تأثير الهالة Halo Effect
هناك العديد من النظريات المهمة
والعملية في علم الإدارة، والتي يمكن الاعتماد عليها والاستفادة منها من أجل
المساعدة في نجاح الأعمال والمشاريع، والنجاح في إدارة شؤون حياتنا كذلك.
من هذه النظريات، محاولة تجنّب ما
يُعرف بتأثير الهالة Halo Effect والتي
تعد واحدة من السلبيات أو "المتلازمة السلوكية" التي يجب على أي مدير
ناجح أن يتجنبها.
وهي باختصار: اعتمادنا على أشخاص
مثيرين للاهتمام في مواقع لا تتناسب مع مؤهلاتهم، وافتراضنا نجاحهم في هذه المواقع
بناء على امتلاكهم بعض الصفات الجيدة التي قد لا تكون ذات تأثير في هذا الموقع، أو
نتيجة ثقتنا فيهم المتأتية من تجارب سابقة قد ﻻ تكون لها اي علاقة بالواقع الجديد.
ومثال ذلك أن نقوم بإسناد مهمة إدارية لأحد الموظفين المثابرين في العمل دون الالتفات إلى انعدام مؤهلاته الإدارية والقيادية، أو تعيين أحد المهندسين مديراً لأحد المشاريع لمجرد كونه مهندساً جيداً، أو الطلب من أحد الطلاب المجتهدين الاشراف على مجموعة من الطلبة رغم انه يفتقر لمهارات الاشراف والقيادة، او إسناد مهمة تدريب فريق رياضي للاعب مميز رغم عدم خبرته في مجال التدريب، أو تعيين احدى الموظفات نتيجة حسن مظهرها بالرغم من عدم أهليتها ....... وهكذا.
ويعود السبب الى تصرفنا هذا
بسبب انخداعنا بصفة مميزة وانجذابنا لها (قد تكون المظهر الخارجي، الوسامة،
الارتياح الشخصي، النجاح في حقول أخرى) على حساب التحليل العقلاني والمنطقي، وفي
هذه الحالة فإن الهالة التي تحيط بهذا الشخص نتيجة هذه الصفة المميزة، تشتت
الانتباه عن باقي الصفات غير الحميدة فيه، أو عن انعدام بعص الصفات الأساسية
الأخرى، لهذا سُمّيت بتأثير الهالة.
Halo كلمة اغريقية يقابلها في اللغة العربية كلمة هالة، وهي الهالة التي تحيط بالأشخاص المهمين أو الناجحين وأصحاب الشخصيات الجذابة، وغالباً ما تخدع من يحيط بهم فيضعوا فيهم ثقتهم المطلقة ودون حدود.
ما ينطبق على إدارة الأعمال ينطبق كذلك على إدارة حياتنا الخاصة وإدارة شؤون مجتمعاتنا، وعلى السياسة كذلك، فكم من السياسيين والقادة استفادوا من خطبهم الحماسية ومحاكاة هموم المواطن البسيط، للوصول الى مراكز عليا رغم افتقادهم لأي برنامج سياسي أو اجتماعي حقيقي. وهذا ما يجعل علم الإدارة من أحد أكثر العلوم الرافدة لتنمية القدرات والمهارات الشخصية والسلوكية، وتطوير الذات.
تُرى
لو نظرنا حولنا، كم سنجد من الأشخاص الذين يشغلون مناصب أو مراكز حساسة لمجرد أنهم
أثاروا انتباه أصحاب القرار، أو لنجاحهم في التأثير على المواطن البسيط، رغم
افتقارهم لمؤهلات النجاح!
وفي حياتنا الشخصية والاجتماعية كثيراً ما نحكم على الأشخاص بحكم
علاقتنا بهم واعجابنا ببعض صفاتهم دون التأني في اعطائهم ثقتنا، فعلى سبيل المثال
قد تُعجب طالبة بأستاذها في الجامعة وتظن انه سيكون زوجاً مثالياً دون أن تفكر في
النواحي الشخصية له، وقد يُعجب أحد الشبان بفتاة شديدة الجمال ويرغب بالارتباط
بها، ظناً منه أن الجمال الداخلي ينعكس على مظهر صاحبه الخارجي، ولكن الحقيقة أن (ليس
كل ما يلمع ذهباً!) وأن الجمال الداخلي هو أهم وأكثر قيمة بكثير من
المظاهر!
أيمن أبولبن
5-11-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق