الخميس، 10 يناير 2013

القلق من الاسلاميين، لماذا ؟



   تعرضت حركاتُ الاسلام السياسي في منطقتنا العربية للتهميش خلال العقود ِالأخيرة، ولم يُعطَوْا الفرصةَ الكاملةَ للمشاركةِ في العملية ِالسياسيةِ، سواءً في التمثيلِ الحكومي أو الرئاسي في أيّ من دولنا العربية، مما وضع َهذه الحركات في قالب " المعارضة " بشكلٍ شبه دائم .
  بعد ثوراتِ الربيعِ العربيّ وجدت هذه الحركات نفسَها بين ليلةٍ وضحاها، تنتقل’من صفوفِ المعارضةِ الى سدّةِ الحكمِ، هذا الانتقال المفاجىء كان مربكاً لمجتمعاتنا، بل ومربكاً لهذهِ الحركات نفسها، حالةُ الارباكِ هذه وعدم الثقةِ المتبادلةِ بين القوى السياسيةِ المدنيةِ و تيار الاسلام السياسيّ تجلّت ووصلت الى ذروتها خلالَ الأحداثِ الأخيرةِ التي شهدتها الساحة المصرية.
   ناقوسُ الخطرِ هذا يضعنا جميعاً أمام َتحد ّغايةً في الأهميةِ، فاما أن نغتنمَ هذه الفرصةِ التاريخية للنهوضِ من جديد، واستكمال مشوار الثورات ِالعربيةِ والتقدم باتجاهِ البناءِ وترسيخ مبادىء الحريةِ والعدلِ والمساواة، ومن ثم بناء مؤسساتِ الوطن، أوالوقوع من جديد في فخّ الطائفيةِ والمصالح الفئوية "وكأنك يا ابو زيد ما غزيت" .

ولعلَ النقطةَ الأولى التي تتبادر’ الى الأذهانٍ هي التساؤلِ عن حقيقة مشاعر القلق والتخوّفِ من وصولِ حركاتِ الاسلام السياسيّ الى الحكم . لماذا نخاف’ منَ الاسلاميين ؟ وهل الاسلام السياسي ّيقبل’ الآخر أم أنه’ يتفرّد’ في السلطةِ ؟ هل الاسلام السياسي غالباً ما يعتمد’ على العنفِ ؟

