في المساءِ، أعشق
الهدوء والجلوس وحيداً، أجلس ومن حولي كل شخوص النهار، أحاورهم ويحاورونني، بلطف وحيادية
بعيداً عن شحناء النهار.
في الليلِ تهدأ
النفوس، وتزدانُ بالحكمة وطول النظر فتتجاوز توافه الأمور، وتنظر إلى ما أبعد من ذلك.
في المساءِ تقترب
السماء من الأرض، تُطلّ النجوم على البشر، تتجوّل الملائكة على الأرض، لتنثر
الهدوء والسكينة.
حين تتجولُ في
المساءِ، وتنظر إلى أعلى، تستطيعُ إن دقّقت النظر، وإذا حباك الله بكشفِ الغطاء، أن
ترى عيوناً في السماء، تحرسك وتسهر على راحتك!
تستطيعُ إن ركّزت
أكثر، أن ترى أرواحا في السماء، قد غادرت عالمنا منذ زمنٍ ليس بقليل، تتجوّل مُطمأنّة،
تتسامر فيما بينها، وحين تلتقي عيناك بأعينهم، تشعر أنك أصبحت بينهم، أو أنهم
أصبحوا قربك!
نعم، في المساء، يحدث
كل هذا، لذا فأنا أعشق المساء، وأعشق الهدوء والسكينة، أعشق الجلوس وحيداً، أنا لا
أحب الوحدة، ولكني أحب أن أكون قريبا، من أناس لا أراهم إلا في المساء.
أنا أحب ما أكونُ
في المساءِ
أيمن يوسف أبولبن
ذات ليلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق