مؤسسها: حسن الصبّاغ، ولد عام 1048 م قرب
طهران. عند ولادته كانت "الدولة الفاطميّة" تحكم مصر وبلاد الشام وكانت سلالة شيعيّة أخرى " البويهيين" تحكم بلاد فارس
ولها نفوذ كبير لدى الخليفة العبّاسي، ولكن عند بلوغ حسن سن الشباب إستحوذ
السلاجقة الأتراك على المنطقة برُمّتها، مع إنحسار الدولة
الفاطميّة في مصر، فقرّر حسن إستعادة السلطة للشيعة؛ لذا اتخذ عام 1090 من قلعة
" آلَموت" التي تقع قرب
بحر قزوين وكراً له ولإتباعه، وأصبحت مركزاً رئيسياً لترسيخ العقيدة الشيعيّة إلى
جانب التدريب البدني.
اتخذّت الحركة مبدأ
التصفية الجسديّة لخصومها بطريقة الطعن في مكانٍ عام وبالأخص في المساجد يوم
الجمعة، وكان المُنفّذ يقوم بما يشبه العمليّة الفدائيّة لأنه غالباً ما كان
يستسلم لقَدَرهِ بعد تنفيذ عمليّة الإغتيال ويلقى حتفه في العادة على أيدي الجموع
الغفيرة، لذا سُمّي ب " الفدائي".
ونظراً لإستسلامهم بهذه
الطريقة ظنً عامة الناس أنهم يتناولون كميّة من " الحشيش " حتى تسهل مهمتهم
وتتبلّد أحاسيسهم، وأُطلق عليهم لقب "الحشّاشين" وتُرجمت إلى Assassin في عدّة لغات، بمعنى
" قاتل".
كان الحشّاشون مكروهين
من غالبية المسلمين بسبب جرائمهم وتنظيمهم السرّي بالإضافة إلى تعاونهم مع
الحَمَلات الصليبيّة، ومن هنا جاءت تسميتهم ب " الباطنيين" أي الذين
يعتنقون عقيدة مختلفة عن تلك التي يُجاهرون بها. وقد خلخلت حركة الحشّاشين جبهة
المسلمين الداخليّة في وقتٍ حرج إبان الحملات الصليبيّة وإحتلال القدس وساحل بلاد
الشام، وتُعد قلعة "بانياس" من أهم القلاع التي سلّمها الحشّاشون للإفرنج خلال تلك
الفترة.
الغريب في الأمر، أن
فرقة الحشّاشين وبعد سقوط الخلافة الفاطميّة في مصر، استغنت عن حلم الخلافة
الشيعيّة وأرسلت رسالة الى قائد الفرنج في القدس تعرض عليه إعتناق الجماعة الديانة
المسيحيّة !! إلاّ أن فرسان الهيكل رفضوا تلك المعاهدة ونصبوا كميناً لرُسُل
الحشاشين وقتلوهم.
وكانت
نهاية فرقة الحشّاشين على يد المغول، حين قاد "هولاكو"
حملة على بلاد المسلمين مروراً بقلعة "آلَموت" التي أسقطها وقضى على كل من فيها، ثم أحرقها
واتلف كل الكتب والمخطوطات، وكانت هذه هي نهاية الحشاشين أو فرقة الباطنيين.
أيمن أبولبن
17-5-2016
منقول بتصرّف من كتاب
(الحروب الصليبيّة كما رآها العرب)
أمين معلوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق