السبت، 16 يناير 2021

ماذا تعني لك كلمة "الدقة" أو "الالتزام بالمواعيد" في الخدمات العامة؟

 

معايير الجودة والدقة أو الالتزام تختلف باختلاف الثقافات والحضارة. في اليابان مثلاً، أصدرت الشركة المسؤولة عن تشغيل أحد القطارات التي تخدم ضواحي طوكيو اعتذارًا بعد مغادرة أحد قطاراتها قبل 20 ثانية فقط من الموعد المحدد!!

هذا الخبر انتشر في عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم لسبب بسيط يتمثل في أنه لا يوجد أي بلد في العالم يعتبر ان هذا التأخير هو خطأ، حتى لو تم اعتباره كذلك، فإنه بالتأكيد لا يستدعي إعتذاراً ! بل على العكس تماماً، قد يكون هذا مدعاة للفخر في بعض البلدان كونه قريب جدا من الوقت المخطط له!!

جاء في البيان الرسمي "نعتذر بشدة عن الإزعاج الشديد الذي فُرض على عملائنا، إن المسؤول لم يتحقق بشكل صحيح من الجدول الزمني للقطار". وقالوا إن الطاقم قد تلقوا تعليمات في المستقبل "باتباع الإجراءات بدقة لمنع تكرارها". وبناء على ذلك فقد تم ارسال قطار آخر بعد 4 دقائق فقط لخدمة المسافرين الذين فاتهم القطار السابق!!

دفعت القصة العديد من الباحثين إلى التركيز على كيفية أداء خدمات السكك الحديدية في مختلف البلدان من حيث الموثوقية (الالتزام بالمواعيد) وجاءت الدراسات عللى النحو التلي:

تعد اليابان واحدة من أفضل الدول أداءً في الوقت المحدد. يصل القطار السريع الياباني بفارق 54 ثانية عن موعده في المتوسط. إذا تأخر القطار الياباني خمس دقائق أو أكثر ، يتم منح الركاب شهادة يمكنهم تقديمها لرئيسهم في العمل كذريعة للتأخر.

تشمل شبكات السكك الحديدية الوطنية الأخرى التي تتمتع بسجلات موثوقية جيدة السويد والدنمارك وألمانيا وفرنسا.

ولكن يبقى التعقيد في تعريف وتحديد معنى "في الوقت المحدد".

في سويسرا مثلاً يتأخر قطار سويسري إذا وصل بعد أكثر من ثلاث دقائق عن الوقت المعلن عنه. ولكن ، في بريطانيا، يمكن أن يتأخر القطار إلى خمس دقائق ومع ذلك يتم تسجيله "في الوقت المحدد". في أيرلندا ، يكون القطار "في الموعد" إذا تأخر أقل من 10 دقائق وكذلك الوضع في الولايات المتحدة (ما يصل إلى 30 دقيقة للرحلات التي تزيد عن 550 ميلاً)

 

اما في العالم العربي الذي لم تشمله الدراسة، فلا يوجد معايير أساسية لتحديد التأخير ولا اعتقد ان هناك معاييراً في الأصل للحفاظ على الوقت والالتزام به!!

لهذا فعندما يقرا المواطن العربي خبراً مثل هذا، يشعر بأن اليابان بالفعل هو كوكب آخر، "كوكب اليابان" او ان عالمنا العربي هو كوكب متفرد بذاته!!

 

أيمن يوسف أبولبن

25-12-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق