الخميس، 5 فبراير 2015

معاذ الكساسبة أيقونة حربنا ضد التطرّف وإستبداد الأنظمة



 
ما أفزعني بالأمس وقضّ مضاجعي، لم يكن مُقتصراً على حادثة الإعدام البشعة وغير الإنسانية للطيّار الأردني معاذ الكساسبة، بل يضاف إلى هذا الفعل، إستخدامُ نصٍ مُجتزأ لإبن تيمية في محاولة لتبرير حرق الأسير الطيّار حيّاً، ورَفْع درجة هذا النص (بغض النظر عن صحّته أو تأويله) إلى درجة أعلى من النصوص القرآنية فيما يخُص معاملة الأسرى، وما وردَ في صحيح السنّة، فيما يخص النهي عن التعذيب أو التمثيل بالعدو (حيّاً وميتاً)، بما في ذلك الحرق نصّاً.
 والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا يدل على جهل وغباء مُشرّعي هذا التنظيم، وما يقتضيه بالضرورة من جهل قيادة التنظيم وأفراده، أم أنهم يفعلون هذا على علم وبيّنة ؟ في كلتا الحالتين نحن أمام طامةً كبرى بكل المقاييس، فإذا كنّا أمام تنظيم يجتزىءُ من النصوص الدينيّة ما يناسبه، ويعمل على تطبيق الشريعة بمنطق الإنتقائيّة، دون وعي وإدراك لمجمل التشريع الإسلامي وروحه، فلَعَمْري إنها لمصيبة، وإن كنّا أمام تنظيم ينفّذ أجندة خاصة ويغسل أدمغة تابعيه ليقودهم إلى إثارة النزعات الطائفية وإشعال الحروب وتخريب البلاد، وإرهاب البشر، فلَعَمْري إنها لمصيبةٌ أعظم!
ألا يمكننا القول، أن هذا العمل الوحشي والطريقة "الهوليودية" التي تم تصوير الحادثة بها، هي محاولة لِلَصْق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين وترسيخ هذه الفكرة في ذهن العالم أجمع، بل ومحاولة تأصيلها وإيجاد نصوص دينية مزعومة تدعمها ؟! هي بالتأكيد كذلك. 
لن أبالغ إذا قلت أن نسبة كبيرة جداً من سكان العالم وصل لهم هذا الخبر وتناقلوه وربطوه في وعيهم أو في عقلهم الباطن بالإسلام والمسلمين، وهذا ما يؤكد ما قلناه في مقالات سابقة عن الشبهات حول نشأة وأسباب تمدّد داعش المُفاجىء وتواطىء أجهزة المخابرات في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، مع الأنظمة الديكتاتورية في العراق وسوريا لرعاية هذا التنظيم وإستغلال جهوده في تحقيق مصالح مشتركة "إلى حين".
 بالنسبة لي، كانت الرسالة واضحة من هذه العملية، وهي الفصل بين "فُسْطاطين" لا مجال للوسطيّة بينهما إما "مع" أو "ضد"، إما أن تقول أن هذا الطيّار قد شارك في العمليات الحربية ضد التنظيم ويستحق ما حصل به، بل ويمكن الذهاب إلى أبعد من هذا إلى حد إتهامه بقصف المدنيين الأبرياء والأطفال كما تضمّن الشريط المُصوّر، وإما أن تكفر بكل ما يؤمن به هؤلاء ! وبغض النظر عن أي فُسطاطٍ تختار، فإن الدواعش وأخواتها هم المُستفيدون، لأن قوى الظلام تعاني دوماً من عمى ألوان خاص بها، فهي لا ترى سوى لونين هما الأبيض والأسود، ويجهلون جمال ألوان الطيف السبعة. هم لا يعترفون بالتنّوع والإختلاف، أو بالقواسم المُشتركة، والتعايش السلمي وتقبّل الآخر، إما ان تكون مثلهم قاتلاً مُجرماً حانقاً على هذه الدنيا ومن فيها، وإما أن تكون كافراً ومُرتداً وموالياً لإعداء الله.
ولن يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن دواعي هذه الحادثة ستكون كارثيّة على جميع المتديّنين والمعتدلين ليس فقط من قبل الدواعش وأخواتها، بل سيمتد تأثير هذا الفعل الى بلادنا العربية ومنها إلى الغرب، و سيتم نصب العداء لكل ما هو إسلامي ومتديّن بحجّة مكافحة الإرهاب وستكون هذه فرصة لكل الأطراف التي تسعى إلى إقصاء الإسلام السياسي و الأحزاب الدينية البراغماتيّة والوسطيّة من الساحة السياسية، وجميع البوادر والمؤشرات التي صدرت في الساعات القليلة الماضية تشير إلى التعميم المُبالغ فيه، ووضع كل الأحزاب الدينيّة في سلّة واحدة.
إذا أردنا أن ننتصر على قوى الظلام، علينا أن نعي جيداً منطقهم "الإقصائي" وأن لا ندعهم يدفعوا بنا للوقوع في مستنقع الإستقطاب وخيار "مع أو ضد" هناك دائماً مساحة للإختلاف والتباين، وهناك فضاءٌ يتسع لي ولك وللآخرين، بعيداً عن التطرف ومحاولات الإقصاء. إن أفضل طريقة لمواجهة التطرّف هي الوسطيّة والإعتدال، وهو ما سيُعرّي هذه الجماعات ويظهرها على حقيقتها، وصدق رسول الله الكريم حين قال : (يأتي على النَّاسِ زمانٌ ، الصَّابرُ فيهم على دينِه ، كالقابضِ على الجَمرِ) ونحن اليوم أمام إختبار صعب، إما أن نثبت ونحافظ على الإسلام المعتدل وإما أن نسقط في التطرّف الإرهابي أو التطرّف المُضاد له.
لا بد من التأكيد مجدداً أن مكافحة الإرهاب تبدأ بتجفيف منابع التسلّط والإستبداد في المنطقة، والتوقف عن إستخدام نغمة التخوين في حق الآخرين ومصادرة حقهم في المشاركة السياسية، وعلينا إثراء النقاش والحوار الحضاري، لتغيير المفاهيم الخاطئة والهدّامة في مجتمعاتنا، والإبتعاد عن نغمة الطائفيّة والعنصريّة أو الحزبيّة السياسيّة. وفي النهاية، فإن التطرف والإرهاب مُمثلاً بداعش وأخواتها، لا يختلف عن تطرّف وإرهاب الأنظمة الإستبداديّة في المنطقة، فكلّهم وجوه لعملة واحدة.
ولعلّ من المُفيد تسليط الضوء على تقاعس دول المنطقة وجامعة الدول العربية بالإضافة إلى المجتمع الدولي وتقصيرهم بالإضطلاع بواجبهم تجاه الشعوب العربية التي تظاهرت وطالبت بالحريّة والعيش الكريم، ولم تلقَ من حكوماتها وأنظمتها سوى الردع بالقوة، والإرهاب والتطرّف والوحشيّة، إذ وقف العالمُ مُتفرّجاً، تاركاً هذه الشعوب في مواجهة مصيرها المحتوم إما الخنوع والخضوع وإما التطرّف وإستخدام القوة. كان من الواجب أن يكون التحالف قد تشكّل قبل 3 أعوام من الآن لمواجهة طغيان الأنظمة، بدلاً من محاولة القضاء على التطرّف، مع الإبقاء على الداء والمُسبّب، كان بالإمكان أن يكون هذا التحالف عربيّا مُسلماً خالصاً، لو ساندنا المُقترح التركي بفرض حظر جوي على طيران الأسد، وإقامة مناطق عازلة على الحدود، وضبط تدفق الأسلحة للنظام والجماعات المتطرفة على حد سواء.
علينا الآن الإتحاد في مواجهة التطرّف والإرهاب، وإعادة النظر في الأسباب التي أوجدت هذه التنظيمات، ومعالجتها، والعمل سريعاً على تمكين الشعوب من نيل حريتها وإستقلالية قرارها، مع التركيز على تغذية الفكر الوسطي المعتدل، بعيداً عن التشدّد، فمعركتنا ليست عسكريّة فقط، بل فكريّة في المقام الأول، ولا مجال للتردّد والتشكيك في خروج هذه التنظيمات عن مقاصد الشريعة وغلوّها، أو محاولة تبرير جرائمها لأن في ذلك إساءةً للإسلام ولنبي هذه الأمة الذي يدّعي هؤلاء أنهم ينصروه وينفذّوا تعاليمه.
الإصرار على جزئية العمل العسكري ضد داعش مع إغفال الصورة الكاملة التي تحدثنا عنها، قد يقودنا للقضاء على داعش ولكننا سنجد أنفسنا في مواجهة "باحش" أو "ماعص" وربما "رافس" !
أيمن أبولبن
4-2-2015

الأربعاء، 4 فبراير 2015

عن اي اسلام يتحدثون !؟



هل الاسلام يجيز قتل الأسير الرهينة ?!

هل الإسلام يجيز التعذيب والذبح  ?!
لقد حرص الإسلام على حفظ دم الإنسان وعرضه وماله وهؤلاء يستبيحون كل شيئ
  لقد حذر الله رسوله في القران من اخذ الاسرى من أجل الفدية، قبل أن يتمكن من تثبيت الدولة على الأرض
هل تذكرون إطلاق #داعش سراح المخطوفين لديها مقابل مبالغ مالية
ثم قال الله تعالى عن حكم الأسرى في ظل الدولة ( فإما منا بعد وإما فداء ) ، فمن أين أتى حكم قتل الأسير ?!
  لقد حمى الاسلام أرواح الابرياء والشيوخ والاطفال والنساء في الحروب.فماذا فعل تنظيم داعش بالمدنيين والصحفيين وبعثات الإغاثة الإنسانية؟!
ماذا عن الرهينة الياباني المناضل الانساني الذي اتى الى سوريا لمناصره الشعب السوري
ماذا عن الرهينة الامريكي الذي كان يعمل في فريق طبي لاسعاف المصابين المدنيين في سوريا.
عن اي إسلام يتحدثون؟!
#معاذ_الكساسبة

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

في ذكرى ثورة يناير هل تعلمنا من أخطائنا في حق الثورة؟



 

لا شك أن ثورة يناير كانت مرحلة مفصلية في تاريخ ثورات الربيع العربي، سواءً من حيث نجاحها في صهر المجتمع المصري في بوتقة واحدة لإسقاط النظام، ووقوف الشعوب العربية مُتحدةً وراء هذه الثورة، أو من حيث الإنقسام الرهيب الذي أدّى لوأد هذه الثورة وإرتدادها لنسف كل مُنجزات الثورة، وما تلى ذلك من إنقسام وتنافر بين مُكوّنات الشعب المصري، وإنقسام في المواقف بين الشعوب العربية.
لذا كان من الواجب محاولة إستعراض بعض الأخطاء التي وقعنا فيها في حق الثورة، والتي ما زلنا نكررها للأسف.
(اللغة الإقصائية)

مع تسلّم الرئيس "مرسي" للسلطة كان واضحاً أن فئة كبيرة من الشعب المصري يُعارضون الإخوان، لرغبتهم بدولة مدنية علمانيّة، حتى أن الكثير منهم صوّت لمُرشّح الحرس القديم في مواجهة مُرشح الثورة، في المُقابل بدأ الإخوان مرحلة الحكم ما بعد الثورة بعقليّة المُنتصر، وبدأوا بالتفكير في جني ثمرة النجاح بدلاً من التركيز على بناء مؤسسات الدولة على أساس المُشاركة، والأدهى من ذلك أن الرموز السياسية الواعية والمُفترض بها دعم البلد في مرحلة حساسة وحرجة بعد إنتخاب أول رئيس مدني شرعي، تركوا مُمثل الثورة في مواجهة فساد الدولة والمجلس العسكري والدولة العميقة والإعلام، ورفضوا تولي أي منصب في الدولة بحجة "الدولة الدينية" ثم سرعان ما إنضموا رسمياً إلى رموز النظام السابق وما سُمّي بجبهة الإنقاذ وأطاحوا بالتجربة الثورية الأولى قبل أن تكتمل.
وبالنظر إلى ما يحدث الآن، كيف بالإمكان ممارسة الديمقراطية في ظل رغبة تيار إقصاء فئة متأصلة في جذور التاريخ المصري، وكيف يمكن تأييد شعارات التعدّدية الفكرية والتعايش السلمي في حين يُصر مُردّدو هذه الشعارات على إقصاء الأطراف الأخرى من اللعبة السياسية وتخوينهم؟! ما زالت هذه اللغة الإقصائية هي المستخدمة اليوم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بما في ذلك تيارات المُعارضة نفسها، حتى أن الشهداء الذين يسقطون لا يَسْلمون من محاولة تجيير إستشهادهم لحالة الإستقطاب هذه.

(حرية التعبير)

من السهل على أي إنسان إستغلال حُريّة التعبير في نقد الآخر وتوزيع الإتهامات في جميع الإتجاهات، ولكن الصعب هو ممارسة حرية التعبير المسؤولة وإحترام الآخر وتقبّل النقد.
حين سنحت الفرصة لنا للتعبير بحرية أسأنا إستخدام هذا الحق، ومارسنا الحرية في أسوأ صورها، بل إننا وقعنا في مصيدة الثورة المُضادة التي إستخدمت سلاح الحرية لهدم مُنجزات ثورة 25 يناير، ومن فَرْط سذاجتنا صفقنا لهؤلاء وشجعناهم وشددنا على أيديهم بل وتضامنّا معهم تحت إسم حرية التعبير والرأي !
قد نسمح لأنفسنا بالوقوع في هذا الخطأ لحداثتنا في ممارسة الديمقراطية، ولكن هل إستفدنا وتعلّمنا من أخطائنا؟ لن أقول لو عاد بنا الزمن إلى الوراء ولكن أقول لو سنحت لنا الفرصة مُجدّدا لممارسة حرية التعبير، هل سنمارس حرية التعبير "المسؤولة" ؟!

(إزدواجية المعايير)

عندما قام الرئيس مرسي بعزل النائب العام (الذي عيّنه مُبارك)، قوبل بإستياء عام من الشارع المصري والعربي والرموز السياسية والحقوقية بزعم إستخدام الرئيس لصلاحيات غير دستورية تُمهّد الطريق لحكم ديكتاتوري جديد!.
أحد شباب ورموز ثورة يناير كتب حينها، (صحيح ان تغيير النائب العام هو أحد مطالب الثورة ولكن الطريقة التي تم عزله بها تثير الشكوك حول نية الرئيس بالتفرّد في الحكم)، المفارقة العجيبة والمؤلمة ان أحداً من هؤلاء الحريصين على الحقوق الدستورية و دولة المؤسسات لم ينطق ببنت شفة حين وقع الإنقلاب العسكري على الرئيس المُنتخب بل إنهم تبادلوا التهاني على مواقع التواصل الإجتماعي، وعمار يا مصر !
وإستمرّت حالة الصمت رغم ما جرى من فض الإعتصامات المؤيدة للشرعية بالقوة، ووقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، وما صاحب ذلك من حملة إعتقالات واسعة وإغلاق لمحطات إعلامية، ولم نسمع سوى أصوات خافتة وخجولة تُدين ما حصل !

(الإعلام)

كان من الواضح إستخدام الإعلام لتلفيق الأحداث وتزييفها وتشويه صورة الرئيس المُنتخب، وتهويل الأخطاء والتقليل من الإنجازات، وتعدّى الأمر السياسة ووصل إلى الإساءة الشخصية والشتم وكل ذلك كان يتم في ظل تسامح كبير من قبل الرئيس وسقف لا محدود من حرية التعبير، وكان ذلك إختباراً مزدوجاً للرئيس، إما أن يقوم بضبط الإعلام وهنا يقع في فخ تصويره على أنه " الديكتاتور الجديد" وإما أن يسمح للإعلام المُضي في مشروعه لإفشال التجرية الثورية وهو ما حصل.
المؤسف أننا ما زلنا نُصدّق هؤلاء الإعلاميين ونتابعهم ونأخذ كلامهم كأنه مُصدّق وموثوق، رُغم أنهم قد إنقلبوا 180 درجة في ظل حُكْم السيسي، فباتوا يبيعوا الأوهام للناس، ويُدافعوا عن فشل النظام، الا يدعو هذا للإستغراب حقاً !
في الأسبوع الماضي خرج علينا أحد رموز إعلام الثورة المُضادة ليكرر إفّيه "سُلْطان السُكّري" في مسرحية "العيال كبرت"، (اللي بنعمله في الناس حيطلع علينا ولا إيه !) ويقول مُفاخراً لكل من تظاهر في ذكرى ثورة يناير وهاجم نظام السيسي، (( نحن من صنعنا مصطلح الدولة الفاشلة، نحن الذين أفشلنا حُكْمكم، نحن الذين أغلقنا المحافظات ومنعناكم من ممارسة صلاحياتكم وأنتم في الحُكْم، فدعوكم من محاولات إفشال النظام !! )).
اللافت أن هذا التصريح مرّ مرور الكرام مثله مثل باقي "الإعترافات" التي يُدلي بها رموز الإعلام الفاسد والتسريبات الأخيرة التي تُثبت تورطهم في مؤامرة الإنقلاب.

في الذكرى الرابعة لثورة يناير يبدو أننا لم نتعلّم من أخطائنا ومن الدروس والعبر لهذه المرحلة الفاصلة في تاريخ المنطقة، وما زلنا نُكرّر نفس الأخطاء ونقع في ذات المطبّات، وكأننا نعيد أداء مشاهد تمثيلية في مسرحية هابطة مُكرّرة نحفظ أدوارنا فيها عن ظهر قلب ولا نملك موهبة الخروج عن النص!

أيمن أبولبن
3-2-2015

 

الاثنين، 2 فبراير 2015

عمرو أديب يؤكد إشتراك الإعلام في مؤامرة الإنقلاب


عمرو أديب أحد رموز #الإعلام_الفاسد في #مصر يقول بالحرف الواحد "لعبة الدولة الفاشلة دي احنا اللي اخترعناها وعملناها فيك وأنت في الحكم"
موجهاً كلامه للمتظاهرين الذين يقودون الحراك الثوري في ذكرى "ثورة 25 يناير"، وهو إعتراف صريح باشتراك الإعلام في مؤامرة إفشال حكم #مرسي
ويقول للإخوان: "الدولة الفاشلة دي لعبتنا واحنا اللي عملناها فيكم!!"
في وقاحة أكثر من هيك ؟!
ما هو رأي كل من صدّق الإعلام الفاسد أيام مرسي وإنساق وراء ترهاته ؟!




 

هكذا قام الموساد والـ«سي.آي.ايه» بتصفية مغنية


في مساء يوم 12 شباط 2008 سار #عماد_مغنية في شارع هاديء في #دمشق بعد أن تناول وجبة في مطعم قريب. وعندما مر بالقرب من جيب «ميتسوبيشي» كان يقف بجانب أحد المباني، تم تشغيل عبوة قوية جدا ومليئة بالشظايا، وضعت داخل الدولاب الاحتياطي على الباب الخلفي للجيب. لم يكن أمام مغنية أي احتمال للنجاة، وفي جزء من الثانية فقد #حزب_الله واحدا من كبار قادته ورموزه.
منذ تمت التصفية فان الافتراض الواسع في العالم هو أن جهاز الامن الاسرائيلي هو الذي وقف من وراء العملية المميزة. لكن يتبين الآن أن #اسرائيل لم تعمل بمفردها – لقد كشفت الـ «#واشنطن_بوست» والـ «#نيوز_ويك» في نهاية الاسبوع أن مغنية الذي كان مسؤولا عن موت مئات الأمريكيين والاسرائيليين، تمت تصفيته بتعاون مميز بين #الموساد الاسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية #CIA. لقد كشف قادة سابقين في #الاستخبارات_الأمريكية للصحيفتين إلى أي حد كانت عملية التصفية معقدة، وكم كانت معقدة ايضا عملية الاعداد لها. يمكن أن أمر التصفية تم اتخاذه في عهد حكم #ريغان في الثمانينيات حيث كان مغنية على رأس قائمة المطلوبين للـ اف.بي.آي بعد أن شارك في تخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات ضد أهداف أمريكية.

دغان وجه وبوش الابن صادق
لقد كان لاسرائيل ايضا حساب طويل مع مغنية – بسبب مشاركته في بضع عمليات منها تفجير السفارة الاسرائيلية في بيونس آيرس في 1992 وتفجير مبنى للجالية اليهودية في المدينة بعد سنتين.
طوال سنوات نجح مغنية في التملص من اجهزة الاستخبارات إلى أن قام رئيس الموساد في 2007 بابلاغ الـ سي.آي.ايه بأن مغنية يختفي في دمشق. رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايكل هايدن في حينه، طالب مصادقة الرئيس الأمريكي في ذلك الحين، #جورج_بوش الابن. كما جاء في «نيوز ويك» فان رد بوش لم يستغرق سوى نصف دقيقة عندما قال «نعم لماذا لم تقوموا بذلك حتى الآن، الله معكم».
في هذه المرحلة لم يكن السؤال هو ماذا اذا، ولكن كيف نصفي مغنية. إن خيار تسميمه أو اطلاق النار عليه عن طريق قناص تم اسقاطه من الحساب لأن دمشق في ذلك الحين كانت مكتظة برجال المخابرات السوريين. «اذا كنا سنطلق النار كان يجب التأكد من موت الرجل»، هكذا فسر أحد قادة المخابرات، «يجب الاقتراب منه. ولكن كيف سيتم تهريب القاتل؟ حتى لو كان الحديث عن قناص سيطلق النار من بعيد. يجب أن يكون لديه طريق للهرب قبل قيام السوريين باغلاق المنطقة. كما لم يكن هناك خيار خطفه، لهذا وقع الاختيار على استخدام القنبلة».
وهنا برزت مشكلة جديدة. لقد مرت اشهر في محاولة اختيار ما هي العبوة المناسبة. وقد استبعدت الـ سي.آي.ايه عبوة بعد اخرى لأنها كانت كبيرة جدا. وزاد الاحباط ايضا في اسرائيل، «لو كان الامر متعلقا بهم، لكان مغنية قد مات منذ زمن»، قال المصدر الأمريكي. في نهاية الامر صمم وركب الأمريكيون عبوة خاصة، وقد صممت بحيث تكون كل قوتها التفجيرية موجهة باتجاه واحد، لقد تم تجريب العبوة على الاقل 25 مرة في مكان سري للاستخبارات الأمريكية في أوروي بوينت في شمال كارولاينا – بالمناسبة أنشيء هناك مبنى يشبه مخبأ إبن لادن تمهيدا لتصفيته.

العبوة هُربت إلى الاردن
في هذه الاثناء، في دمشق، واصل عملاء الـ سي.آي.ايه والموساد تعقب مغنية والتعرف على نظام حياته اليومي من اجل تحديد نقطة ضعف. كما أن وحدة الشرق الاوسط للـ سي.آي.ايه عملت على تهريب العبوة إلى دمشق. «كان يجب الحصول على سيارة في دمشق نفسها»، قال أحد المشاركين في العملية. «وكان يجب تهريب العبوة إلى سوريا عن طريق الحدود الاردنية».
في عيد الميلاد في 2007 وصلت العبوة إلى العميل الأمريكي في دمشق، الذي قام بشراء جيب «ميتسوبيشي»، وتم تركيب العبوة في الدولاب الخلفي له، وقام رجال الـ سي.آي.ايه باستئجار شقة ليست بعيدة عن مكان التصفية المتوقع – موقف للسيارات في شارع محمود الفحاني في حي كفر سوسة الراقي في مركز دمشق. وبدأ انتظار اللحظة المناسبة.
كان يمكن للقائمين على التصفية وضع السيارة في بضع مربعات للتوقف بالقرب من المبنى، ولكن واحدة منها كان يمكنها خلق القوة الاكبر للتفجير. المشكلة الثانية كانت التنسيق بين المكان الصحيح للجيب وبين اللحظة الصحيحة – حيث يكون مغنية لوحده. «إما أن يكون مع شخص آخر أو أن هناك أولاد يتجولون في المنطقة، أو مارة، أو أنه لم يكن في دمشق»، قال أحد الأمريكيين، «التوجيهات كانت واضحة، ممنوع أن يصاب أحد غير مغنية، وهكذا مر مغنية عشرات المرات بالقرب من الجيب المفخخ ولم نضغط على الزر».

فرصة ذهبية
اذا لم يكن كافيا صعوبة ايجاد اللحظة المناسبة، كان هناك ايضا فرق الثانيتين بين التشخيص المؤكد وبين نقل التقرير عن التشخيص لهيئة الموساد ومنه إلى تشغيل العبوة في دمشق.
إنقضى شهران من التعقب والانتظار حتى جاءت الفرصة المناسبة: مر مغنية بالقرب من الجيب المتوقف في المكان الصحيح وكان وحده. «تأكدنا من شخصيته بواسطة تكنولوجيا لتشخيص الوجه وعندها «بوم»، لقد مزق الانفجار مغنية إلى أشلاء».
جاء في صحيفة «البوست» أنه خلال عملية التعقب تم اضاعة فرصة لتصفية #قاسم_سليماني، رئيس «قوة القدس» في الحرس الثوري الايراني المسؤول عن عمليات عسكرية خارج #ايران، منها اعمال ضد اهداف اسرائيلية. في احدى الأمسيات كان مغنية في جولة مع سليماني. «في وقت ما كان الاثنان بالقرب من الجيب، وكل ما كان يجب عمله هو الضغط على الزر»، قال مصدر أمريكي، ولكن لعملاء الـ سي.آي.ايه لم تكن مصادقة على قتل سليماني ايضا.
في اسرائيل والولايات المتحدة قاموا بنفي كل علاقة بالقتل، وتوعد حزب الله بالانتقام. لكن عضو المنظمة الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الانتقام من اسرائيل تم اتهامه بأنه عميلا لاسرائيل وتم تقديمه مؤخرا للمحاكمة.

يوني هيرش ودافيد بارون
اسرائيل اليوم 1/2/2015

#القدس_العربي نقلا عن صحف عبرية

الأحد، 1 فبراير 2015

لقاء صحفي مع موقع العربية نت



 
قام موقع العربية نت بإجراء لقاء صحفي معي الأسبوع الماضي حول مقالي الأخير الذي نشر في القدس العربي عن فيلم "القنّاص الأمريكي" للمخرج كلينت ايستود والذي أثار جدلاً واسعاً بعد عرضه لتناوله حرب العراق المثيرة للجدل، وانقسم المشاهدون في أمريكا والعالم بين مؤيد ومُعارض لفكرة الفيلم المستوحاة من السيرة الشخصية للقنّاص "كريس كايل" صاحب الرقم الأعلى في عدد الضحايا لقنّاص أمريكي في الحروب التي خاضها الجيش الأمريكي.

 
وتالياً رابط الموضوع الذي كتبته الصحفية أسماء الجرودي من فريق العربية، ونشر اليوم على موقع العربية نت الانجليزي والمتضمن جزءاً من حديثي حول الفيلم:




حُكْم العَسْكر



 

كان واضحاً للعيان الدور السلبي الذي لعبه #المجلس_العسكري في المرحلة الإنتقالية، وإصداره لمرسوم يُعيد البلاد خطوة إلى الوراء في طريق بناء مؤسساته، ويَحُدْ من صلاحيات الرئيس المُنتخب قبيل إستلامه لسلطاته الدستورية في محاولة لتوريطه (وتوريط البلاد) في صراع على السلطة وإفشال المشروع الثوري النهضوي، إنطلت هذه الحيلة على الكثيرين وساندها البعض الآخر على علم، مما أدى إلى تصادم بين الرئيس من جهة وباقي التيارات المدنية وشباب الثورة من جهة أخرى، عند محاولة الرئيس المًنتخب إستعادة سلطاته الدستورية وفرض مسار الثورة التصحيحي، وكان هذا كافياً لزعزعة حلف الثورة القوي وتفكيكه تمهيداً للإنقضاض عليه.
وبعد ما سُمّي #ثورة_30_يونيو عاد المجلس العسكري إلى الواجهة من جديد ، ورغم إدعائه أنه ليس طامعاً في الحكم، إلا أنه تولّى الحكم بعد مسرحية إنتخابات هزيلة.
الغريب في الأمر أن فئة كبيرة من الشعب المصري عادت إلى حضن #حكم_العسكر من جديد راضيةً مَرْضيّة، لتعيد تكرار مأساة البلد لنصف قرن مضى من الزمن! .
أيمن أبولبن
31-1-2015