الثلاثاء، 19 فبراير 2013

السجين اكس



  ما هي قصة عميل الموساد والذي يطلق عليه "السجين اكس" ؟

     في عملية اغتيال القيادي الفلسطيني "المبحوح" في دبي بداية عام 2010 ، قام عملاء الموساد باستخدام جوازات سفر استرالية "رسمية" للدخول الى دبي، وكانت الموساد قد استخدمت جوازات سفر كندية قبل ذلك في محاولة اغتيال مشعل -الفاشلة- في عمان في التسعينات. من الواضح ان حكومة اسرائيل لا تأبه بأي مشاكل ديبلوماسية قد تحصل لها جراء استخدامها لجوازات سفر أجنبية في عمليات التصفية التي تقوم بها، أو بأي مشاكل قد تحصل لها مع البلاد التي يتم استخدام اراضيها لتنفيذ هذه العمليات ، ولكنها تلقت ضربة ديبلوماسية هذه المرة نتيجة استخدامها جوازات سفر استرالية .

  بن زيغير " العميل اكس " هو يهودي استرالي كان يعمل في استراليا تحت غطاء مكتب قانوني وهمي ، ويمارس نشاطات استخباراتية لصالح الموساد ، كشفته المخابرات الاسترالية وقررت ان تنتقم من الموساد الاسرائيلي ، كردة فعل على استخدامها جوازات سفر استرالية في تصفية البحبوح. قررت المخابرات الاسترالية ، كشف الهوية السرية لهذا العميل للصحافة ، عن طريق تسريب معلومات مخابراتية سرية عن نشاط هذا العميل الموسادي لأحد الصحفيين.

    قام هذا الصحفي بالاتصال المباشر مع العميل بن زيغير ، ولا نعلم حتى الآن طبيعة المعلومات التي حصل عليها ، ولكن الموساد علم بالأمر ، وقام على الفور باعتقال بن زيغير ، وايداعه السجن نهاية عام 2010 ، وتم وضعه في عزل انفرادي مع عدم كشف اسمه الحقيقي ، حيث تم الاشارة اليه ب "السجين اكس" ، ووضع في زنزانة تخضع لمراقبة الكاميرات على مدار الساعة،  بعد أن تم اتهامه بالخيانة العظمى  ، وافشاء أسرار الدولة .

  السجين اكس تم العثور عليه مشنوقاً في زنزانته في ظروف غامضة بعد أشهر قليلة من اعتقاله ، برغم كل الاجراءات الأمنية المشددة والمراقبة على مدار الساعة !!!!

  الجميل في الموضوع ، أن الحكومة الاسترالية وبعد أن قامت ب "حرق" ورقة هذا العميل وفضحه في الصحافة ، توجهت للحكومة الاسرائيلية بطلب معلومات رسمية عن الظروف الغامضة لاعتقال و مقتل مواطن استرالي في السجون الاسرائيلية !! مما دفع اسرائيل الى فتح تحقيق في قضية السجين "X" التي تشغل أروقة الصحافة الاسرائيلية هذه الأيام .

  حقيقة أني أستمتع بهذه القصص المخابراتية عندما تطفو للسطح ، ولكن الصفعة الاسترالية للموساد ما أسعدني في هذه القصة ، وما زاد سعادتي هي الطريقة الديبلوماسية الباردة في توجيه هذه الصفعة.   

أيمن أبو لبن
18-2-2013
   

هناك تعليقان (2):