أحاديث
آخر الزمان وزوال اسرائيل
الحلقات التالية من البرنامج تناولت الحديث عن
الروح واسرارها، معنى النفس، الفرق بين الموت والوفاة، خصوصية خلق عيسى، احاديث
علامات الساعة ونهاية الزمان، نزول عيسى عليه السلام، ظهور الدجال، الحرب مع
اليهود، وقام الاستاذ الرفاعي بتوضيح الآيات التي تشير الى نزول عيسى، والتي تتحدث
عن الافساد الثاني لاسرائيل وزوالها، ورجح نظرية زوال اسرائيل في عام 2022 بعد 75
سنة من بداية الافساد الثاني وهو عام 48، او الى ما بعد ذلك اذا كان بداية الافساد
هو عام 67، وبامكانكم مشاهدة هذه الحلقات على الروابط التالية :
أهم ما ورد في هذه الحلقات :
·
تم التفريق بين العوالم المختلفة، عالم الذات
الآلهية، عالم الأمر، وعالم الخلق
·
معنى الروح في القرآن هو الصلة والقرب من
الله
·
خلق الأنفس سبق خلق الأجساد، والميثاق الذي
أخذه الله على الخلق كان على الأنفس وليس الأجساد
·
النفس هي التي تسيطر على الجسد، ولكنها تحتكم
لأحكام هذا الجسد
·
عالم الأنفس هو عالم مختلف عن عالمنا هذا
والمحدود بالزمان والمكان
·
الروح هي من عالم الأمر
·
الجسد وعاء للنفس
·
النفس وعاء للروح
·
الوفاة هي خروج النفس من الجسد وليس الموت، يقول
الله تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى
الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ
الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
·
تم الحديث عن عيسى وخصوصية خلقه لكونه مليء
بالروح ولا يعرف الخطيئة
·
الانجيل هو كل ما نطق به عيسى وهو كلام الله
بصيغة سيدنا عيسى عليه السلام وليس قول الله
·
ذكر القرآن وفاة عيسى عند محاولة الصلب، وذكر
موته في آية اخرى في صيغة المستقبل "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ
قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" وهذا تأكيد لنزول عيسى قبل القيامة وايمان
اهل الكتاب به
·
الحديث عن قتال اليهود موجود في القرآن
وبالتالي هو صحيح، اما ما عداه من احاديث عن المسيح الدجال والمهدي المنتظر فهي
غير صحيحة
وهذه ملاحظاتي على
هذا الموضوع
كان الحديث شيقا
للغاية في هذه الحلقات، وتميز بالحديث عن الغيبيات وعن العوالم الخفية عنا، وكان
الطرح عميقا للغاية .
أود أن أناقش ما
ورد بخصوص صحة الأحاديث عن المسيح الدجال وباقي علامات الساعة، استند الاستاذ
الرفاعي على عدة نقاط في عدم صحة مجمل الأحاديث عن علامات الساعة:
·
عدم
ورودها في القرآن الكريم
·
اختلاف
الأحاديث فيما بينها وخصوصا رواية المسيح الدجال، فهو يرد في بعض الاحاديث انه ابن
صياد اليهودي اي انه مولود يولد، وفي رواية تميم الداري هو كائن موجود في مكان
مجهول، يظهر في الوقت المعلوم .
·
وجود
نص صريح في القرآن أن النبي الكريم لا يعلم بالغيب ، فكيف يخبرنا بعلامات الساعة "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ
الْخَيْرِ"
·
هذه
الحاديث والروايات لا يصدقها العقل والمنطق
·
أنه لا
يعقل أن الله سبحانه وتعالى سيعطي القدرة على إحياء الموتى لأحد البشر من أجل أن
يفتن الناس بها، لأن هذه القدرة هي بأذن الله وحده .
دعونا نناقش هذه النقاط بعقلانية ، اولا نعود الى الآية
الكريمة
" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ
أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا
لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ
إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا
عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * قُل لاَّ أَمْلِكُ
لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ
إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "
الآية الكريمة تتحدث عن سؤال الناس للنبي عن وقت الساعة،
ويرد القرآن الكريم على هؤلاء مبينا لهم أن النبي هو بشر لا يعلم موعدها ولا يعلم
ما سيحصل له من شر او من خير ولو كان يعلم الغيب لاستزاد من امور الخير وابتعد عما
سيحصل له من سوء، وهذا لا اختلاف عليه، ولكن هذا لا يعني عدم علم النبي بالغيب على
الاطلاق، فالنبي الكريم يعلم بمقدار ما علمه الله، ونحن كمؤمنين نعلم بالغيب بما
علمنا الله في قرآنه الكريم، وبما أخبرنا الرسول الكريم، اليس هذا صحيحا ؟ ألسنا
نعلم يقينا أن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان، ألسنا نعلم بالدابة التي
ستكلمنا، ألسنا نعلم بشروق الشمس من مغربها، جميع هذا العلم هو من علم الغيب الذي
نعلمه بمقدار ما قدر الله لنا أن نعلمه، فلا يجوز القول أن الرسول الكريم لا يعلم
الغيب وأننا لا يجوز أن نأخذ عنه علامات الساعة .
ثانيا، اختلاف الروايات والأحاديث حول قصة المسيح الدجال لا
يعني ردها جميعا، ولا يعني انها جميعها خاطئة، بل هذا يدعونا للتحقق منها والتفكير
بها، ورواية ابن صياد برغم التعارض الذي نراه فيها، الا أن الرواية الأخيرة تؤكد
أن ابن صياد كان موضع شك في أن يكون هو الدجال، لكن الرسول تحدث معه وأعلم أصحابه
أنه ليس هو الدجال، وبالتالي تبقى رواية تميم الداري هي الأرجح، وليس معنى ذلك
أنها ثابتة يقينا، ما يهمنا هو ظهور المسيح الدجال في آخر الزمان، وهذا ثابت في
السنة النبوية .
ثالثا : عدم عقلانية هذه الاحاديث، ان جاز التعبير،أنا أتفق
مع الأستاذ الرفاعي في هذا، ولكني أختلف معه في تأويل هذه المقولة، هل نريد أن نُخضع
كلام الله ورسوله لمنطقنا المحدود؟ من المفترض أن نرقى بعقلنا و منطقنا لمستوى هذا
الكلام، وهذا الحديث عن قصة المسيح الدجال برغم استغرابنا له، الا أنه لا يختلف عن
غرابة علامات الساعة الواردة في القرآن الكريم مثل قصة يأجوج و مأجوج، أين هؤلاء
القوم ؟ وكيف يعيشون ؟ وكيف سيظهرون بعد اختفائهم آلاف السنوات !!؟؟
أما فيما يخص الفتنة، فهي فتنة بحق، يريد الله أن يختبر إيمان
الناس بهذه الفتن، وإدعاء الألوهية من قبل الدجال، والله سبحانه وتعالى أعطانا
العلم بهذه الفتن، وحصننا بالإيمان تجاه كل الفتن بما فيها فتنة المسيح الدجال، بل
أنه أعلمنا بتفاصيلها على لسان رسوله الكريم، فمثلنا هنا كمثل الطالب الذي يدخل
الإمتحان وهو يعلم الأسئلة مسبقا، بل ويعلم الأجوبة أيضا، ثم يرسب في الإمتحان
!!!! ونحن هنا نحاول أن نعلل فشلنا المدوي بهذه الفتن قبل ورودها .
ألم يكن فرعون جبارا في الأرض، ألم يقل "أنا ربكم الأعلى
" ألم يكن جبروت فرعون فتنة للناس !؟ ألم يفتن الله تعالى
عباده بالمال كفتنة قارون، أمثلة الفتن موجودة في كل العصور والأزمان، فلماذا
نستغربها في قصة الدجال !؟
نحن لا نجزم بقصة المسيح الدجال، الا بما وردنا من أحاديث
صحيحة، وبحسب علمنا وثقافتنا، نقول أنها أقرب الى التصديق، اما عدم ورود قصة المسيح
الدجال في القرآن الكريم، فهذا ليس سببا لرد هذه الأحاديث، هذه حكمة من الله، لا
نعلمها، ونحن لا نستطيع أن نجزم بعدم صحة هذه الأحاديث بناء على ما سبق من قول
الأستاذ الرفاعي .
توجد لدي ملاحظتين صغيرتين بخصوص مقدم البرنامج علاء، أثارتا
فضولي، الملاحظة الاولى :
أثناء قراءة
الاستاذ الرفاعي للأحاديث التي تتناول فتنة المسيح الدجال أبدى الرفاعي استغرابه
من هذه الأحاديث ( كما سبق ان ذكرنا ) فما كان من مقدم البرنامج الا أن قال ( ده
فيلم هندي ، الخ من الكلام ) .
وأنا أستغرب من
أعلامي متمرس أن يتفوه بمثل هذه الألفاظ في برنامج ديني محترم، ويشاهده مجموعة من
المثقفين والمتعلمين، وأستغرب من عدم الحرج في الهجوم على أحاديث صحيحة واردة في
صحيح البخاري او مسلم او كليهما، لمجرد الشك فيها، ولمجرد طرح أحد ضيوف البرنامج
طرحا يدعو فيه الى رد هذه الأحاديث، هل رفع الحجاب عن الأستاذ علاء وتأكد يقينا أن
هذه الأحاديث مدسوسة وموضوعة ، ليتفوه بهذا الكلام !!؟؟
من المؤسف أنه لا تنقصنا الجرأة في ابداء
آرائنا في الدين، وفي التحليل والتحريم، وفي الأحاديث النبوية فنصحح هذا ونرد هذا،
ونعلق على هذا، ولكننا نتحفظ على الرد على كلام مسؤول أو زعيم أو حتى صديق او قريب
!!