   لو راجعنا تاريخَ الاسلامِ السياسيّ في المنطقةِ لوجدنا أن حركاتَ الاسلامِ السياسيّ لم تقم بأي ثورة ٍمسلحةٍ او أيّ انقلابٍ عسكري ضدَ أي نظامِ حكمٍ، فهيَ لم تستعمل القوةَ للوصولِ الى الحكمِ، على العكسِ من ذلك، كانت هذه الحركات الكاسبَ الأكبر في كل انتخاباتٍ حرة ٍونزيهةٍ تم اجراؤها في أيّ بلد ٍعربيّ من المحيط ِالى الخليج، قبلَ الثوراتِ العربيةِ وبعدَها.
   في عام 1989 وبعد الانتفاضةِ الشعبية ِفي جنوبِ الأردن، حصلت حركةُ الاخوانِ المسلمين على ربعِ مقاعد البرلمان، كما حصلَ عدّة ’اسلاميين مستقلين على عددٍ لا ِبأسَ به من المقاعدِ  النيابيةِ، مما سمحَ بتشكيلِ جبهة معارضةٍ قويةٍ داخلَ البرلمان، أدى هذا التوازن في النهايةِ الى تشكيِلِ حكومةٍ وطنيةٍ تضم’ الحركةَ الاسلاميةَ لأول ِمرة. وبدلاً من ان تكونَ هذه الانتخابات خطوةً أوليّة في طريق ِالديمقراطية، تليها خطواتٌ جريئةٌ لاثراءِ الحركةِ السياسيةِ والدفع ِباتجاه ِبناءٍ مؤسّساتيّ حزبيّ للدولة، تم ّاجهاضُ المشروعِ الديمقراطيّ في البلادِ، بتعديل قانون الانتخاب الى قانون الصوتِ الواحد، بل وتعداها الى تزويرٍ لنتائج الانتخابات، مما دفع بالحركة الاسلامية الى الانسحاب من الانتخابات في عدة مناسبات، لتبقى ذكرى انتخابات 89 في الأذهانِ على أنها الانتخابات النزيهة الوحيدة التي جرت في الأردن .
   في بدايةِ التسعينات وبعد انتفاضةٍ شعبيةٍ في الجزائر، فازت جبهة ’الانقاذ ِالجزائريةِ بأغلبيةٍ مطلقة ٍفي الانتخاباتِ التشريعية، تعبيراً عن رغبةِ الشعب بالتغيير "السلمي ّ" للنظامِ، وبدلاً من احترام ِارادة الشعب قامَ النظامُ الجزائريّ بمساعدة ِالجيش، بالغاءِ الانتخابات وحلّ جبهة ِالانقاذ، مما أدى لاحقاً الى أعمالِ عنفٍ جعلت البلادَ مفتوحةً على كل ِانواع الميليشيات المسلحة، حيث’ دخلت البلاد ’في حربٍ أهليّةٍ عرفت ب " العشريّة السوداء"، ومما يُذكر أن النظامَ الجزائريّ نفسه’ قامَ باستخدامِ بعضَ المرتزقة ِللقيامِ باعمالِ عنفٍ وقتلٍ وترويعٍ للناسِ باسمِ الجماعاتِ الاسلاميةِ .
   وفي مصرَ تعرّضَ الاخوان المسلمون على مدارِ سنواتٍ طويلةٍ لحملةِ ملاحقاتٍ أمنية ومضايقاتٍ سياسية وحملاتِ اعتقالٍ وسجن ٍوتعذيب، حتى أن النظام تآمر على اغتيال مؤسس الجماعة "حسن البنا"، كما تم حظر "الجماعة" من ممارسة العمل السياسي، وتعرضت الجماعة لحملةٍ اعلاميةٍ بشعة استهدفت تشويهَ صورةِ الاسلاميين عموماً، واتهامهم بالتطرّفِ والعمالةِ ولهثهم وراءَ المالِ والمناصب والتجارة بالدين من أجلِ الوصولِ الى منافعهم الخاصةِ والشخصيةِ .
ومن الطريف أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال جميع أفراد "الجماعة" بعد اغتيال البنا مباشرة، فخرجت جنازتهُ تُشيّعُها النساء !! بالاضافة الى والده وصديقٍ مسيحي .
   في فلسطين، فازت "حماس" بأغلبيةٍ مطلقة ٍفي الانتخاباتِ التشريعية ِعام 2006، وهي أول’ انتخاباتٍ تشريعية ٍتخوضها حماس، وكان انتصار’ حماس وتفوقها على "فتح" الحركة الأم مفاجأةً للجميع حتى لحماس نفسها. صدمةُ الخسارة ِأدّت الى انسحابِ فتح من الساحةِ السياسيةِ ورفضها دخولَ حكومة ٍوطنيةٍ تحتَ ظلّ حماس. وجدت حماس نفسها أمام َاختبارٍ حقيقي، فهيَ لا تحظى بتأييدٍ دوليّ ولا حتى عربيّ، ولا يوجد’ لديها قنوات اتصال ٍمع اسرائيل عدا عن أن الأجهزةَ الأمنيةَ جميعها في قبضة فتح، ناهيك عن انقطاع المساعدات المالية، وكانت النتيجة’ الحتميّة فشلَ حماس، وانقساماً فلسطينياً حاداً، ما زلنا نعاني من نتائجه لغاية الآن، ليس هذا وحسب بل ان بعض الأنظمة العربية وبالتواطؤ مع اسرائيل ساهموا بمحاصرة حماس في غزة واسقاط شرعيتها .
  
هذه التجارب القليلة في المنطقة، تؤكّدُ أنّ جميعَ الأنظمةِ العربيةِ تخشى من الاسلاميين، ومن التعبيرِ الحرّ لارادةِ الشعوب، ولكن من المؤسفِ أن الاعلامَ النمطيّ والموجّه الذي استخدمته معظم الأنظمةِ البائدة ِعلى مدى سنواتٍ طويلةٍ قد نجحَ في تأليبِ مشاعرنا نحنُ ضدّ حركات ِالاسلام السياسيّ، ونجحَ في ايجادِ حالة ٍمن القلقِ في صفوفِ الحركاتِ المدنيةِ للمجتمع، وحالة توجسٍ ورهبةٍ من وصولٍ هذهِ الحركات الى سدةِ الحكمِ، ناهيكَ عن عدم تقبل التيار العلماني اليساري و رفضهم التام للحوارِ والتواصل مع هذه الحركات .
   حالةُ القلقِ والخوف هذه، عزّزتها الذكرياتُ المؤلمة والمتعلقةَ بالجماعاتِ اليمينيةِ المتطرّفة أو ما يعرف بجماعات الاسلام الأصوليّ، خصوصاً بعد ما عانيناهُ جميعاً من التجربةِ الجهاديةِ في أفغانستان، وما وصلت اليه الأمور تحتَ شعار "الحرب’ على الارهاب" .
  
حركات الاسلام السياسي الآن على المحك، و نحن’ الآَن أماَم مسؤوليٍةٍ تاريخيٍة أفراداً و جماعات، تتمثّل في عبور هذه المرحلة الصعبة من تاريخ هذه الأمة. فشَلُ الأنظمِة الحاليِة التي جاءت بعد الربيِع العربي أو نجاحُها سواءً كانت من التيار الاسلامي أو أي تيارٍ آخر هو منوطٌ بنا جميعاً، فالنجاح نجاحٌ للجميع والفشل’ هو فشلٌ للجميع .
   ما زال َالطريقُ طويلاً لنحكم على مسيرتهم، ولكن علينا ان نعطيهم الفرصة أولاً، وأن نتعاون معهم من أجلِ انجاح هذه المرحلةِ والانتقالِ الى مرحلة الاستقرار في هذه ِالبلاد، لا أن نعيدَ تجاربَ الماضي التي ذكرناها آنفاً، نريدُ أن نكونَ منصفين مع هذه الحركات، ونريد’ ان يُنصفهم التاريخ وأن يُسجّل ما لهم وما عليهم دون زيادةٍ أو نُقصان، لن نقبلَ منهم تجاوزاً، ولن نرضى بأن يعودوا بنا الى الوراء، ولكن علينا اولاً أن نتقبّلهم ونعترف بشرعيتهم وأحقيتهم في الحكم  ووصولهم الى ما وصلوا اليه، وأن نعترفَ بالقاعدةِ الجماهيريةِ الكبيرةِ التي يتمتعون بها، وبالعملِ المؤسّسيّ الكبير الذي قدموهُ خلال سنواتٍ طويلة، بالرغم من استهدافهم من قِبَلِ كلِّ الأجهزةِ الأمنيةِ والمخابراتية. ولكي نكون منصفين علينا ان نكون بعيدين عن التأييد الأعمى، وعن المعارضة من أجل المعارضة .
  
  وفي النهايةَ، ألم نطالب بالحرية ِواحترام ِالرأيّ وقَبِلنا بالتعدّدية ِواحترام ِالآخر ؟! فلماذا نستثني هذه الحركات من حرية ِالرأيّ والتعبير وممارسةِ الحكم !؟
   هذه دعوة للخروج من قوقعة الخوف والقلق التي تغلّفنا، هي دعوة للانفتاح نحو هذه الجماعات ضمن نطاق اللعبة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على احترام الحريات العامة والحقوق المدنية للمجتمع، بما يضمن مشاركة كافة أطياف المجتمع في التجربة الديمقراطية الجديدة التي نعيشها، والتي لا تزال حديثة العهد وناشئة في دولنا العربية .

أيمن أبولبن
10-1-2013

الأربعاء، 9 يناير 2013

سوريا ومحاربة الارهاب



  
بعد أحداث سبتمبر ، قام الرئيس بوش والحكومة الامريكية باتخاذ خطوات غير مسبوقة لمحاربة "الارهاب" ، ونظرا لعدم تماشي هذه الخطوات مع حقوق الانسان ومع القوانين الامريكية في هذا الشأن ، تم التعاون مع بعض الدول "الصديقة" للقيام باعتقال عدد من المشتبه بهم ، والتحقيق معهم واستخدام كافة صنوف التعذيب للوصول الى اي معلومة قد تفيد في مسعاهم لمحاربة "الارهاب" ، ولنفس الغاية تم انشاء واستخدام سجن غوانتانامو على اراض غير امريكية.

   اللافت في الموضوع ، أن بلداً مثل سوريا ، تدّعي أنها من دول الممانعة والمقاومة وأنها ضد المشروع الامبريالي الامريكي في المنطقة ، تقوم بالتعاون مع امريكا في هذا المجال !! وفي المقابل تقوم الولايات المتحدة بغض الطرف عن ممارسات التعذيب الممنهجة التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه ، ويتم تجاهل عدد كبير من التقارير الرسمية والحقوقية التي تشير الى عدة وقائع مثبتة وتم التحقق منها في هذا الموضوع .

 هذا هو ملخص لتحقيق قام به الاعلامي يسري فودة عام 2008 ، يتحدث فيه عن تجربة اثنين من المعتقلين السوريين في امريكا وكيفية نقلهم الى سوريا وتعذيبهم هناك ، واطلاق سراحهم بعد عامين ، تخيلوا عامين كاملين !! بدون تهمة وبدون محاكمة وبدون قضية ولا حتى دلائل ، وبعد اطلاق سراحهم ، يعتذر احد الألوية في الجيش السوري عما حصل لهما ، ويقول: علينا ان نتعاون مع الامريكان مشان ما يقولو عنا انو ما عم بنحارب الارهاب !!!

  بالنسبة لي أنا غير متفاجىء ، وأعلم أكثر من ذلك عن حقيقة النظام السوري ، يكفي أن النظام السوري تآمر على احتلال العراق ومهّد الطريق لايران للسيطرة عليه ، عبر الاتفاق مع امريكا واستقدام جيوش امريكا وحلفائها الى المنطقة . ولكني أنقل هذا الخبر للذين ما زالوا يشكون ويشككون في حقيقة الثورة السورية ، وحقيقة النظام السوري وعمالته للمخابرات الامريكية . 
ايمن ابولبن
9-1-2013
رابط ملخص البرنامج الوثائقي الذي بث عام 2008

http://www.youtube.com/watch?v=1J46LltQjzQ


الاثنين، 7 يناير 2013

خطاب الأسد ولقاء الخميني




قبل عدة سنوات شاهدت لقاءً صحفياً مع أحد الاعلاميين الأجانب ، تحدث فيه عن أغرب لقاء صحفي في حياته ، كان هذا اللقاء مع الامام الخميني أبان الثورة الاسلامية ، يقول انه حين طرح سؤاله الأول جاءته الاجابة عبر المترجم مختلفةً تماماً عن مضمون السؤال ، مما أثار حيرته ودفعه للتأكيد على المترجم بضرورة اعادة طرح السؤال ، ولكن المترجم أكد له انه نقل السؤال حرفياً. ومع كل سؤال كان يطرحه كانت تأتيه اجابة لا تمت للسؤال بأي صلة !! وهكذا دواليك  
 في نهاية المقابلة ، توجه الصحفي الى الخميني وقال له ، أنت لم تجب عن اي سؤال سألته ، واعطيتني أجوبة لا تمت بصلة الى أي موضوع طرحته عليك ، فكيف تتوقع مني أن أنشر هذا اللقاء !!؟؟
  فأجابه الخميني قائلا ، لقد اعطيتك عشرة أجوبة ، هذه هي المواضيع التي أريد التحدث عنها ، عليك أنت ان تقوم بايجاد الاسئلة المناسبة !!!
تذكرت هذه القصة وانا أتابع جانباً من خطاب الأسد بالأمس ، من الواضح ان كاتب هذا الخطاب ما زال يعيش في حقبة "الأمام الأوحد" ، حيث أنكر كل الوقائع على الأرض ، وأراد ايصال رسالة واحدة الى الشعب السوري ، لا تحقق طموحات واحلام هذا الشعب ولا تمت بصلة الى حقيقة ما يحصل في سوريا :
هذا هو المستقبل الذي نقبله لكم ، وعليكم انتم ان تتأقلموا مع هذه الحقيقة !!!
أيمن أبولبن
 7-1-2013

الأحد، 6 يناير 2013

قرار عضوية فلسطين



الى أصدقائي الأعزاء الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم بخصوص قرار عضوية فلسطين الأخير انا في المجمل وبشكل عام معكم وأؤيد وجهة نظركم بخصوص فلسطين التاريخية ، ولكن لدي بعض الملاحظات :
·         القرار الأخير يعترف بدولة فلسطين بعد ان كانت اراضي محتلة او منطقة نزاع
·         القرار الأخير يعطي دولة فلسطين صفة مراقب
·         تعريف دولة فلسطين وحدودها لا علاقة له بهذا القرار
·         حدود فلسطين المتفق عليها (حل الدولتين)  موجودة في اتفاقية اوسلو المنبثقة عن قرارات الأمم المتحدة وليس في هذا القرار
·         اتفاقية اوسلو اعزائي موجودة منذ عام 1994 اي منذ 18 عام !!!
·         مش معقول يا اصدقائي نبدي استيائنا الآن من حل الدولتين بعد قرار التصويت مباشرة ، علما بانه لا رابط بينهما
اتفق معكم انو ما في شي واو صار مشان ننبسط او نفرح عليه ، بس بلاش نكسر المجاديف !! ولا شو رايكم

أيمن أبولبن
6-1-2013