الجمعة، 28 سبتمبر 2012

Shalit attends the classico

I have sent the below letter to FCBarcelona club today:
Dears
I have read different reports indicate that your club has invited the Israeli soldier “Gilad Shalit” to watch the classico game against Real Madrid and to be honored by the club. Today only, I have read on your official website, your official note about this invitation, and that you as a club, did not invite him, but accepted his request to watch the game, and you have accepted a request from three Palestinians at the same time to attend the same match. Let me take advantage of this event and try to enlighten some important points here.
First of all I would like you to know that I don’t have any doubt of your good well , and good intention as well , but on the other hand you should know the full truth and our opinion as Arab fans .
The soldier Shalit was captured during the attacking actions of the Israeli army against the Palestinian people in Gaza stripe in 2006, this soldier is not a hero nor a victim, despite the fact that the propaganda of Israel is trying to put him in such a position.
There are hundreds of thousands, literally hundreds of thousands of Palestinian prisoners in Israel prisons, civilian people (men, women and children) who are suffering, and no one is giving them any attention. Those are the real victims not Gilad Shalit.
These prisoners could not express their feelings toward your club, because no one asked them! They do not have the luxury to follow your club and watch its games, while Shalit had this opportunity during his capture period!
Shalit was released in 2011, and in return, Israel released more than one thousand Palestinian prisoners! You may ask why could one soldier worth more than 1000? It is very simple, because the Palestinian side has captured only Gilad Shali, while the Israeli army is committing the arrestment of the Palestinian farmers, students, and workers on daily basis without any guilt.
You can refer to the United Nations official records and statistics of the Palestinian cause , and you will recognize the truth very easily , ask for the numbers of the Palestinians who have been killed , or have been captured and taken to prisons , ask about the numbers of the Palestinian people who still live in refugee camps in the near countries like Syria , Lebanon and Jordan , ask for the numbers of the Palestinian children who lost their parents by soldiers like Shalit , try to collect some information , some basic information about the Palestinian people and you will realize who Shalit truly is !!!!

Regards
Ayman Y. AbuLaban
28-9-2012

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

مدير حسابات



لما سلمت مشروعي الأخير لأحد البنوك المرموقة ، تناقشت مع أحد المسؤوولين في الادارة المالية حول المطابقات اليومية للحسابات ، وبعدما استمر النقاش فترة طويلة بدون ما يستوعب كلامي حبيت ابسط الكلام ، فسألته سؤال بديهي : لو كان عنا حساب مدين بميلغ 300 وبدنا اياه يصير دائن ب 200 شو الحركة اللي بنعملها ، فجاوبني 100 دائن !!!! عبثا حاولت اقنعه انو لازم نعمل حركة دائن 500 وفي النهاية قاللي اذا بدك انفذ الحركات زي ما طلبت مني رح انفذها بس انا مش مقتنع ، وانت بتتحمل المسؤولية !!!

للأسف حال القطاع الخاص مش افضل بكثير من القطاع العام او الحكومي ، والفساد ونقص الكفاءات موجود في كل مكان ، انا متأكد من انو في ناس كتير كفؤين وبيتمنوا انو يكونو في مكان هذا الشخص ، بس للأسف الحياة عمرها ما كانت بمبي ، وسلملي على البيتنجان !!!



أيمن أبولبن
5-9-2012

الاثنين، 27 أغسطس 2012

شعارات مزيفة



 قضية فلسطين هي قضيتنا المركزية كعرب و مسلمين وجميعنا مقصر تجاه هذه القضية افرادا وحكومات. اتفهم جميع من يحاول ان يوجه البوصلة نحو اﻷقصى ويذكر بقضيتنا المركزية ولكني ﻻ أقبل ان يتم استغلال قضيتنا الفلسطينية بالشكل البشع والمستفز من قبل النظام السوري وابواقه الإعلامية.
هذه دعوة لجميع من يرفع شعارات رنانة تحتوي على الكثير من السجع والقليل من الحقيقة أن يتوقف فورا ، ويراجع نفسه لأن الحقيقة الوحيدة الصحيحة هي التشابه بين معاناة الشعبين الفلسطيني و السوري. وان نصر الله قريب


أيمن أبولبن
27-8-2012

الخميس، 2 أغسطس 2012

ليس بالضرورة ان نكون ملائكة



من الخطا الاعتقاد ان الحياة ابيض واسود ، خير وشر فقط . لا يكتمل الخير في انسان ، ولا الشر كذلك، نحن مجموعة من المشاعر والافكار والمعتقدات والموروثات والمكتسبات ، الجيدة والسيئة على حد سواء ، ليس بالضرورة ان نكون ملائكة كي نكون أخيارا ، يكفينا بان نكون اناسا جيدين ، وان لا نفترض ان الاخرين ملائكة ، ولا شياطين كذلك .

يقول الله تعالى : (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ان الله غفور رحيم)

أيمن أبولبن
2-8-2012

الخميس، 28 يونيو 2012

من يصنع التاريخ ؟؟



      لقد نسينا او تناسينا اثناء دراستنا للتاريخ، وفي محاولتنا التعرف على ماضينا لسبرِ أغوارِ مُستقبلنا، أن أبطال هذه القصص التاريخية التي نقرأها هم بشرٌ مثلنا، وأن من صنع كل تلك الانجازات التي استحقت أن تُوثّق وتدخل التاريخ هم أناس حقيقيون لا يختلفون عنا كثيراً، هم ليسوا شخصيات وهمية وهم بالتأكيد ليسوا أبطالاً خارقين. وأستطعنا بعد عناءٍ طويل أن نكتشف الحقيقة التي تاهت منا وهي أن مهمتنا الأساسية في هذه الحياة هي أن نصنع التاريخ لا أن نقرأه !!

  يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
 
   في مدارسنا الابتدائية تعلمنا كيف نقرأ، وحَفِظنا قصص التاريخ وسيرة الصحابة، وقصص الأندلس وأسماء عُظمائنا، ولكننا لم نتعلم كيف نصنع الحدث، ولم نتعلم أن مهمتنا الأساسية في هذه الحياة هي التغيير، وصناعة التاريخ !!
   
 عندما هبت رياحُ التغيير في عالمنا العربي عبر الثوراتِ الشعبيةِ المتلاحقة، لم نُصدق أننا انتقلنا من مرحلةِ قراءةِ التاريخ الى مرحلةِ صُنع التاريخ !! واختلطت الأمور وتعالت الأصوات بنظرية المؤامرة  وبخططٍ استعماريةٍ جديدةٍ تلُف المنطقة .
   ارتبكت فئة كبيرة من مثقفينا الذين امضوا عمرهم بالتنظير علينا، واسقاط الشواهد التاريخية على واقعنا، فانكفأت هذه الفئة على نفسها ولم تعترف بواقع التغيير الحقيقي الحاصل على الأرض .
   هذه الفئة التي فشلت في التغيير وفشلت في كل شيء عدا التنظير والنقد والمعارضة من أجل المعارضة فقط، وجدت نفسها خارج اللعبة وخارج اطار الزمن، فأفكارها التي تحملها اصبحت بالية، وتأثيرُها على الشارع العربي أصبح معدوماً، فما كان منها الا أن عادَت الثورة واختارت ان تستمر في عملها التي لا تتقن غيره، التنظير والنقد والاعتراض على كل شيء !!!
  
 أما على أرض الواقع، فما زال الشعب العربي يصنع تاريخه الحاضر، ويُعيد صياغةَ كل القواعد السياسية التي تعلمناها، وخلال هذا الأسبوع، سطّر المصريون بأنفسهم أجمل وأرقى صور الرُقيّ والحضارة بانتخابهم لأحد المعارضين السياسيين لمنصب رئاسة الجمهورية، وأحد أعضاء "الجماعة" المحظورة سابقاً، ليكون أولَ رئيسٍ مدنيٍ للبلاد، الدكتور محمد مرسي الذي انتقل من غور الاعتقال وضيق السجن و غلاظة التحقيق الى قصر الرئاسة .
   أثبتَ الشعب المصري مرةً أخرى قُدرَتهُ على التمييز بين الحق والباطل، وبين الاعلام الحر والاعلام المُسيّس، لقد اختار الشعبُ المصري هذه المرة ان يكتب التاريخ بنفسه، بعد أن أمضى عمره على هامش التاريخ يسمع ويُطيع، يقرأ الجريدة ويشرب الشيشة على المقاهي ويردد بينه وبين نفسه "ما فيش فايدة" !!!

  لقد قرر هذا الشعب أن ينتقل من هوامش التاريخ، ومن بين السطور، الى صدر التاريخ، ليكتب على أولِ سطرٍ في كتاب التاريخ الجديد لعالمنا العربي "مصر حرة". الشعب المصري وضع القواعد الأساسية لبناء دولته المدنية الجديدة، وهو ماض في طريقه بثبات واستقرار، ولن يعود ابداً الى زمن تأليه الرئيس أوالى عهد الحزب الحاكم .
  
عندما انتُخِبَ نيلسون مانديلا كأول رئيسٍ أسودٍ لدولة جنوب افريقيا عام 1994، لم نُصدّق أن أعمال العنف العنصرية التي اجتاحت البلاد يمكن لها أن تتوقف، ولم نُصدّق أن رجلاً يُمضي ثمانيةً وعشرينَ عاماً في زنزانة حُدودها مترٌ ونصف في مترين، سيُطلق سراحه من حُكمه المؤبد ليترأس البلاد بعد ذلك عبر انتخابات حرة، ولم نصدق أن الأفارقة السود سيغفرون للأقلية البيضاء جميع سياساتهم العنصرية السابقة، ولكن هذا بالفعل ما حصل، لقد أتّحد الشعبان الأبيض والأسود في بوتقة واحدة، ورموا خلفهم جميع الاختلافات العنصرية والطبقية !!
  لم نكن لنُصدق ما حصل، لأننا تربينا على قِصَصِ الفشل ونظريات المؤامرة، لقد كان هذا السيناريو أقرب الى نظرية المؤامرة في عُرفنا نحنُ، شعوب العالم العربي !! أو لأحدى قصص ألف ليلة وليلة .
 
 وعندما انتُخِبَ باراك اوباما كأول رئيسٍ أسودٍ للولايات المتحدة، وقفنا مذهولين لقُدرة الشعب الامريكي على الانصهار في بوتقةٍ واحدةٍ هي بوتقة الوطن، تفاجئنا وصُدِمنا من تصويت الأغلبية من الانجلواميركان لامريكي من أصل أفريقي، عانى أجدادهُ العبوديةَ بأسوأ صُورها في هذا البلد، لقد تخلّى الناخبُ الأبيض عن جميع عُقَدِه العنصرية، واختار بارادته الحرّة أن يحكمهُ رجلٌ أسود، لم يكن أجدادُ هذا الناخب يقبلون أن يُشاطرهم مائدةَ الطعام !!

  من قرأ رواية “Roots” أو شاهد المسلسل الشهير في السبعينات، لم يكن ليُصدّق أن التاريخ سيشهد بعد ربع قرن، وصول أحد أحفاد "كونتا كنتي" الى أعلى منصب سياسي في البلاد !!
   نعم، أنه التاريخ ايها السادة يُكتَبُ من جديد، ولنا أن نختار اما أن نشارك في كتابته واعادة صياغته من جديد، واما أن نتخندق خلف شعاراتٍ مزيّفةٍ وادعاءاتٍ باطلة، ونستمر في حياتنا العبثية التي نحياها.

    نحنُ أمام خيارين لا ثالثَ لهما، اما أن نكتب التاريخ، أو نُمارس هواية القراءة، فنقرأ ما يكتبه الآخرون !!! 

أيمن أبولبن 
28-6-2012


الاثنين، 27 فبراير 2012

حقيقة الوضع في سوريا (3)



لماذا يتظاهر السوريون ؟!
  استكمالاً لحديثنا حول سوريا، دعونا اليوم نفتح ملف الوضع الداخلي، وهو ما سيتيح المجال لنا لنتوصل الى اجابات مهمة فيما يتعلق بالأسباب الحقيقة وراء خروج السوريين في مظاهرات واحتجاجات عامة أدت في النهاية الى اندلاع الثورة السورية .
   اعتمد حزب البعث على بناء دولة بوليسية مخابراتية أمنية وحارب جميع التنظيمات الأخرى، السرية منها والعلنية، الدينية والعلمانية على حد سواء، وظهر واضحاً تأثره بالسرّية التي تعتمدها التنظيمات الشيوعية والاشتراكية، وبقي يستخدم ذات الأسلوب البوليسي حتى وهو على رأس الدولة، كما أعتبرَ أن كل من يُعارضه في الرؤية هو خائنٌ لوطنه ولا مجال لقُبوله أو التعامل معه، ومصيره اما الاعدام أو النفي والتهجير.
   عمليات التصفية الأمنية كانت مُمنهجة من قبل النظام، وعمليات الاعتقال والتعذيب كذلك، وكل هذا يتم تحت مظلة أحكام الطوارىء، التي تعطي كامل الصلاحيات للأجهزة الأمنية في حرية اعتقال أيٍ كان  وتعذيب أيٍ كان، بل ووضع أي مواطن رهن الاعتقال لعشرات السنوات دون رقيب أو حسيب، ودون أي قوانين تحكم ذلك بل ودون سجلات رسمية تُفيد بأسماء المعتقلين وتواريخ اعتقالهم وأماكنهم، وذلك يُحقق المثل القائل "الداخل له مفقود والخارج منه مولود" وكم هي كثيرةٌ تلك الكتب التي قرأناها عن معتقلين أمضوا سنوات رهن الاعتقال دون تُهمة ودون مُحاكمة .
   أما عن المجازر التي أرتكبها النظام بحق شعبه فلعلّ أحداث حماة هي أهمُ شاهدٍ على دموية هذا النظام وعدم مراعاته لأدنى مبادىء الانسانية. حماة التي شهدت موجة من الاحتجاجات الشعبية عام 82 ضد النظام، سرعان ما انتشرت واتسعت لتشمل المدينة بأكملها، فما كان من النظام سوى الرد بيدٍ من حديد حيث تم محاصرة مدينة حماة من قبل الجيش وتم قصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها للسيطرة على الاحتجاجات الشعبية وانهائها، وكانت حصيلة هذه الأعمال العسكرية سقوط ما بين ثلاثين الى اربعين الف ضحية مدنية خلال شهر كامل من العمليات العسكرية.
   هذا كفيلٌ بأن يعطينا فكرة واضحة عن كيفية تعامل هذا النظام مع شعبه ومع الرأي الآخر، وهذا يعكس أيضاً المنهجية التي يعتمدها النظام السوري بدليل استخدام نفس الأسلوب في مدينة حمص اليوم، فالمدينة مُحاصرة وتتعرض للقصف المدفعي وتُضرب بصواريخ المروحيات المقاتلة، تمهيداً لاقتحامها وتمشيطها من أجل القضاء على الاحتجاجات، هي هي، نفس العقلية ونفس الدموية، فأي رسالة يوجهها النظام السوري لشعبه !!!
يقول محمد الماغوط الأديب السوري المعروف بتهكمه على الأنظمة الفاسدة وعلى أوضاع الحرية في بلده والوطن العربي عموما، يقول في كتابه "سأخون وطني" :
"أليس من العار بعد كل هذا التطور العلمي والحضاري الذي حققته البشرية وبعد مئات الجامعات وآلاف المدارس التربوية و الفنية والادبية والمسرحية و الفندقية التي تغطي ارض الوطن العربي ان تظل لغة الحوار الوحيدة بين السلطة والمواطن هي الرفس وشد الشعر ! "
   ومن أهم الأمثلة على سوء تعامل الأجهزة الأمنية مع المعارضين السياسيين بل وحتى المُشتبه بهم، هي حملة الاعتقالات التي شهدتها سوريا عام 1980 عقب الاعلان عن محاولة اغتيال فاشلة للرئيس حافظ الأسد تم تحميل مسؤوليتها لجماعة الاخوان المسلمين، حيث أعلن النظام الحربَ على الاخوان المسلمين في محاولة اجتثاثهم من سوريا، وكانت مُحصلة هذه الحَملة هي اعدام ما يقارب الف سجين سياسي رمياً بالرصاص في سجن "تَدمُر" ودفنهم في الصحراء، وما زالت الأعداد الحقيقية لعدد القتلى واسمائهم وأماكن دفنهم غير معلومة حتى الآن .
   ويلتصق اسم سجن "تَدمُر" بانتهاكاتٍ لحقوق الانسان على مدار سنواتٍ عديدة، وما هذا الحدثُ الا مثالاً على الجرائم غير الانسانية التي شهدها هذا السجن على مدى سنوات طويلة وبشكل مُمنهج، وقد تم توثيق هذه الجرائم في عدة تقارير صادرة عن لجان حقوق الانسان وعن منظمات رسمية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة .
   وللتدليل على استمرار النظام باستخدام نفس العقلية ونفس الأسلوب التعسفي والقهري، فقد تم تكرار هذه المجازر في سجن صيدنايا عام 2008 وفي أحداث القامشلي عام 2004 ضد الأكراد، ناهيك عن العنف المستخدم من النظام ضد المدنيين منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، وما رافقها من انتهاكات لأبسط حقوق الانسان ولأبسط الأعراف الدولية ومواثيق حقوق الانسان، فكلنا نشاهد يومياً الاعتداء على المتظاهرين السلميين، والاعتداءات على المعارضين على شتى انتماءاتهم وخلفياتهم الدينية والسياسية، عدا عن قصف المدن ومحاصرتها واستهداف الحجر والشجر بل ودور العبادة .
   تكسير الأيدي والأصابع، قلع الحناجر، الاعتقال والتعذيب والقتل، كل هذا مُباح بل ويتم بناءً على أوامر مباشرة من القيادات العليا .
يقول الله تعالى في كتابه العزيز : " وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ "
   ومن سُخرية القدر، أن أحد المعتقلين في السجون السورية، اعترف تحت التعذيب بأنه ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، وبعد التدقيق في أوراقه اكتشف المحققون أنه مسيحي !! وعند سؤاله عن السبب، قال ان مصير "الاخونجي" عندكم معروف (رصاصة) ولكن ماذا سيكون مصيري لو لم أعترف !!
   والسؤال المبكي هو : ما هو مصير الألوف من المعتقلين خلال فترة الاحتجاجات الأخيرة !؟ وما هو حجم مُعاناتهم !!؟؟  
   أما الحديث عن الوضع الاقتصادي وتنمية المجتمع المحلي، فقد ذكرت احصائيات رسمية للأمم المتحدة أن نسبة الفقر بلغت في سوريا 30% بشكل عام، ووصلت معدلات الفقر في القرى والأرياف الى نسبة 60% و هو معدل عالٍ جداً، وتشير التقارير الى وجود فجوة عالية جداً في توزيع الثروات حيث تصرف الشريحة الأفقر من السوريين 7% فقط من الإنفاق العام بينما الشريحة الأغنى يصرفون 45 % من الإنفاق العام، ويعتمد معظم المواطنون على المهن الحرة أكثر من اعتمادهم على الوظائف العلمية، هذا برغم اعتماد مبدأ التعليم الالزامي  والتعليم المجاني في الجامعات السورية في ظل اعتماد الاشتراكية كمبدأ من مبادىء الدولة.
   ومن المعروف أن المجتمع السوري هو مجتمع فتيّ وشاب، و تعتبر نسبة القوى العاملة في سوريا من أعلى النسب في المنطقة ولكن سوء توزيع الثروات واقتصارها على فئة معينة بالاضافة الى الفساد المالي والاداري وانخفاض كفاءة التعليم واعتماد المحسوبية في التوظيف بالاضافة الى قلة برامج التدريب، وشُح وسائل التكنولوجيا الحديثة، وضعف اللغة الانجليزية كل هذا أدى الى تعطيل هذه القوى العاملة وعدم الاستفادة منها، بل ان سوريا تعاني من بطالة عالية تفوق 15%، وتشير الدراسات الى أن أكثر من 35% من خريجي الجامعات يعملون بمهن أو وظائف لا تتوافق مع شهاداتهم العلمية .
   ووفق دراسة نشرها منتدى الاقتصاد العالمي عن العام  2010 وشملت 139 دولة، احتلت سوريا المرتبة 97 في التقييم العام ، على اعتبار ترتيب الدول من الأفضل الى الأسوأ تصاعدياً، واليكم بعض المؤشرات وترتيب سوريا بين بقية الدول :
·         المرتبة رقم 116 من ناحية الرشاوى والأموال غير القانونية!!
·         المرتبة رقم 95 من ناحية البنية التحتية
·         المرتبة رقم 133 من حيث اعتماد الكفاءة في تولي المناصب الادارية!!
·         المرتبة رقم 109 من حيث جودة نظام التعليم
·         المركز الأخير من حيث البرامج التدريبية للعاملين!!
·         المرتبة رقم 126 من حيث توافر وسائل التكنولوجيا
  هذه الأرقام تؤكد ما سبق وأن ناقشناه في مواضيعنا حول سوريا، وتوضح بشكل لا يدع مجالاً للشك الأوضاع المُتردية التي يعيشها الشعب السوري من ناحية الحالة الاقتصادية وحقوق الانسان ونوعية الحياة، والحُرّيات العامة، ناهيك عن الواسطة والمحسوبية والحزبية والفساد المالي والاداري .
  النظام السوري قام بالاستيلاء قديماً على مُقدرات الشعب بإسم الاشتراكية، ثم استولى عليها حديثاً باسم الانفتاح والرأسمالية، وما زال مستمراً باطلاق الوعود الفارغة، ويُصرُّ على ترديد شعارات رنّانة طواها الزمن منذ أعوام. ما زال هذا النظام يعيش بعقلية ستينات القرن الماضي ويريد أن يُقنعنا أنه قادر على إحلال الديمقراطية في البلاد وقيادتها نحو مستقبلٍ مُشرق في ظل تعددية ومواطنة حقيقية وشفافيّة، "آلآن وقد عصيتَ قبل وكنتَ من المُفسدين" !!
  أتمنى أن أكون قد أجبت عن أسئلة كانت تُحيّر الكثيرين عن حقيقة الأوضاع في سوريا، أترككم  مع مختارات من كتاب الأديب السوري الراحل محمد الماغوط "سأخون وطني" :

مشكلتي في هذا الوطن انني احترم كل شيء فيه حتى قمامته .. بدليل وانا عائد في آخر الليل سقط عليَّ كيس قمامة .. فلم احتج .. ولم انفضها حتى عن ثيابي .. لأنني من طريقة سقوطها علي .. عرفت أنها زبالة مدعومة !
---------
أيها العرب، استحلفكم بما تبقى في هذه الأمة من طفولة وحب وصداقة وأشجار وطيور وسحب وأنهار وفراشات
استحلفكم بتحية أعلامها عند الصباح وإطراقة جبينها عند المساء، لقد جربتم الارهاب سنين وقروناً طويلة وها أنتم ترون إلى أين أودى بشعوبكم.
جربوا الحرية يوماً واحداً لتروا كم هي شعوبكم كبيرة .. وكم هي اسرائيل صغيرة 
---------
ما جدوى اصدار كتب جديدة؟
وشق طرق جديدة؟
وركوب سيارات جديدة.
وإجراء انتخابات جديدة.
بل ما جدوى ان ننتعل أحذية جديدة.
ونرتدي معاطف جديدة.
ومايوهات جديدة.
والوطن عتيق ... عتيق ...؟ 
--------- 

الأدب مهم في حياة كل امة ، ولكن أهم من الأدب هو الذي يكتب.

و أهم من الموسيقى هو الذي يعزف.

و أهم من الآلة ، هو الذي يديرها.

و من الطائرة ، هو الذي يقودها .

و من الشجرة ، هو الذي يزرعها .

و من البندقية ، هو الذي يحملها .

فمن هو يا ترى الذي يكتب و يعزف و يطير و يهبط و يزرع و يصنع و يقاتل ؟؟

انه الإنسان أيها الأخوة المواطنون. فهل نال هذا الإنسان المسكين حقوقه ليؤدي واجباته؟ 
--------- 
هيا يا أخي العربي: انهض من كبوتك و تحرك. قل كلمتك و عبّر عن آرائك و معتقداتك كما تشاء . فقد آن لرأيك أن يقال، و لمواهبك أن تتفتح، و لطاقتك أن تستغل، و لصوتك أن يسمع و يدوي في أرجاء هذا الوطن الحبيب

 روابط ذات صلة بالموضوع :


أيمن أبولبن
27-2-2012

الأربعاء، 22 فبراير 2012

حقيقة الوضع في سوريا (2)



عالَمٌ من المُفارقات
  
 بالرغم من اعتماد القومية العربية كرسالة ومرجعية لحزب البعث السوري، الا أن تاريخ سوريا الحديث في المنطقة العربية يؤكد بُعد النظام السوري كل البعد عن أهم مبادىء الوحدة والقومية العربية.  " أمة واحدة ذات رسالة خالدة " هذا هو الشعار الرئيس لحزب البعث، ولكن أين هذا الشعار من الواقع العملي ؟.
   عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينات من القرن الماضي، اصطف العرب جميعاً ودعموا العراق في حربها ودفاعها عن بوابة العرب الشرقية، دفاعاً عن عُروبة منطقة الخليج في وجه الثورة الخمينية القادمة من الشرق، وحدها سوريا شقت الصف العربي وأعلنت مساندتها لايران !! متناسيةً بذلك شعارات الوحدة والقومية العربية، ليس هذا فحسب بل قامت ببيع السلاح لايران لتقويته على الجار العربي، وقامت بتوقيع معاهدات تعاون اقتصادية مع ايران خلال الحرب، واستطاعت سوريا الحصول على النفط الايراني بأسعار زهيدة مقابل تعاونها، وبالنتيجة ألغت سوريا اتفاقية تصدير النفط العراقي عبر أراضيها، وقامت بوقف العمل في أنابيب النفط العراقية، وأطلقت سوريا حرباً اعلاميةً شعواء على العراق وعلى حزب البعث العراقي "المُنشق "، ومنذ ذلك الحين والعلاقات السورية الايرانية تشهد ازدهاراً وتعاوناً وثيقاً على كافة المستويات وبالأخص على مستوى الأمن والمخابرات .
  
   ورغم ادعاء النظام السوري محاربة الامبريالية الامريكية والوقوف ضد المخطط الامريكي الاستعماري في المنطقة، الا أن سوريا انضمت الى الحلف الغربي بقيادة امريكا في حربها ضد جارتها وشقيقتها العراق في حرب الخليج الثانية وشاركت بقوات برية على الأرض، وأسفرت الحرب عن تدمير القدرات والمُقدّرات العراقية ودخول البلاد في حصار اقتصادي سياسي طويل الأمد ادى في النهاية الى احتلال العراق من قبل القوات الامريكية، وقد ساهمت سوريا في هذا الحصار بدور كبير وأساسي من خلال احكام غلق الحدود الممتدة بين البلدين، كما فتحت هذه الحرب الباب على مصراعيه لتواجد القوات الامريكية على الاراضي العربية، وهذا يُعد أهم هدف استراتيجي لامريكا في المنطقة، فأين نحن من القومية العربية !؟
 
   لماذا يطالبنا النظام السوري اليوم بالوقوف ضد المخطط الامريكي في المنطقة !؟ ولماذا يُلقي مُمثّله في الأمم المتحدة "بشار الجعفري" محاضرات طويلة لتعليمنا مبادىء الوحدة والتحرر وعدم الانصياع لجهات أجنبية، ويحاول أن ينبهنا للمخطط الامريكي الاستعماري في المنطقة !؟ ألم تشارك سوريا في دق المسمار الأخير في نعش الوحدة العربية بدعمها للغزو الامريكي للمنطقة !!؟؟
ورغم أن سوريا تنادي بالوحدة العربية والخروج من عباءة الاستعمار، الا انها قامت بممارسة الاستعمار الفعلي لارض جارتها لبنان لأكثر من ثلاثين عاماً، فبعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان أواخر السبعينات، قررت الجامعة العربية ارسال قوات عربية لحفظ السلام وفض الاشتباكات في لبنان، فأنبرت سوريا لهذه المهمة ودخلت لبنان تحت لواء الجامعة العربية، وسرعان ما تحولت قوات حفظ السلام الى قوات استعمار على الارض باختلاف المسميات، وفرضت سوريا نفسها بالأمر الواقع لاعباً رئيسياً على الساحة اللبنانية، بل انها دخلت في آتون الاختلافات الحزبية والعقائدية في البلد واصبح لها حلفاء وأعداء، وحصلت سوريا في مقابل دخولها في حلف الحرب على االعراق، حصلت على الضوء الخضر أو دعونا نقول "عدم ممانعة أمريكية" لاستمرار وجود قواتها في لبنان، ولم تخرج منه الا مُرغمة بعد التطورات التي رافقت اغتيال رفيق الحريري .
وشهدت أيام "الاحتلال" السوري للبنان قمعاً عاماً للحريات واعتقالاً للصحفيين المعارضين لوجود سوريا في لبنان وتعذيبهم وتوجيه تهم مختلفة لهم، بل وصل الأمر الى نفيهم خارج البلاد.
   أما عن المقاومة الفلسطينية ودعم سوريا لها، فبالرغم من ايواء سوريا للفصائل الفلسطينية على أرضها، الا أن هذه الفصائل جميعها كانت منشقة عن فتح، وضمها تحت لواء سوريا كان لأهداف استراتيجية في المنطقة وامتلاك أوراق ضغط مهمة لاستخدامها وقت الحاجة، خاصة في المفاوضات وطرح الحلول على الطاولة .
  كما أن أصابع الاتهام تشير الى تورط القوات السورية في مذبحة تل الزعتر التي راح ضحيتها 3000 لاجىء فلسطيني في لبنان أيام الحرب الأهلية .
 
   والحديث عن المفارقات في الشؤون الداخلية في سوريا يطول، فسوريا دولة مصدرة للنفط ويبلغ انتاجها قرابة 500 الف برميل يومياً، ومع هذا فالمعيشة الاقتصادية للسوريين تُعد واحدة من أدنى مستويات المعيشة في العالم العربي، والسؤال هو أين تذهب عائدات النفط !!؟؟ هل تعلم أن عائدات النفط في سوريا لا تدخل ضمن الموازنة العامة وأن عائدات النفط تذهب الى القصر وتوزع على الطبقة الحاكمة !؟
  
    الرواية الرسمية تقول ان مُجمل الانفاق السوري من عائدات النفط يذهب الى تسليح الجيش !؟ لو افترضنا صدق هذا الحديث، الا يفترض ان يكون هذا الجيش حالياً من أفضل الجيوش استعداداً وعتاداً وتسليحاً وتطوراً، اليس كذلك !؟ اذا كان هذا الجيش غير قادر على استعادة أراضيه المحتلة منذ 40 عاماً فما هي فائدة هذا الجيش !! النظام السوري يقول أنه ينفق مجمل عائدات النفط على تسليح جيشه منذ عام 1973 وهو على أرض الواقع لم يطلق رصاصة واحدة، بل انه لم يسمح بأي عملية تسلل الى الاراضي السورية المحتلة، وفرَضَ على الفصائل الفسطينية المتواجدة على أرضه العمل السياسي فقط دون العسكري كشرط لاستضافتها على الاراضي السورية، وبرغم كل ذلك ما زال الرئيس بشار الأسد يتبجح ويقول أن سوريا هي بلد مقاومة ومُمانعة، أَتَمُنّ علينا عدم توقيعك على معاهدة سلام مع اسرائيل، واسرائيل تنعم بكل السلام التي تريده لحدودها الشمالية معك !!
   
 الحسنة الوحيدة للنظام السوري هو خوض غمار حرب أكتوبر 73، ومحاولة استعادة الجولان المحتل، وقد نجحت القوات السورية في استعادة الجولان بعد يومين فقط من اندلاع الحرب، ولكن الهجوم المضاد الاسرائيلي اعاد السيطرة لاسرائيل، وجاء وقف اطلاق النار ليفرض الأمر الواقع على سوريا، ولكن السؤال أين هو دور المقاومة والممانعة بعد هذه الحرب !؟ دور المقاومة والممانعة يكون في خوض حرب استنزاف طويلة الأمد مع العدو، تنفيذ عمليات مقاومة هنا وهناك وضرب خاصرة العدو وفرض حل استعادة الأرض مقابل تأمين الحدود، المقاومة والممانعة تؤدي الى زيادة تكلفة الاحتفاظ بالأراضي وتأمين الحدود الجديدة من قبل العدو الاسرائيلي، مما يدفعه للبحث عن حلول أخرى، تماماً كما حدث في جنوب لبنان والانسحاب الاسرائيلي منها وهي مُجبرة، ودون توقيع أي معاهدة أو الحصول على أي مقابل، هذه هي المقاومة سيدي الرئيس .

   أما الحديث عن الداخل السوري والحريات العامة ، فهو حديثٌ ذو شجون ، أتركه للمقال القادم ان شاء الله …… 

أيمن أبولبن
22-2-2012