الأحد، 18 أبريل 2010

إحذروا الفتنة في الدين فإنها قد وصلت الى بيوتنا



   يتعرض الإسلام حالياً الى عدة هجمات ، تستهدف زلزلة الإيمان بهذا الدين ، وزحزحته عن مكانة الأديان السماوية الاخرى ، ويأتي هذا الهجوم على عدة أصعدة في وقت واحد ، بدءاً بمحاولة تشويه القرآن ووصفه بأنه ليس كلام الله ، مروراً بلصق صفة الإرهاب والدموية الى الإسلام ، وانتهاءً بالهجوم على شخص نبينا محمد ، وقد تم تخصيص قنوات فضائية ( عربية ) تتكلم بلغتنا من أجل تحقيق هذه الأهداف والتي تتلخص بالآتي :
  • محاولة تشويه القرآن ، بهدف زعزعة الايمان بأن القرآن هو كلام الله ، والمس بقدسية هذا الكتاب .
  • وضع الاسلام في قفص الاتهام ، والإدعاء بأن هذا الدين هو دين دموي قائم على القتل والإرهاب ، ليكون ذلك حاجزاً لكل من يريد أن يتعرف على الإسلام .
  • ثم تأتي الهجمة الأخيرة على شخص سيدنا محمد ، لمحاولة هدم القدسية عن شخصيته ، ومحاولة اثبات أن هذا الشخص ليس نبياً.
القرآن الكريم ، هل هو كلام الله ؟
    يدّعون أن القرآن هو مجموعة قصصٍ موجودةٍ في التوراة والإنجيل تم إدخال بعض التعديلات عليها ، من حيث الزيادة أو النقصان ، حيث أن محمداً تعلم التوراة والإنجيل وقام بتأليف القرآن بناءً عليهما ، وضمّنه الكثير من العنف والدعوة الى القتال والإرهاب .
 (1)
  لو أردنا أن نبحث عن كتاب سماوي يدعو الى توحيد الذات الآلهية ، دون شريك ، فما هو هذا الكتاب ؟ لا اله الا الله وحده لا شريك له ، لا تجدها في أي كتاب سوى قرآننا الكريم. التوحيد هو أصل الديانات ، التي جاءت من أجل تعريف البشر بربهم ، ودعوتهم الى عبادته والالتزام بأوامره ، وتجنب نواهيه ، هذا هو ببساطة ، هدف كل دعوة سماوية ، فهل يُعقل ان يُرسل الله لنا نبياً لنعبده دونه ، أو نُشركه في عبادته ؟!
   أصل الدين هو التوحيد ، وهذا لن نجده الا في كتابنا الكريم ، بكل وضوح وتجلٍ ، على عكس الكتب السماوية الاخرى التي تدّعي وجود شراكة في الالوهية ، كما يعتقد المسيحيون في أن المسيح هو الله ، او هو إبن الله ، وكما يعتقد اليهود بأن عزير هو إبن الله ، فمن يبحث عن الله ، وحده لا شريك له لن يجده الا في القرآن ، الذي يربط العلاقة بين العبد وربه مباشرة ، دون الحاجة لاي وسيلة توصله الى الله ، العبد ليس بحاجة الى رجل دين ، او ولي من الاولياء ، ليخاطب الله ، نحن نكلم الله كل يوم خمس مرات ، نخاطبه وندعوه بما نشاء ، لسنا بحاجة الى صكوك غفران ، ولا الى الاعتراف لرجل دين كي يغفر لنا الله من خلاله ، ذنوبنا التي اقترفنا ، علاقتنا بالله علاقة خاصة ، تربطنا به وحده.
(2)
   لو أردنا أن نقرأ قصص الأنبياء ، ونشعر بعظمهم ، وإجلالهم ، فأي كتاب سنختار؟ ، لن نجد سوى القرآن ، يحدثنا عن جميع الأنبياء بمستوى يليق بهم ، دون الإساءة الى أحد منهم ، ودون إنقاصٍ لدورهم ، قد تتشابه قصص القرآن مع قصص الأنبياء في الكتب الأخرى ، لأن المصدر واحد ، وهو مُنزل الكتب السماوية جميعها ، ولكن الإختلاف يكمن في أن الكتب السماوية الأخرى لم تحتفظ بما أنزله الله على انبيائه ، بل احتوت على إضافات وتعديلات من رجال الدين ، فهي تحتوي على أساطير ، وقصص خيالية مستفيضة ، بل وتتعدى ذلك الى الاساءة الى الانبياء والهجوم عليهم ، في كتبهم ، وهذا لا يصدقه عقل أو منطق ، أن يقوم الله سبحانه وتعالى بتقريع انبيائه ، والهجوم عليهم في كتاب سماوي ، أو أن ينقل لنا الله أفعالا وأحداثا غير لائقة عن أنبيائه .
(3)
   الحديث عن بداية الخلق ، وعن أحوال الدنيا ، عن الكون والكواكب والظواهر الطبيعية ، عن الحياة والموت ، عن الروح ، عن حياة البرزخ ، والحياة بعد الموت ، عن يوم القيامة بوصف دقيق اعجازي ، تكاد تتخيله حاضراً أمامك ، الحديث عن الحساب ، عن الجنة والنار ، والغيبيات ، مفصلاً وشاملاً وواضحاً دون لبس ، أين تجد كل هذا سوى في القرآن الكريم ، الذي يزودك بمفهومٍ شاملٍ للحياة ، منذ بدئها وحتى زوالها ، عن هدفك في الحياة وعن هدف البشرية في هذه الحياة ، لا تجد هذا الحديث سوى في القرآن الكريم ، ولهذا تجد أن أصحاب الديانات الأخرى لا يؤمنون بالغيبيات يقيناً ، ولا يمتلكون المعرفة اللازمة لها ، بل ان الشك يعتريهم في مسألة الجنة والنار ، والحياة الآخرة ، ولا يملكون أي مرجعية شاملة ومنطقية في هذا المجال .
 (4)
  لم يحصل أي كتاب سماوي على صفة "كلام الله" سوى قرآننا ، الذي أوحاه الله الى نبينا محمد بلفظه كما هو ، وكتبه كتبة الوحي ، وتم جمعه في زمن أبو بكر ، وما تزال النسخة الآصلية للقرآن الكريم محفوظة في متاحف تركيا ، عدا عن تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الكتاب من أي تحريف ، أين نجد هذا في غير القرآن !!، كم نسخة إنجيل توجد حالياً ، وكم توراة ، وبأي لغة نزلت التوراة والانجيل ، والى أي لغة تم ترجمتها حتى وصلت الآن الى اللغة الانجليزية ؟! كفانا فخراً بأن قرآننا عربي ، نزل بلغتنا الأم ، المحفوظة في قلوبنا ، وأن كتابنا محفوظ من قبل الله تعالى ، لا يساوره شك .
 (5)
   منظومة الاقتصاد المتكامل ، لا تجدها سوى في قرآننا الكريم ، فهناك ما يسمى بالاقتصاد الاسلامي ، ولن تجد اقتصاداً آخراً ينتمي الى دين ، لأنه وبكل بساطة لا يوجد سوى قرآننا الكريم الذي يحتوي على منظومة اقتصادية متكاملة ، لو اتبعناها لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن من أزمات اقتصادية . جميع الاقتصاديون الآن مهتمون بالاطلاع على الاقتصاد الإسلامي ، وعلى قوانين الميراث ، حتى أن فرنسا تدرس إدخال بعض التعديلات على قوانين الميراث المدني لديها بناء على دراسة قوانين الإرث الإسلامية .
 (6)
 القرآن الكريم الذي يساوي بين العباد ، ويدعو الى الرحمة في التعامل مع الآخرين ، والى حفظ الأنفس والأموال ، وأن لكل امرء نصيب من الجزاء والعقاب ، بما يفعله هو ، القرآن الكريم الذي لا يفضل أحداً على أحدٍ الا بدرجة ايمانه ، لا فضل لابيض على اسود ، ولا لشعب على بقية الشعوب ، القرآن الذي أنصف المرأة ، ونادى بحقوق الإنسان ، هو أحق كتاب يُتّبع .
(7)
 سيدنا محمد لم يعرف القراءة ولا الكتابة ، وهذا تدبير رباني مقصود ، لإثبات أن هذا النبي لا يتكلم على هواه وإنما هو وحيُ يوحى ، بل أن تحدي الله للبشر في الإتيان بمثل هذا القرآن ، هو أكبر إثبات أنه كلام الله ، وأضف الى ذلك نبوءة سيدنا محمد في التوراة ، (أن آخر الانبياء يبعثه الله ويضع كلامه في فمه ، ليعلمكم إياه)  وهذه النبوءة موجودة في الكتب لغاية الآن ، فلماذا نصم آذاننا عنها ؟! ها قد أتاكم نبينا محمد بكلام الله ، الا وهو قرآننا الكريم ، أنزله الله بترتيب رباني ، وجمع الآيات في سورها المحددة عن طريق الوحي ، ثم وضع ترتيب السور في القرآن ، ليكون بذلك كتاب الله الوحيد في الأرض ، الذي لا يأتيه الباطل ، بما يحتويه من معجزات لفظية ومعنوية وحسية ، وإعجاز علمي ، وعددي ورقمي ، من حيث تعداد الحروف والكلمات وتكرارها ، لا يدع مجالاً للشك ، في أن هذا الكتاب لا يمكن أن يصدر عن بشر ، ناهيك عن أن يصدر من رجل لا يعرف القراءة والكتابة .
 (8)
  الحديث عن الجنين وتطوره في بطن أمه ، والتحدث عن كل مرحلة من مراحل النمو ، لم يأتِ على ذكره أي كتاب سماوي آخر ، بل أن العلم لم يستطع معرفة هذه الآطوار ، الا حديثاً باستخدام التقنيات الحديثة ، فمن أخبرنا بهذا قبل 1400 عام ؟!
   أنا لست برجل دين ، ولم أحصل على شهادة في الأديان ، تخولني أن أتصدى أو أقوم بحملات معاكسة ممنهجة ، توضح طبيعة الاسلام وحقيقته ، ولكن من جهة أخرى ، أشعر كما يشعر كلُ مسلمٍ واعٍ بضرورة إظهار الحقيقة وعدم الوقوف مكتوف اليدين ، وأنا أؤمن بأن هناك واجبٌ على كل مسلمٍ بالتصدي لهذه الإدعاءات ، وإظهار حقيقة هذا الدين بما يستطيع وبما يملك من علم ولو كان قليلاً ، كما أن نشر هذا الدين ، ومناصرته ، هو واجبٌ أيضاً ، ليس من باب إثبات أن ديننا صحيح وأن دين الآخرين خطأ ، ولكن من باب حبنا لله ودين الله ، ومن باب محبتنا للناس الآخرين الذين لا يعرفون حقيقة الإسلام ، وفوق كل هذا ، من أجل المسلمين الذين يرتابون حيال هذا الهجوم الجارح ، ولا يدركون حقيقة ديننا الصحيح ، وتجدهم يتأثرون بما يقرأون ويتابعون ، ولا يجدون ما يقولون ، وأكرر مجدداً أن هذا المجهود هو مجهود شخصي ، قد يعتريه بعض النقص ، ولكني أحببت أن أقوم بالإجتهاد ، وهذه دعوة للآخرين للإدلاء برأيهم حول هذه المواضيع ، والله الموفق.

أيمن أبولبن
18-4-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق