لا شك أن القرآن الكريم فيه من الإشارات العلمية (السابقة
لعصرها) التي وضعها الله سبحانه وتعالى للتدليل على أن هذا الكتاب هو من عنده لا
من عند البشر، وأن هذه الإشارات فيها من أنباء الغيب (الماضية والمستقبلية) وفيها
من معلومات عن الكون والخلق ونشأة الحياة... الخ لإثبات أن هذا الكتاب هو وحي من
الله، مما يزيد من إيمان المؤمنين ويهدي أصحاب العقول الى دين الله.
يقول الله تعالى (لِّكُلِّ
نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) والنبأ هو معلومة خارج النطاق المعرفي
للمتلقي كما في حالة هدهد سليمان "وجئتك من سبأ بنبأ يقين" وكما هو
الحال عندما نبأ آدم الملائكة بمسميّات الأشياء "فلمّا أنبأهم
بأسمائهم".
ومستقر هذا النبأ يتحقق عندما يلتقي علم المتلقي
مع تلك المعلومة فتصبح واقعاً معلوماً، والله يقول في هذه الآية إن كل معلومة وردت
في كتاب الله ستتحقق وستدركونها أيها البشر.
ويقول الله تعالى أيضاً (إِنْ هُوَ إِلَّا
ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين)
إذاً،
كمؤمنين ومسلمين علينا أن نؤمن أن هذا الكتاب هو من عند الله خالق هذا الكون وأن
هذا الكتاب يحتوي معلومات خارج الوعي الإنساني وبالتقدم العلمي والمعرفي يستطيع
البشر إدراك هذه المعلومات والاستفادة منها عملاً بقوله تعالى (أفلا تتفكّرون،
أفلا تعقلون، لقوم يعلمون) وهذا ما يُسمى التفسير العلمي للقرآن الكريم بمعنى تفسير
"بعض آيات" القرآن الكريم (وليس الأحكام) من منظور علمي (طبي، فيزيائي،
رياضي ....الخ) وهو ما يُسمى من قبل البعض تجاوزاً الاعجاز العلمي في القرآن.
رفض
هذه الفكرة وردّها بمجملها والحديث عن خزعبلات وأساطير من قبل البعض مرفوض تماماً من
وجهي نظري المتواضعة، وهو تسطيح للدين وتقليل من شأن كتاب الله، ولكن على نفس
المنوال إن محاولة ربط كل ما جاء في كتاب الله من شريعة وفرائض وأوامر ونواهي بسبب
علمي أو معجزة آلهية هو سذاجة وتحميل للأمور أكثر مما تحتمل، لا يليق بكتاب الله
بل يضر به وبدينه.
كنت
أتمنى ان يتم مناقشة أفكار د زغلول النجار وإثبات عدم صحة بعضها ومناقشة منهجه
(أنا شخصياً أختلف معه في المنهاج الأساسي) وانتقاده وبيان خطأه بأسلوب علمي منطقي
يُثري التجربة ولا يضر بها وهو نقاش حيوي وضروري، أما مهاجمة الفكرة نفسها وشخصنة
الأمور، ثم محاولة منع إقامة المحاضرة فهو نوع من أنواع احتكار الحقيقة والتعدّي
على حرية الرأي الذي أضرّ بكل من يعترض على أطروحات النجار بل وقدّم له خدمة لنشر
أفكاره التي تحتمل ما تحتمل من الخطأ وترويجها.
أيمن
أبولبن
7-7-2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق