المؤلف جون بيركنز
طبعة عام 2012
ترجمه
بسام ابو غزاله
واحد من أهم وأخطر الكتب التي قرأتها ليس فقط لأنه يكشف
الوجه الحقيقي للسياسات الاقتصادية الأمريكية (والغرب عموماً) في دول العالم
الثالث بل لأنه يقدّم تفصيلات مهمة عن كيفية تشكيل الأوضاع السياسية والاقتصادية
لدول عديدة منها دول في منطقة الشرق الأوسط.
مأخذي الوحيد هو تعميم نظرية المؤامرة (الواردة في
الكتاب) من قبل بعض القراء والمثقفين على أحوال عالمنا العربي اليوم رغم اختلاف الظروف
الموضوعية بين الأحداث التاريخية الواردة في الكتاب والواقع اليوم ورغم اختلال
ميزان القوى العالمي ورجحان كفة القرن الأمريكي. برأيي أن هناك دائماً نسبة من
الحقيقة لكل وجهة نظر، ومن الخطأ بمكان تعميم وجهة نظر واحدة على كل الأحداث لمجرد
أنها تطابقت مع حدث تاريخي أو سياسة قديمة لبعض الدول.
ولكن هذا لا يقلل من شأن الكتاب الذي يحتوي على العديد
من المعلومات والملفات الساخنة والمثيرة والتي تستحق التفكير والبحث فيها.
بعض المقتطفات من الكتاب:
يُقدّم
القتلة الاقتصاديون صنيع الخدمات، وهذه تتخذ شكل قروض لتطوير البنية التحتية، وشرط
هذه القروض أن تتولى بناء هذه المشاريع شركات الهندسة والبناء من بلدنا نحن. إن
معظم المال لا يغادر الولايات المتحدة مطلقاً، إنه بكل بساطة ينتقل من مكاتب
البنوك في واشنطن الى مكاتب الشركات.
نحن
القتلة الاقتصاديون بارعون في صنعتنا فلقد تعلمنا من التاريخ؛ إننا اليوم لا نحمل
السيوف ولا نلبس الدروع، ولكن إذا فشلنا فإن سلالة أشد شراً تدخل الساحة نسميهم
الواويات "أولاد آوى" الذين يكمنون في الظل وحين يظهرون يُطاح برؤساء
الدول أو يموتون في حوادث غامضة، فإن لم تفلح أولاد آوى في مهمتها كما لم تفلح في
أفغانستان والعراق، تظهر على السطح الأساليب القديمة، عندها يُرسل الشباب
الأمريكيون ليُقتلوا وليموتوا.
الطبيعة
الحقيقية للاقتصاد الكلي: إن مساعدة الاقتصاد على النمو غالبا ما تجعل تلك القلة
من الناس المتربعين على أعلى قمة الهرم تزداد ثراء، بينما لا تفعل شيئا لمن هم في
القاع سوى أن تدفعهم أكثر الى الأسفل، حقاً إن تعزيز الرأسمالية غالباً ما ينتج
نظاماً شبيهاً بالمجتمعات الإقطاعية في القرون الوسطى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق