الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

المعجزة الكبرى 2



 القرآن والسنة

   الحلقات الاولى من البرنامج تتحدث عن القرآن الكريم كمعجزة كبرى، وتوضح المنهج الذي يعتمده ضيف البرنامج في فهم القرآن والاعتماد عليه كمنهج مستقل للدين، ومن أهم النقاط التي تم الحديث عنها هو ان القرآن الكريم هو المعجزة المستمرة الى قيام الساعة وهي معجزة الله المكتوبة، والقرآن هو كتاب الله الوحيد الذي نزل بقول الله، واحتوت الحلقات على مواضيع غاية في الاهمية، من الصعب سردها هنا، من أهمها موضوع القرآن والسنة، حيث تناولت الحلقة الرابعة هذا الموضوع بالتفصيل. أنصح الجميع بمشاهدة هذه الحلقات كاملة ، والاستفادة منها .
وهذا هو رابط الحلقات الاربعة الاولى :

الحلقة الاولى



   بادىء ذي بدء ، أود أن أذكر ان ضيف البرنامج يبدو عليه أنه مجتهد وأنه يحاول أن يتفهم القرآن وأن يتناول تفسير القرآن بطرق غير تقليدية، بهدف اثراء الدراسات السابقة واضافة نمط جديد من الاستنباط القرآني، بما لا شك فيه، أنه اجتهد وحاول لسنوات طويلة، ولكن هذا لا يعني ان جميع ما يقدمه لنا هو ثابت وصحيح، وأن علينا ان ناخذه كما هو، ولكن المؤكد ان الأفكار التي يطرحها هي غاية في الأهمية وتستحق منا دراستها بعناية واهتمام فائقين.

   نعود الى موضوع الحلقات وأهم ما ورد فيها :

·         ان السنة النبوية الشريفة محتواة بالكامل في القرآن الكريم ، بتفاصيلها
·         ان جميع ما ورد عن النبي هو من فحوى القرآن وليس اجتهاداً من عنده
·         يجب عرض الروايات والاحاديث على القرآن الكريم ، فما اتفق مع القرآن نأخذ به وما لم يرد او تعارض معه نرده
·         تم الاستشهاد بالآية الكريمة (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) وقام الاستاذ الرفاعي بتفسير هذه الآية على ان الذكر هو السنة، وفي موقع آخر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هنا ورد الذكر بمعنى القرآن
·         تم الاستشهاد اكثر من مرة بالآية الكريمة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء)
·         تحدثت الحلقة عن التفريق بين مفهوم النبي ومفهوم الرسول وشخص محمد، وأن أمر الطاعة في القرآن ورد بلفظ الرسول فقط.

  وهذه ملاحظاتي على موضوع القرآن والسنة

   أولا أتفق مع ما ذهب اليه الاستاذ الرفاعي في ان القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان وهو المنهج الذي سيظل قائما الى قيام الساعة، وانه المرجعية الاولى لنا كمسلمين، اما السنة النبوية فهي غير ثابتة كثبوت القرآن وغير محفوظة من الله عز وجل، ولكني اختلف معه في باقي ما يطرحه.

دعوني اولاً امر بشكل سريع على بعض النقاط التي اثيرت في هذه الحلقات ثم اعود لابين ما اختلف فيه مع هذا الطرح :

     مقولة أن السنة محتواة في القرآن، هذه هفوة كبيرة تورط فيها الرفاعي ولم يستطع الخروج من مأزقها، مما أدى به في النهاية الى تحميل النص القرآني ما لا يحتمل، مثال ذلك : تحريم الجمع بين الزوجة وعمتها او خالتها في الحديث الشريف الصحيح ( لا يجمع بين المرأة وعمتها ، ولا بين المرأة وخالتها ) اي الزواج من فتاة وعمتها او خالتها في نفس الوقت .
، فلا أعلم كيف استنبط هذا الحكم من الآية الكريمة في سورة النساء
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)

   قام مقدم البرنامج علاء بسرد بعض الأمثلة  لبعض الأحكام الموجودة في السنة  والموجودة ضمنيا في القرآن الكريم مثل تحليل اكل الطحال والكبد، وغفل عن اشياء اخرى اكثر اهمية مثل حكم الزكاة مثلا وتفصيلاتها ونصابها وانواعها ومقدار الزكاة المستخرجة ..... الخ وهي ليست احكام تعبدية تم توارثها من حياة النبي التعبدية كما في الصلاة .
 هناك مواضيع اكثر اهمية من الأكل والشرب ، هل يعقل أن معد البرنامج غفل عن هذه الاشياء ؟! وجميع هذه الامور وردت في السنة النبوية ولم ترد تفصيلاتها في القرآن الكريم .
  وما زاد في ورطة الرفاعي انه استشهد بالآية الكريمة  (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
وفسرها على ان جميع ما يهم المسلم من أمر دينه موجود في القرآن، وأن من يقول أن السنة فيها اضافة لما ورد في القرآن هو مخالف لهذه الآية !! و يطعن في نقص القرآن، وأنا أستغرب من هذا القول، فمعد البرنامج يقول انه يريد ان يقدم رسالة للمسلمين وان يطرح افكارا جديدة وانه مستعد لقبول الآخر والاقتناع بما يقوله اذا كانت حجته مقنعة، وهذا القول في حق من يرى ان السنة مصدر ثان للتشريع، يتعارض مع ما يصرح به ضيف البرنامج ومعده !!!؟؟ فهم يقمعون الآخر من دون أن يسمعوه، ويتهموا من ينادي بضرورة التمسك بالسنة بأنه يقول ان القرآن ناقص !! وهذا لن يفيد في اثراء اي حوار.

  علما بأن الصفوة من المفسرين قالوا عن معنى هذه الآية أن القرآن الكريم اشتمل على جميع احكام الشريعة كشريعة، أي أنه مصدر التشريع، وانا اقول ان القرآن الكريم هو دستور عام للأمة، ولكن التفاصيل لا تُحتوى في الدستور العام، بل في القوانين التي تشتق من الدستور .

   وفي آية اخرى (وما فرطنا في الكتاب من شيء) أي أنه احتوى أمر الدين كله إما تفصيلا وإما تأصيلا، إما دلالة مبينة مشروحة، وإما بالمجمل مع ورود تفصيلها في السنة النبوية وهذا ما أراه . 

   فاذا قلت اني لا أجد في القرآن عدد ركعات صلاة الظهر، وان القرآن يحتوي على كل أمور الدين بتفصيلها، اذاً استطيع القول ان تحديد عدد ركعات كل صلاة متروك للمسلم على هواه، أو اذا قلت اني اريد ان اخرج الزكاة على مالي بمقدار واحد بالمئة فقط، لاننا نعيش حاليا في ضائقة اقتصادية، وانا لا اخالف القرآن، فانا غير مُنكر للزكاة، ولكن القرآن لم يحدد مقدار الزكاة، وتركها مفتوحة لأمر المسلم، فما هو جواب الاستاذ الرفاعي ؟!

  اذا كان علينا ان ناخذ ما ورد من السنة في هذه الامور، اذا لماذا نقول ان القرآن هو مصدر التشريع الوحيد، وان الاسلام يقوم على هذا الكتاب دون الحاجة الى السنة والروايات المتواترة و اجتهادات العلماء !؟

   علينا ان نتفق ان السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع وهذا لا يعد نقصا في القرآن الكريم، حاشى لله.
أما أن جميع ما ورد على لسان النبي هو من فحوى القرآن، فهذا كلام غير دقيق. الله سبحانه وتعالى يوحي الى عبده ما أراد وما شاء ويلهمه بما يريد فيما يخص أمر دينه، وقد ورد في القرآن الكريم عدة حوادث تتعلق باجتهادات للنبي الكريم ما يلبث القرآن الكريم أن يتنزل إما لتثبيتها أو لتبيان خطأ هذا الإجتهاد، وقد كان النبي الكريم يُسأل عن أشياء لم يكن القرآن قد نزل بها، ويجيب عنها بوحي من عند الله، ولكن القول المناسب هو ان السنة النبوية متوافقة مع القرآن ولا يجوز أن تخالفه.
   تفسير كلمة الذكر مرة بمعنى القرآن ومرة بمعنى السنة، لا أعلم كيف قام بتفسير هذه الاية على انها السنة النبوية، لا يصح ان نقول أن السنة النبوية انزلت من الله تعالى تنزيلا، لانها لو انزلت نصا لاصبحت قرآنا، و لكننا نقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوحى اليه، وان جميع ما ورد عنه من فعل او قول او اقرار هو من عند الله، وبناء عليه تصبح السنة هي المصدر الثاني الموافق للمنهج العام والوارد في القرآن الكريم.

   تفسير الذكر في الآيتين حسب رايي هو القرآن الكريم  ، تعالوا ننظر الى الآية السابقة لهذه الآية

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)

من الواضح ، أن الله يتحدث عن الرسل السابقين وأنهم رجال مثلك يا محمد، تلقوا رسالاتهم عن طريق الوحي، وارسلنا لهم كتبا سماوية تخص رسالاتهم، واذا كان عامة الناس لا يعلمون ذلك فليسالوا اهل الدين، وانزلنا لك القرآن الذي ورد فيه هؤلاء الرسل وكتبهم ورسالاتهم، لتبين للناس، ولاحظوا معي كلمة الناس، اي الناس كافة، وبالاخص اصحاب الديانات السابقة، ما انزل اليهم من كتب سماوية سابقة مذكورة في كتابك هذا ( القرآن ) ليعلموا ان هذا الكتاب متوافق مع كتبهم ومع فحوى رسالاتهم.
هذا هو فهمي من فحوى النص، وهو أقرب من تفسير الذكر على انه السنة التي نزلت من الله لتوضح للناس ما نزل في القرآن.

دعونا الآن نعرض وجهة نظر الاستاذ الرفاعي ونحللها
هناك محورين لوجهة النظر الذي يتبناها الاستاذ الرفاعي، المحور الاول يتمثل في تبني نظرية ان القرآن الكريم يشكل المرجعية الوحيدة لنا كمسلمين، وان القرآن الكريم الكريم يشتمل على جميع اركان الاسلام الحق من ايمان وعمل بما يشمل العبادات والمعاملات والاخلاق.

   ان السنة النبوية الشريفة والروايات وقصص السيرة قد طالها التحريف والدس، وهي غير ثابتة، فلا نأخذ بها الا بما يتفق مع القرآن .

   ملخص القول اننا في النهاية لن نعتمد الا على القرآن، لأن القرآن يشتمل على ما جاء في السنة، وما جاء في السنة موافقا للقرآن فهو لا يشكل اضافة وبالتالي لو أخذنا به او لم نأخذ به فذلك لن يضيف جديدا، اما ما ورد في السنة ولم يرد في القرآن فلن ناخذ به ايضا، عملا بنظرية ان القرآن كامل ولا يتقصه شيء، واما ما يتعارض مع القرآن فلن ناخذ به من باب أولى، وهذا يعود بنا الى المحور الاول الذي ذكرته بان القرآن هو المرجعية الوحيدة.

   دعونا نفند هذا القول بشكل علمي، حتى تكون حجتنا متوافقة مع نفس الطريقة المنهجية المتبعة لدى الاستاذ الرفاعي ومؤيديه، لو جاء لنا رجل من الصين وقال لنا آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، واريد ان أدخل الاسلام، ارشدوني، ماذا سنقول له ؟ تعال لتغتسل وتنطق بالشهادتين، وبذلك تصبح مسلماً، ثم عليك ان تبدأ بالعمل حسب المنهج الاسلامي معتمدا على كتاب الله القرآن الكريم، بان تقيم الصلاة وتؤدي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت اذا استطعت اليه سبيلا .

   جميعنا نتفق على ذلك ، سيسألنا هذا الرجل ان نعلمه الصلاة، ماذا سنقول له ؟ تعال نعلمك الصلاة كما علمها ايانا سيدنا محمد، وتناقلها المسلمون جيلا بعد جيل، سيقول لنا وكيف اؤدي الزكاة سنقول له احكامها من السنة النبوية الشريفة ، وهكذا ......

   هل يصح دين هذا الرجل بدون تعلم الصلاة واحكام الزكاة، وهما ركنين من اركان الاسلام بدون الرجوع الى السنة النبوية الشريفة !؟ الجواب القطعي هو لا، قولاً واحداً كما يقول الاستاذ الرفاعي .

   اذا، دعونا نتفق على ان القرآن الكريم، لا يجوز القول فيه انه المصدر الوحيد للتشريع، وهذا ليس انتقاصاً من القرآن الكريم ، الله سبحانه وتعالى يقول :

   (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)
   الله سبحانه وتعالى أمرنا بان نأتمر بأمر الرسول وننتهي بنهيه على المطلق، اي بجميع ما يؤمرنا به، وجميع ما يأتينا به، فان كان قرآنا فهو من عند الله نؤمن به ونعمل به، وان كان من غير القرآن فهو بوحي من عند الله، وحاشى للرسول ان يأمرنا بما تهواه نفسه. اذاً جميع ما ياتينا به وجميع ما ينهانا عنه هو من عند الله، بنص القرآن الكريم الذي نحتكم جميعا له، وهو كلام الله المعجز، ومعجزته الباقية .

   فلماذا هذا التناقض، لماذا نقول ان القرآن هو المرجعية الوحيدة، ثم نعود ونقول ان شعائر الصلاة والحج، لا مانع من ان ناخذها من تعاليم الرسول، اما باقي السنة فنعرضها على القرآن، لماذا هذا الجدل والاخذ والعطاء والتشتيت والتناقض الواضح !!

  نقطة اخرى جوهرية نحن لا نقول ان السنة النبوية الصحيحة، هي صحيحة بمجملها ويجب علينا ان نأخذها على علاتها، نحن لا نقول هذا، نحن نقول ان الاحاديث الصحيحة والواردة في السنة النبوية من قول او فعل او تقرير، على درجة عالية من الثقة، وان من قام يجمعها وتنقيحها وتصحيحها، قد قام بعمل جبار، لا نريد ان نهدمه او ان يذهب سدى، ولكن علينا ان نكمله وان نضيف عليه، بما فتح الله علينا من العلم، دعونا نعيد قراءة جميع هذه الاحاديث، وتصحيحها بناء على توافقها مع منهج الاسلام بشكل عام، وهذه المهمة هي مهمة شائقة وشائكة ولكن لا بد منها، ويجب ان تكون الجهة التي تعمل على هذا، على درجة عالية من العلم والشفافية وان يكون منهجها واضحا ومحددا كي تكسب ثقتنا، اما ان نبدأ بشكل فردي كل عالم ياتي بما لديه من افكار، فيضعف هذا الحديث ويشكك بذاك، وياخذ بهذا ويرد هذا، فهذا ليس من باب المنطق ولا العلم ولا التجرد ولا من باب الدين ايضا، كيف ستقف بين يدي الله، عندما يسالك لماذا لم تاخذ بكلام الرسول الذي بعثته لك واوحيت له من عندي وامرتك ان تاخذ بما اتاك ؟ هل ستقول له انا لا اخذ الا بكتابك الذي انزلت لانك توعدت بحفظه، اما ما عدا ذلك فلا آخذ به ؟!

  خلاصة ما اريد قوله :
·         القرآن الكريم هو دستور هذه الامة والمصدر الاساسي للتشريع
·         السنة هي كيان مستقل عن القرآن الكريم، لا تتشابه معه في النص ولا في الاعجاز، ولا ترقى الى درجة ثبوته ويقينه، ولكنها المرجع الثاني لنا كمسلمين، فهي في المقام الاول تعتبر تفصيل وتبيان للقرآن الكريم وللأحكام التي وردت فيه، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث استنباط الأحكام الشرعية والاجتهادات والقياس ...... الخ اذا لم يرد هذا الحكم او تفصيله في القرآن الكريم .
·         السنة النبوية لا تتعارض مع القرآن الكريم من ناحية التشريع والمنهج بل هي مكملة له .
·         في حالة اي اختلاف بين القرآن والسنة النبوية ( الاصل ان لا يحصل هذا ) نقوم بدراسة جميع النصوص لكل حالة على حدة ودراسة التفاسير وآراء العلماء الثقات والاجتهادات حول هذا الموضوع، وفي النهاية نرى ما يستسيغه ايماننا وضميرنا من هذه الاجتهادات والتفاسير أخذا بعين الاعتبار ان القرآن هو المصدر الاساسي للتشريع .
·         من ناحية المبدأ انا أتفق على ان الأحاديث والروايات يجب ان تتوافق مع المنهج القرآني، وان علينا المراجعة الدائمة لهذه الاحاديث، ولكن علينا ان نذكر دائما ان علمنا محدود برغم جميع ما وصلنا اليه، وان العلم في تقدم مستمر لهذا علينا ان لا نحصر صحة الاحاديث النبوية والروايات المتواترة تحت سقف فهمنا نحن، قد نرى ان هذا الحديث او ذاك يتعارض مع اية في القرآن الكريم ( حسب فهمنا ) ولكن هذا لا يعني في اي حال من الاحوال ان نصدر حكما نهائيا بان هذا الحديث مدسوس، علينا ان نجتهد حسب علمنا وناخذ بما نراه مناسبا بعد دراسة مستفيضة وقراءة ما تيسر لنا من التفسيرات واجتهادات العلماء ونتوكل على الله بعد ذلك دون اغلاق باب الاجتهاد على الآخرين .

ويجب ان لا ننسى اننا سنحاسب على اجتهادنا هذا ، ولذلك علينا ان نحكم ضميرنا الايماني في اي مسالة خلافية.
   موضوع السنة النبوية لن ينتهي وسيتكرر معنا في مواضيع قادمة كثيرة ، ولكني اليوم اركز على النقاط التي وردت في الحلقات الاولى من البرنامج .
ارجو ان استقبل منكم وجهات نظركم حول هذا الموضوع، على ان نبدأ في الاسبوع القادم مناقشة موضوع اخر، يتعلق بالسنة ايضا ، وهو احاديث الساعة ، والعلامات الكبرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق