الثلاثاء، 19 فبراير 2013

دراسات منهجية في القضية الفلسطينية‏


اعزائي


هذا الملف المرفق هو نتاج جهد جبار ، يشكر عليه كل من ساهم به


Palestine From A-Z
المؤلف هو د . محسن محمد صالح والناشر هو مركز الاعلام العربي ، يقع الكتاب في 295 صفحة


تحتوي فصول هذا الكتاب على :

  • تاريخ فلسطين منذ القدم بدءا من الكنعانيين و انتهاء بتاريخها الحديث مرورا بتاريخها عبر العصر الاسلامي ، ويتحدث عن الحق التاريخي والديني في فلسطين.
  • تاريخ القضية الفلسطينية من فترة الاستعمار البريطاني وحتى اليوم ، مرورا بكل الاحداث الصغيرة والكبيرة التي عرفتها المنطقة.
  • تاريخ مفصل عن الثورة والمقاومة الفلسطينية ،مرورا بكل الحروب العربية الاسرائيلية.
  • تفاصيل جميع المجازر التي حدثت بحق الشعب الفلسطيني.
  • جميع اتفاقيات السلام وجميع المباحثات ومشاريع التسوية وبنودها وتاريخها.
  • قرارت الامم المتحدة.
  • تركيبة الشعب الفلسطيني وتقسيماته داخل الوطن وخارجه.
  • تاريخ اليهودية ، والحركة الصهيونية ونشأتها وأهدافها التي وصلت لها واهدافها المستقبلية.
  • تركيبة الكيان الصهيوني القائم والاحزاب السياسية


باختصار هو كل شيء عن تاريخ فلسطين

أتمنى عليكم ما يلي :

اولا قراءة هذا الكتاب والاطلاع عليه ولو من باب المعرفة بالشيء 

اذا اعجبكم محتواه ارجو نشره لجميع معارفكم ، بغض النظر عن جنسيته وعن دينه ، باعتقادي ان هذا الكتاب يجب ان يصل الى جميع العالم كي يطلعوا على تاريخ وحقيقة القضية الفلسطينية

والاهم من ذلك هو نقل هذه المعرفة للاجيال القادمة ، التركيز على الشباب والاطفال لكي يمتلكوا المعرفة اللازمة

الى هؤلاء الذين لم يعاصروا القضية الفلسطينية ، ولا يملكون المعرفة الكافية عنها :

 هذه دعوة للاطلاع على هذه القضية ، وستجدون ان عرض القضية يتم باسلوب علمي بحت

بعيدا عن النرفزة وثورة المشاعر ، يتحدث عن حقائق تاريخية مثبتة ، ويحتوي على مراجع عديدة

انا شخصيا اعتبر هذا الكتاب أفضل بحث علمي ممنهج وشامل قرأته عن القضية الفلسطينية 

أتمنى منكم اذا أعجبكم هذا الكتاب واذا آمنتم بقضيتنا أن تقوموا بنشر معرفتكم هذه لجميع معارفكم

وفي حال وجود اي سؤال او رأي تودون طرحه أرجو أن تعلموني

ولكم مني جزيل الشكر


أيمن أبو لبن

السجين اكس



  ما هي قصة عميل الموساد والذي يطلق عليه "السجين اكس" ؟

     في عملية اغتيال القيادي الفلسطيني "المبحوح" في دبي بداية عام 2010 ، قام عملاء الموساد باستخدام جوازات سفر استرالية "رسمية" للدخول الى دبي، وكانت الموساد قد استخدمت جوازات سفر كندية قبل ذلك في محاولة اغتيال مشعل -الفاشلة- في عمان في التسعينات. من الواضح ان حكومة اسرائيل لا تأبه بأي مشاكل ديبلوماسية قد تحصل لها جراء استخدامها لجوازات سفر أجنبية في عمليات التصفية التي تقوم بها، أو بأي مشاكل قد تحصل لها مع البلاد التي يتم استخدام اراضيها لتنفيذ هذه العمليات ، ولكنها تلقت ضربة ديبلوماسية هذه المرة نتيجة استخدامها جوازات سفر استرالية .

  بن زيغير " العميل اكس " هو يهودي استرالي كان يعمل في استراليا تحت غطاء مكتب قانوني وهمي ، ويمارس نشاطات استخباراتية لصالح الموساد ، كشفته المخابرات الاسترالية وقررت ان تنتقم من الموساد الاسرائيلي ، كردة فعل على استخدامها جوازات سفر استرالية في تصفية البحبوح. قررت المخابرات الاسترالية ، كشف الهوية السرية لهذا العميل للصحافة ، عن طريق تسريب معلومات مخابراتية سرية عن نشاط هذا العميل الموسادي لأحد الصحفيين.

    قام هذا الصحفي بالاتصال المباشر مع العميل بن زيغير ، ولا نعلم حتى الآن طبيعة المعلومات التي حصل عليها ، ولكن الموساد علم بالأمر ، وقام على الفور باعتقال بن زيغير ، وايداعه السجن نهاية عام 2010 ، وتم وضعه في عزل انفرادي مع عدم كشف اسمه الحقيقي ، حيث تم الاشارة اليه ب "السجين اكس" ، ووضع في زنزانة تخضع لمراقبة الكاميرات على مدار الساعة،  بعد أن تم اتهامه بالخيانة العظمى  ، وافشاء أسرار الدولة .

  السجين اكس تم العثور عليه مشنوقاً في زنزانته في ظروف غامضة بعد أشهر قليلة من اعتقاله ، برغم كل الاجراءات الأمنية المشددة والمراقبة على مدار الساعة !!!!

  الجميل في الموضوع ، أن الحكومة الاسترالية وبعد أن قامت ب "حرق" ورقة هذا العميل وفضحه في الصحافة ، توجهت للحكومة الاسرائيلية بطلب معلومات رسمية عن الظروف الغامضة لاعتقال و مقتل مواطن استرالي في السجون الاسرائيلية !! مما دفع اسرائيل الى فتح تحقيق في قضية السجين "X" التي تشغل أروقة الصحافة الاسرائيلية هذه الأيام .

  حقيقة أني أستمتع بهذه القصص المخابراتية عندما تطفو للسطح ، ولكن الصفعة الاسترالية للموساد ما أسعدني في هذه القصة ، وما زاد سعادتي هي الطريقة الديبلوماسية الباردة في توجيه هذه الصفعة.   

أيمن أبو لبن
18-2-2013
   

الاثنين، 11 فبراير 2013

أحاديث تشومسكي


تحدث "ناعوم تشومسكي" _المفكر الأمريكي المعروف_ كثيراً في الفترة الأخيرة ، عن الثورات العربية وعن الدعم الامريكي لكافة الديكتاتوريات في منطقتنا ، ليس هذا وحسب بل وفي العالم كله . وتحدث أيضا كيف تقوم امريكا ، بدعم أنظمة الحكم الديكتاتوري الحليفة لها ، ولكنها قد تضطر أحيانا ، الى استبدالها بأنظمة أخرى ، اذا ما اضطرت الى ذلك .

أنا شخصياً أرى هذا النهج واضحاً تماماً و بدون اي رتوش ، قد يفهم البعض كلام "تشومسكي" بمنحى آخر ، ويقوم باسقاط نظرية المؤامرة عليه ، ولكن الحقيقة ان أمريكا لم تدعم الثورات العربية اطلاقا ، امريكا حاولت فقط تجييرالنتائج لمصلحتها ، وحاولت التأثير على مجرى هذه الثورات ، وما حصل في مصر هو اكبر دليل على ذلك .

امريكا حاولت منذ البداية اقالة مبارك ، وتسليم الحكم الى المجلس العسكري ، وهذا ما حصل ، وبعد ذلك حاولت تلميع بعض الوجوه ، منها من كان مُعارضاً ومنها من كان أحد أركان نظام مبارك ، وبدات بالمفاضلة بينهم ، تمهيداً لاستلام الحكم ، مع استبعاد الاخوان وارضائهم بأغلبية مجلس الشعب ، والبلديات ... الخ ، ولكن السحر انقلب على الساحر ، ووصل الاخوان الى الحكم ، وما يحصل الآن في مصرهو محاولة اعادة ضبط الأمور من قبل الادارة الامريكية .

يخطىء من يظن ان امريكا سترضى يوماً بحُكم الاخوان او بحكم اي تيار اسلامي ، مهما كان هذا التيار معتدلاً او وسطياً ، ومخطىء من يظن أن امريكا تؤيد أقامة حكم ديمقراطي في بلادنا وعلى الأخص البلاد النفطية او البلاد التي لها تأثير على أمن اسرائيل.

ما يحصل من ثورة مضادة في مصر هو مخطط امريكي ، صحيح أن بعض القوى المدنية (أقول البعض منها) لها بالفعل مطالب اصلاح حقيقية لمسار الثورة ، واعتراضات منطقية على نهج الاخوان في الحكم ، ولكن التيار العام الذي يقود شحن الناس ، ويحظى بتغطية قانونية وقضائية وسياسية ، بل ويحظى بدعم رجال الأعمال هناك ، تحت غطاء اعلامي ضخم ، تم تكريسه فقط من أجل هذه الغاية ، هذا التيار لا يخدم سوى مصلحة امريكا واسرائيل في افشال الثورة المصرية والعودة الى النظام السابق ولكن بوجوه جديدة.

انا لا أقول أن الاخوان على حق في كل ما فعلوه ، أو انهم لم يخطئوا في بعض القرارات والسياسات ، ولكني اقول اننا نفتقد للمعارضة الوطنية السليمة ، وأقول أيضاً أن الأصوات التي تعلو الآن في الساحة المصرية أصوات غير بريئة ، خلطت الحابل بالنابل ، وأدت الى تغييب مبدأ الحوار بين القوى السياسية المختلفة ، وتمارس فعلياً ما يُعرف ب "ديكتاتورية الأقلية".

وعلى نفس المنوال ما يحصل في سوريا ،على ارض الواقع هناك . امريكا كانت وما تزال على ثقة تامة بأن سقوط النظام الحاكم في سوريا سيضر بمصلحتها وبمصلحة اسرائيل ، وكان المخرج الوحيد هو ايجاد نظام بديل يخدم مصالحها ، أو الابقاء على النظام الحالي مع اجراء بعض الاصلاحات التجميلية ، وتقديم بشار ككبش فداء ، وعندما فشلت امريكا في ايجاد البديل المناسب ، وعارض الحلف الروسي تنحي الأسد ، قررت امريكا (ومن يدور في فلكها) ان تضع البلاد في آتون حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر ، بحيث تضمن ان اي نظام قادم يأتي من بعد الأسد لن يكون بمقدوره النهوض من مستنقع الوحل هذا ، وسيبقى غارقاً في مشاكل البلاد الداخلية ، و خاضعاً للغرب اقتصادياً نتيجة المديونية وبرامج اعادة الاعمار ، وبالنتيجة سيكون تابعاً لامريكا في كافة قراراته السياسية والسيادية .

هذه هي المؤامرة الحقيقية كما أراها انا .

أرى واجباً علي أن اتكلم بصوتٍ عالٍ وأستنهض همّة المثقفين "المحايدين" من أمتنا، لبلورة و تكوين وجهة نظر موحدة تخدم مصالح الشعوب . بالمختصر المفيد ، افشال الاخوان والحركات الاسلامية في بلاد الثورات العربية وباستخدام المواجهات والعنف والردح السياسي ، كما يحصل حالياً ، بدلاً من الحوار والاحتكام الى الوسائل الديمقراطية للتعبير ، لا يخدم سوى مصالح امريكا ، كما أن بقاء نظام الأسد واستمرار الحرب الأهلية هناك لا يخدم سوى مصالح امريكا واسرائيل في المنطقة.


دورنا ان ننتقد الأنظمة القائمة حاليا من خلال الوسائل الديمقراطية ومن خلال المعارضة الوطنية البناءة ، مع التشديد على استمرار نهج التغيير وتطهير مؤسسات الدولة من رموز الأنظمة البائدة في كافة بلاد الثورات العربية ، واستمرار عمليات اعادة بناء هذه المؤسسات من جديد ، وعلى رأسها أجهزة القضاء والاعلام والمؤسسة العسكرية .


أيمن أبولبن


9-2-2013



روابط ذات صلة :


http://en.wikipedia.org/wiki/Noam_Chomsky


https://www.youtube.com/watch?v=_KL9c7g3OGk



الخميس، 10 يناير 2013

القلق من الاسلاميين، لماذا ؟



   تعرضت حركاتُ الاسلام السياسي في منطقتنا العربية للتهميش خلال العقود ِالأخيرة، ولم يُعطَوْا الفرصةَ الكاملةَ للمشاركةِ في العملية ِالسياسيةِ، سواءً في التمثيلِ الحكومي أو الرئاسي في أيّ من دولنا العربية، مما وضع َهذه الحركات في قالب " المعارضة " بشكلٍ شبه دائم .
  بعد ثوراتِ الربيعِ العربيّ وجدت هذه الحركات نفسَها بين ليلةٍ وضحاها، تنتقل’من صفوفِ المعارضةِ الى سدّةِ الحكمِ، هذا الانتقال المفاجىء كان مربكاً لمجتمعاتنا، بل ومربكاً لهذهِ الحركات نفسها، حالةُ الارباكِ هذه وعدم الثقةِ المتبادلةِ بين القوى السياسيةِ المدنيةِ و تيار الاسلام السياسيّ تجلّت ووصلت الى ذروتها خلالَ الأحداثِ الأخيرةِ التي شهدتها الساحة المصرية.
   ناقوسُ الخطرِ هذا يضعنا جميعاً أمام َتحد ّغايةً في الأهميةِ، فاما أن نغتنمَ هذه الفرصةِ التاريخية للنهوضِ من جديد، واستكمال مشوار الثورات ِالعربيةِ والتقدم باتجاهِ البناءِ وترسيخ مبادىء الحريةِ والعدلِ والمساواة، ومن ثم بناء مؤسساتِ الوطن، أوالوقوع من جديد في فخّ الطائفيةِ والمصالح الفئوية "وكأنك يا ابو زيد ما غزيت" .

ولعلَ النقطةَ الأولى التي تتبادر’ الى الأذهانٍ هي التساؤلِ عن حقيقة مشاعر القلق والتخوّفِ من وصولِ حركاتِ الاسلام السياسيّ الى الحكم . لماذا نخاف’ منَ الاسلاميين ؟ وهل الاسلام السياسي ّيقبل’ الآخر أم أنه’ يتفرّد’ في السلطةِ ؟ هل الاسلام السياسي غالباً ما يعتمد’ على العنفِ ؟

   لو راجعنا تاريخَ الاسلامِ السياسيّ في المنطقةِ لوجدنا أن حركاتَ الاسلامِ السياسيّ لم تقم بأي ثورة ٍمسلحةٍ او أيّ انقلابٍ عسكري ضدَ أي نظامِ حكمٍ، فهيَ لم تستعمل القوةَ للوصولِ الى الحكمِ، على العكسِ من ذلك، كانت هذه الحركات الكاسبَ الأكبر في كل انتخاباتٍ حرة ٍونزيهةٍ تم اجراؤها في أيّ بلد ٍعربيّ من المحيط ِالى الخليج، قبلَ الثوراتِ العربيةِ وبعدَها.
   في عام 1989 وبعد الانتفاضةِ الشعبية ِفي جنوبِ الأردن، حصلت حركةُ الاخوانِ المسلمين على ربعِ مقاعد البرلمان، كما حصلَ عدّة ’اسلاميين مستقلين على عددٍ لا ِبأسَ به من المقاعدِ  النيابيةِ، مما سمحَ بتشكيلِ جبهة معارضةٍ قويةٍ داخلَ البرلمان، أدى هذا التوازن في النهايةِ الى تشكيِلِ حكومةٍ وطنيةٍ تضم’ الحركةَ الاسلاميةَ لأول ِمرة. وبدلاً من ان تكونَ هذه الانتخابات خطوةً أوليّة في طريق ِالديمقراطية، تليها خطواتٌ جريئةٌ لاثراءِ الحركةِ السياسيةِ والدفع ِباتجاه ِبناءٍ مؤسّساتيّ حزبيّ للدولة، تم ّاجهاضُ المشروعِ الديمقراطيّ في البلادِ، بتعديل قانون الانتخاب الى قانون الصوتِ الواحد، بل وتعداها الى تزويرٍ لنتائج الانتخابات، مما دفع بالحركة الاسلامية الى الانسحاب من الانتخابات في عدة مناسبات، لتبقى ذكرى انتخابات 89 في الأذهانِ على أنها الانتخابات النزيهة الوحيدة التي جرت في الأردن .
   في بدايةِ التسعينات وبعد انتفاضةٍ شعبيةٍ في الجزائر، فازت جبهة ’الانقاذ ِالجزائريةِ بأغلبيةٍ مطلقة ٍفي الانتخاباتِ التشريعية، تعبيراً عن رغبةِ الشعب بالتغيير "السلمي ّ" للنظامِ، وبدلاً من احترام ِارادة الشعب قامَ النظامُ الجزائريّ بمساعدة ِالجيش، بالغاءِ الانتخابات وحلّ جبهة ِالانقاذ، مما أدى لاحقاً الى أعمالِ عنفٍ جعلت البلادَ مفتوحةً على كل ِانواع الميليشيات المسلحة، حيث’ دخلت البلاد ’في حربٍ أهليّةٍ عرفت ب " العشريّة السوداء"، ومما يُذكر أن النظامَ الجزائريّ نفسه’ قامَ باستخدامِ بعضَ المرتزقة ِللقيامِ باعمالِ عنفٍ وقتلٍ وترويعٍ للناسِ باسمِ الجماعاتِ الاسلاميةِ .
   وفي مصرَ تعرّضَ الاخوان المسلمون على مدارِ سنواتٍ طويلةٍ لحملةِ ملاحقاتٍ أمنية ومضايقاتٍ سياسية وحملاتِ اعتقالٍ وسجن ٍوتعذيب، حتى أن النظام تآمر على اغتيال مؤسس الجماعة "حسن البنا"، كما تم حظر "الجماعة" من ممارسة العمل السياسي، وتعرضت الجماعة لحملةٍ اعلاميةٍ بشعة استهدفت تشويهَ صورةِ الاسلاميين عموماً، واتهامهم بالتطرّفِ والعمالةِ ولهثهم وراءَ المالِ والمناصب والتجارة بالدين من أجلِ الوصولِ الى منافعهم الخاصةِ والشخصيةِ .
ومن الطريف أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال جميع أفراد "الجماعة" بعد اغتيال البنا مباشرة، فخرجت جنازتهُ تُشيّعُها النساء !! بالاضافة الى والده وصديقٍ مسيحي .
   في فلسطين، فازت "حماس" بأغلبيةٍ مطلقة ٍفي الانتخاباتِ التشريعية ِعام 2006، وهي أول’ انتخاباتٍ تشريعية ٍتخوضها حماس، وكان انتصار’ حماس وتفوقها على "فتح" الحركة الأم مفاجأةً للجميع حتى لحماس نفسها. صدمةُ الخسارة ِأدّت الى انسحابِ فتح من الساحةِ السياسيةِ ورفضها دخولَ حكومة ٍوطنيةٍ تحتَ ظلّ حماس. وجدت حماس نفسها أمام َاختبارٍ حقيقي، فهيَ لا تحظى بتأييدٍ دوليّ ولا حتى عربيّ، ولا يوجد’ لديها قنوات اتصال ٍمع اسرائيل عدا عن أن الأجهزةَ الأمنيةَ جميعها في قبضة فتح، ناهيك عن انقطاع المساعدات المالية، وكانت النتيجة’ الحتميّة فشلَ حماس، وانقساماً فلسطينياً حاداً، ما زلنا نعاني من نتائجه لغاية الآن، ليس هذا وحسب بل ان بعض الأنظمة العربية وبالتواطؤ مع اسرائيل ساهموا بمحاصرة حماس في غزة واسقاط شرعيتها .
  
هذه التجارب القليلة في المنطقة، تؤكّدُ أنّ جميعَ الأنظمةِ العربيةِ تخشى من الاسلاميين، ومن التعبيرِ الحرّ لارادةِ الشعوب، ولكن من المؤسفِ أن الاعلامَ النمطيّ والموجّه الذي استخدمته معظم الأنظمةِ البائدة ِعلى مدى سنواتٍ طويلةٍ قد نجحَ في تأليبِ مشاعرنا نحنُ ضدّ حركات ِالاسلام السياسيّ، ونجحَ في ايجادِ حالة ٍمن القلقِ في صفوفِ الحركاتِ المدنيةِ للمجتمع، وحالة توجسٍ ورهبةٍ من وصولٍ هذهِ الحركات الى سدةِ الحكمِ، ناهيكَ عن عدم تقبل التيار العلماني اليساري و رفضهم التام للحوارِ والتواصل مع هذه الحركات .
   حالةُ القلقِ والخوف هذه، عزّزتها الذكرياتُ المؤلمة والمتعلقةَ بالجماعاتِ اليمينيةِ المتطرّفة أو ما يعرف بجماعات الاسلام الأصوليّ، خصوصاً بعد ما عانيناهُ جميعاً من التجربةِ الجهاديةِ في أفغانستان، وما وصلت اليه الأمور تحتَ شعار "الحرب’ على الارهاب" .
  
حركات الاسلام السياسي الآن على المحك، و نحن’ الآَن أماَم مسؤوليٍةٍ تاريخيٍة أفراداً و جماعات، تتمثّل في عبور هذه المرحلة الصعبة من تاريخ هذه الأمة. فشَلُ الأنظمِة الحاليِة التي جاءت بعد الربيِع العربي أو نجاحُها سواءً كانت من التيار الاسلامي أو أي تيارٍ آخر هو منوطٌ بنا جميعاً، فالنجاح نجاحٌ للجميع والفشل’ هو فشلٌ للجميع .
   ما زال َالطريقُ طويلاً لنحكم على مسيرتهم، ولكن علينا ان نعطيهم الفرصة أولاً، وأن نتعاون معهم من أجلِ انجاح هذه المرحلةِ والانتقالِ الى مرحلة الاستقرار في هذه ِالبلاد، لا أن نعيدَ تجاربَ الماضي التي ذكرناها آنفاً، نريدُ أن نكونَ منصفين مع هذه الحركات، ونريد’ ان يُنصفهم التاريخ وأن يُسجّل ما لهم وما عليهم دون زيادةٍ أو نُقصان، لن نقبلَ منهم تجاوزاً، ولن نرضى بأن يعودوا بنا الى الوراء، ولكن علينا اولاً أن نتقبّلهم ونعترف بشرعيتهم وأحقيتهم في الحكم  ووصولهم الى ما وصلوا اليه، وأن نعترفَ بالقاعدةِ الجماهيريةِ الكبيرةِ التي يتمتعون بها، وبالعملِ المؤسّسيّ الكبير الذي قدموهُ خلال سنواتٍ طويلة، بالرغم من استهدافهم من قِبَلِ كلِّ الأجهزةِ الأمنيةِ والمخابراتية. ولكي نكون منصفين علينا ان نكون بعيدين عن التأييد الأعمى، وعن المعارضة من أجل المعارضة .
  
  وفي النهايةَ، ألم نطالب بالحرية ِواحترام ِالرأيّ وقَبِلنا بالتعدّدية ِواحترام ِالآخر ؟! فلماذا نستثني هذه الحركات من حرية ِالرأيّ والتعبير وممارسةِ الحكم !؟
   هذه دعوة للخروج من قوقعة الخوف والقلق التي تغلّفنا، هي دعوة للانفتاح نحو هذه الجماعات ضمن نطاق اللعبة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على احترام الحريات العامة والحقوق المدنية للمجتمع، بما يضمن مشاركة كافة أطياف المجتمع في التجربة الديمقراطية الجديدة التي نعيشها، والتي لا تزال حديثة العهد وناشئة في دولنا العربية .

أيمن أبولبن
10-1-2013

الأربعاء، 9 يناير 2013

سوريا ومحاربة الارهاب



  
بعد أحداث سبتمبر ، قام الرئيس بوش والحكومة الامريكية باتخاذ خطوات غير مسبوقة لمحاربة "الارهاب" ، ونظرا لعدم تماشي هذه الخطوات مع حقوق الانسان ومع القوانين الامريكية في هذا الشأن ، تم التعاون مع بعض الدول "الصديقة" للقيام باعتقال عدد من المشتبه بهم ، والتحقيق معهم واستخدام كافة صنوف التعذيب للوصول الى اي معلومة قد تفيد في مسعاهم لمحاربة "الارهاب" ، ولنفس الغاية تم انشاء واستخدام سجن غوانتانامو على اراض غير امريكية.

   اللافت في الموضوع ، أن بلداً مثل سوريا ، تدّعي أنها من دول الممانعة والمقاومة وأنها ضد المشروع الامبريالي الامريكي في المنطقة ، تقوم بالتعاون مع امريكا في هذا المجال !! وفي المقابل تقوم الولايات المتحدة بغض الطرف عن ممارسات التعذيب الممنهجة التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه ، ويتم تجاهل عدد كبير من التقارير الرسمية والحقوقية التي تشير الى عدة وقائع مثبتة وتم التحقق منها في هذا الموضوع .

 هذا هو ملخص لتحقيق قام به الاعلامي يسري فودة عام 2008 ، يتحدث فيه عن تجربة اثنين من المعتقلين السوريين في امريكا وكيفية نقلهم الى سوريا وتعذيبهم هناك ، واطلاق سراحهم بعد عامين ، تخيلوا عامين كاملين !! بدون تهمة وبدون محاكمة وبدون قضية ولا حتى دلائل ، وبعد اطلاق سراحهم ، يعتذر احد الألوية في الجيش السوري عما حصل لهما ، ويقول: علينا ان نتعاون مع الامريكان مشان ما يقولو عنا انو ما عم بنحارب الارهاب !!!

  بالنسبة لي أنا غير متفاجىء ، وأعلم أكثر من ذلك عن حقيقة النظام السوري ، يكفي أن النظام السوري تآمر على احتلال العراق ومهّد الطريق لايران للسيطرة عليه ، عبر الاتفاق مع امريكا واستقدام جيوش امريكا وحلفائها الى المنطقة . ولكني أنقل هذا الخبر للذين ما زالوا يشكون ويشككون في حقيقة الثورة السورية ، وحقيقة النظام السوري وعمالته للمخابرات الامريكية . 
ايمن ابولبن
9-1-2013
رابط ملخص البرنامج الوثائقي الذي بث عام 2008

http://www.youtube.com/watch?v=1J46LltQjzQ


الاثنين، 7 يناير 2013

خطاب الأسد ولقاء الخميني




قبل عدة سنوات شاهدت لقاءً صحفياً مع أحد الاعلاميين الأجانب ، تحدث فيه عن أغرب لقاء صحفي في حياته ، كان هذا اللقاء مع الامام الخميني أبان الثورة الاسلامية ، يقول انه حين طرح سؤاله الأول جاءته الاجابة عبر المترجم مختلفةً تماماً عن مضمون السؤال ، مما أثار حيرته ودفعه للتأكيد على المترجم بضرورة اعادة طرح السؤال ، ولكن المترجم أكد له انه نقل السؤال حرفياً. ومع كل سؤال كان يطرحه كانت تأتيه اجابة لا تمت للسؤال بأي صلة !! وهكذا دواليك  
 في نهاية المقابلة ، توجه الصحفي الى الخميني وقال له ، أنت لم تجب عن اي سؤال سألته ، واعطيتني أجوبة لا تمت بصلة الى أي موضوع طرحته عليك ، فكيف تتوقع مني أن أنشر هذا اللقاء !!؟؟
  فأجابه الخميني قائلا ، لقد اعطيتك عشرة أجوبة ، هذه هي المواضيع التي أريد التحدث عنها ، عليك أنت ان تقوم بايجاد الاسئلة المناسبة !!!
تذكرت هذه القصة وانا أتابع جانباً من خطاب الأسد بالأمس ، من الواضح ان كاتب هذا الخطاب ما زال يعيش في حقبة "الأمام الأوحد" ، حيث أنكر كل الوقائع على الأرض ، وأراد ايصال رسالة واحدة الى الشعب السوري ، لا تحقق طموحات واحلام هذا الشعب ولا تمت بصلة الى حقيقة ما يحصل في سوريا :
هذا هو المستقبل الذي نقبله لكم ، وعليكم انتم ان تتأقلموا مع هذه الحقيقة !!!
أيمن أبولبن
 7-1-2013

الأحد، 6 يناير 2013

قرار عضوية فلسطين



الى أصدقائي الأعزاء الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم بخصوص قرار عضوية فلسطين الأخير انا في المجمل وبشكل عام معكم وأؤيد وجهة نظركم بخصوص فلسطين التاريخية ، ولكن لدي بعض الملاحظات :
·         القرار الأخير يعترف بدولة فلسطين بعد ان كانت اراضي محتلة او منطقة نزاع
·         القرار الأخير يعطي دولة فلسطين صفة مراقب
·         تعريف دولة فلسطين وحدودها لا علاقة له بهذا القرار
·         حدود فلسطين المتفق عليها (حل الدولتين)  موجودة في اتفاقية اوسلو المنبثقة عن قرارات الأمم المتحدة وليس في هذا القرار
·         اتفاقية اوسلو اعزائي موجودة منذ عام 1994 اي منذ 18 عام !!!
·         مش معقول يا اصدقائي نبدي استيائنا الآن من حل الدولتين بعد قرار التصويت مباشرة ، علما بانه لا رابط بينهما
اتفق معكم انو ما في شي واو صار مشان ننبسط او نفرح عليه ، بس بلاش نكسر المجاديف !! ولا شو رايكم

أيمن أبولبن
6-1-2013