الثلاثاء، 13 يناير 2015

الإنضمام إلى الجنائية الدولية، مفترق طرق خطير


مع بداية هذا العام توجهت السلطة الفلسطينية بطلب عضوية إلى عدة منظمات دولية على رأسها المحكمة الجنائية الدولية، ويبدو أن دولة الإحتلال الإسرائيلي وحليفتها الولايات المتحدة تدركان جيداً أهمية إنضمام الفلسطينيين إلى الجنائية الدولية مما دبّ الرعب في صفوفهم، فقامت الولايات المتحدة كعادتها بمحاولة ثني الفلسطينيين عن محاولات الإنضمام هذه وهدّدت بوقف المعونات إذا أصرّوا على هذه الخطوة، وكان الموقف الإسرائيلي أكثر شراسةً حين صرّح نتنياهو بأن إسرائيل لن تسمح أبداً بمُثول جنودها وضباطها أمام الجنائية الدولية، وقام بالحجز على أموال الفلسطينيين من عائدات الضرائب والتي تُقدّر بحوالي مائة مليون دولار، والتي تُشكل ما يَقرُب من نصف دخل السلطة، وسيستمر الضغط الإسرائيلي بعد قبول عضوية فلسطين رسمياً إبتداءً من بداية إبريل.
الإنضمام الى الجنائية الدولية خطوة محفوفة بالمخاطر وأمام القيادة الفلسطينية العديد من العقبات يجب تجاوزها إذا أرادت إستغلال هذه العضوية على أتم وجه في سبيل تحقيق إرادة الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويبقى السؤال هل ستستغل السلطة هذه الفرصة بأفضل شكل ممكن، وتتلافى أخطاءها السابقة أم أنها ستستغلها لتحقيق مآرب سياسية محدودة والعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد؟!
أول هذه التحديات هو عدم إنضمام إسرائيل لمحكمة الجنائيات الدولية، وبهذا تفقد المحكمة الحق في التحقيق في جرائم على أراضي فلسطين المحتلة بإستثناء أراضي السلطة وغزة، وهذا يقودنا إلى العقبة الثانية وهي الإنشقاق الفلسطيني الذي ينعكس سلباً على القضية الفلسطينية من ناحية القوانين والأعراف الدولية، ويخلق مخرجاً لإسرائيل يتمثل في الطعن في خضوع غزة لحكم الدولة الفلسطينية وهو ما يعني عدم إختصاص المحكمة في جرائم الحرب على غزة، وهي الورقة التي يعوّل عليها الفلسطينيون !
عقبة أخرى تعترض الفلسطينيين وهي وجود مادة أساسية في قانون الجنائية الدولية تتيح لمجلس الأمن تأجيل النظر في أي قضية لمدة سنة كاملة، وهي مدة كافية لنسف أي قضية قانونية من أساسها، وكلنا يعلم تأثير الولايات المتحدة على مجلس الأمن وقراراته.
العقبة الأخرى هي قضية الإستيطان التي شَتّتّت الفلسطينيين وجعلت من الدولة الفلسطينية المفترضة مجموعة من الأراضي المُمزّقة والكانتونات الصغيرة والذي يعني بشكل أو بآخر إستحالة أقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67، فكان من الطبيعي أن يضع الفلسطينيون نصب أعينهم طرح هذه القضية على الجنائية الدولية وإستثمار الرفض الدولي للإستيطان في سبيل الضغط على إسرائيل لتفكيك هذه المستوطنات داخل أراضي الضفة الغربية وخصوصاً القدس الشرقية، ولكن الحقيقة المُرّة أن على السلطة الفلسطينية إقناع المحكمة الجنائية أولاً بأن إقامة المستوطنات يعتبر من جرائم الحرب كي تقبل بمناقشة القضية، وهو ما يبدو بعيد المنال بالنظر إلى النصوص المختصة بتعريف جرائم الحرب.
من وجهة نظري الشخصية وأرجو أن أكون مخطئاً، يبدو لي أن السلطة الفلسطينية أو "فتح" عموماً لم تتعلم من أخطائها الماضية وما زالت ترتكب نفس الأخطاء الفادحة التي أضرّت بمصلحة القضية الفلسطينية، من حيث التفرّد في القرار والإستئثار بقرارات مصيرية دون إجماع وطني أو مشاورات مع أصحاب الإختصاص، وهو ما تجلّى في إعلان التوقيع على طلب الإنضمام للمنظمات الدولية مؤخراً في غياب فصائل فلسطينية عديدة منها حماس والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وغيرها، ودون حتى الرجوع الى القاعدة الجماهيرية وإستمزاج آراء القانونيين وأصحاب الإختصاص وما أكثرهم.
ما تفعله السلطة الفلسطينية حالياً يذكرني بمأساة إتفاقية أوسلو الكارثية، ففي الوقت الذي ضم فيه الوفد الإسرائيلي آنذاك خبيراً في القوانين الدولية وأكاديمياً متخصصاً في التاريخ والنزاعات الدولية، إستأثرت فتح بإدارة المفاوضات السرية وأخفتها عن باقي الفصائل وتجاوزت بذلك الوفد الفلسطيني الرسمي لمباحثات واشنطن والذي ضم شخصيات من الداخل الفلسطيني تحظى بإجماع وطني وشعبية واسعة. وخلى الوفد السرّي من أي متخصص في شؤون القانون الدولي أو النزاعات الدولية، وكان الأمر لا يعدو كونه إجتهادات شخصية ومواقف إرتجالية، ومن الطبيعي أن تؤدي هذه الأسباب كلها إلى إتفاق لا يضمن الحل النهائي ولا يتحدث عن إنهاء الإحتلال وعودة اللاجئين، واكتفى بوضع ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي وليس دولة مستقلة، بينما في المقابل إعترفت المنظمة بدولة إسرائيل (على 78% من أراضي فلسطين)، وتعهدت بوقف المقاومة المسلحة وإعتقال كل من يخالف ذلك، وهو ما عبّر عنه المفكر "إدوارد سعيد" بالقول (( منظمة التحرير الفلسطينية حوّلت نفسها من حركة تحرّر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، مع بقاء ذات الأشخاص في القيادة ))
من مفارقات أوسلو أيضاّ أن الوفد الإسرائيلي قدّم ملفاً للجانب الفلسطيني يحتوي على مائة سؤال حول أهداف المفاوضات وما يمكن تقديمه من تنازلات من جانب الوفد الفلسطيني وما هي الخطوط الحمراء، والعلاقة مع الدولة الاسرائيلية الخ القائمة من الأسئلة التي قد تتفتق بها مخيلة أي مُفاوض، والمفاجأة لم تكن أن الوفد الفلسطيني أجاب على كل هذه الأسئلة بوضوح وصراحة ودون تحفظ، بل كانت المفاجأة أن الوفد الفلسطيني لم يطرح سؤالاً واحداً على الوفد الإسرائيلي، وهو ما يشير بوضوح الى إنعدام الرؤية والإستراتيجية الفلسطينية وهو ذات حالنا اليوم.
أخشى ما أخشاه أن يكون الإنضمام الى هذه المنظمات الدولية خطوة أجتهادية غير مدروسة، خاصةً أننا دخلنا معركة مع دولة مؤسسات، تأخذ بالأسباب ولا تتهاون في التعامل مع أي معضلة دولية أو قانونية، وإذا لم نكن على نفس القدر من الكفاءة فإننا نكون قد حكمنا على أنفسنا بالفشل قبل ان نبدأ الصراع.
يبدو في نهاية الأمر، وحسب المعطيات على أرض الواقع أن السلطة الفلسطينية قد إستنفذت كافة أوراق اللعب المتاحة وهي حالياً تضع نفسها على المحك، وستجد نفسها مُجبرةً على تنفيذ تهديدها بحل السلطة وإعادة الوضع إلى ما قبل إتفاقية أوسلو، إن عاجلاً أم آجلاً، سواءً برغبة حقيقية في إرغام إسرائيل على تحمّل مسؤلياتها كدولة محتلة، أو تحت ضغط جماهيري شعبي واسع، بعد تكرار خيبات وإنكسارات القيادة الفلسطينية.
أيمن أبولبن
12-1-2015

 

 

 

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

في وداع عام 2014 ماذا يُخبىء القادمُ لنا ؟



   حياتنا تُشبه إلى حدٍ بعيد، رحلةَ قطارٍ طويلة، ننتقل فبها من محطة الى أخرى، نتوقف عند كل محطة لبعض الوقت ونمضي، دون وجود خيارٍ للوقوف أو العودة الى الوراء، ومع كل محطة نكسب شيئاً جديداً يُضاف الى رصيدنا في الحياة، ونخسر في المقابل شيئاً ما. لو كان الخيارُ لنا لحاولنا أن نكسب بعض الصفات الحميدة ونتخلّص في المقابل من بعض الهموم والأثقال التي نحملها، ولكن الخيارات ليست متاحة لنا في كل الأحوال، فالقدرُ قد يختار لنا وعلينا أن نتقبّل هذا الاختيار بصدرٍ رحب، وأن نتعايش معه كي نستمر في مشوار الحياة.
   تتقاطع محطات الحياة وتتداخل فيما بينها، وتتنوع بين محطات مكانية وأخرى زمانية، وبين هذا وذاك نمرُّ في محطات فاصلة بين مراحل العمر المختلفة، نُودّع المدرسة ونودّع معها طفولتنا وصِبانا، ثم نودّع الجامعة ونودّع معها شبابنا، ونمضي في رحلة الحياة كي ننضج ونعمل وننتج، وننتقلُ من مكان عمل الى آخر، ومع كل محطة ننتقل خطوةً الى الأمام في هذه الحياة، وخطوة الى الوراء في عمرنا المُقدّر لنا، نودّع عاماً ونستقبل عاماً آخر، وفي لحظات الوداع كما في لحظات اللقاء لا بد من جردة حساب، ماذا أخذنا وماذا أعطينا؟
   في هذا العام بالتحديد تبدو الأمورُ ضبابيةً في كل شيء، وعلى جميع الأصعدة، فعلى صعيد السياسة والوضع القائم في العالم العربي، لا يبدو ان هناك ثمّة "حراك " حقيقي في رحلة البحث عن الحريات المفقودة فبلادُ الربيع العربي عدا تونس (شمس الربيع العربي) قد نجحت في إستبدال الشخصيات التي تحتل المسرح، بينما بقيت الرواية على حالها حتى أن الراوي بقي هو هو، مُحافظاً على نفس الإيقاع والحبكة الدرامية، وذات النهاية المؤلمة. أما في البلاد ذات الحزب الواحد فلقد أحكمت قبضتها البوليسية وأنطبقت عليها الحكمة القائلة (إن الضربة التي لا تقصمك تقويك) وكأن الأنظمة العربية في المنطقة قد اكتسبت مناعةً ضد الحراك الشعبي، فيما يبدو أن الشعوب العربية قد أدمنت وضعها القائم وقررت الإستمرار على ما هي عليه، خشية الفوضى و تحريك المياه الراكدة !!
   أما على صعيد الانسان العربي فقد زاد عدد المُهجّرين والمعتقلين والثكالى وارتفعت تكلفة المعيشة وزادت نسبة البطالة وبقي الانسان العربي كما يراد له أن يكون رهينةَ البحث عن أساسيات الحياة التي تعلمناها منذ الصغر وحُفرت بل نُقشت في أذهاننا، ما زلنا نراوح مكاننا بين اول درجتين على "هرم ماسلو"، لقمة العيش والمسكن ونعمة الأمن والأمان، أهي التميمة التي سترافقنا طوال حياتنا ؟!
   اما على الصعيد الشخصي فأعتقد ان أحوالي الشخصية لا تختلف عن حال أي مواطن عربي، فكل عام يحمل معه عدداً من النجاحات والإخفاقات، لحظات سعادة ولحظات تعاسة، ولكني كعادتي كنت أعيش اللحظة الراهنة مستمتعاً بها الى أقصى الحدود محاولاً أن أحلق بها الى أقصى مدىً ممكنٍ، ولكن يبدو أن طعم التعاسة قد غلبني هذا العام، وشعرت لأول مرة بأني ضعيفٌ في مواجهة ما تبقى من محطات الحياة القادمة، وخيّم عليّ وأثقلني السؤالُ الأزلي: ماذا يحملُ القادمُ لنا ؟!
   يبدو ان السر بإمتلاك أسباب السعادة ما زال لغزاً محيراً، فتحقيق الرغبات في إمتلاك الأشياء أو حضور حدث أو قضاء بعض الوقت مع المُقرّبين، ليس كفيلاً بتحقيق السعادة، وليس هناك من ثمة وسيلة ناجحة على ما يبدو للهروب من شعور الوحدة القاتل، برغم الضجيج المحيط بنا، ورغم زخم الأحداث، وإلتفاف الناس من حولنا.
  لو قُدّر لي أن أضع قائمةً من الأمنيات في أستقبال المحطة التالية، لتمنيت أولاً أن يخرج الإنسانُ العربي من شرنقته ليرى النور ويهجر معتقداته السلبية الراسخة في ذهنه، ويتخلّى عن الرموز التي إرتبط بها وبات حبيساً لها، وأن يبدأ رحلة الثقة بنفسه من جديد بعد أن يخلع عباءة " نظرية المؤامرة" ويلقي بكذبة "حلف المقاومة والممانعة" أرضاً، ويعلم أنه شريكٌ أساسي في مكونات العالم الذي نعيش، وليس رقماً مُضافاً أو ممثل "كومبارس".
   في العام الجديد أحلم أن يحتل المواطن العربي مرتبةً تليقُ به في المجتمع بناءً على فِكره وتَحضّره وخدمته للمجتمع وليس بناءً على حسَبه ونَسَبه، أحلم بذلك اليوم الذي يُحترم فيه الإنسانُ العربي بغض النظر عن هويته و جواز سفره أو لهجته ، أحلم بأن يحتل المثقف دوراً ريادياً في المجتمع وأن يضطلع بسؤولياته بعيداً عن التنظير والنقد من اجل النقد، أحلم بعالَمٍ عربي تحكمه دولة مؤسسات خاضعة للقانون.
  وفي الختام، رسالةُ وداعٍ للعام الراحل عنّا، رفقاً بمن غادرونا في محطتك من أشخاص عزيزين، كنا نتمنى لو تمسّكنا بتلابيب الزمن حتى لا نفقدهم، ورسالةُ إستقبالٍ للعام القادم، علّمتنا الحياة أن التاريخ يسير نحو الأفضل رغم بعض العثرات هنا وهناك، فلتكن انت بدايةَ النور، وكُن طائر العنقاء الذي يظهر من بين الرماد، حاملاً معه إشراقة الحرية.
أيمن أبولبن
26-12-2014


صحيح البخاري أم تخاريف البخاري ؟


إستكمالاً للحديث الذي بدأناه عن موضوع السنة، نتحدث اليوم عن #صحيح_البخاري


  إنتشر في الآونة الأخيرة هاشتاغ #تخاريف_البخاري على شبكات التواصل الإجتماعي وتناقله الكثيرون على صفحاتهم الاجتماعية بل وتم إنشاء صفحة على الفيسبوك بعنوان تخاريف البخاري ، وتهدف في الأساس الى إسقاط القدسية عن الأحاديث الصحيحة والتشكيك في صحتها وفي عملية تدوينها ونقلها وتدقيقها وموافقتها للعلم والمنطق ..... الخ القائمة

  في البداية أحب أن أوضح نقطة هامة بأن الإمام البخاري في صحيحه لم يكن يهدف إلى جمع الأحاديث الشريفة وحفظها ، على عكس ما يظنه الكثيرون ومنهم القائمون على صفحة تخاريف البخاري المشار اليها بالإضافة الى الأخوة الذين يتناقلون البوستات المتعلقة بالموضوع، بل على العكس من ذلك فعملية تدوين وحفظ الأحاديث الشريفة كانت في حياة الرسول وإستمرت في التداول إلى ما بعد مماته، وكان الهدف من تدوين الأحاديث في كتاب واحد وشامل هو حصر الأحاديث الشريفة الصحيحة والثابتة وإقصاء كل ما تم دسه وافتراؤه على النبي محمد ، وكان مقصد الإمام البخاري هو عملية "التحقق" من الأحاديث المتداولة وفرزها وبيان الصحيح منها. فهل كان هذا الرجل برأيكم رجلٌ يسعى إلى تخريب الدين ام أنه سعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة ؟!

الإمام البخاري الذي يتهمه البعض بالخرافة والجهل كان إنساناً ورعاً حاد الذكاء واشتهر بقوة ذاكرته وقدرته على الحفظ ، انتهج اسلوباً علمياً بحتاً في التحقق من الأحاديث وتعلم علم الحديث والرواة وأضاف الكثير اليهما ووضع مؤلفات فيهما ، وقام بتقصي رواة الأحاديث وصحة نسب الحديث الى سيدنا محمد ، وأسقط جميع الأحاديث التي تفتقد الى سند في الرواية يصل الى سيدنا محمد ، وأسقط جميع الأحاديث التي نقلت عن رواة غير ثقات ولا يُؤخذ بقولهم ، حتى انه أسقط سلسلة كاملة من الأحاديث لمجرد أنه شاهد أحد الرواة وهو يقضي حاجته في الخلاء وهو في مواجهة الريح ، فعلم ان هذا الراوي لا يتحرّى أسباب الطهارة فكيف له أن يتحرى الورع في نقل الأحاديث عن سيدنا محمد ؟!

الإمام البخاري الذي تتهمونه أيها الأعزاء بالخرف والتخلف كان مُجدداً لعلمه وكان سابقاً لزمنه فأين أنتم من علمه ومن صنيعه ؟! ماذا قدمتم للإسلام ؟! هل تعلمون كم من الاسرائيليات قد تم حذفها من سلسلة الأحاديث بفضل ما فعله البخاري ؟ لقد ضم صحيح البخاري أكثر من 7000 حديث صحيح من أصل 600 الف حديث متداولاً في عصره ! ألا يستحق هذا العالم الجليل كلمة ثناء وشكر بدلاً من نعته بالرجل الخرف !!

أحد أهم النقاط التي يرتكز عليها القائمون على مهاجمة صحيح البخاري أن تدوين الحديث بدأ بعد 200 عام من وفاة الرسول وبهذا يكون الفارق الزمني بعيد جدا ويصبح من الصعب التحقق من صحة الأحاديث وقد بينّا عدم صحة هذا ، ولكن من ناحية أخرى لو فرضنا جدلاً بصدق هذه المقولة ، هل تعلم يا عزيزي أن الكتاب المقدّس "الإنجيل" قد تم تدوينه بعد 400 عام من "وفاة" المسيح ؟! وهو كتاب مقدس يتخذه أتباع الدين المسيحي (وهم أصحاب الديانة الأكثر إنتشاراً على سطح الأرض) كتاباً مقدساً لهم .
أعود وأقول إن الإمام البخاري كان عالماً ورعاً ومجدداً للدين على عكس ما يروج له البعض ، وقد كان مجتهداً وقام بما قام به كي يحفظ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الأحاديث المدسوسة وغير الصحيحة ، لقد إجتهد فأصاب وأخطأ وللمجتهد نصيبه من إجتهاده فإن أصاب فله عشرة أضعاف ، وقد سنّ الإمام البخاري سنة حسنة بأن إبتكر أسلوباً علمياً للتحقق من الأحاديث وجاب بلاد المسلمين للتحقق من صحة الأحاديث فلقد سافر من المدينة الى مصر على راحلته للتأكد من صحة حديث واحد ! وعمل ما بإستطاعته أن يعمل وترك باب الإجتهاد مفتوحاً لنا ، فماذا أضفنا نحن إلى علم الحديث ؟! هل يكون مصيره ان نتهمه بالخرافة والتدجيل لأننا أغلقنا أبواب الإجتهاد والتفكر والتعقل ؟! هل تلومونه على تقصيرنا نحن ؟!

لو نطق الإمام البخاري اليوم، لأستشهد بالآية الكريمة على كل من أساء له واتهمه زوراً وبهتاناً
((فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ))


أكثر ما يثير حنقي أننا برغم كل الحداثة التي ندّعيها نقوم بنقد كل شيء بإسم التحرر ، ولا يسلم منا أحد ، حتى علماء الأمة ومفكريها وفلاسفتها ، حيث أننا القومية الوحيدة التي تهاجم علماءها وتحتقرهم في حين ان كل الأمم التي من حولنا تقدس علماءها وتبجلهم رغم انهم لم يقدموا للبشرية أكثر مما قدمه علماؤنا 

أيمن أبولبن

27-12-2014

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

الأفارقة المسلمون سبقوا ‫‏كريستوفر كولومبوس بإكتشاف أمريكا

الحلقة التاسعة من برنامج ‫#‏العظماء_المائة‬
حلقة مهمة جدا وفيها تحقيق خطير يثبت ان الأفارقة المسلمين قد سبقوا ‫#‏كريستوفر_كولومبس‬ في اكتشاف ‫#‏القارة_الأمريكية‬ ، وأن هذه الحقيقة ثابتة لدى كثير من المؤرخين ويوجد هناك أكثر من كتاب أجنبي يشير الى هذه الحقيقة.
وهذه الحقائق التي تكشف لأول مرة تثبت الجهد الجبار الذي قام به ‫#‏المسلمون‬ الأوائل واكتشافهم القارة الامريكية في الوقت الذي كان العالم فيه لا يعلم عن وجود هذه القارة
ملاحظة: برأيي الشخصي أن هذه الحقيقة لا تقلل من أهمية تعريف العالم بالقارة الامريكية وربط العالم "القديم" مع ‫#‏العالم_الجديد‬والذي يعود الفضل في هذا الى الرحالة كريستوفر كولومبس وباقي أفراد طاقمه لا سيما الرحالة " ‫#‏أمريكو‬ " الذي سميت القارة الامريكية بإسمه،
حلقة ممتعة ومشاهدة ممتعة اتمناها لكم

جدل في السعودية بعد ظهور زوجة رجل دين معروف مكشوفة الوجه على التلفزيون‏

رجل دين و#داعية كان يشغل منصب رئيس #هيئة_الأمر_بالمعروف في #مكة_المكرمة ظهر برفقة زوجته على قناة ام بي سي دون أن تغطي وجهها فقامت الدنيا ولم تقعد

الشيخ #أحمد_الغامدي لم يأت بمنكر وزوجته كانت ترتدي #الحجاب_الاسلامي المتفق عليه من قبل غالبية العلماء والمتعارف عليه في كافة بلداننا الاسلامية ، فلماذا هذا الهجوم غير المبرر عليه ؟!
إن #تغطية_الوجه غير متفق عليه عند #الفقهاء في حين أن جمهور العلماء قد اتفق على أن الوجه واليدين من الزينة المباح كشفها ، أما تغطية الوجه فهي فضيلة وليست واجباً ، بل اني أقول انها #عادة_اجتماعية فرضتها الظروف المعيشية في بعض البلدان وارتبطت بعد ذلك بالدين  

  هناك بعض المتشددين الذين يأخذون من الدين قشوره الخارجية دون النظر الى جوهر الدين والمقاصد الأساسية له ، وأظن -أرجو أن أكون مخطئا- أننا لو سألنا أحد هؤلاء الذين هاجموا الشيخ الغامدي حول ما اذا كان يهتم بالدرجة الأولى بتغطية زوجته أو ابنته أو أخته لوجهها أم أنه يهتم بالتزامها بالصلاة لكانت الاجابة انه يهتم بمظهرها ومراعاتها لعادات المجتمع أكثر مما يهتم بالتزامها بواجباتها الدينية ، وهذه مصيبة ما بعدها مصيبة.

لقد أصبحنا نخشى من #عادات_المجتمع حتى ولو لم تكن من الدين والشرع ، على حساب أساسيات الدين.

أرجو متابعة الغامدي وحواره حول مجموعة من المواضيع مثل تغطية وجه المرأة والاختلاط في المجتمع وزينة المرأة



السنة النبوية والأحاديث الشريفة


من المواضيع المنتشرة بشدة على صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام موضوع السنة النبوية والحديث الشريف. أود القاء الضوء على بعض النقاط التي قد تكون غائبة عن أذهان البعض، محاولاً التحدث باختصار، وأبدأ بالحديث عمّن ينقل الأحاديث الشريفة الصحيحة ويعلق عليها بتعليقات ساخرة مثل:
هذا الكلام اللي رجعنا لورا
شوفوا شو بيحكوا عن ........
هذه هي المرأة في نظرهم
معتقدات بالية وقديمة ما زالت تسيطر علينا ... الخ الكلام
ملاحظة: أقصد بالحديث الصحيح ليس النقل عن رواة ثقات فقط بل تصحيح العلماء له وموافقته لمقاصد الشريعة وعدم مخالفته لما ورد في القرآن
في البداية يجب التوضيح أن لكل واحد فينا مكوناته السلوكية الخاصة به وأيدولوجيته التي يتبناها، والنابعة من ثقافته وتجاربه في الحياة، ولكل واحد فينا حرية الاختيار بما في ذلك حرية الاعتقاد وهذا هو أساس تكليف البشر ومحاسبتهم وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وبناء عليه فإن اقتناع أي شخص بحديث معين أو إتباع سنة معينة تنبثق من هذا المبدأ، ((مبدأ حرية الاختيار)) .
يقول الله تعالى: ((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))
مهما بلغت درجة ظنك بعدم صحة حديث ما، أو عدم اقتناعك الفكري به فإن هذا لا يعني بالضرورة عدم ورود هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عدم صحته، فنحن جميعاً لا نصل الى درجة الفقه العليا من الدين والتي تتطلب الاطلاع والادراك الكامل لكافة جوانب الدين من قرآن وسنة وأقوال علماء ومقارنة وجهات النظر، وبما أننا لم نصل بعد الى هذه الدرجة، فالأجدر بنا ألاّ نُسفّه من أي حديث أو نتقوّل عليه وكأنه كلام عابر ليس له مصداقية، من وجهة نظري الشخصية أنه يكفينا أن نتخذ قراراً فردياً داخلياّ بعدم العمل بفحوى هذا الحديث من منطلق فردي وعدم الأخذ به، عملاً بمبدأ حرية الاعتقاد التي كفلها الاسلام لنا، وعلينا أن نتحمل تبعات هذا الاعتقاد سواءً الايجابي منها أو السلبي، ومع التقدم الفكري والحضاري والعلمي، قد يثبت بالفعل عدم صحة هذا الحديث أو على العكس يتبين لنا أننا كنا غافلين عن الحقيقة، وأن الحديث صحيح بالفعل، لأننا في النهاية نحكم على الأشياء من منطوق عصرنا فقط، والذي يتغير مع مرور الزمن، فما كان ثابتاً قبل مائة عام أصبح اليوم من الخرافات، والعكس صحيح.

أما في حالة وجود تعارض من وجهة نظرنا بين الحديث و الثابت من القرآن أو عموم التعاليم الإلهية فلنا أن نناقش ونبين ذلك وندفع بالدليل العلمي أو الفقهي أو العقلي على عدم صحة هذا الحديث، دون تجريح أو سخرية أو انتقاص، وهذا ما يقوم به العلماء بالفعل، ولنا أن نستشهد بموقع الدرر السنية الذي يقوم بعمل جبار يتضمن دراسة كل الأحاديث من حيث الموضوع والفحوى ويبيّن توافقها الكلي مع احكام الشريعة وما هو ثابت من القرآن وقد قام برد أحاديث عديدة رغم صحة روايتها ورغم ورودها في الصحيح من الأحاديث، ومع مرور الوقت سيكون هناك ((فلترة)) لكل الأحاديث الضعيفة والمتعارضة مع مقاصد الشرع.


ولكن هذا العمل هو عمل مؤسسي يقوم به مختصون، ولا يخضع للأهواء الشخصية كما يفعل غالبنا، فمعظم التعليقات بردّ هذا الحديث أو ذاك والواردة على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة تعبر عن وجهة نظر شخص معين وتتمثل بعدم توافق فحوى الحديث مع معتقداته الشخصية.
  لو قلنا أن نسبة ظنك بعدم صحة حديث ما، هي نسبة عالية جداً، لنقل أنك ترجح عدم صحة هذا الحديث، كم نسبة تأكدك، هل تصل الى 90%؟ حتى لو وصلت الى 99% هناك احتمال واحد بالمئة أن يكون هذا الحديث صحيحاً، تخيل معي أنك ستقف بين يدي الله عز وجل وسيسألك أأنت قلت هذا عن نبيك محمد؟، ماذا ستجيب؟
مهما تفتّق ذهننا بإجابات عديدة ومتنوعة، لن تزيد الواحد فينا الا خجلاً وصَغاراً !!
كنت دائماً ما أذكر نفسي، أن الله تعالى سيسأل الأنبياء والرسل عمّا فعلوه وسيحاسبهم على مرأى من جميع البشر فكيف بنا نحن عامة البشر ؟!

يقول الله تعالى ((وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله))

لقد وصل بنا الأمر أن يعتقد كل واحد فينا أن علمه المتواضع يفوق علم باقي البشر وتخوّل لنا أنفسنا أن ننتقد ونفنّد كل ما يخطر على بالنا، بناءً على فرضيات افترضناها أو فكر اعتقدناه!

أيمن أبولبن
20-12-2014


الخميس، 18 ديسمبر 2014

الضباب يعلو فوق تمثال الحرية


   تم الإعلان في الأسبوع الماضي، عن تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي حول التعذيب الذي مارسته الإستخبارات المركزية في عهد الرئيس السابق "جورج بوش" بعد أحداث سبتمبر 2001، وقد سبّب هذا التقرير حرجاً للإدارة الأمريكية لتضليلها الرأي العام من خلال إخفائها أو تقليلها من وحشية أساليب الإستجواب وإنتزاع الإعترافات بإستخدام وسائل تعذيب وتهديد مختلفة، ليس هذا فحسب بل يُكذّب التقرير إدعاءات الإستخبارات بحصولها على معلومات مهمة وحسّاسة نتيجة إستخدامها التعذيب في التحقيقات. وخَلُصَ التقرير الى أن التعذيب لم يكن ذا فاعلية تذكر في إحباط الهجمات الإرهابية، على عكس ما كان رائجاً !!
   قد يقول البعض أن هذا التقرير لا يُضيف شيئا جديداً حول ما يعرفه الجميع عن وحشية الإستجوابات التي قامت بها الاستخبارات المركزية والظروف غير الإنسانية التي يعيشها المعتقلون، ولكن أهمية التقرير تكمن في أن هذه النتائج رسمية ومُوثّقة وصادرة عن جهة رسمية ذات إختصاص، وبالتالي تكتسب المعلومات الواردة في التقرير والنتائج التي خلص اليها مصداقية عالية، وهذا ما يُميز هذا التقرير عن التقارير الصحفية والاعلامية المستقلة التي تناولت هذا الموضوع من قبل أو حتى التسريبات التي طالت الاستخبارات المركزية، وتلقفتها وسائل الإعلام المختلفة، واستفادت منها صناعة السينما في تضمين الأفلام السينمائية مشاهد تحاكي هذه التحقيقات. 

   ومما يذكر أن صُنّاع القرار في الإدارة الأمريكية قاموا بدفع صُنّاع السينما الى إنتاج وتقديم أفلام مُوجهة تهدف الى إيصال رسالة الى الشعب الأمريكي مفادها: نحن لا نختار أن نقوم بهذه الأفعال، ولا نحبذ أن نقوم بها، ولكننا نزاولها عند الحاجة فقط، بل ومُرغمين، ولولا هذه الأفعال "القذرة" التي نقوم بها من أجلكم، لما كنتم تعيشون في أمن وسلام الآن، مستمتعين بأشعة الشمس على شواطىء البحر، وما كان أولادكم يلهون في أمان. لا تدعوا عواطفكم تتحكم بأفعالكم، ولا تصدقوا دموع التماسيح!، فمهما بلغت قساوتنا ووحشيتنا، فإنها لن تصل أبداً الى وحشية هؤلاء الإرهابيين !
ولقد سعت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الى تبرير التعذيب بإسم الوطن، بل وحاولت أيضاً إيجاد مخارج قانونية لإستخدام التعذيب بشكل شرعي، سواءً باستخدام أراضي لا تخضع للقوانين الأمريكية، أو إستخدام محققين خاصين لا صلة للإستخبارات المركزية بهم، أو حتى الإستعانة بأجهزة مخابرات أجنبية في مراكز الإعتقال "السوداء".
   ويجب كذلك أن لا ننسى أن الإدارة الأمريكية صادرت حريات المواطنين وأجازت التنصت على مكالماتهم وأخترقت خصوصياتهم وسَنّت العديد من القوانين التي تندرج تحت ما يعرف يالأحكام العرفية، وهذا يناقض مبادىء الحلم الأمريكي القائم على أساس الحرية والديمقراطية، والقانون الذي لا يتجاوزه أحد، وصيانة الدستور.
  المشهد في أمريكا الآن يعكس الإنقسام الحاصل بين مُعسكرين، المعسكر الأول يتبنّى مبدأ إحترام حقوق الإنسان، وعدم إستخدام التعذيب في التحقيقات، إعتماداً على الأيدلوجية الأمريكية التي تقول أن إحترام القوانين، وإحترام كرامة الإنسان، هو أحد أركان هذا البلد، ومُكوّن أساسي من مكوناته، يجب الإلتزام به مهما كانت الظروف، ومهما كانت الشكوك والتي قد تصل الى درجة اليقين، وأن الإنسانية يجب أن تبقى هي السمة الغالبة في المجتمع. ويمارس أصحاب هذا المعسكر مختلف وسائل الضغط على الحكومة والمخابرات، ويطالبون بمحاكمة المُتسببين، وإغلاق مراكز التحقيق "السوداء" المنتشرة في العالم، وعلى رأسها سجن غوانتانامو.
   في حين تقول وجهة النظر الأخرى: لا قيود، لا محظور، ولا حدود للتعامل مع هؤلاء المجرمين الإرهابيين، المهم في النهاية هو الحصول على المعلومات وبأية طريقةٍ كانت، سواءً بتعذيب المتعقلين أو حتى بتعذيب زوجة وأطفال المتهمين امام أعينهم!! كلُّ شيءٍ مُباح، ما دام ذلك يصب في مصلحة الوطن، وحماية أبناء الوطن.
  وهذا الانقسام يبدأ من قمة الهرم وينتهي بالطبقة العامة من الشعب، وهو ما يُثبته تصريح "ديك تشيني" الأخير والذي يقول فيه أنه لو رجع فيه الزمن الى الوراء لأعاد إنتهاج نفس السياسات، ويقول أيضاً أن الإستخبارات المركزية قامت بما يلزم، وهذا ما يشير الى تعايش هؤلاء المسؤولين مع جرائمهم، وتقبّلهم لها بكل أريحية، بل وإيمانهم المطلق بما يفعلون.
    في نهاية الأمر، ما يؤكده الواقع أن المُعسكر الأول الذي ينادي بمراعاة حقوق الإنسان، يتضاءل وينضمر، بل وينكمش تدريجياً ليصبح مُهمشاً وغير فاعلٍ في تسيير الأمور وترجيح الكفة، وفي نهاية الأمر يتوارى عن الصورة مع أول تهديد حقيقي لأمنه وإستقراره وحياته، حتى لو كان شعوره بالأمن على حساب إنتهاك خصوصية الغير، وإستباحة أعراضهم ودمائهم، بغض النظر عن جنسية هذا الآخر أو أصوله وديانته.
   وهذا ما يثبت أن الحلم الأمريكي لا يتعدى كونه "حُلم" يتصادم مع الواقع، وغير قابل للتطبيق، الحلم الأمريكي هو "سيستم" جميل من الخارج، فارغ من الداخل، ينطبق عليه القصة الرمزيّة التي تحكي عن إفتتاح محل تجاري ضخم، مختص ببيع الدجاج في أحد الأحياء السكنية، وعند زيارة أهل الحي للمكان يتفاجئوا بروعة المكان ودقة التنظيم، ومدى الحرص على النظافة وأناقة الموظفين، بالإضافة الى وجود الإشارات التوضيحية في كل مكان: إختيار نوع الدجاج، فحص الدجاج والوزن، قسم تقطيع الدجاج، قسم المحاسبة..الخ ولكن عند محاولة أحد الزبائن شراء الدجاج المفضل لديه، يتفاجىء بالموظف يقول له: لا يوجد لدينا هذا النوع من الدجاج، في الواقع نحن لا نقدم الدجاج إطلاقاً، ولكن أود أن أسألك: هل أعجبك النظام المتبع لدينا ؟ عزيزي، ما هو رأيك ب " السيستم "؟!
الحرية الأمريكية المزعومة، يتم إختراقها من أجل الوطن، والعدالة والمساواة منحة تُوهب وتُرَد عند الحاجة، أما القانون فيتم إعادة صياغته كي يُطابق شروط المرحلة الحاضرة، أما الديمقراطية فهي لمن يستحقها، المهم في النهاية هو الإبقاء على "السيستم"!
أيمن أبو لبن
12-12-2014