خلال دراستي
الاعدادية، علمنا أحد أساتذتنا آداب التعامل مع كتاب الانجيل، باعتباره كتابا
سماويا، فقال لنا ما ورد في الانجيل موافقا لكتابنا نأخذ به، وما ورد في الانجيل
وفيه اختلاف عندنا نرد عليه من واقع قرآننا وبما علمنا الله، مثل قضية صلب المسيح،
وما لم يرد لدينا علم به، ندعه دون ان نعلق عليه، لانه لا علم لنا به سواء نفيا او
ايجابا .
هل رايتم الأدب الذي تعلمناه من اساتذتنا في
التعامل مع الانجيل الذي ثبت تحريفه في كتابنا، ومع هذا نترفع عن ان نسيء الى اي
شيء يرد فيه، وقارنوا هذا مع تهجمنا على الأحاديث النبوية، لمجرد اننا نشك بها او
انها لا تدخل عقلنا ، تخيلوا !!
الملاحظة الثانية،
أثناء مناقشة موضوع زوال اسرائيل، قال مقدم البرنامج ( علاء ) معلقا على ان
اسرائيل تطالب بحقوق لها في الاراضي المصرية، بما كان لها من ارث تاريخي في أرض
مصر، قبل هروبهم من ظلم فرعون والمصريين، فيقول علاء : قبل ان تطالبوا بالارض
اعيدوا لنا ما سرقتموه من حلي وذهب منا نحن المصريين ( يا حرامية ) ودعونا نقدر
هذه الجواهر بقيمتها الآن بعد هذه السنين .
اود
ان اذكر بقضية مهمة غالبا ما تغيب عن بالنا الا وهي البوصلة الايمانية، ذلك الضمير
الذي بداخلنا والذي يرشدنا الى الحق الذي يجب علينا اتباعه والوقوف بجانبه، علمنا
الله سبحانه وتعالى ان لا نخاف في الحق لومة لائم، ان يكون الحق هو غايتنا، ان نقف
الى جانب الحق دوما، بغض النظر عن القوميات والجنسيات والديانات واية اعتبارات
اخرى، نحن نقف مع أهل فلسطين مسلمين ونصارى، عربا وأجانب ضد اسرائيل، ونقف مع
العراقيين أكرادا وشيعة وسنة ضد الاحتلال الامريكي، نقف ضد الإرهاب بغض النظر عن
جنسيته ومعتقداته، نقف مع الحق حتى لو كان مع اليهود و بني اسرائيل، هذا هو الفرق
بيننا وبين الآخرين، نحن لدينا بوصلة ايمانية، وهم يحتكمون لمصالحهم، وأمورهم
الدنيوية .
بنو اسرائيل الذين خرجوا من مصر كان معهم الله
ونبيه موسى، هؤلاء الحرامية نصرهم الله وجعل فيهم رسالاته، والمصريين القدامى (
الفراعنة ) كما يحبوا ان يطلق عليهم الآن، كانوا من الضالين والمهلكين ، يقول الله
تعالى :
"وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ
كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا
صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ
يَعْرِشُونَ"
فلو عشت يا أستاذ علاء في ذلك الزمان، الى جانب من ستكون،
الى جانب المصريين اولاد بلدك، ام الى جانب الحرامية !؟
يذكرني هذا القول
بحرب غزة قبل عامين، اثناء تلك الحرب تظاهر بعض يهود امريكا ضد الحرب وضد اسرائيل،
بل وحرقوا العلم الاسرائيلي، في نفس الوقت الذي كانت به بعض الانظمة العربية تساند
اسرائيل سرا وعلانية، وظهر علينا أحد المذيعين المصريين على التلفزيون المصري،
ليقول ان ما يحصل للفسطينيين هو غضب من الله، وانهم شعب يستحق ما يحصل له، هل
رايتم هذا التناقض !!؟؟ فأين هي بوصلتنا يا أستاذ علاء ؟ هل تريدني ان اشتم هؤلاء
اليهود الذين وقفوا الى جانبنا وساندونا في قضيتنا العادلة، ام تريدني ان اصفق
لأخي المسلم الذي يشمت بضحايانا !؟
أقول في النهاية
، رب يهودي او نصراني هو اقرب الى الحق من مسلم ضال منافق، ضلت بوصلتك يا استاذ
علاء وأضلتك .
دعونا نناقش في
الاسبوع المقبل قضية الناسخ والمنسوخ، وقصة تحريم الخمر، هل في القرآن آيات نسخت
أحكامها ؟
ولا تحرمونا من
مشاركتكم، لم تصلني اي مشاركة خلال الاسبوع الماضي على موضوع القرآن والسنة، دعونا
نشارك بآرائنا ولو كانت قصيرة او بسيطة .
أيمن
أبولبن
29-10-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق