الخميس، 20 ديسمبر 2012

السعادة الحقيقية

السعادة الحقيقية

 نُخطئ حين نظن أن من واجبنا أن نُسعد من حولنا، ولعل معظمنا يضع نصب عينيه سعادة الآخرين من أحد أهم اهداف حياته.
 لا تسيئوا فهمي، فإسعاد من نهتم لأمرهم ومن نحرص عليهم، هو واحد من الأهداف النبيلة التي نعيش من أجلها ويجب علينا أن نحرص على الوفاء بها، ولكني أقصد ان إدراك سعادتهم ليس في الغالب ممكنا. علينا أن نكون واضحين في تحديد أهدافنا بالحرص على توفير سبل السعادة للآخرين، وتهيئة المناخ المناسب لإسعادهم، بدلا من شعورنا بالمسؤولية عن سعادتهم.
  لا تناقض في هذا الكلام فالسعادة نفسها هي قرار داخلي، ليس بإمكاننا نحن أن نتخذ هذا القرار عنهم، عليهم هم أن يتخذوا هذا القرار، وعلينا نحن أن نساعدهم ليس الا.
يقول الله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " والمشيئة هنا تعود للشخص وليس للذات الإلهية، أي ان الله يوفر سبل الهداية ويوفق من توفرت لديه الرغبة الداخلية في أن يهتدي، أي ان الله يهدي من يشاء أن يهتدي.

  ويقول ايضا: ” إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا " فالله سبحانه وتعالى قد وفّر للإنسان كل سبل الايمان، وأنزل هديه على الانبياء وحدّد شريعته في الأرض، والانسان هو الوحيد القادر على اتخاذ قراره وتحديد سبيله اما بالهداية " شاكراً " او بالكفر "كفورا".

  وكذا هي السعادة الدنيوية، كل واحد فينا قادر على اتخاذ قرار سعادته، وعلى من يهتمون لأمرنا، توفير السبل الكافية والمحفزة للسعادة، ليس الا.

أيمن أبولبن
20-12-2012


أخطاء شائعة في عملية البحث عن السعادة الحقيقية



علاء علي عبد – جريدة الغد الأردنية

عمان- هل سبق وأن حاولت أن تبحث عن سبل الحصول على السعادة الحقيقية لكن دون جدوى؟ هل تعتقد بأنه لا بد وأن يكون هناك حل سحري لجميع مشاكلك لكنك لا تعلم كيفية الوصول له؟
 ربما تندهش لو علمت بأنه بالفعل يوجد حل سحري يمكن أن يقودك للسعادة التي تحلم بها، لكن مشكلة هذا الحل كما يعرفها موقع 
PTB أنه شديد البساطة لدرجة تجعل الكثير من الناس لا يتنبهون لوجوده ولكي تتمكن من الوصول لذلك الحل السحري يجب أولا أن نستعرض عددا من أهم الأخطاء التي يقع بها من يبحث عن السعادة الحقيقية في حياته وهي على النحو الآتي:
·البحث عن الأشياء التي تجلب السعادة: يجب عليك بداية أن تؤمن بأن "الأشياء" مهما كانت طبيعتها لن تتمكن من جلب السعادة لك. فقد تحلم بامتلاك المنزل الواسع والجميل والذي يقع في أحد الأحياء الراقية، لكن هذا المنزل في حال امتلكته بالفعل ستجد بأنه سيمنحك سعادة مؤقتة لا تلبث أن تعود لمستواها الطبيعي بعد فترة. الأمر ذاته لو امتلكت المال الوفير فإنه لن يجلب لك السعادة الكاملة التي تريدها ما لم تشعر بمصدر السعادة من داخلك فهناك يكمن السر الحقيقي للسعادة.
·البحث عن شريك/ة الحياة: لو كنت ترى بأن عثورك على شريكة حياتك سيجعلك تملك السعادة الكاملة فاعلم بأنه يجب عليك إعادة التفكير. فلو نظرت من حولك ستجد بأن غالبية من وجدوا شركاء حياتهم يعانون الكثير من المشاكل الحياتية ولم تكن أيامهم وردية مثلما كانوا يعتقدون. لذا لو كنت تطمح بالحصول على السعادة الحقيقية فيجب عليك مرة أخرى البحث عنها داخلك، فلا يوجد أحد يمكنه إسعادك بالقدر الذي يمكنك إسعاد نفسك، ولو اعتقدت بأن شريكة حياتك يمكنها النجاح بهذا الشيء فستجد نفسك لا إراديا تسعى لتغيير بعض صفاتها الأمر الذي سيقودكما للمعاناة معا.
·البحث عن الحياة العقلانية: الحياة العقلانية تعني أن تحمل كل المواقف التي تحدث في حياتك سببا منطقيا لحدوثها. ولتعش بهذه الطريقة يجب عليك أن تسيطر على كافة مجالات حياتك بشكل كامل، ولو جربت محاولة الوصول لهذا من قبل لا بد وأنك أدركت بأنه لن يقودك سوى للمعاناة والتعب. اعلم بأنه لا يمكن لأحد أن يسيطر على الحياة أو يخطط أحداثها بشكل كامل، فالحياة تملك الكثير من المفاجآت التي تتراوح بين الصعود والهبوط، وكل ما يمكنك فعله هو تقبل رحلة الحياة والاستمتاع بها قدر الإمكان. واعلم بأن سبب عدم امتلاكك السعادة هو أنك تريد من الحياة أن تسير بحسب توقعاتك لكن لا تنس بأن الحياة لها قوانينها الخاصة.
·البحث عمّن تلومه: هل تعتقد بأن هناك شخصا مسؤولا عن عدم سعادتك؟ ربما يكون مديرك بالعمل أو حتى أحد أفراد عائلتك أليس كذلك؟ لو فكرت بهذه الطريقة فاعلم بأنه لا يمكن لأحد أن يمنع عنك السعادة دون أن تسمح له بذلك، فالأمر ببساطة يعتمد على ردة فعلك تجاه تصرفات الآخرين والتي من شأنها تحديد ما إذا كنت تريد أن تكون سعيدا أم لا. وكمثال على هذا يمكن أن نأخذ ردة الفعل على حالة الطقس، فقد اعتاد معظم الناس عند هطول المطر بأن يقولوا "إن الطقس سيئ" وهي عبارة غير صحيحة وغير عادلة، فهناك كثيرون الذين يرون المطر بأنه رمز للحياة والنماء وتجدهم يستمتعون به أكثر من فصل الصيف بشمسه الساطعة. لذا يجب عدم التسرع بردات أفعالك وأن تتجنب لوم الآخرين على عدم امتلاكك للسعادة التي تطمح لها.
·البحث عن المثالية: لا بد وأنك تدرك بأنه لا يوجد أي شخص يتمتع بالمثالية والكمال الذي لا يكون إلا لله، وبالتالي فإن المثالية لا تعتبر من شروط الحصول على السعادة. لذا دع الحياة تمر على طبيعتها، فحتى لو حاولت الوصول للمثالية قدر الإمكان فإنك لن تستطيع لأنك ببساطة لا تعلم ماذا تخبئ الحياة من مفاجآت، الأمر الذي يستحيل معه أن تتأكد بأن ما تقوم به هو تصرف صائب أم أنه خطأ يجب تجنبه.
·البحث عن المستقبل وتجنب الحاضر: من الأقوال التي أعجبتني هي أن السبب في عدم سعادة الناس هو أنهم يرون الماضي أفضل من حقيقته، والحاضر أسوأ من واقعه، والمستقبل لن يحمل الكثير من الحلول لمشاكلنا. هذه المقولة من شأنها أن تجعل المرء ينتظر المستقبل من أجل الوصول لبعض الحلول لمشاكله وهذا بحد ذاته يعد تصرفا خاطئا. فالسعادة تكمن في اللحظة الحالية، في داخلك أنت وحدك، والسبب الذي يعيقك عن رؤيتها هو انتظارك المزيد من المستقبل، توقف عن الانتظار وابحث في داخلك عن سعادتك.
من خلال ما سبق يمكنك أن تدرك بأن سعادتك بين يديك وكل المطلوب منك لتجدها أن تبحث عنها داخلك، فهي مستقرة هناك منذ ولادتك لكنك كنت تبحث عنها في الأماكن الخاطئة، لذا توقف عن هذا الخطأ الذي لا يقودك سوى للضيق والحزن وتذكر بأن كل دقيقة حزن تمر بك تعني أنك خسرت 60 ثانية من السعادة المتاح
ة داخلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق