الأربعاء، 20 يناير 2010

دعوة للحب



     قبل بضعة أيام ، قرأت أحد الأخبار المنشورة في أحد المواقع العربية ، والمُترجم عن أحد الصحف الأجنبية. الخبر عن دراسة  تقوم بطرح سؤال "ما هو مفهومك للحب" لعدة أطفال من أعمار مختلفة ومن طبقات إجتماعية مختلفة ، ومن ثم يتم تجميع هذه الأجوبة وتحليلها ونشرها .

   تم خلال هذه الدراسة جمع الآف المفاهيم  حول الحب ، كانت معظمها عادية وبديهية ، ولكن البعض منها ، حمل معانيَ عميقة ، ومفاهيم قد لا يدركها أكثر العاشقين والمولعينَ في عُمرنا ، و قد لا يدركها كازانوفا هذا العصر .

   بعض الإجابات التي لفتت إنتباهي ، كانت تحمل أكبر معاني الحب ، والتي فقدناها ، وتناسيناها. تناسينا لماذا نُحب ، وكيف نحب ، وكيف نحافظ على الحب ، وماذا يعني لنا الحبيب ، تعلمنا الرتابة والروتين ، وأصبح الحب وظيفةً ، ونشاطاً نقوم به كل يوم ، دون وعي او إدراك ، تماما كما نؤدي وظيفتنا ، ونقوم بأعمالنا ، كما نستقل سيارتنا كل يوم ونصل الى مقر العمل ، وبعد ثواني معدودة ، ننسى ما حصل معنا على الطريق ، ولا ندرك ماذا فعلنا وكيف وصلنا ، لأننا تعودنا على ذلك ، كل يوم ، ولم نعد نستمتع بما نفعله .
   هل فعلاً ما زلنا نفعل ما يُحبه الطرف الآخر ، من أجل إسعاده فقط ، هل ما زلنا نضحي من أجل الحبيب ، ام أننا أصبحنا في عصرِ التفاوضِ والمساومات ، هل ما زلنا نتغاضى عن عيوب الحبيب ، ام اننا نتلقف هفواته ، وأخطائه ونتسلح بها ، هل ما زال الحبيب هو الأحلى والأجمل ، والأغلى ، هل ما زلنا قادرين على العطاء ، كما كنا من قبل ، هل ما زلنا قادرين على الصفح ، هل ما زالت قلوبنا تخفق في حضرة الحبيب ، وهل ما زلنا على الوعد !!؟؟

   في زماننا هذا ، أعتقد أننا فقدنا بوصَلتنا في الحياة ، وفقدنا الإتجاهات ، بل وفقدنا الحافز لتحقيق الهدف ، لأن الهدف لم يعد واضحاً وجلياً كما كان ، أهدافنا أصبحت هُلامية ، غير محددة ، أصبحنا كحصان اشترك في سباق السرعة والتحمل في آن واحد ، علينا أن نكون أول المتسابقين ، و أن نصل الى ذلك الهدف البعيد ، عبر رحلةٍ مضنية ، يجب علينا أن نحارب التعب ، والارهاق ، والظروف المحيطة ، وأن نحترم قوانين السباق ولوائح التعليمات ، وفوق كل هذا ، يجب علينا أن نٌمتِع المشاهد ، ونستحقّ التصفيق ، وفي خضم كل هذا ، ننسى لماذا اشتركنا في هذا السباق بدايةً !!!؟؟؟

   هناك سؤال يجب على كل واحد فينا ، أن يسرق الوقت خلسةً ، وعلى غفلةٍ ممن حوله ، ويطرحه على نفسه ، ليس من أجل الإجابة عليه ، بل لإزالة الغشاوة لبضعة لحظات عن عينيه ، من أجل أن نعود الى البدايات ، وأن ندرك حقيقة الأشياء ، لعلنا ندرك حقيقتنا ، لعلَّ.  لماذا أنا هنا الآن ، حيث أنا ؟؟ ولماذا افعل ما افعله ؟؟ وهل أنا سعيدٌ بما افعله ؟؟

أعاود طرحَ هذه الاسئلة على نفسي بين حينٍ وآخر ، وأجد ذلك مفيداً ، ليس بالضرورة أن أقوم بالتغيير ، ولكني على الأقل أعود الى حيث أنا ، وأفعل ما أفعله ، وانا اعلم أني سعيد بما أفعله .

    أيها الأطفال ، علمونا كيف نعود الى بدايات الأحلام ، وأن نعلّق أحلامنا أقماراً في سماء مهدنا ، نزهو بها كل مساء ، علمونا كيف نستعيد شبابنا وأحلام الطفولة ، علمونا كيف نستريح من دوامة الحياة ، ونتفيءُ ظلال الحب من جديد ، علمونا كيف نوقدُ شمعة الحب من جديد ، بعد ان أطفاتها ظلمةُ قلوبنا ، أيها الأطفال ، أعطونا بوصلتكم ، كي تهدينا الطريق ، علمونا كيف نحب …….. من جديد

    هذه دعوة للتأمل ، والوقوف للحظات ، في محاولة إستعادة البدايات ، والأحلام ، وإعادة صياغتها من جديد ، إعادة النظر في حياتنا اليومية وكسر روتينها ، هي دعوة لإحياء الحب من جديد ، لإعادة الألق لقلوبنا  …… دعوة للحب .

اترككم مع بعض الإجابات المثيرة لهذه الدراسة

ماهو الحب؟؟

ريبيكا – 8 سنوات

عندما اصيبت جدتي بالتهاب المفاصل لم تكن تستطيع ان تنحني لتضع الطلاء على أظافر قدميها , فكان جدي يقوم بذلك لها كل مرة على مدى عدة سنوات , حتى بعد أن أصيب هو بالتهاب المفاصل في يديه لم يتوقف عن القيام بذلك لها .. هذا هو الحب كما أراه ...'

بيلي – 4 سنوات

عندما يحبك شخص ما , فإنك تشعر بأنه ينطق اسمك بشكل مختلف عن ما ينطقه بقية الناس , انك تشعر بأن اسمك بأمان في فمه '

كارل – 5 سنوات

الحب هو عندما تضع المرأة عطرا على جسدها ويضع الرجل عطر ما بعد الحلاقة ويخرجان سوية ليشم أحدهما الآخر '

كريسي – 6 سنوات

الحب هو عندما تخرج مع أحدهم وتعطيه معظم البطاطس المقلية الخاصة بك دون أن تلزمه بأن يعطيك البطاطس الخاصة به '

تيري – 4 سنوات

' الحب هو ما يجعلك تبتسم حتى وإن كنت متعبا للغاية '

داني – 7 سنوات

الحب هو عندما تصنع أمي لأبي قهوة ثم تأخذ منها رشفة بالملعقة لتتأكد أن مذاقها لذيذ '

نيكا -6 سنوات

إذا أردت أن تتعلم عن الحب أكثر فعليك أن تبدأ بحب أصدقائك الذين تكرههم '

نويل – 7 سنوات

' الحب هو عندما تخبر شابا بأنك معجب بقميصه فيقوم بارتداء نفس القميص كل يوم لأجلك '

كلير -6 سنوات

' أمي تحبني أكثر من أي شخص آخر , إنها تقبلني في الليل حتى أغفو نائمة

إلين – 5 سنوات

الحب هو عندما تختار أمي أفضل جزء من الدجاجه وتعطيه لأبي '

كريس -7 سنوات

' الحب هو عندما ترى أمي أبي غارقا في عرقه ورائحته منتنه وتقول له أنه أكثر وسامة من روبرت ردفورد

ماري أن – 4 سنوات

الحب هو ان يركض اليك كلبك فرحا ويلعق وجهك رغم انك تركته طوال النهار بمفرده '

لورين -4 سنوات

أختي الكبرى تحبني كثيرا لدرجة أنها تعطيني ملابسها القديمة لأرتديها وتضطر هي لشراء ملابس جديدة '  

كارين - 7 سنوات

عندما تحب فإن رموش عينيك تبدأ في الصعود والنزول وتخرج نجوم صغار منك '

مارك -6 سنوات

الحب هو عندما تشاهد أمي أبي وهو جالس على كرسي الحمام ورغم ذلك لا تشعر بالتقزز '

جيسيكا -8 سنوات

لا يجب أن تقول لشخص ما انك تحبه إلا إذا كنت تعنيها فعلا , وإذا كنت تعنيها فعلا فعليك أن تقولها له كثيرررررا .. لأن الناس يعانون من النسيان ويحتاجون إلى من يذكرهم '




في النهاية اليكِ هذه القصة الراااااااااائعة التي أوردها المؤلف ليو بسكاجيا والذي طلب منه أن يكون حكما في مسابقة لاختيار أكثر الأطفال حنية ( من الحنان ) وأكثرهم اهتماما بالآخرين

يقول ' خضت المسابقة وكان الفائز الأول بلا منازع هو طفل في الرابعة من عمره وتتلخص حكاية الطفل فيما يلي :

كان الطفل جالسا في فناء البيت ولاحظ أن جارهم المسن كان جالسا في حديقة منزله ويبكي بحرقة بعد أن فقد زوجته التي توفيت وتركته وحيدا , عندما شاهد الطفل ذلك المشهد ذهب إلى الجار وجلس في حضنه , وعندما عاد بعد فترة سألته أمه ماذا صنعت مع ذلك الجار أجابها :
 ' لا شيء .. لقد ساعدته على البكاء !!'



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق