منذ أسبوع وفرنسا واقعة تحت وطأة
احتجاجات شعبية واسعة عطلت الحركة في البلاد وخصوصاً في باريس
وقد أشعل ارتفاع أسعار الوقود شرارة
الاحتجاجات في البداية ولكن المطالب الإصلاحية توسع مداها وشملت بعد ذلك الضرائب
والبطالة والفقر وغيرها
وقد اتخذ المتظاهرون من السترات
الصفراء شارة للتضامن مع المطالب الإصلاحية، لذا تم إطلاق (أصحاب السترات الصفراء)
على هذه الموجة من المظاهرات.
مؤخراً تحولت المظاهرات السلمية
الى أحداث عنف، ومواجهات دامية بين المتظاهرين والشرطة تخللها أعمال عنف وتحطيم لممتلكات
خاصة. وتشير الأخبار الى دخول المتطرفين اليمينيين (المعارضين لماكرون) على خط
الاحتجاجات وتسببهم بأحداث العنف تلك.
وكالعادة، طفت على السطح حكايات عن
نظرية المؤامرة وتدخلات أجنبية أو حزبية لشيوع الفوضى في البلاد، وآخرون يتحدثون
عن لعنة أصابت فرنسا بسبب تدخلاتها في المنطقة ودعمها للربيع العربي !!
كل ما هنالك، أن البلاد تمر بأزمة
حقيقية، ومن حق الشعب أن يتظاهر ويطالب بإصلاحات، ومن حقه أيضاً تشكيل لجان تفاوض
وحركات مدنية سواء كانت سترات صفراء أو قبعات خضراء، ومن الممكن جدا ان يركب
المتطرفون موجة الاحتجاجات ويتسببون بأحداث عنف لا منهجية، ولكن الأكيد ان الشعب
الواعي والذي تربى على الديمقراطية وحب الوطن الحقيقي (وليس حب المصالح الفئوية)
سيكون قادراً على عبور هذه المرحلة ومعالجة الأخطاء.
ينطبق هذا على الشعب الفرنسي وكل
الشعوب الواعية، بما في ذلك شعوبنا العربية أيضاً
بدلاً من التشفّي أو محاولة استشراق
الدمار الذي سيحل بهذا البلد او ذاك من قبل أصحاب نظرية المؤامرة، ليتكم تتعلمون
من ثقافة غيركم وتؤمنوا بان التغيير هو سنة الحياة، وأن المطالبات بالتغيير والتجديد
والتعديل والإصلاح، ليست جريمة، وليست مؤامرة أيضاً!
#باريس #فرنسا #السترات_الصفراء
أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومدون من الأردن
27-11-2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق