عش
الدبابير
أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) قررت ألمانيا اتخاذ
بعض الخطوات لإضعاف الحلفاء، ففي الوقت الذي كان تسعى فيه دول الحلفاء إلى استمالة
الولايات المتحدة للانضمام إليهم، كانت امريكا مشغولة في دعم الثورة المكسيكية ضد
نظام الحكم هناك، وبدت غير راغبة في التورط في حرب بعيدة المدى، وبعيدة عن حدودها
أيضا، لا ناقة فيها ولا بعير.
لكن ألمانيا كانت تخشى من دخول امريكا الحرب إلى جانب
الحلفاء لأن هذا من شأنه ترجيح كفة الحلفاء بشكل ساحق ولذلك قررت دعم النظام
المكسيكي سراً وتزويده بالأموال بل وحثّه على الدخول براً إلى الولايات الأمريكية
الجنوبية لضمان التورط الكامل للقوات الأمريكية في صراع طويل على أراضيها مما يضمن
انشغالها عمّا يجري في أوروبا.
الملفت للانتباه أن أمريكا كانت ترفض الدخول
في الحرب، ولكنها علمت عن المؤامرة الألمانية المكسيكية حيث حصلت على برقيات
متبادلة بين الطرفين، وهنا بالذات قررت اتخاذ موقف صارم ضد الألمان وأعلنت
انضمامها إلى الحلفاء.
الشاهد في الموضوع أن الدهاء والمكر والتخطيط
البعيد المدى المبالغ فيه قد ينقلب على صاحبه ويؤدي إلى نتائج سلبية للغاية، يعني
بالعربي (إذا مش قد لسع النحل ﻻ تلعب في عش الدبابير!)
بعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى عام 1917،
تراجعت ألمانيا سريعاً وتقهقرت ثم ما لبثت أن أعلنت استسلامها لتضع الحرب أوزارها.
الثورة
البلشفية والمؤامرة الألمانية
ويبدو أن الشيء الوحيد الذي نجحت ألمانيا في
تحقيقه هو قلب النظام في روسيا القيصرية وذلك بتجنيد "لينين" ورفاقه وتمويله بعشرة ملايين دولار لقلب نظام الحكم هناك
وهذا ما كان.
"لينين" كان مُبعدا
عن الأراضي الروسية الى معتقلات سيبيريا بسبب أفكاره المعادية للقيصر، فقامت
ألمانيا بمساعدته وإعادته إلى موطنه مدعوماً بملايين الدولارات لتنفيذ مشروعه الاشتراكي
البلشفي، وكانت ألمانيا تهدف بذلك الى خلخلة صفوف الحلفاء وإضعافهم وفصل أوروبا
الشرقية عن الحدود الجغرافية لدول الحلفاء.
الشاهد في الموضوع أن الفكر الشيوعي لم يكن
لينتشر أو تقم له قائمة لولا المخطط الألماني ولولا الملايين التي أنفقها لينين ورفيقه
ستالين في شراء ذمم العمال والبسطاء من عامة الشعب لينضموا الى صفوف الثورة
البلشفية!
وما أن انتصرت الثورة البلشفية في روسيا عام 1918 (بفعل
المؤامرة الألمانية) حتى عمد "لينين"
ورفاقه إلى هدم الكنائس والمساجد وإحراق اﻷناجيل والمصاحف واعتقال رجال الدين.
ثم تم إلغاء المواد الدينية من المدارس واستبدالها
بمادة الفكر الماركسي والإلحاد كمادة إجبارية، وكان من أهم بنود الفكر الماركسي الإيمان
بأن الأديان ما هي إلا أفيون للشعوب تستخدمه السلطة الحاكمة والطبقة البرجوازية
لتخدع به الطبقة العاملة "البروليتاريا" وتغيّب عقولهم حتى ينشغلوا عن
أمور الدنيا والثورة ضد الظلم الطبقي.
يقول "لينين": ((إننا ﻻ نؤمن بالله. ونحن نعرف كل المعرفة أن
أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين ﻻ يخاطبوننا باسم الله إلا استغلالاً))
#لينين
أيمن
يوسف أبولبن
26-9-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق