السبت، 5 يناير 2019

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى



مشكلة هذه الرواية أو مشكلة كاتبها، أنه اراد نقد التراث والتاريخ الاسلامي، فأنتج رواية تاريخية، فاشلة من حيث كونها رواية، فعناصر الرواية مفقودة والسرد فيها ممل، وإقحام النقاش والحوار لأغراض غير روائية أثر عليها سلباً.

ومن ناحية اخرى، لو قلنا إن الكاتب أراد نقد التاريخ أو التراث الاسلامي، واعتبرنا أن هذا الكتاب هو كتاب نقدي وليس رواية، فهو من هذه الناحية فاشل أيضاً، إذ انه لم يقم بالتحري والتدقيق في النص التاريخي، بل جاء به من مراجع شتى بعضها ضعيف وبعضها بهتان، وقد يكون بعضها صحيح، ولكن في النهاية، لا يمكن الأخذ بهذا الكتاب كمرجع نقدي.

في النهاية، اعتقد أن الكاتب أراد ان يخرج من مأزق النقد التاريخي والتأصيل لنقده، بصبغة روائية كي يقول إنه ليس كتاب تاريخي، وإنما رواية تحتمل التأويل والخيال، وهو بهذا يكون قد نسف أساس روايته أو كتابه!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019


السيسي إلى الأبد

*السيسي إلى الأبد*






دعوات في مصر لتعديل الدستور بحيث يسمح باستمرار السيسي في الرئاسة إلى الأبد.

المضحك المبكي نجاح تسويق فكرة ربط مصير مصر دولة المئة مليون مواطن برؤية شخص واحد فقط، وتصوير المستقبل الظلامي للبلد في حالة عدم استمرار هذا الشخص ونظامه!

المؤسف أن من يروج لهذه الفكرة هم مجموعة من النخبة السياسية، ومجموعة كبيرة من المثقفين الذين يفترض بهم أن يرتقوا بفكر المجتمع ويقودوه إلى الأمام لا إلى الخلف.

ثورة مصر الحقيقية التي أعادت الحياة إلى الشارع العربي، تُقتل كل يوم، تُقتل مبادؤها وأفكارها، وشخوصها، أمام أعيننا، بعضنا يهلل، وبعضنا يراقب بصمت!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
4-1-2019





بانوراما عام 2018 في صور


أميز الصور التي وثّقت أبرز أحداث عام 2018

 من خلال هذا الملف، والذي يضم مجموعة من الصور المميزة التي التقطت عام 2018، حاولت رصد أهم الأحداث التي عايشها العالمان الدولي والعربي، بالإضافة الى الأحداث المحلية في الأردن وفلسطين.

هناك العديد من الأحداث والمحطات المهمة، والتي لا يتسع بحث واحد او مقال للإحاطة بها جميعاً، ولكنها محاولة لرصد أهم الأحداث التي شكّلت فارقاً في هذا العام، أتمنى أن تنال استحسانكم.

ملاحظة: ترتيب الصور كان عشوائياً وليس له أية دلالة.


الصورة التي تناقلها الاعلام العالمي على أوسع نطاق، وأصبحت أيقونة مسيرات العودة في غزة.
الصورة تم مقارنتها بلوحة (Liberty Leading the People) التي شكلت رمزا للثورة الفرنسية
هنا فلسطين!





استغلال الأطفال وتجنيدهم في السودان وخاصة في الجنوب. هذه الصورة تُظهر أحد الأطفال المنخرطين في ميليشيات جنوب السودان.




لا بد من مساحة للحديث عن الجمال، تيلان بلوندو عارضة الأزياء الفرنسية صاحبة السبعة عشر ربيعاً، تحافظ على لقب أجمل فتاة في العالم للعام الثاني على التوالي، للجمال الطبيعي بدون تجميل.






 وفي الشأن الأردني، اعتقال عوني مطيع صاحب قضية الفساد الأضخم في تاريخ المملكة والمعروفة بمصنع الدخان



فاجعة البحر الميت، والتي شكّلت أكثر الحوادث مأساوية هذا العام في الأردن  



مسيرة الهجرة الى أمريكا ومحاولة اختراق الحدود من قبل ألوف الفقراء والمحتاجين في القارة الأمريكية الجنوبية. هذه الصورة توثّق مسيرة حاشدة للمهاجرين الهندوراسيين. 



 الممثلة كريستين ستيوارت تخلع حذاءها في مهرجان كان السينمائي في تحدٍ لأعراف المهرجان التي تطالب الفنانات بضرورة ارتداء الكعب العالي، وهو ما عرف بظاهرة الاحتجاج على الكعب العالي.



صورة لقطيع من البقر في جنوب السودان.
رغم ان أجواء الصورة توحي بأنها من فيلم سينمائي او أنها مُعالجة حاسوبيا، إلا أنها صورة طبيعية، وتُعد من أجمل الصور الفوتوغرافية هذا العام.




تتويج فرنسا بكأس العالم. نجم الفريق بوجبا واحتفالية خاصة مع سماء روسيا.



منطقة ألاسكا تعرضت لهزات أرضية شديدة، وكانت الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام مخيفة ومرعبة، حتى انها كانت أقرب للقطات سينمائية هوليوودية.
الصورة أدناه توضح الانهيارات والشقوق التي أحدثتها الهزات.



مشكلة النفايات البلاستيكية على الشواطئ تتفاقم، وتبدو هنا صورة فتاة على شواطئ إندونيسيا وهي محاطة بالنفايات البلاستيكية



صورة فريدة لتمساح ضخم يسبح تحت أحد القوارب في الولايات المتحدة، ويبدو المصوّر وهو قريب جداً من الخطر.





سباق داكار للدراجات، وصورة طريفة لأحد الدرّاجين لحظة اصطدامه بمستنقع طيني



حادثة القتل المأساوي لجمال خاشقجي أرخت بظلالها على الأشهر الأخيرة من عام 2018. الصورة التقطت من أمام القنصلية السعودية في اليوم الذي سُمح للأمن التركي تفتيش القنصلية 




صراع البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت الحدث الأميز على صعيد السياسة الأوروبية.
الصورة التقطت بعد انتهاء أحد الاجتماعات الماراثونية بين رئيسة وزراء بريطانيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وتظهر فيها تيريزا ماي بألوان زاهية على عكس باقي الأعضاء، كما أنها تبدو وهي تنظر الى الخلف على عكس اتجاه حركة الوفود.
الصحافة علّقت على هذه الصورة بالقول (الاختلاف الواضح في الرؤية والمواقف بين بريطانيا وباقي الدول الأوروبية).



صورة أخرى لأزمة المهاجرين، وتظهر هنا الشرطة الأمريكية وهي تحتجز لاجئة وطفلتها الصغيرة على الحدود.
وقد لاقت هذه الصورة استهجاناً واسعاً من قبل منظمات حقوق الانسان والمؤسسات الأهلية وكذلك الصحافة.


استمرار صعود التيار اليميني وحركات التعصّب في أمريكا والعالم.
الصورة تظهر مجموعة من المتعصبين البيض في ولاية جورجيا وهم يمارسون طقوس النازية



تسونامي إندونيسيا ومأساة جديدة


حرب اليمن
هذا الولد الذي من المفترض ان يكون على مقاعد الدراسة، ينضم الى الحرب الأهلية.
الصورة تظهر تأثير الحرب على البنية الاجتماعية في اليمن



استمرار انتهاكات جيش الاحتلال في منطقة الخان الأحمر قرب القدس.
مجموعة من الفتية يتحدّون بثبات تجريف البيوت والمدارس وقرارات ترحيل السكان الأصليين.



ونظل مع مسيرات العودة، صورة الطفل الفلسطيني الذي ابتكر طريقة بدائية لمقاومة قنابل الغاز المسيلة للدموع وأصر على المشاركة في مسيرات العودة في غزة.



زواج على سرير الموت.
مريضة بالسرطان في الولايات المتحدة تقيم مراسم زواجها على سرير المرض، وفي اليوم التالي تفارق الحياة.





السترات الصفراء والحدث الأبرز في فرنسا



أيقونة النضال الفلسطيني لهذا العام (عهد التميمي).




احتجاجات الدوار الرابع في العاصمة الأردنية على غلاء المعيشة وقانون الضريبة، والتي أطاحت بالحكومة الأردنية


قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس، قرار تاريخي مؤلم يديننا جميعاً.



أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019

الاثنين، 24 ديسمبر 2018

حمزة نمرة "شيخ إمام" هذا الجيل





كانت هناك العديد من المبادرات الشبابية الثقافية والفنية التي ترافقت مع ثورة يناير وانطلاقة الثورات العربية، وكانت هناك ظاهرة عامة تتجلّى في سعي الشباب نحو الحرية واستقلالية التمثيل واتخاذ القرارات، وتم عكس هذه الظاهرة من خلال تقديم أعمال فنية تمثل فئة الشباب وتعبر عن تجربتهم، لذا تكرّرت مصطلحات شبابية عديدة، أصبحت فيما بعد لازمة إعلامية او إخبارية (شباب الثورة، مطرب الشباب، فنان الثورة ...الخ).
كانت تلك الفترة بداية انطلاقة المطرب والموسيقار الشاب "حمزة نمرة"، والحقيقة أني لم أعطه القدر الكافي من الاهتمام والمتابعة حينها نتيجة اكتظاظ المشهد الإعلامي، وكثافة الأحداث وعظم شأنها.
ولعل بساطة الكلمات والأداء (في الأغاني التي سنحت لي الفرصة لاستماعها وقتها) لم تجذب انتباهي كثيرا الى موهبة هذا المطرب الشاب.
وقد نالت اغنيته (احلم معايا) شهرة واسعة في ميدان التحرير، ومنه إلى باقي المدن المصرية والعواصم العربية، وأصبحت رمزاً للثورة المصرية "الشبابية"، والتتر المرافق للمظاهرات الشعبية، أو الترنيمة المرافقة للهتافات الشبابية.
ومع ازدياد انتشار أغانيه خصوصا بعد الانقلاب على الثورة ورموزها وأهدافها، زاد اهتمامي ومتابعتي لأعماله الفنية، ولكن هذا ترافق مع الأسف مع انسحابه من الساحة الفنيّة نتيجة المضايقات التي مورست عليه في مصر، مما اضطره في النهاية الى مغادرة مصر والهجرة الى أوروبا عام 2015، ثم انقطاعه عن تقديم أغان جديدة لغاية هذا العام.

ولكن عودة حمزة نمرة كانت من الباب الكبير، حيث استضافه الإعلامي المبدع يسري فودة على قناة دويتشه فيلا DW في بداية هذا العام، قبل أشهر قليلة من إصدار ألبومه الجديد، وقد ساهم هذا اللقاء وروعة الأغاني التي قدمها في اللقاء، على زيادة الاهتمام بألبومه القادم.

خلال متابعتي لهذا اللقاء، أعدت اكتشاف أغانيه وموهبته الموسيقية، وكم راق لي الفن الذي يقدمه والمعاني السامية التي تكمن وراء كلمات أغانيه والقيم الإنسانية التي يتناولها، بالإضافة إلى جمال موسيقاه وألحانه وما فيها من الرقي والابداع الفني والإحساس العالي، وهذا كله يستحق الإشادة والتشجيع بلا شك.

عن حمزة نمرة أكتب اليوم، ذلك الشاب الثائر الذي اتخذ من الفن وسيلة للدعوة إلى حق المواطن العربي في العيش حرا كريما، متمتعا بحقوقه في ممارسة حرية الرأي والتعبير، والتي يكفلها ميثاق حقوق الانسان وكافة الدساتير.
في أغانيه وأعماله، أشعر بتلك الآه التي تجتاح صدري حينما أفكر في أحوال عالمنا العربي بالغة السوء، وفي أغانيه أيضاً أحلق في فضاء الحرية ويتعمق شعوري بضرورة الاستمرار في الدعوة الى التغيير، الى أن تتحقق جميع مطالب الشعوب العربية المستحقة.
في أغانيه، أحن الى الوطن وإلى حضن امي وذكرى أبي، وتعود بي الذكريات الى زمن الطفولة والعائلة الصغيرة، وشقاوة أولاد الحي، وبالكاد أحبس دموعي وانا استمع إلى أغنية (تسمحيلي يامّه من وقتك شوي).


من الملفت في مسيرة حمزة، اهتمامه بالفلكلور الشعبي العربي وإعادة تقديمه الأغاني الخالدة بأسلوب جديد مستخدما الآلات الموسيقية الحديثة مع الإبقاء على رقي تلك الأغاني ومستواها الفني، وقد قدّم أغان عديدة من الشرق العربي والشمال الافريقي، ولكن اهتمامه كان واضحا في التراث الفلسطيني وأغانيه الشعبية والوطنية، وقد قدّم تلك الأغاني بأسلوب جميل ورائع، وكان أداؤه لافتاً في أداء أغاني (يا ظريف الطول) و (يا يمّه في دقة على بابنا) (يمّا مويل الهوى).



إبداع حمزة نمرة يعيدنا الى تاريخ الفن العربي الجميل وبالتحديد الى أعمال سيد درويش، والشيخ إمام وتوأمه الشاعر أحمد فؤاد نجم، لذا ليس من الغريب تشبيه أعماله بأعمال المبدع الشيخ إمام، وتلقيبه بشيخ إمام هذا الجيل.
قد لا يروق هذه الكلام للبعض من باب علوّ قامة الشيخ إمام وسيد درويش الفنية، ولكن الحقيقة أننا كبشر نميل الى تقديس الماضي على حساب الحاضر، وهذا يؤثر على رؤيتنا لجمالية الأشياء التي نعايشها على حساب استجرار الذكريات والعيش على أطلال الماضي الجميل.
في كل زمان نعيشه، هناك مواهب حقيقية تستحق الإشادة والاستمتاع بها، كما تستحق أن نعطيها حقها وقدرها من الثناء والتشجيع، ولكن المفارقة، أننا نكرّم الفنان بعد رحيله، وحينها فقط ندرك حجم موهبته وتفرّده، ثم نبدأ بتخليد ذكره والبكاء على أطلاله، بينما أثناء حياته نهمله، بل نهاجمه ونحدّ من إبداعه في كثير من الأحيان.
وهذا الظلم يتضاعف، عندما تقوم أنظمتنا العربية مع كل أسف، بقمع الموهوبين من شاكلة حمزة نمرة، ومحاصرتهم بدلاً من تشجعيهم وتبنّي تجاربهم الفنية والأدبية.
سياسة تكميم الأفواه، وقمع كل صوت يغرّد خارج سرب النظام، ومحاصرته وتقييد حريته، أصبحت السمة الغالبة في معظم بلادنا العربية، وهذه السياسة لا تفرّق بين معارض سياسي وحزبي أو صحافي او فنان وأديب، كلهم في النهاية يتعرضون للتغييب القسري والتعتيم الإعلامي والتصفية المعنوية.

من المؤسف ان ترى هذه المواهب وهي تهاجر بعيداً عن أوطانها نتيجة سياسات القمع والملاحقات الأمنية، ومن المؤسف أيضاً، أن ترى هؤلاء المبدعين من الشباب وهم يبدعون في بلاد الغرب، ذات البلاد التي نلعنها كل يوم بسبب سياساتها في المنطقة، ولكنها في النهاية، الوحيدة في العالم التي تمنح أبناءنا مساحة الحرية الكافية للإبداع والتعبير وتمنحهم حق الحماية الدستورية للاختلاف مع الأنظمة ونقد المسؤولين.

حمزة نمرة يقيم حاليا في أوروبا، ولا يجد سوى قناة (التلفزيون العربي) التي تبث من لندن للتعاون معها وتقديم أعماله الفنيّة، وقد اضطر الى إنتاج ألبومه الأخير بتمويل شخصي، نتيجة غياب الدعم وحالة الحصار الثقافي التي يعيشها هو وجميع أصحاب المواهب الحقيقية الذين قرّروا أن يعبّروا عن آرائهم بحرية، دون قيود ودون توجيه.

موهبة حمزة نمرة الحقيقية تكمن في موسيقاه، فهو ليس مجرد مطرب او مؤدي للأغاني، بل إن معظم أغانيه من تلحينه، وعلى سبيل المثال فقد قام بتلحين جميع أغاني ألبومه الأخير (حطير من تاني 2018) باستثناء أغنية وحيدة، وهذا ما يجعل منه موهبة موسيقية قادرة على الارتقاء بالفن من جهة، وايصال هذا الفن الراقي الى فئة الشباب بشكل عصري قريب من القلوب، إضافة الى تقديم رسالة إنسانية من خلال هذا الفن وتطويع الموسيقى والألحان لخدمة تلك الرسالة.

من أغانيه الجديدة المفضلة لدي، أغنية (داري يا قلبي) وهي من ألحانه، ومن أكثر الأغاني العربية رواجاً على موقع اليوتيوب لهذا العام، وتقول كلماتها:

خايف تتكلم ليه .......في عيونك حيرة وحكاوي كتيرة
متغير ياما عن زمان، قافل على قلبك البيبان
حبيت وفارقت كام مكان، عايش جواك
إحساسك كل يوم يقل، وتخطي وخطوتك تزل
من كتر ما أحبطوك تملّ فين تلقى دواك
بتودع حلم كل يوم، تستفرد بيك الهموم
وكله كوم والغربة كوم والجرح كبير

نحن في أشد الحاجة اليوم، إلى هذه المواهب الحقيقية في عالمنا العربي، وأرجو ان أعيش اليوم الذي تعود فيه تلك الطيور المهاجرة لتنعم بالتكريم والاشادة في بلدانها، وتخدم مجتمعاتها وتنال ما تستحقه من عيش كريم دون تضييق على الحريات أو قمع للإبداع.

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن

23-12-2018