يوميات مواطن عربي. هذا هو العنوان الذي اخترته لمدونتي ، والذي يمثل محتويات هذه المدونة ، من يوميات وخواطر ونثر أعبر من خلالها عن آرائي وأفكاري تجاه ما يدور من حولي كمواطن عربي . أنا مهتم بالسياسة والوطن ، والمجتمع ، وكل القضايا الشائكة ، ولكن هناك دائماً متسع للحب ، والأدب ، والفن ، والرياضة. اتمنى ان تستمتعوا ، وأن لا تبخلوا علي بتعليقاتكم على كتاباتي ، التي تجدونها تحت بند "أرشيف المدونة الالكترونية" الى أسفل و يمين هذه الفقرة
السبت، 14 أكتوبر 2023
كونوا رُحماء
إعادة نشر قصيدة "كونوا رحماء" التي كتبتها أثناء حرب #غزة عام 2009
السبت، 22 يوليو 2023
الحنينُ إلى الذات
من منّا لم يمر بمرحلة البحث عن الذات،
أو محاولة الاجابة عن الأسئلة الوجودية عن ذاته، لوجوده كإنسان، عن غاياته العظمى
في هذه الحياة؟
أكاد أقول أن جُلُّنا قد مرّ بهذه المرحلة
من الوعي الذاتي، أو القفزة التنويرية، التي نقلته إلى مرحلة فكرية واعية متقدمة
عن سابقتها، ربما بسبب حالة من التجلّي الفكري، أو البحث والتأمل، أو بسبب تجربة
صعبة وصادمة مثل الحرب والمرض أو فقد عزيز، أو لقاءٍ مع أحد الأشخاص الذين كان
يخبأهم القدر لنا، لإحداث تغيير جذري في حيواتنا، أو لسبب آخر خطر على بال القارىء
وهو يقرأ هذه السطور، وغاب عن ذهن الكاتب!
لقد تناول الفيلسوف ورائد التحليل النفسي
الشهير كارل يونج فكرة "الصحوة الروحيّة Spiritual Awakening" وقال عنها بأنها الجزء الجوهري
لوجودنا الإنساني، إذ بدون هذه القفزة الروحية، والارتقاء الفكري، وما يتبعهما من
تغيرات في أسلوبنا الحياتي ومراجعةٍ لقيمنا العليا، فإن حياتنا الانسانية ستبقى
تراوح مكانها، وستكرر البشرية نفسها من جديد، بلا تحديث أو إضافة حضارية.
مفهوم الصحوة الروحية ورد في الثقافات القديمة
كذلك بل وحتى في الأديان حول العالم، بصورة أو بأخرى، ويتلخص هذا المفهوم في تغير
نظرة الفرد إلى ذاته وعلاقته بالعالم والكون المحيط به، وكأنه يعيد النظر في هذا الوجود
من جديد، وفي دوره فيه.
وتترافق هذه الرحلة الفكرية، بشعور الفرد بالرغبة
في العزلة، والتأمل الفردي بعيداً عن الدوائر المحيطة به، حيث يبدأ بمراجعة كل
مسلّماته في الحياة، والتشكيك في كل الثوابت وبدء مرحلة "البحث عن
الحقيقة"، ورحلة البحث هذه لن تبدأ سوى بالبحث عن حقيقة ذاته أولاً!
ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية سيبدأ هذا
الفرد بالابتعاد "ولو معنوياً" عن الأشياء والأشخاص الذين اعتاد الاستماع
لهم والاستمتاع برفقتهم، لرغبته الشديدة في تكوين مفاهيم جديدة تمس كينونته، وتنبت
من أصوله هو.
ومن شأن هذا أن يؤثر على الأشخاص المحيطين
به، الذين قد لا يكترثون للأمر، أو لربما يزعجهم هذا التغيير والتحوّل إذا صح
التعبير، وهنا تبدأ مرحلة جديدة تتمثّل في إعادة ترتيب علاقاته وإعادة النظر فيها
من جديد، وقد يضطر إلى اتخاذ قرارات مفصلية في التخلي عن البعض، وإقحام البعض
الآخر، وهذه قصة أخرى، يطول الحديث عنها، ولعل مكانها في مقال آخر!
ثم يشرع بمراجعة معتقداته وقيمه الروحية ومناقشتها،
والبناء عليها، أو تبني معتقدات جديدة، سواء تجلّى هذا الأمر بالارتباط بشكل عميق
بالدين أو بالارتباط بمعتقد جديد، أو تغيير مجاله المهني والوظيفي، أو السعي وراء
موهبة كامنة، بحثاً عن ذاته أو كما يتم ترديده كثيراً هذه الأيام بحثاُ عن "شغفه
الحقيقي".
ومع استمرار هذه الحالة النقدية،
والمراجعة المستمرة، يبدأ الشخص بإعادة ترتيب أولوياته في الحياة، وتحديد أهدافه
بشكل أوضح وأكثر تحديداً، رغم أنه في البداية سيشعر بأنه تائه وسط طود عظيم من
الأفكار، التي تعصر به وتقذف به يميناً وشمالاً، إلا أنه سيكتسب الثقة يوماً بعد
يوم، وسيتمكن من فلترة تلك الأفكار، للوصول إلى أهدافه الحقيقية التي تتماشى مع
طبيعته.
ولعل هذه هي أخطر مراحل الصحوة الروحيّة
إذ أن غالبنا لا يتجاوزها بنجاح، بل يغرق في موج الأفكار هذه، ثم لا يلبث أن يجد
نفسه تائهاً في الصحراء، دون مرشدٍ، أو نجمٍ يهتدي به، وسرعان ما يعود إلى وتيرة
حياته السابقة، مُحملاً بخيبة الأمل!
ولكنه إذا ما عبر هذه المرحلة بنجاح، فإنه
وبالتأكيد سيتمكن من الحصول على تلك الانفراجة في الرؤية، تلك الطاقة الروحية التي
فتحت نافذتها لهذا الشخص ليبصر من جديد، وحينها لن يعود هو كما كان ذات يوم، كما أن
العالم الذي عرفه لن يعود ذاته أبداً، وهنا بالذات سيكون قد تجاوز نقطة اللاعودة
إلى الأبد!
إعادة إكتشاف الذات، تعني إعادة اكتشاف
قدراتنا، وحدسنا، وشغفنا، وشخصيتنا، سنشعر بطاقتنا الروحية من جديد، وسنكتشف قدرات
ومواهب جديدة كانت مدفونة تحت غلافنا الخارجي، ولربما طمسناها لنتماهى مع من
حولنا، ومع هذه الاكتشافات والطاقات الجديدة المنبعثة فينا، سنشعر ولأول مرة ربما،
أننا بتنا أكثر انسجاماً مع أنفسنا، على عكس ما كنا نظن في السابق!
ولعلّ أهم نتائج هذه الرحلة هي الوصول إلى
التوافق الروحي؛ أن نصبح نسخة أفضل من أنفسنا، قادرة على الإجابة عن تلك الأسئلة
التي كانت تؤرقنا، بل إننا نكون قد أسّسنا لعهد جديد، لقفزة فكرية وروحيّة ستفتح
لنا آفاقاً جديدةً، وورؤية أكثر اتساعاً وجمالاً وحيويةً!
وهذا التوافق الروحي سينعكس علينا إيجاباً
في الانصهار في المجتمع بشكل أفضل وأكثر سلاسة، فاليقظة الروحية لا تعني ممارسة
حياة النسّاك، بل على العكس تماماً، فهي تزيد من وعينا المجتمعي وتعاطفنا مع
القضايا العامة والانسانية.
وهي رحلة لا شك طويلة وشائكة، بل ومستمرة،
ومن أجل الاستمرارية علينا أن نجد الأجوبة المناسبة، وملءَ الفراغات الروحية، وفي
سبيل ذلك علينا أن نتخلى عن خداع الذات، فاليقظة الروحية تتطلب تنظيف الجسد أولاً
والفكر ثانياً، من أجل بناء شخصيتنا من جديد، ومن ثم البدء بتغيير واقعنا، والعالم
من حولنا، إن استطعنا، ولن نتمكن من هذا إلا إذا واجهنا أنفسنا بالحقيقة، وتخلّينا
عن كل الأعذار والتسويفات، وعن كل القيود التي تحدّ تفكيرنا، وتشلّ حركتنا.
هي رحلة مستمرة، قد تستغرق عمراً طويلاً،
يتخلّله صعودٌ وهبوط، ولكن بغض النظر عن مدى الصعوبات التي تواجهنا، والاخفاقات
التي تحدث لنا في بعض الفترات، علينا دائماً النهوض والمحاولة من جديد، للوصول إلى
الهدف، للوصول إلى ذواتنا، إلى أعماق أعماق ذواتنا، هي رحلة إلى الذات، يدفعنا
لها، ذلك الحنين، الحنينُ إلى الذات!
أيمن
يوسف أبولبن
كاتب
ومُدوّن من الأردن
24-3-2023
في المساءِ
في المساءِ، أعشق
الهدوء والجلوس وحيداً، أجلس ومن حولي كل شخوص النهار، أحاورهم ويحاورونني، بلطف وحيادية
بعيداً عن شحناء النهار.
في الليلِ تهدأ
النفوس، وتزدانُ بالحكمة وطول النظر فتتجاوز توافه الأمور، وتنظر إلى ما أبعد من ذلك.
في المساءِ تقترب
السماء من الأرض، تُطلّ النجوم على البشر، تتجوّل الملائكة على الأرض، لتنثر
الهدوء والسكينة.
حين تتجولُ في
المساءِ، وتنظر إلى أعلى، تستطيعُ إن دقّقت النظر، وإذا حباك الله بكشفِ الغطاء، أن
ترى عيوناً في السماء، تحرسك وتسهر على راحتك!
تستطيعُ إن ركّزت
أكثر، أن ترى أرواحا في السماء، قد غادرت عالمنا منذ زمنٍ ليس بقليل، تتجوّل مُطمأنّة،
تتسامر فيما بينها، وحين تلتقي عيناك بأعينهم، تشعر أنك أصبحت بينهم، أو أنهم
أصبحوا قربك!
نعم، في المساء، يحدث
كل هذا، لذا فأنا أعشق المساء، وأعشق الهدوء والسكينة، أعشق الجلوس وحيداً، أنا لا
أحب الوحدة، ولكني أحب أن أكون قريبا، من أناس لا أراهم إلا في المساء.
أنا أحب ما أكونُ
في المساءِ
أيمن يوسف أبولبن
ذات ليلة
الأربعاء، 30 نوفمبر 2022
الطفلُ الذي بكى
يستذكر آدمُ ذكرياته الشائكة مع والده،
وهو طفلٌ صغير، تلك الذكريات التي يغلبُ عليها الندرةُ، واختلاط المشاعر، والحيرة
التي كانت تتلبسه، وما زالت تتلبسه كلما استرجع تلك الذكريات.
كانت هذه الفترة في حياة آدم، مخدوشةً
دوماً، ومدعاةً للشعور بالنقص، نقص الأبوّة، ونقص العاطفة.
ومن هنا كان آدمُ حائراً في المفاضلة بين حميميّة
المشاعر، وبين ما يمكن أن يجنيه من غيابها، وهي لا شك معادلةٌ صعبة!
هذا الكبْت الذي عاشه، أدى إلى حالة فريدة
من احتباس الدموع؛ لم يكن آدمُ قادراً على البكاء، حتى لو تعرّض لأقسى عقاب من مُدرّسيه،
أو تعنيفٍ من زملائه الذين يتنمرّون عليه كونه من أولاد الطبقة الارستقراطية وأهل
الخليج. لم يكن قادراً على البكاء، حتى لو شعر بالرغبة في ذلك!
كان والده، في هذه اللحظة يمثّل له كل
المعوّقات التي تمنعه من النجاح، كان مُقصّرا في حقه، وفي حق والدته، وربما في حق نفسه،
ولكن آدم لم يكن مُبالياً بذلك، ما يهمه هو حقه هو، فوالده ووالدته ناضجان يتحمّلان
مسؤولية نفسيهما، أما هو فلا.
فتح آدم عينيه، وبقي متيقظاً، متحيّناً
الفرصة للخروج.
سألته زوجته عن يومه، شرح لها معاناته دون
أن تسقط الابتسامة عن وجهه، حدّثها عن بخل ذلك الزبون ثم ألقى النكات متندراً عليه.
حدّثها عن العجوز المسنّة التي رفض أن يأخذ منها الأجرة، وشاركها الضحك على نصيبه
الناقص في الدنيا!.
قالت ببطء وبصوت متهدّج: (إنني أختارُ
الحياةَ، سأحيا لأن ثمّة أناساً قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقتٍ ممكن، ... لا
يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى!) ثم أردفت، تذكّرت هذه الكلمات من
رواية الطيب صالح، كنت أقرأها هذا الصباح!.
كان الكلام مؤثراً، ووصل إلى قلب والد آدم
كما أرادت بالضبط. قال متلعثماً محاولاً تغيير الحديث، آدم، كنت أسألك عن آدم.
لا تزعجه، بالكاد نام، شعرتُ به وهو يقاوم
النوم في فراشه.
فتح آدم عينيه، وفي تلك اللحظة شعر بحاجةٍ
ملحّةٍ للبكاء، حينها بكى، نعم بكى، بكى بشدّة واسترسلت الدموع، بل انهمرت كطوفان
نوح.
كاتب
ومُدوّن من الأردن
27-11-2022
الاثنين، 20 يونيو 2022
الحب من غير أمل
الاثنين، 23 مايو 2022
الشهيدة التي لا يجوز الترحم عليها!
الأربعاء، 2 فبراير 2022
"أصحاب ولا أعز" الإستسهال وفخّ التقليد
بداية دعونا ننوّه إلى قضيتين رئيسيتين، أولاهما أن الرواية الأصلية للفيلم والنسخة الأصلية "الايطالية" يستحقان الاعجاب والاشادة، وقد نال الفيلم الايطالي عدة جوائز دولية، وتم انتاج 19 نسخة عنه بلغات العالم، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن جميع النسخ وبالأخص النسخة العربية هي نسخٌ ناجحة.
والثانية، ضرورة التفريق بين الجانب الفني
للفيلم العربي من ناحية أداء الممثلين، والتصوير والاخراج...الخ، والذي كان ناجحاً
إلى حد كبير، وبين خيبة الأمل من المحتوى والصورة الفاضحة التي ظهرت به مجتمعاتنا
العربية، او بالأصح الصورة التي أظهرها الفيلم لنا.
ولعلّي استهل حديثي بالقول إن فكرة الفيلم
الايطالي كانت هادفةً وغايةً في الروعة، وقد نجحت بالفعل في إثارة المشاهدين،
وتسليط الضوء على مشكلة التقوقع خلف ستار الخصوصيّة، التي تعاني منها مجتمعاتنا
بشكل عام. ولعل عنوان الفيلم يشير إلى تلك المتلازمة التي بتنا نعاني منها في
عصرنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى (Perfect Strangers). ففي الوقت الذي يتناول فيه الفيلم حياة
مجموعة من الأصدقاء القدامى وعلاقاتهم العائلية المُقرّبة، إلا أنه يركّز على
أسرارهم الدفينة التي يحتفظ بها كل فرد لنفسه، بحيث تتداخل الشخصيات داخل الفرد
الواحد، ويصبح الفرد فيهم في المحصلّة غريباً عمّن حوله، لا يدرك خفاياه حتى أقرب
الناس اليه.
وبما أننا نعيش في عصر التكنولوجيا،
والأجهزة الالكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، فقد باتت هذه الأجهزة المحمولة
هي صندوقنا الأسود الذي نخفي فيه كل أسرارنا ونواقصنا. ومن هذه النقطة بالتحديد
يصبح للتحدّي الذي تطلقه إحدى شخصيات الفيلم معنىً كبيراً بأن يقبل الفرد فينا
التجرّد من صندوقه الأسود، وأن يمتلك من الشجاعة ما يكفي كي يقف أمام الجميع
"عارياً" دون أي غطاء!
وفي التفاصيل يقبل الأصدقاء التحدي لأن
عدم القبول يعني أنه يُخفي شيئاً ما، وتتسارع الأحداث بعد أن يضع جميع الأصدقاء
أجهزتهم الخلوية على الطاولة، ويبدأوا في تلقّي المكالمات على العلن، وقراءة
الرسائل على الملأ، وتتواصل الحبكة الفنيّة وتتطور الأحداث وصولاً إلى الكشف عن
أسرار هؤلاء الأصدقاء أمام بعضهم البعض، والتي تكون كفيلةً بأن يتحوّل الفرد فيهم
إلى شخص غريب تماماً عمّن كان يُظهر في العلن!. وقد كتبت قبل سنوات عبر هذه
النافذة بالذات مقالاً أشدت فيه بفكرة الفيلم ونجاحه اللافت.
هذه الفكرة المُذهلة والعبقرية كانت
تستدعي اجتهاداً من القائمين على فيلم "أصحاب ولا أعز"، بداية من
العنوان ونهاية بتطورات الأحداث، فقد جاء الفيلم نسخةً طبق الأصل عن الفيلم
الأجنبي، وكأن أسرار العائلات الايطالية هي ذات أسرار العائلات العربية، وأن
المشاكل الزوجية واهتمامات الأفراد هناك هي ذاتها هنا.
مشكلة القائمين على هذا الفيلم، هي ذات
المشكلة التي تواجه كل المُبدعين والمثقفين والاداريين بل والسياسيين في عالمنا
العربي، مشكلة "الإستسهال"، والوقوع في فخ التقليد الأعمى دون إبداع،
دون خصوصية، وبالتأكيد دون هويّة! فإن نجحت التجربة عزوها إلى أنفسهم، وإن فشلت
قالوا إنما هي أفكار أؤلئك!
كنت أتمنى أن يتم طرح مشاكل الأقليّات
العرقية في مجتمعاتنا بدلاً من مشاكل الشواذ، مشاكل الشباب وهمومهم المُعاصرة،
المخدرات، رفاق السوء، بدلاً من مشكلة فتاة مراهقة طلب منها صديقها أن يمارسا
الجنس، كنت أتمنى أن يتم عرض مشاكل الفساد والرشوة والمحسوبية التي نخرت مجتمعاتنا.
كنت أتمنى حين تُطرح مشكلة الخيانة
الزوجية، أو العلاقات الفاضحة في العالم الافتراضي، أن يتم تقديمها أيضاً بشكل هادف
وقريب من مجتمعاتنا.
هناك الكثير من الأزمات والأسرار التي تستحق
أن تُطرح على طاولة مشاكلنا في المجتعات العربية، غير تلك التي عرضها الفيلم، وكان
بالإمكان أن يحقق الفيلم الغاية منه، وأن يُسلّط الضوء على مشاكلنا الحقيقية،
بدلاً من استيرادها من الخارج!
إن هدف كل عمل ثقافي وفنّي هو إحداث تلك
الصدمة والدهشة عند المُتلقّي، أن يضع المشاهد في مواجهة أخطائه وقصوره ومشاكله
الحقيقية، أن يصوّر له كل سلبياته ويضعه في ورطة تفرض عليه تقبّل هذه السلبيات
بدايةً ثم العمل على تفاديها ومعالجة آثارها ثانياً.
برأيي كمُشاهد ومتابع مهتم بالسينما، إن
هذه النسخة العربية لم تحقق تلك الصدمة أو الدهشة، ولم تصنع ذلك التأثير على
المتلقّي، بل إنها لم تستدعِ التأمل فيها أو التفكر فيها ولو للحظات، لأنها لم تكن
صادقة ولا مُقنعة، لم تكن "أصيلة"، وبالتالي لم يصدقها أحد أو يأخذها
بمحمل الجد، ومن هنا فقدت كل مقوّمات النجاح!
في الختام لا بد من القول ببالغ الأسف إن
الشيء الوحيد الذي اجتهد فيه القائمون على العمل وحاولوا تحويله إلى نسخة عربية
حقيقية، كان استخدام الألفاظ النابية والخادشة للحياء في الفيلم، وأعتقد أن هذه
الخاتمة توجز كل شيء!
أيمن
يوسف أبولبن
كاتب
ومُدوّن من الأردن
2-2-2022