أولاً: هنا فلسطين
في هذه الثورة سقطت الكثير من المصطلحات
"الدخيلة" والمفاهيم المغلوطة:
لا فتح ولا حماس هناك المقاومة والمقاومة
فقط، بكل أشكالها: بصواريخها العابرة للمستوطنات والسياج والحصار، الهادمة للتنسيق
الأمني والحواجز، الناقضة لأيدلوجيا الهزيمة والتخلف.
بالمقاومة السلمية والاضراب والعصيان.
وبالمظاهرات وزغاريد الحجارة.
لم يعد هناك ما يسمى بعرب اسرائيل والداخل
والخارج، فكل شبر في أرض فلسطين قد انتفض، وكل رضيع نمى من ثدي فلسطينية شريفة
انتفض في وجه عدوه، لم تعد هناك حدود أو تقسيمات أو مناطق أ و ب، هنا فلسطين، فقط
فلسطين.
ثانياً: القدس عروس عروبتكم
من عمّان الى الجزائر ومراكش، من اليمن
إلى بغداد مرورا بالدوحة والكويت، وصولاً إلى أمريكا وبحر الكاريبي، من برلين
ولندن صعدت الهتافات هنا فلسطين.
لقد شهد العالم ان القدس هي عروس الحرية
وأن أهلها هم أيقونة الصمود والكفاح في وجه الاستعمار والامبريالية.
من قلب الأقصى والشيخ جراح هتف الجميع نحن
صامدون، نحن أهل البيت وأنتم مجرد عابرون في كلام عابر، وغثاء كغثاء السيل.
ثالثاً: النصر هو أن تمتلك العزيمة
ليس النصر في التوازن الاستراتيجي ولا
بناء المفاعل النووية ولا تكنولوجيا الفضاء، ولكن النصر في فرض الارادة وعدم الاستسلام،
في الصمود وعدم الانكسار، وأن تعدّوا ما استطعتم من أسباب النصر، وما النصر إلا من
عند الله، وإن تكُ فئة صابرة تهزم جمعاً من المتطفلين والدخلاء.
رابعاً: الحاجة أُمُّ الاختراع
بمخلفات الحروب السابقة وأنابيب المياه
وعوادم السيارات وبضع صفائح غرقى في بحر غزة صنعنا القذائف والصواريخ وغلفناها
باسم الله والله أكبر لتقض مضاجع أشباه الرجال ولفيف المهزومين المتباكين على محرقة
صهيون وسبي بابل.
خامساً: الهندسة والتكنولوجيا في خدمة
الحرية
الشهادة العلمية والرصيد العلمي ليس ما يزين
الجدران بل هو ما يفيد القضية والكفاح ضد الظلم، كل ما تعلّمه أهل فلسطين والأحرار
الذين ساندوهم كُرّس لخدمة المقاومة وحساب المسافة بين صرخة الله أكبر وتدمير
معاقل الحالمين بهيكل سليمان والمتباكين على الحيطان.
احسب معي عدد الصواريخ اللازمة لفك شفرة
القبة الحديدية.
ما هي زاوية السقوط اللازمة لتعطيل كعب أخيل،
وكم هو الوقت المستغرق لقص شعر شمشون قبل أن تطلق صافرات الانذار عويلها.
وبعد أن تجيب على كل ما سبق احسب معي عدد الصفعات
اللازمة للعدو قبل أن يرفع راية الاستسلام!
سادساً:
جيل التيه الفلسطيني
علمتنا المقاومة أن جيل أوسلو واتفاقيات
السلام المزعومة لا مكان له على خارطة فلسطين وأن من لوازم تحرير فلسطين التحرّر
أولا من كل رموز السلطة والتنسيق الأمني، بل ومن باب أولى الانتفاض في وجه هذا
الجيل التائه في صحراء المفاوضات قبل التفرّغ لمواجهة العدو.
القطار لا يغير مساره ولا يعود إلى
الوراء، فقط يستمر في المسير حتى يتجاوزه الزمن ويتحول إلى قطعة خردة، وهذا هو حال
سلطة أوسلو، بل حال جيل بأكمله رضي أن يكون مع الخوالف.
علمتنا المقاومة وجيل الشباب الصاعد، أننا
لن نستطيع أن ننتقل إلى مرحلة جديدة من الصراع مع العدو مع هذه الخردة، فلنسقطها
عن كاهلنا، حتى تزول الغشاوة.
سابعاً: العالم معنا والمؤامرة هي ضعفنا
لا أكثر
عندما تمتلك الحق عليك أن تدافع عنه لا أن
تتقوقع خلف نظريات المؤامرة وتتباكى على تعاستك، فالتاريخ لا يكتب في سجلاته نوائب
الدهر بل أسماء الشهداء والأبطال والمنتصرين!
ثامناً: الشعوب العربية كالجسد الواحد
لا وجود لشعوب خائنة او مدجنة أو مستكينة
وضعيفة بطبعها، هذا ما يروّجه لنا أصحاب نظريات المؤامرة والأجندات الخفية ووسائل
الاعلام المشبوهة لا أكثر.
لقد أثبتت الشعوب العربية انها يقظة وحرة
وشريفة لولا القلة القليلة المتخاذلة والمتساقطة على خريف النسيان، حالها كحال سلطة
اوسلو وبقية القيادات التي تناضل في غرف الفنادق الحمراء وصالونات الاستقبال.
نحن لسنا في حالة شقاق وفرقة مع إخوتنا،
بل نحن في حالة شقاق مع المفاهيم الخاطئة وسياسات الفرقة والعنصرية والحزبية
والطائفية.
تاسعاً: نحن الهوية، والهوية نحن
كل مشاريع التهويد وسرقة الأوطان والتاريخ
المزعوم تقف عاجزة أمام طفل يرفض أن يتنحى جانباً من أمام جندي مدجج بالسلاح، وأمام
عجوز تتمسك بشجر البرتقال الحزين، وأمام غلام دخل مرحلة الحلم وبيده مقلاع حجر،
وأمام فتاة أدركت نضجها عندما ابتسم لها أحد الشهداء.
كل جحافل العدو تقف عاجزة أمام رجل يبتسم
في مواجهة حتفه الأخير وأمام أُمٍّ تستقبل ابنها الشهيد بزغرودة انتصار.
هذا البحر لي
هذا الهواءُ
الرَّطْبُ لي
واسمي -
وإن أخطأتُ
لفظ اسمي على التابوت
-
لي .
عاشراً: التحرير ليس معجزة بل هو قَدُرنا،
وعلينا فقط أن نؤمن بأنفسنا!
من كل مكان في العالم الحر الشريف، هنا
فلسطين.
أيمن
يوسف أبولبن
كاتب
ومُدوّن من الأردن
20-5-2021