الخميس، 9 فبراير 2017

نظرية المؤامرة – قراءة مغايرة


بوست قديم يعود إلى عام 2013 قبل الانقلاب العسكري في مصر وقبل ظهور داعش. وفيه أتحدث عن نظرية المؤامرة من وجهة نظري، والتي على ما أظن قد حققت الهدف منها. للأسف!
---------------
المفكر الأمريكي تشومسكي يتحدث عن دعم أمريكا للديكتاتوريات في المنطقة
أنا شخصياً أرى هذا النهج واضحاً تماماً وبدون اي رتوش، قد يفهم البعض كلامه بمنحى آخر، ولكن الحقيقة أن أمريكا لم تدعم الثورات العربية إطلاقاً. أمريكا حاولت فقط تجيير النتائج لمصلحتها، وحاولت التأثير على مجرى هذه الثورات، وما يحصل الآن في مصر على سبيل المثال هو بالضبط ما ترغب به الإدارة الأمريكية.
يخطئ من يظن أن أمريكا سترضى يوما بحكم الإخوان او بحكم أي تيار إسلامي، مهما كان هذا التيار معتدلاً او وسطياً، ومخطئ من يظن أن أمريكا تؤيد إقامة حكم ديمقراطي في بلادنا وعلى الأخص البلاد النفطية أو البلاد التي لها تأثير على أمن اسرائيل.
ما يحصل من ثورة مضادة في مصر هو مخطط أمريكي، صحيح أن بعض القوى المدنية (أقول البعض منها) قد تكون لها بالفعل مطالب حقيقية ومنطقية، ولكن التيار العام الذي يقود شحن الناس، ويحظى بتغطية قانونية وقضائية وسياسية، ويحظى بدعم رجال الأعمال هناك، تحت غطاء إعلامي ضخم، تم تكريسه فقط من أجل هذه الغاية، هذا التيار لا يخدم سوى مصلحة أمريكا واسرائيل في إفشال الثورة والعودة الى النظام السابق ولكن بوجوه جديدة.
انا لا أقول إن الإخوان على حق في كل ما فعلوه، أو إنهم لم يخطئوا في بعض القرارات والسياسات، ولكني أقول إننا نفتقد للمعارضة الوطنية السليمة، وأقول إن الأصوات التي تعلو الآن في الساحة المصرية أصوات غير بريئة.
وعلى نفس المنوال في سوريا ، ما يحصل على ارض الواقع هناك ، أن أمريكا  كانت وما تزال على ثقة تامة أن سقوط النظام الحاكم سيضر بمصلحتها وبمصلحة اسرائيل ، وكان المخرج الوحيد هو إيجاد نظام بديل يخدم مصالحها ، أو استمرار النظام الحالي وتقديم بشار كبش فداء ، وعندما فشلت أمريكا  في إيجاد البديل المناسب ، وعارضت روسيا تنحّي الأسد ، قررت أمريكا  ان تضع البلاد في آتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، بحيث تضمن أن أي نظام قادم يأتي من بعد الأسد لن يقف على قدميه وسيبقى خاضعاً للغرب اقتصادياً من ناحية المديونية ، وبالنتيجة سيكون تابعاً لأمريكا  في كافة قراراته.
هذه هي المؤامرة الحقيقية كما أراها أنا.
وهنا يأتي دور المثقفين، في فلترة الأمور وتكوين وجهة نظر موحدة تخدم مصالحنا نحن. بالمختصر المفيد، إفشال الإخوان والحركات الاسلامية في بلاد الثورات العربية لا يخدم سوى مصالح أمريكا، وبقاء نظام الأسد واستمرار الحرب الأهلية هناك لا يخدم سوى مصالح أمريكا.
دورنا أن ننتقد الأنظمة القائمة حالياً من خلال الوسائل الديمقراطية ومن خلال المعارضة الوطنية البناءة، على أن يتم السماح باستمرار عمليات إعادة بناء مؤسسات الدولة من جديد، وعبور هذه المرحلة الصعبة.

أيمن أبولبن
 9-2-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق