أحبيه
كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرجال
بهذه
العبارة تفتتح احلام مستغانمي كتابها الاخير نسيان دوت كوم ، والتي تدّعي فيه أن الرجل ينسى تجاربه العاطفية
و (ضحاياه) بسهولة ، وينتقل من تجربة عاطفية (فاشلة) الى عشق امرأة اخرى ، ويعيش حياته بشكل طبيعي،
بينما تبقى المرأة العربية تعاني من أثر الصدمات العاطفية التي تتعرض لها من الرجل
الشرقي ، حيث تبقى أسيرةً للذكريات ، فهي لا تريد لهذا الحب ان ينتهي ، وبالتالي
فهي غير قادرة على تجاوزه ونسيانه والانتقال الى مرحلة اخرى من حياتها.
وتدعو
الكاتبة ايضا عبر كتابها المذكور ، الى تأسيس حزب ثقافي نسائي تحت اسم "نسيان
دوت كوم" ، وتدعو جميع من تعرّضن الى تجربة عاطفية فاشلة للانضمام الى هذا
الحزب من أجل المساواة
مع الرجل في النسيان ، وهي بالفعل قامت بانشاء موقع الكتروني لهذه الغاية.
في هذا الكتاب وصفات علاجية لكل امرأة ، تريد ان تلقي عن
كاهلها عبء علاقة عاطفية ملأت قلبها
وعقلها ثم باءت بالفشل ، هذه الوصفة لكل
امرأة تريد ان تنسى رجلاً ما في حياتها. تقصُّ علينا الكاتبة عدة قصص حقيقية ، مع الوصفات
العلاجية المقترحة لتلك القصص .
أعترف
لكم بفضولي لقراءة هذا الكتاب برغم العبارة التحذيرية التي يحتويها "يحظر بيعه للرجال " وهو بطبيعة الحال ما يعني بشكل آخر (هيا يا رجال حاولوا ان تعرفوا ما بداخله) واعتقد ان نسبة القرّاء من الرجال لا تقل عن النساء .
على
كل الاحوال ، لا اعتقد ان ما ذهبت اليه الكاتبة صحيحاً ، بل أجزم انه عارٍ عن
الصحة بتاتاً ، ولن أدخل في جدال حول من الذي ينسى بسهولة اكثر ، او لنقل من
يستطيع ان ينسى او يتناسى بأقل الاضرار الممكنة بمعنى (انقاذ ما يمكن انقاذه) . اذا
كانت الكاتبة عاشت او عاصرت تجارباً كانت ضحاياها من النساء ، فاعتقد ان عليها ان
تفتح المجال للرجل ان يروي تاريخه وقصصه عبر الزمن ، و انكسار احلامه الوردية وغروبها
بعيداً تحت ظل القمر ، كم من ليلة صيف أمضاها على شاطىء البحر ، يسترجع ذكرياته ،
بين مد وجزر وانكسار الامواج على الصخور ، عندها ستدرك ان ضحايا الحب من الرجال ،
لا يقل عن عدد ضحايا الحروب التي خاضها الرجال على مر التاريخ .
وبرغم
اختلافي مع الكاتبة ، الا اني أدعوكم لقراءة هذا الكتاب ، متناسين ومتجاهلين
محاولة حصر الضحية في المرأة ، فكلنا في الحب شرقُ.
كما اني
أدعو الى تعميم الموضوع ليشمل جميع العلاقات الانسانية وعدم حصره في (الحب) فاذا اردنا فعلا ان نشفي انفسنا ونطهرها من كل
ما يدنّسها من مخلفات علاقاتنا الانسانية ، يجب علينا ان نوسّع من منظور تجاربنا
الفاشلة ليشمل جميع من أساء الينا من اخ
او صديق او غيره ، من منّا لا يعاني من هجر صديق او ظُلم قريب او تعسّف اخ ، كم من
مرة مددنا يد المساعدة والحب وعادت الينا تنزف دماً !!!
كم من صديق سمّيناه حبيبا او ظنناه قريبا ثم ما
لبثنا ان تلفتنا حولنا فلم نجده.
قراءة ممتعة أرجوها لكم
أيمن
أبولبن
2-1-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق