الأربعاء، 18 يناير 2017

الثورة السورية -البدايات والحقيقة المطموسة (6)



 حمزة الخطيب (أيقونة الثورة)

في التاسع والعشرين من شهر نيسان عام 2011 أُعتقل الطفل حمزة الخطيب (13 عاماً) من أبناء درعا، على أحد حواجز قوات النظام على خلفية احداث درعا التي أشعلت شرارة الثورة السورية، وبتاريخ 25-6-2011 تم تسليم جثته الى ذويه وعليها آثار تعذيب وأعيرة نارية وحرق بأعقاب السجائر، وتمثيل في جثته )قطع عضوه التناسلي(.

المفارقة أن السلطات السورية نفت واقعة تعذيب وقتل حمزة الخطيب (وغيره من أطفال درعا) واتهمت قناة الجزيرة التي بثت شريطاً مصوراً وثّقه ناشطون سوريون لجثة حمزة الخطيب قبل دفنه، بفبركة الشريط والتآمر على النظام (جزء من نظرية المؤامرة إياها). الطفل حمزة الخطيب أُعتبر أيقونة الثورة السورية، وبعد نشر صور وفيديوهات تظهر آثار التعذيب والحروق في جسده، والتمثيل فيه، التفت العالم للمأساة الحاصلة في درعا، وعمّت المظاهرات معظم المناطق السورية، ولم يبتلع أحد كذب النظام بفبركة الشهادات والتسجيلات.

تسريبات " قيصر" جاءت ضربة موجعة لكذب النظام، ولخدعة نظرية المؤامرة.


   تسريبات العسكري المنشق " قيصر" عام 2015 (التي سأتحدث عنها بالتفصيل في بوست قادم) تضمّنت صوراً لجثث أطفال درعا داخل المعتقلات السورية قبل تسليمها لذويها، وهي تحمل أرقاماً متسلسلة وهو ما يشير الى احتفاظ النظام بسجلات لضحايا الثورة، وقد حملت صورة حمزة الخطيب رقم 23. (لم أرفق الصور لبشاعتها، ولكن من يرغب بالحصول عليها يمكنه مراسلتي على الخاص).

نظرية المؤامرة التي نسجها النظام السوري لا تكمن أهميتها في تقديم الدليل القاطع على وجود مؤامرة او نفي الجرائم البشعة التي اقترفها النظام للقضاء على الثورة، فهي فشلت حتى الآن في تقديم أية بينة أو دليل مادي قادر على الصمود امام تحقيق قانوني منهجي وعقلاني، كما ان نظرية المؤامرة لم تستطع تجميل الوجه القبيح للنظام السوري وتاريخه المُقيت المعلوم للجميع، ولكن أهميتها الحقيقية تكمن في التشكيك في حكاية الثورة، وزرع الشك في نفوس المتعاطفين مع الثورة لإفقادها الزخم الشعبي، ومحاولة إيهام الجمهور العربي أن النظام السوري هو أفضل الأسوأ وعليهم القبول به بدلاً من المجهول!

هذه حملة تذكير بقصة الثورة التي نجح النظام السوري وزبانيته وشبيحته بطمس معالمها واستبدالها بخدعة نظرية المؤامرة والمشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة.

وللحديث بقية

أيمن أبولبن
17-1-2017




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق