السبت، 3 مارس 2018

البيانات الضخمة Big Data


نسمع كثيراً عن مصطلح “Big data” وأن المستقبل القريب سيشهد اعتماداً متزايداً على هذا الفرع من علوم التكنولوجيا، ولكن معظمنا لا يدرك حقيقةً، ما المقصود بهذا المصطلح، وتأثيره على حياتنا العملية.

منذ بدء انتشار تكنولوجيا المعلومات، واستخدام الحاسبات الالكترونية على الصعيدين المهني والشخصي، ازداد عدد التطبيقات الذكية المُستخدمة في العالم أجمع، وأصبح حجم المعاملات والبيانات المتداولة في المؤسسات والشركات يزداد ضخامةً، ولك أن تتخيل حجم التخزين المطلوب لاستيعاب هذا الكم من البيانات الضخمة أو “Big data”، مما استدعى استحداث أدوات وتطبيقات تقوم بتحليل هذه البيانات واستخلاص النتائج ثم ربط هذه النتائج أو "خلاصة المعلومات" لتقديم معلومة مفيدة للجهات المعنية، أو للتنبؤ بأحداث مستقبلية أو لتوجيه الاهتمام نحو قضية ما.

ولنضرب مثالاً على ذلك، يختص في الصحافة الاستقصائية، إن حجم الملفات الضخمة التي تتاح لأحد الصحفيين حول قضية ما، يستلزم تكريس فريقٍ متخصصٍ لقراءة هذه الملفات واستخراج النتائج منها ثم ربط المعلومات بعضها ببعض لخدمة قضية عامة تهمّ المجتمع بحيث يتم عرضها بشكل قانوني ومنطقي.
وتنبع أهمية وجود أدوات تحليل لما يعرف ب “Big data” بطرح بديل عملي وسريع بل ودقيق وذلك بتحميل هذه الملفات على سيرفر واحد والقيام بعملية تحليل لهذه البيانات من خلال أحد تطبيقات تحليل البيانات، ومن ثم تزويد المستخدم بدليل أو فهرس يضم الموضوعات المتضمنة في هذه الملفات كي يقوم هذا المستخدم بالولوج الى المواضيع التي يرغب بالحصول على معلومات عنها مباشرة، حيث يحتوي هذا الفهرس على كلمات وعناوين استدلالية (مشابه لما نراه من هاشتاغات على شبكات التواصل) مما يسهل عملية البحث والاستقصاء.

تخيلوا مثلاً حجم الملفات التي أتاحتها لنا تسريبات ويكيليكس، أو قضية أوراق بنما.... الخ وكم من الجهد الذي يلزم للبحث والاستقصاء فيها.
تحليل البيانات ما زال في بداية التطور، ويستخدم الآن في قضايا البيئة والتنبؤات الجوية، ومختلف العلوم، كما تستخدمه أجهزة المخابرات وأمن المعلومات، بالإضافة الى المؤسسات المهتمة بالدراسات والاستقصاء، ومن المتوقع ان يزداد الاهتمام به وأن تزداد كفاءة تحليل البيانات وربط النتائج بعضها ببعض في المستقبل العاجل، بحيث يتم استحداث فرع خاص لهذا النوع من العلوم.

أيمن يوسف أبولبن

2-3-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق