يحكى أن أحباب ومتابعي الشيخ الراحل عبد الحميد كشك تجمهروا عقب الإفراج عنه عام 1982 مطالبين بعودته للخطابة في مسجده في منطقة العباسية حيث كان يخطب الشيخ هناك لسنوات قبل اعتقاله ، وكان التجمهر عقب صلاة الجمعة.
ظل المصلون يهتفون مطالبين بعودة الشيخ للخطابة ، وفجأة ظهرت سيارة نقل كبيرة محملة بالبيض وقفت على مقربة منهم ونادى مناد " بيض طازج بنصف السعر" !!
وقف المتظاهرون قليلاً، ثم بدأوا يتسللون ناحية السيارة للحاق بالفرصة ، وسط تساؤل البعض : ما المشكلة أن نبتاع البيض ثم نكمل المظاهرة؟
دقائق قليلة وألتف المئات حول السيارة، نفذ البيض في أقل من ربع ساعة.
بعدها بدقائق حضرت قوات مكافحة الشغب والتي كان من المتوقع أن تخوض معركة حامية الوطيس في تفريق المتظاهرين ولكن حدث ما هو غير متوقع، فلقد وقف كل متظاهر ينظر للجنود وهم ينزلون من سيارات الشرطة ثم ينظر للبيض الذي في يده والذي حصل عليه بسعر (لقطة)، محاولاً تصور مصير هذا البيض في حالة مواجهة قوات مكافحة الشغب !!
والنتيجة كانت انصراف المتظاهرين بدون صدام، فالجميع اقتنع أن الوقفات والمظاهرات يمكن تعويضها بكل سهولة ، ولكن البيض لن يُعوّض !!!
*******
النظام العربي يُحمّل كل منا كرتونة بيض تعيقه عن الحركة ، قد تختلف أنواع الكرتونة ولكن النتيجة واحدة، وهي وقوفنا مكانك سر ، نتحرك داخل أحذيتنا خوفاً من وقوع البيض.
المواطن العربي يحمل كرتونة مليئة بالأعباء والمشاكل والهموم تجعله لا يفكر في إصلاح ولا تغيير ولا تحديث، كل همه هو تأمين الخبز والطعام والدواء والمدارس والملبس والمسكن لأسرته.
عموماً.. تعددت كراتين البيض في العالم العربي ولكن النتيجة واحدة
أيمن أبو لبن
منقول بتصرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق