الاثنين، 7 يناير 2019

الطغاة عندما يتحدثون عن «نظرية المؤامرة»

الرئيس السوداني «عمر البشير» يُحذّر من «انزلاق» السودان، إلى مستنقع الفوضى كما هو حاصل في العديد من الدول المجاورة، ويتحدث أمام مناصريه عن ضرورة التحلّي بالوطنية والحفاظ على أمان واستقرار السودان.
يأتي هذا وسط احتجاجات ومظاهرات شعبية واسعة عُرفت «مظاهرات الخبز»، نظراً لارتباطها بارتفاع أسعار الخبز، وتردي الأحوال الاقتصادية في البلاد. قد يكون حديث عمر البشير منطقيا، ويتمتع بمصداقية لو توافق كلامه عن الوطنية والمحافظة على استقرار البلاد، مع نهجه وأسلوبه في الحكم، ولكن المفارقة أن واقع الحال في السودان لا يدع مجالاً للشك، بأن هذا النظام الحاكم، هو سبب رئيسي لمشاكل البلد، وإذا كانت هناك مؤامرة حقيقية على البلاد، فممارسات هذا النظام وافرازاته كانت من حيث تدري أو لا تدري، المغذي الرئيس لعدم استقرار الأمن في البلاد، وانزلاقه نحو الهاوية.

في اللحظة ذاتها التي يتحدث فيها عمر البشير عن أمن واستقرار السودان، كانت قوات الجيش والشرطة تستخدمان الرصاص الحي لقمع المتظاهرين، وبمساعدة مجموعة من الشبيحة أيضاً، حيث وصلت حصيلة العنف بعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات إلى 39 شهيدا ومئات المصابين.
وباستعراض سريع لتاريخ عمر البشير، الذي يدّعي حرصه على مصلحة الوطن، نجد أنه جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، ومن يومها لم تعرف السودان حاكماً غيره، ورغم بلوغه العام الرابع والسبعين من عمره، إلا أنه لا يزال يسعى إلى الاستمرار في الحكم، حيث تم مؤخراً الترويج لفكرة تعديل الدستور، ليصبح البشير رئيسا ‘دائما’ للبلاد، وكأن السودان بشعبه وأحزابه ومفكريه وقياداته، وجميع رموزه الوطنية، عاجزون عن قيادة البلاد بعيداً عن رؤية عمر البشير، طالما بقي حيّاً يرزق!
والملاحظ، أن البشير وبعد استقراره في الحكم، قد مارس كل ما يليق بطاغية لا يؤمن بالتعدّدية ولا بحرية التعبير، وبالضرورة لا يؤمن بالديمقراطية، وجاء على رأس تلك الممارسات قمع الحريات والتخلص من أصحاب مراكز القوة من أعوان ونواب ومساعدين، واقصاء كل الذين لا يتفقون مع نهجه. ونتيجة لتلك السياسات أصبح الجيش السوداني بمثابة ميليشيا تابعة للحزب الحاكم، تدين بالولاء إلى سياسات الحزب، وليس إلى الوطن. كما فقد الجيش من خلال هذا التسييس العديد من الكفاءات وتحوّل إلى مركز للسلطة مليء بالفساد والتجاوزات.
انقسم السودان في عهده إلى سودانين، شمالي وجنوبي، وعانت البلاد من عقوبات اقتصادية نتيجة الجرائم التي ارتكبها الجيش النظامي والميليشيات المتقاتلة في الحرب الأهلية.
ويُعزى أمر الانفصال إلى تشدّد عمر البشير ورفضه كافة محاولات إصلاح ذات البين. كما يعتقد خبراء وسياسيون أن هذا الانقسام لم يكن ليحصل لولا وجود عمر البشير على رأس السلطة.

تجاوزات في حقوق الإنسان

ونتيجة تلك التجاوزات والجرائم في حق الإنسانية، صدر في حق البشير مذكرة جلب واعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، لمسؤوليته عن جرائم الجيش في دارفور والتي شملت القتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب والتهجير، والتي وصل ضحايا العنف فيها حسب منظمات إنسانية إلى 300 ألف قتيل!
وما زالت مناطق النزاع تعاني إلى اليوم من بقايا مآسي الحرب، والفقر والجوع، وسوء الأوضاع المعيشية.
ولعلنا سمعنا جميعا بفضيحة «عائشة البصيري» الناطقة الرسمية لقوات حفظ السلام الأممية، التي قدّمت استقالتها عام 2013 احتجاجاً على التضليل الذي تقوده الحكومة بشأن التحقيقات الأممية، وبتواطؤ مع مسؤولين كبار في الأمم المتحدة. يعيش السودان في شبه معزل عن العالمين العربي – الإسلامي، والدولي بسبب سياسات البشير والملاحقات الدولية في حقه، وتحوّل السودان إلى رهينة في يد البشير والحزب الوطني.
كما يمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة، وهو غارق في الديون الخارجية حيث وصلت إلى أكثر من 54 مليار دولار في العام الماضي. هذا بالإضافة إلى الأزمة المائية، والعديد من الأزمات الاجتماعية منها الاتجار بالبشر، واستغلال الأطفال في الحروب وتجنيدهم في القوات المسلحة المتنازعة.
ونتيجة لتاريخه الحافل في المنطقة، تم تصنيف عمر البشير عام 2015 كأسوأ رئيس أفريقي من قبل متخصصين في الشأن الإفريقي.

كما يأتي السودان في المراتب الأولى في الفقر، وفي نسبة المهاجرين من البلاد نتيجة تردي الأوضاع السياسة والاقتصادية والاجتماعية، كما تزايدت أيضا نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب.
بعد كل هذا التاريخ، ما زال عمر البشير مستمرا في تعديد مناقبه، وتخويف الشعب من مغبة الديمقراطية والتغيير، ويوهم البسطاء من الشعب، أن مواقفه الوطنية والقومية ورفضه التطبيع مع إسرائيل، دفعت الغرب وبعض المتآمرين، إلى محاولة عزله وإثارة الفوضى في البلاد.
وهذا للأسف هو نهج الطغاة أينما حلّوا، فهم على قناعة تامة، ألاّ نهج صحيح سوى نهجهم، وكأنهم ممثلو الرب في الأرض، يستمدون شرعيتهم من السماء، وتكون طاعتهم واجبة وأوامرهم نافذة لا تحتمل النقاش أو الأخذ والرد، وحينما تبرز الدعوة إلى التغيير، وتصبح هناك حاجة ملحة لتغيير النهج وتعديل الأوضاع، تبدأ سياسة التخوين والتآمر.
والأنكى من ذلك، أن بعض الوطنيين والقوميين العرب، ما زالوا يؤمنون بتلك الخدعة، وإرهاصات المؤامرات الخارجية، فخرجوا علينا مؤخراً وهم يتحدثون عن مؤامرة في السودان!

أتخيل الأيام المقبلة، عندما يقرأ الجيل القادم تاريخ هذه المرحلة الفاصلة والتي كانت بمثابة أمل أخير للإصلاح وتعويض ما فات من حكم ديكتاتوري قام أساساً على التخويف، وعلى كذبة العداء لإسرائيل، وعندما يأتون على حديث الطغاة عن الوطنية والقومية وأمن البلاد، وربط دعوات التغيير بنظريات المؤامرة، ثم يقارن الجيل القادم هذا كله، بإنجازات هؤلاء الطغاة على أرض الواقع، وجرائمهم في حق الوطن والمواطن، فيدركون حينها حجم المأساة الحقيقية التي كنا نعيش، أتساءل مع نفسي، هل سيشعرون بالأسى حيالنا والتعاطف معنا أم بالشفقة؟ أم ربما بالازدراء!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
7-1-2018

السبت، 5 يناير 2019

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى

رواية رحلة الدم – إبراهيم عيسى



مشكلة هذه الرواية أو مشكلة كاتبها، أنه اراد نقد التراث والتاريخ الاسلامي، فأنتج رواية تاريخية، فاشلة من حيث كونها رواية، فعناصر الرواية مفقودة والسرد فيها ممل، وإقحام النقاش والحوار لأغراض غير روائية أثر عليها سلباً.

ومن ناحية اخرى، لو قلنا إن الكاتب أراد نقد التاريخ أو التراث الاسلامي، واعتبرنا أن هذا الكتاب هو كتاب نقدي وليس رواية، فهو من هذه الناحية فاشل أيضاً، إذ انه لم يقم بالتحري والتدقيق في النص التاريخي، بل جاء به من مراجع شتى بعضها ضعيف وبعضها بهتان، وقد يكون بعضها صحيح، ولكن في النهاية، لا يمكن الأخذ بهذا الكتاب كمرجع نقدي.

في النهاية، اعتقد أن الكاتب أراد ان يخرج من مأزق النقد التاريخي والتأصيل لنقده، بصبغة روائية كي يقول إنه ليس كتاب تاريخي، وإنما رواية تحتمل التأويل والخيال، وهو بهذا يكون قد نسف أساس روايته أو كتابه!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019


السيسي إلى الأبد

*السيسي إلى الأبد*






دعوات في مصر لتعديل الدستور بحيث يسمح باستمرار السيسي في الرئاسة إلى الأبد.

المضحك المبكي نجاح تسويق فكرة ربط مصير مصر دولة المئة مليون مواطن برؤية شخص واحد فقط، وتصوير المستقبل الظلامي للبلد في حالة عدم استمرار هذا الشخص ونظامه!

المؤسف أن من يروج لهذه الفكرة هم مجموعة من النخبة السياسية، ومجموعة كبيرة من المثقفين الذين يفترض بهم أن يرتقوا بفكر المجتمع ويقودوه إلى الأمام لا إلى الخلف.

ثورة مصر الحقيقية التي أعادت الحياة إلى الشارع العربي، تُقتل كل يوم، تُقتل مبادؤها وأفكارها، وشخوصها، أمام أعيننا، بعضنا يهلل، وبعضنا يراقب بصمت!

أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
4-1-2019





بانوراما عام 2018 في صور


أميز الصور التي وثّقت أبرز أحداث عام 2018

 من خلال هذا الملف، والذي يضم مجموعة من الصور المميزة التي التقطت عام 2018، حاولت رصد أهم الأحداث التي عايشها العالمان الدولي والعربي، بالإضافة الى الأحداث المحلية في الأردن وفلسطين.

هناك العديد من الأحداث والمحطات المهمة، والتي لا يتسع بحث واحد او مقال للإحاطة بها جميعاً، ولكنها محاولة لرصد أهم الأحداث التي شكّلت فارقاً في هذا العام، أتمنى أن تنال استحسانكم.

ملاحظة: ترتيب الصور كان عشوائياً وليس له أية دلالة.


الصورة التي تناقلها الاعلام العالمي على أوسع نطاق، وأصبحت أيقونة مسيرات العودة في غزة.
الصورة تم مقارنتها بلوحة (Liberty Leading the People) التي شكلت رمزا للثورة الفرنسية
هنا فلسطين!





استغلال الأطفال وتجنيدهم في السودان وخاصة في الجنوب. هذه الصورة تُظهر أحد الأطفال المنخرطين في ميليشيات جنوب السودان.




لا بد من مساحة للحديث عن الجمال، تيلان بلوندو عارضة الأزياء الفرنسية صاحبة السبعة عشر ربيعاً، تحافظ على لقب أجمل فتاة في العالم للعام الثاني على التوالي، للجمال الطبيعي بدون تجميل.






 وفي الشأن الأردني، اعتقال عوني مطيع صاحب قضية الفساد الأضخم في تاريخ المملكة والمعروفة بمصنع الدخان



فاجعة البحر الميت، والتي شكّلت أكثر الحوادث مأساوية هذا العام في الأردن  



مسيرة الهجرة الى أمريكا ومحاولة اختراق الحدود من قبل ألوف الفقراء والمحتاجين في القارة الأمريكية الجنوبية. هذه الصورة توثّق مسيرة حاشدة للمهاجرين الهندوراسيين. 



 الممثلة كريستين ستيوارت تخلع حذاءها في مهرجان كان السينمائي في تحدٍ لأعراف المهرجان التي تطالب الفنانات بضرورة ارتداء الكعب العالي، وهو ما عرف بظاهرة الاحتجاج على الكعب العالي.



صورة لقطيع من البقر في جنوب السودان.
رغم ان أجواء الصورة توحي بأنها من فيلم سينمائي او أنها مُعالجة حاسوبيا، إلا أنها صورة طبيعية، وتُعد من أجمل الصور الفوتوغرافية هذا العام.




تتويج فرنسا بكأس العالم. نجم الفريق بوجبا واحتفالية خاصة مع سماء روسيا.



منطقة ألاسكا تعرضت لهزات أرضية شديدة، وكانت الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام مخيفة ومرعبة، حتى انها كانت أقرب للقطات سينمائية هوليوودية.
الصورة أدناه توضح الانهيارات والشقوق التي أحدثتها الهزات.



مشكلة النفايات البلاستيكية على الشواطئ تتفاقم، وتبدو هنا صورة فتاة على شواطئ إندونيسيا وهي محاطة بالنفايات البلاستيكية



صورة فريدة لتمساح ضخم يسبح تحت أحد القوارب في الولايات المتحدة، ويبدو المصوّر وهو قريب جداً من الخطر.





سباق داكار للدراجات، وصورة طريفة لأحد الدرّاجين لحظة اصطدامه بمستنقع طيني



حادثة القتل المأساوي لجمال خاشقجي أرخت بظلالها على الأشهر الأخيرة من عام 2018. الصورة التقطت من أمام القنصلية السعودية في اليوم الذي سُمح للأمن التركي تفتيش القنصلية 




صراع البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت الحدث الأميز على صعيد السياسة الأوروبية.
الصورة التقطت بعد انتهاء أحد الاجتماعات الماراثونية بين رئيسة وزراء بريطانيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وتظهر فيها تيريزا ماي بألوان زاهية على عكس باقي الأعضاء، كما أنها تبدو وهي تنظر الى الخلف على عكس اتجاه حركة الوفود.
الصحافة علّقت على هذه الصورة بالقول (الاختلاف الواضح في الرؤية والمواقف بين بريطانيا وباقي الدول الأوروبية).



صورة أخرى لأزمة المهاجرين، وتظهر هنا الشرطة الأمريكية وهي تحتجز لاجئة وطفلتها الصغيرة على الحدود.
وقد لاقت هذه الصورة استهجاناً واسعاً من قبل منظمات حقوق الانسان والمؤسسات الأهلية وكذلك الصحافة.


استمرار صعود التيار اليميني وحركات التعصّب في أمريكا والعالم.
الصورة تظهر مجموعة من المتعصبين البيض في ولاية جورجيا وهم يمارسون طقوس النازية



تسونامي إندونيسيا ومأساة جديدة


حرب اليمن
هذا الولد الذي من المفترض ان يكون على مقاعد الدراسة، ينضم الى الحرب الأهلية.
الصورة تظهر تأثير الحرب على البنية الاجتماعية في اليمن



استمرار انتهاكات جيش الاحتلال في منطقة الخان الأحمر قرب القدس.
مجموعة من الفتية يتحدّون بثبات تجريف البيوت والمدارس وقرارات ترحيل السكان الأصليين.



ونظل مع مسيرات العودة، صورة الطفل الفلسطيني الذي ابتكر طريقة بدائية لمقاومة قنابل الغاز المسيلة للدموع وأصر على المشاركة في مسيرات العودة في غزة.



زواج على سرير الموت.
مريضة بالسرطان في الولايات المتحدة تقيم مراسم زواجها على سرير المرض، وفي اليوم التالي تفارق الحياة.





السترات الصفراء والحدث الأبرز في فرنسا



أيقونة النضال الفلسطيني لهذا العام (عهد التميمي).




احتجاجات الدوار الرابع في العاصمة الأردنية على غلاء المعيشة وقانون الضريبة، والتي أطاحت بالحكومة الأردنية


قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس، قرار تاريخي مؤلم يديننا جميعاً.



أيمن يوسف أبولبن
كاتب ومُدوّن من الأردن
5-1-2019