قبل بضعة أيام ، قرأت أحد الأخبار المنشورة في أحد المواقع العربية ، والمُترجم
عن أحد الصحف الأجنبية. الخبر عن دراسة تقوم بطرح سؤال "ما هو مفهومك للحب" لعدة أطفال من أعمار مختلفة ومن طبقات إجتماعية مختلفة ، ومن
ثم يتم تجميع هذه الأجوبة وتحليلها ونشرها .
تم
خلال هذه الدراسة جمع الآف المفاهيم حول
الحب ، كانت معظمها عادية وبديهية ، ولكن البعض منها ، حمل معانيَ عميقة ، ومفاهيم
قد لا يدركها أكثر العاشقين والمولعينَ في عُمرنا ، و قد لا يدركها كازانوفا هذا العصر .
بعض الإجابات التي لفتت
إنتباهي ، كانت تحمل أكبر معاني الحب ، والتي فقدناها ، وتناسيناها. تناسينا لماذا
نُحب ، وكيف نحب ، وكيف نحافظ على الحب ، وماذا يعني لنا الحبيب ، تعلمنا الرتابة
والروتين ، وأصبح الحب وظيفةً ، ونشاطاً نقوم به كل يوم ، دون وعي او إدراك ،
تماما كما نؤدي وظيفتنا ، ونقوم بأعمالنا ، كما نستقل سيارتنا كل يوم ونصل الى مقر
العمل ، وبعد ثواني معدودة ، ننسى ما حصل معنا على الطريق ، ولا ندرك ماذا فعلنا
وكيف وصلنا ، لأننا تعودنا على ذلك ، كل يوم ، ولم نعد نستمتع بما نفعله .
هل فعلاً ما زلنا نفعل ما
يُحبه الطرف الآخر ، من أجل إسعاده فقط ، هل ما زلنا نضحي من أجل الحبيب ، ام أننا
أصبحنا في عصرِ التفاوضِ والمساومات ، هل ما زلنا نتغاضى عن عيوب الحبيب
، ام اننا نتلقف هفواته ، وأخطائه ونتسلح بها ، هل ما زال الحبيب هو الأحلى
والأجمل ، والأغلى ، هل ما زلنا قادرين على العطاء ، كما كنا من قبل ، هل ما زلنا
قادرين على الصفح ، هل ما زالت قلوبنا تخفق في حضرة الحبيب ، وهل ما زلنا على
الوعد !!؟؟
في زماننا هذا ، أعتقد أننا
فقدنا بوصَلتنا في الحياة ، وفقدنا الإتجاهات ، بل وفقدنا الحافز لتحقيق الهدف ،
لأن الهدف لم يعد واضحاً وجلياً كما كان ، أهدافنا أصبحت هُلامية ، غير
محددة ، أصبحنا كحصان اشترك في سباق السرعة والتحمل في آن واحد ، علينا أن نكون
أول المتسابقين ، و أن نصل الى ذلك الهدف البعيد ، عبر رحلةٍ مضنية ، يجب
علينا أن نحارب التعب ، والارهاق ، والظروف المحيطة ، وأن نحترم قوانين السباق
ولوائح التعليمات ، وفوق كل هذا ، يجب علينا أن نٌمتِع المشاهد ، ونستحقّ التصفيق
، وفي خضم كل هذا ، ننسى لماذا اشتركنا في هذا السباق بدايةً !!!؟؟؟
هناك سؤال يجب على كل واحد
فينا ، أن يسرق الوقت خلسةً ، وعلى غفلةٍ ممن حوله ، ويطرحه على نفسه
، ليس من أجل الإجابة عليه ، بل لإزالة الغشاوة لبضعة لحظات عن عينيه ، من أجل أن
نعود الى البدايات ، وأن ندرك حقيقة الأشياء ، لعلنا ندرك حقيقتنا ، لعلَّ. لماذا أنا هنا الآن ، حيث أنا ؟؟ ولماذا افعل ما افعله ؟؟ وهل أنا
سعيدٌ بما افعله ؟؟
أعاود طرحَ هذه الاسئلة على نفسي بين
حينٍ وآخر ، وأجد ذلك مفيداً ، ليس بالضرورة أن أقوم بالتغيير ، ولكني على
الأقل أعود الى حيث أنا ، وأفعل ما أفعله ، وانا اعلم أني سعيد بما أفعله .
أيها الأطفال ،
علمونا كيف نعود الى بدايات الأحلام ، وأن نعلّق أحلامنا أقماراً في
سماء مهدنا ، نزهو بها كل مساء ، علمونا كيف نستعيد شبابنا وأحلام الطفولة ،
علمونا كيف نستريح من دوامة الحياة ، ونتفيءُ ظلال الحب من جديد ، علمونا كيف
نوقدُ شمعة الحب من جديد ، بعد ان أطفاتها ظلمةُ قلوبنا ، أيها الأطفال
، أعطونا بوصلتكم ، كي تهدينا الطريق ، علمونا كيف نحب …….. من جديد
هذه دعوة للتأمل ،
والوقوف للحظات ، في محاولة إستعادة البدايات ، والأحلام ، وإعادة صياغتها من جديد
، إعادة النظر في حياتنا اليومية وكسر روتينها ، هي دعوة لإحياء الحب من جديد ،
لإعادة الألق لقلوبنا …… دعوة للحب .
اترككم مع بعض الإجابات المثيرة لهذه الدراسة
ماهو الحب؟؟
ريبيكا – 8 سنوات
عندما اصيبت جدتي بالتهاب المفاصل لم تكن تستطيع
ان تنحني لتضع الطلاء على أظافر قدميها , فكان جدي يقوم بذلك لها كل مرة على مدى
عدة سنوات , حتى بعد أن أصيب هو بالتهاب المفاصل في يديه لم يتوقف عن القيام
بذلك لها .. هذا هو الحب كما أراه ...'
بيلي – 4 سنوات
عندما يحبك شخص ما , فإنك تشعر بأنه ينطق اسمك
بشكل مختلف عن ما ينطقه بقية الناس , انك تشعر بأن اسمك بأمان في فمه '
كارل – 5 سنوات
الحب هو عندما تضع المرأة عطرا على جسدها ويضع
الرجل عطر ما بعد الحلاقة ويخرجان سوية ليشم أحدهما الآخر '
كريسي – 6 سنوات
الحب هو عندما تخرج مع أحدهم وتعطيه معظم
البطاطس المقلية الخاصة بك دون أن تلزمه بأن يعطيك البطاطس الخاصة به '
تيري – 4 سنوات
' الحب هو ما يجعلك تبتسم حتى وإن كنت متعبا
للغاية '
داني – 7 سنوات
الحب هو عندما تصنع أمي لأبي قهوة ثم تأخذ منها
رشفة بالملعقة لتتأكد أن مذاقها لذيذ '
نيكا -6 سنوات
إذا أردت أن تتعلم عن الحب أكثر فعليك أن تبدأ
بحب أصدقائك الذين تكرههم '
نويل – 7 سنوات
' الحب هو عندما تخبر شابا بأنك معجب بقميصه
فيقوم بارتداء نفس القميص كل يوم لأجلك '
كلير -6 سنوات
' أمي تحبني أكثر من أي شخص آخر , إنها تقبلني
في الليل حتى أغفو نائمة
إلين – 5 سنوات
الحب هو عندما تختار أمي أفضل جزء من الدجاجه
وتعطيه لأبي '
كريس -7 سنوات
' الحب هو عندما ترى أمي أبي غارقا في عرقه
ورائحته منتنه وتقول له أنه أكثر وسامة من روبرت ردفورد
ماري أن – 4 سنوات
الحب هو ان يركض اليك كلبك فرحا ويلعق وجهك رغم
انك تركته طوال النهار بمفرده '
لورين -4 سنوات
أختي الكبرى تحبني كثيرا لدرجة أنها تعطيني
ملابسها القديمة لأرتديها وتضطر هي لشراء ملابس جديدة '
كارين - 7 سنوات
عندما تحب فإن رموش عينيك تبدأ في الصعود
والنزول وتخرج نجوم صغار منك '
مارك -6 سنوات
الحب هو عندما تشاهد أمي أبي وهو جالس على كرسي
الحمام ورغم ذلك لا تشعر بالتقزز '
جيسيكا -8 سنوات
لا يجب أن تقول لشخص ما انك تحبه إلا إذا كنت
تعنيها فعلا , وإذا كنت تعنيها فعلا فعليك أن تقولها له كثيرررررا .. لأن الناس
يعانون من النسيان ويحتاجون إلى من يذكرهم '
في النهاية اليكِ هذه القصة الراااااااااائعة التي أوردها المؤلف
ليو بسكاجيا والذي طلب منه أن يكون حكما في مسابقة لاختيار أكثر الأطفال حنية (
من الحنان ) وأكثرهم اهتماما بالآخرين
يقول ' خضت المسابقة وكان الفائز الأول بلا
منازع هو طفل في الرابعة من عمره وتتلخص حكاية الطفل فيما يلي :
كان الطفل جالسا في فناء البيت ولاحظ أن جارهم
المسن كان جالسا في حديقة منزله ويبكي بحرقة بعد أن فقد زوجته التي توفيت وتركته
وحيدا , عندما شاهد الطفل ذلك المشهد ذهب إلى الجار وجلس في حضنه , وعندما عاد
بعد فترة سألته أمه ماذا صنعت مع ذلك الجار أجابها :
' لا شيء .. لقد ساعدته على البكاء !!'
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق