السبت، 21 أغسطس 2010

عندما تنظر الى المرآة ماذا ترى ؟



   عندما تنظر الى المرآة، مرآتك الداخلية، تلك التي ترى فيها ما بداخلك، ولا يراه أحدٌ سواك، ماذا تجد ؟ ماذا تَرى ؟ هل ترى انساناً ناجحاً ؟ هل ترى انساناً مبتسماً مقبلاً على الحياة، أم انساناً مُثقلاً بالهمومِ، يفيقُ من نومهِ لأنه ملَّ من كثرةِ النوم، لا ليضيءَ شمعةَ يومٍ جديد.
     
هل ترى انساناً عَرَك هذه الحياة، وأثّر فيها، كان فعّالاً و مؤثراً، أم أنك ترى انساناً عاش على الهامش، على هوامشِ هذه الحياة، وسيبقى إسمه يُذكرُ ، ...... في فهرسِ الهوامشِ بالطبع.

  هل ترى انساناً  راضياً سعيداً بما حقّقه، أم أنك ترى انساناً حزيناً، فَشِل في مُحاورة مرآته الخاصة، وعاش دون أن يفكر يوماً في فتح حوارٍ مع الذات، فشل في أن يُدرِكَ كنائنَ نفسهِ، هل ترى ما يُشبه الإنسانَ، ام تراك تنظر الى شبحٍ  قابعٍ في داخلك، لا تكاد تُظهره، كم من العيوبِ ترى، وكم من العيوبِ تُخفي داخلَ تلك المرآة، هل تستغرق وقتاً طويلاً في الصباح، لتضع الماكياج الخاص بك  !!؟؟
    
هل فكرت يوماً، أن تنزل الى الشارع، بدون ماكياج، حاملاً معك مرآتك الخاصة، عارياً، شاهراً ما بداخلك، ومعلناً لكلِّ الناس عن أعماقك، وكنائنك،عن ضعفك، وفشلك، وخطاياك، هل فكرت في ذلك ؟ تُرى لو فعلنا هذا، لو فعلناهُ جميعاً، تُرى هل سنتقبّل أنفسنا والآخرين، تُرى هل سنُدرك يوماً ولو متأخرين، أننا مجموعة إنسان، لنا ما لنا و علينا ما علينا، و نتقبل أنفسنا بأخطائنا وعثراتنا ونواقصنا، كما ذكر الله في كتابه الكريم في سورة التوبة :
  
"وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102)"

      عندما تأوي الى فِراشك ليلاً، بعد عَناء يومٍ طويل، وتخلو الى نفسك، بماذا تفكر !؟ ما الذي يخطرُ ببالكَ، هل تستعرضُ نشاطات ذلك اليوم، هل تـأتيك الأطيافُ من كل حدبٍ وصوب، لتُعيد الى ذاكِرتك، أحداثَ ذلك اليوم ؟ هل تقومُ بعمليةِ تقييمٍ سريعة وشاملة لما حصل لك في ذلك اليوم، هل تَسعد بالأعمالِ المفيدة التي قدّمتها، و تحزن على هفواتك وعثراتك، هل يستيقظُ ذلك الضميرُ الذي بداخِلك ويؤنّبك، على كل فعلٍ مسيءٍ قُمتَ به، أم تراه يؤنبك على ضياع يومٍ من عُمرك، دون القيام بشيءٍ مفيد، هل تحاكم نفسك يومياً ؟ هل تخيّلت يوماً انك تُحاكم نفسك، بتُهمة إهدار عُمرك !؟ هل وجدتَ نفسك مذنباً بتُهمة " العُمر الضائع " !!؟؟

    ذاتَ يومٍ، بينما كنت أُلملمُ أغراضي أنا وزملائي في العمل إستعداداً لقضاء عُطلة نهاية الأسبوع، قلت لإحدى زميلاتي في العمل، حاولي أن تفعلي شيئاً مفيداً في هذه العطلة، إبتسمت، وقالت ان شاء الله، ولمّا عُدنا إلى العمل في الأسبوع التالي، بادرتُها في السؤال، هل فعلتِ شيئاً مفيداً ؟ فقالت لي : أتدري ، ظللتُ أفكرُ في كلامِكَ، طوال العطلةِ الأسبوعية، وظلَّ الكلامُ يترددُ في ذِهني، وفكّرتُ في عِدة أشياءٍ مفيدة أفعلها، ثم لم أدري ماذا أفعلُ، و قرّرت في النهايةِ، أن أقوم بإعادة ترتيب غرفتي وأشيائي، وقضيتُ يوماً كاملاً في ذلك، قلتُ لها، اذاً قد فعلت شيئاً مفيداً، وقد كان لذلك اليوم معنى لديك، أليس كذلك؟.

    عندما تأوي الى فِراشكَ هذه الليلة بماذا ستفكر ؟؟!! .
  

قالت مـن انت ؟ وقلت مجمـوعة انـسـان
من كل ضـد و ضـد تـلقـيـن فـينـي

فـيـنـي نـهـار وليـل وافراح وأحـزان
اضحك ودمـعـي حـايـر وسـط عينـي

وفينـي بدابة وقـت و نـهــا ية أزمـان
أشـتاق بـاكـر واعـطي أمسـي حنيـني

وأسـقي قلوب النـاس عـشـقٍ وظميـان
وأهـدي حيارى الـدرب واحتـار ويـنـي

واحـاوم صـقور الـهـوا حـوم نشـوان
وأســيّـل الوديـان دمـع حــزيــنِ

فـي عيـني اليمنـى من الورد بـسـتـان
وفـي عـيني اليـسـرا عجـاج الـسـنينِ

تـهـزمنـي النجلا وانـا نـد فـرسـان
واخـفي طـعوني والـمحـبـه تـبـيـنِي

ان مـا عـرفتـيني فــلا نـي بـزعـلان
حتـى انـا تــرانـي احـتـرت فــيني

مجموعة انسان ، شعر الامير خالد الفيصل

أيمن أبو لبن
21-8-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق