إستكمالاً لحديثنا عن موضوع #السنة_النبوية و #الحديث_الشريف
من البديهيات لأي نقاش هو البحث عن القواسم المشتركة ونقاط الإتفاق والإبتعاد عن نقاط الإختلاف، ومن هذا المنطلق كثيراً ما دخلت في نقاشات مع بعض الأصدقاء، سواء عبر اللقاءات الشخصية أو عبر العالم الإفتراضي حول موضوع السنة النبوية والأحاديث الشريفة، وكنت دوماً أؤكد أن القرآن هو المرجعية الأساسية للإسلام، وهو بمثابة دستور المسلمين، وكنت أظن أن هذا الأمر مفروغ منه ومُتفق عليه كما يوحي لي الطرف الآخر، ولكن ما لفت إنتباهي ان معظم من يتناول موضوع صحة الأحاديث الشريفة من عدمها وينادي بضرورة إستثناء السنة النبوية من مرجعيات الدين والإعتماد على القرآن فقط ، لا يعملون بالقرآن أصلاً !!
فما هي الفائدة المرجوة من النقاش على فرض أننا اتفقنا في موضوع السنة النبوية إذا كنا مختلفين في موضوع أحكام القرآن إبتداءً !!
على سبيل المثال، هناك من يحاور في أمور جدليّة تعتبر من مواضيع الترف الفكري، ويطالب بإقصاء السُنّة نهائياً حاملاً شعار #تخاريف_البخاري ثم يتبين لي من النقاش معه بأنه لا يُطبّق مبادىء الإسلام الخمسة !!
واذا تناقشنا في أحكام #القرآن الواردة بنصوص قطعيّة، يقول ان هذه الأحكام هي أحكام رجعية وغير انسانية !
وهناك من الأخوات اللواتي يسعين الى مناقشة كل ما هو موضع إختلاف بين العلماء حول المرأة، ويضعن جانبا أساسيات الدين من صلاة وصوم وزكاة ولا يُتقنّ شيء من هذه الأمور، بل إنهن يعجزن عن الإجابة عن أي سؤال حول أساسيات هذه العبادات، في الوقت الذي يملكن فيه معلومات وفيرة عن المواضيع الجدليّة!
يقول الله تعالى في محكم تنزيله ((أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى)) ، كيف لنا أن نقفز الى مناقشة أمور تعتبر أنها ترف فكري، في حين أننا نخالف صريح القرآن؟! هل الأولوية عند المرأة هي الصلاة ام اللبس الشرعي ؟! هل الأولويّة عند الرجل هي الحديث عن الحُجامة أو علامات الساعة في السنّة مثلاً، أم ترك المعاصي ؟!
دعونا نتفق على أساسيّات الدين بادىء الأمر، وننتهي عن المُحرّمات ونحتكم إلى القرآن ثم نتفرّغ بعد ذلك للحديث عن الإختلاف حول السنة، وأنا متيقّن أننا إذا أتفقنا على الأساسيّات لن يكون من الصعب أن نتفق على باقي الأمور.
أيمن أبولبن
17-2-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق