الاثنين، 13 فبراير 2017

ماذا يريد العلماني العربي ؟!



مع بدء أي نقاش سياسي مع العلمانيين العرب، يبادرون بالكشف عن رغبتهم بدولة مدنية تعتمد على التعددية الفكرية وبعيدة عن فرض المعتقدات من قبل السلطة.

يقول الكاتب السوري "هاشم صالح" وهو كاتب علماني معروف ، بما معناه (( نريد أن نستمتع بحريتنا في شرب كأس من المشروبات الروحية دون رقابة وأن تبقى أبواب نوادي الترفيه مفتوحة وأن لا تُجبر نساؤنا على لبس الجلباب أو أن نُقاد إلى دور العبادة رغماً عنا ، وسنقبل حينها بأن يحكمنا الإسلام السياسي ))

هناك كلام كثير يمكن أن يقال حول رأيه، ولكني شخصياً أتفق معه حول الفكرة من ناحية المبدأ وإن اختلفت معه في بعض التفاصيل، ولكن ليس هذا هو بيت القصيد.

إذا كان هذا ما يريده العلماني العربي، فلماذا عارض حكم الاخوان المسلمين في مصر علماً بأن مرسي لم يغلق النوادي الليلية والمراقص، ولا المسارح والسينمات ولم يفرض الحجاب، ولم يمنع الإختلاط !!

لماذا يعارض العلماني أي حاكم أو حزب متديّن بغض النظر عن كونه (علماني – مدني) مثل أردوغان ، أو إخوان مسلمين مثل مرسي أو حتى (براغماتي) مثل حزب النهضة في تونس ؟!

الحقيقة ان تجربتي الخاصة مع العلمانيين العرب، قادتني لنتيجة مفادها أنهم ينقسمون إلى قسمين:
 قسم يتحدث عن التعايش ولكنه إقصائي إلى أبعد الحدود، يعتمد على المراوغة والجدال من أجل الجدال فقط


والقسم الثاني، لا يعلم ماذا يريد فهو يحلم بعالم خاص من الأفكار الغربية غير القابلة للتطبيق في مجتمعاتنا الشرق أوسطية أو العربية الإسلامية بشكل عام، ولذلك فهو يرفض أي شيء وكل شيء، وينتقد الغرب والشرق معاً !!

خلاصة الحديث : العلمانيّة والعلمانيّون العرب عليهم تحديد رؤيتهم أولاً وتحديد أهدافهم ثانياً ليتم إدماجهم في الرؤية المستقبلية للعالم العربي، لأن من الواضح حتى الآن أنهم يجيدون النقاش والجدال والمعارضة وهدم كل المشروعات الفكرية الأخرى في حين أنهم لا يقدمون أي تصوّر عملي لما سيكون عليه حال البلاد العربية وجلّ ما يقدّمونه هو (كلام في كلام) 

بس بصراحة كلامهم حلو!
 
أيمن أبولبن

15-2-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق