الجمعة، 28 يونيو 2013

قصص من الواقع (1)


مسؤول سرق سيارتي

      مسؤول كبير ومدعوم سرق سيارتي -هيك عينك عينك- وبما انو الو معارف في الدولة وفي وسائل الاعلام ، وعندو مصالح مشتركة مع أصحاب القرار ، قدر انو يحصل على أوراق بتثبت انو السيارة سيارته ، وفي يوم وليلة صارت السيارة ملكه !!
   
وبما اني مواطن غلبان ، وما في حدا بيدعمني ولا راضي يسمعني ، وعلاقاتي معظمها مع ناس بسطاء زيي ، ما قدرت اثبت ملكيتي للسيارة ، برغم كل الأوراق والاثباتات اللي معي ، لأنو في المقابل صار معو مستندات واثباتات بتدحض اوراقي !!
   
المهم انو بعد كرّ و فرّ ، حاولت ارجع السيارة بالقوة ولكني للأسف فشلت ، لاني واحد ضعيف وما عندي امكانيات ، وبعدين قلت خليني أجرب الحيلة واللف والدوران بلكي أقدر ارجعها ، بس اللي مش كارو يا نارو ، وأكيد اني في النهاية برضو فشلت.

  بعد هالمحاولات ، وبقدرة قادر ، انقلبت الصورة وصرت انا المعتدي ، وانا الفاسد والحرامي !!

  وصل اليأس معي مداه ، وفقدت الأمل ، بس ضلت السيارة تراودني في أحلامي ، ومش قادر أنساها وكل ما أشوفه راكبها يطيرعقلي ، وفجأة لقيت هالمسؤول بيطلب مقابلتي ، وبعد حديث طويل قاللي يا زلمه انت ليش معقّد الأمور ، السيارة هادي اعتبر اني مستأجرها منك ، ولما تحس انك حابب تستعملها اطلبها مني ، وأنا بأوفرلك اياها في نفس اليوم ، اقضي فيها مشاويرك وحاجاتك ورجعلي اياها ، واقولك كمان، مصروفها على حسابي ، وتأمينها على حسابي ، وحراسة مجانية مني كمان ، شو رأيك !؟ بس فكنا من قصصك اللي ما الها طعم ، كل شوي طالع على التلفزيون بتشكي ، وكل يوم والتاني رافع قضية ، والمشكلة انك في الأخير بتخسر القضية ، وبيروح كل تعبك على الفاضي ، بس مش راضي تفهم ، با ابن عمي اعقل ، حط عقلك في راسك ، وفكر مرة وحدة صح في حياتك وبلاش عناد.

   روحت من عنده بصراحة وتفكيري عم بيجيب ويودي ، معقول اللي عم بيصير ؟! السيارة سيارتي وأصير أنا بدي اطلبها منه ، استأذن منه مشان استعملها !! بس عقلي بيهمس في داني وبيقول ، السيارة خسرتها واللي كان كان ، وكل محاولاتك لاسترجاعها عم تفشل ، طيب شو المشكلة انك تفشّ غُلّك وتستعملها لما يجي على بالك ، والمثل بيقول اشي ، أحسن من ولا اشي !.

  بس أنا واحد عنيد ، وراسي بدو تكسير زي ما الكل بيحكيلي ، ومشان هيك رفضت الفكرة ، واخترت اني اتبهدل في المواصلات العامة ، وانحرق بالشمس ، وأروّح على بيتي كل يوم وأنا قرفان وزهقان ، وكل ما أحط راسي على المخدة وأتذكر أنو كان الي سيارة وانسرقت مني ، يطير النوم من عيوني وينقلب مزاجي وابطل اعرف انام ، وكل ما افتح على التلفزيون ويصدف اني اشوف هالمسؤول  مستمتع بسيارتي ، أحس بحسرة ، وينكسر قلبي !!

   القصة انتهت لحد هون ، بس السيارة بعدها مع المسؤول ، وأنا لسه باقول يا ناس يا هو، هادي سيارتي المسروقة !!
-------------------------

  القصة الافتراضية هادي خطرت على بالي قبل يومين وانا باتناقش مع زميل الي في العمل ، زميلي هادا أكبر مني في العمر ، واحد من أهل البلاد ، بسيط وبيتصرف على طبيعته ، تعليقاته بتكون جارحة في بعض الأحيان ، بس لما تتعرف على حقيقته بتعرف انو واحد بسيط جدا ، بيتعامل بطباع الفلاح ، يعني تلقائي وبسيط وبعيد عن التكلف واللي في قلبه على لسانه ، المهم انو كان بيسالني أنت بتنزل على الضفة ؟ قلتله آخر مرة نزلت كان عمري 10 او 12 سنة ، استغرب وقاللي طيب وليش ما بتنزل !؟ قلتله يعني انت بتشجع اني انزل ؟ قاللي طبعا لازم تنزل وتاخد اولادك ويتعرفوعلى بلادهم الأصلية ، قلتله والله بصراحة النزلة هلا ولا اسهل منها ، انا باعرف مكاتب سياحية في عمان بتعملك جولة في الضفة واراضي 48 ، ومش بس هيك ، اوراقك بتيجيك لعندك بدون ما تصل السفارة الاسرائيلية ، وبدون ختم على الجواز كمان، قاللي باستغراب طيب وليش ما بتنزل !! سكتت شوي ، وخطرت على بالي فكرة سيارتي اللي بيسرقها مني مسؤول كبير ومدعوم ، وبلّشت أحكي في القصة ، لغاية ما خلصت ، وهو ساكت وبيسمع ، وفي النهاية سألته لو كنت مكاني شو بتختار !؟ أنا أخترت اني أضل أعيش بعقدة النقص وأضل أتحسر كل يوم على وطن انسرق مني في وضح النهار ولغاية الآن مش قادر ارجع واعيش فيه ولو لحظة بدون ما أخذ أذن من الحرامي الكبير اللي سرق هالوطن مني.

  بعد ما خلصت كلامي ، زميلي احمرّ وجهه ، وعيونه غرقو في الدمع ، وبصعوبة قدر يتمالك نفسه ، حسيت بالاحراج ، وحسيت اني زوّدتها شوي ، حاولت اني اتدارك الموضوع واعتذر له بلباقة ، قلتله انا حاسس اني ضايقتك في كلامي ، بس ما كان قصدي والله، انا كنت عم باحكي معك باريحية ، وبأحاول انفّس عن حالي ، وحكيت اللي خطر على بالي ، مش قصدي اي شيء تاني ، سكت شوي ، وقاللي انت سمعت اغنية ام كلثوم ؟ قلتله أي أغنية ؟ قاللي " صحيت المواجع فيّا "  

أيمن أبولبن 
28-6-2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق