواية، فهو من هذه الناحية فاشل أيضاً، إذ انه لم يقم بالتحري والتدقيق في النص التاريخي، بل جاء به من مراجع شتى بعضها ضعيف وبعضها بهتان، وقد يكون بعضها صحيح، ولكن في النهاية، لا يمكن الأخذ بهذا الكتاب كمرجع نقدي.

في النهاية، اعتقد أن الكاتب أراد ان يخرج من مأزق النقد التاريخي والتأصيل لنقده، بصبغة روائية كي يقول إنه ليس كتاب تاريخي، وإنما رواية تحتمل التأويل والخيال، وهو بهذا يكون قد نسف أساس روايته أو كتابه!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019


السيسي إلى الأبد

*السيسي إلى الأبد*






دعوات في مصر لتعديل الدستور بحيث يسمح باستمرار السيسي في الرئاسة إلى الأبد.

المضحك المبكي نجاح تسويق فكرة ربط مصير مصر دولة المئة مليون مواطن برؤية شخص واحد فقط، وتصوير المستقبل الظلامي للبلد في حالة عدم استمرار هذا الشخص ونظامه!

المؤسف أن من يروج لهذه الفكرة هم مجموعة من النخبة السياسية، ومجموعة كبيرة من المثقفين الذين يفترض بهم أن يرتقوا بفكر المجتمع ويقودوه إلى الأمام لا إلى الخلف.

ثورة مصر الحقيقية التي أعادت الحياة إلى الشارع العربي، تُقتل كل يوم، تُقتل مبادؤها وأفكارها، وشخوصها، أمام أعيننا، بعضنا يهلل، وبعضنا يراقب بصمت!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
4-1-2019