أخذ مصطلح الذكاء العاطفي في الانتشار وازداد تسليط
الأضواء عليه في الأعوام العشرة الأخيرة، وقد تم تأليف العديد من الكتب حوله من أشهرها
كتاب *(الذكاء العاطفي Emotional
Intelligence)* لدانيال جولمان.
إذا أردنا تعريف مفهوم الذكاء العاطفي باختصار، يمكن القول
إنه قدرتك على فهم مشاعرك وأحاسيسك الداخلية، وانفعالاتك وعواطفك والسيطرة عليها،
ومن ثم التحكّم بها وتوظيفها للاستخدام في الوقت والشكل المناسبين بمعزل عن الظروف
المحيطة وخصوصاً في حالات الخوف والغضب والحب أو الفرح، وكذلك تفهّم مشاعر الآخرين
واحتياجاتهم العاطفية وسلوكياتهم، والتوافق معها من خلال وسائل الاتصال، لخلق جو
من الود المتبادل وضمان نجاح علاقاتك الاجتماعية، والمهنية العملية.
وبما ان هذا
النوع من "الذكاء" لا يعتمد على التفكير المنطقي العقلاني، بل يحتاج الى
استخدام المشاعر والأحاسيس بل والذكاء الفطري أيضاً، أُطلق عليه مصطلح " الذكاء
العاطفي " وهذا يفسر فشل كثير من العباقرة والعلماء في التكيف مع مجتمعاتهم
والتواصل مع الآخرين ومعاناتهم من العزلة بسبب فقدانهم لهذا الجانب من الذكاء
العاطفي وعدم اهتمامهم به، وتركيزهم على البحوث العلمية والحسابات المنطقية
واهمالهم جانب المشاعر والأحاسيس والتوافق مع المجتمع.
يذكر أن الذكاء العاطفي، هو موهبة فطرية يتقنه البعض دون
عناء، ويساعدهم ذلك كثيراً في الانسجام مع الآخرين وجعلهم محبوبين ومقبولين لديهم،
مما يزيد من فرص نجاحهم في الحياة، إلا أنه بالإمكان أيضاً تعلّم هذه المهارات
بالاطلاع والمعرفة والممارسة.
أرجو ان أكون قد شجّعتكم على البحث وزيادة المعرفة بهذا
النوع من الذكاء.
أيمن أبولبن
2-3-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق